دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بات الجميع يعرف أن تنظيم داعش هو تنظيم إسلامي راديكالي نشأ مرتبطاً مع تنظيم القاعدة ومن ثم انفصل عنه. ويعرف عن عناصره أنهم يستخدمون العنف والإرهاب كأدوات لوضع سياستهم موضع التنفيذ. وقد رأينا خلال فترة السنوات الثلاث الماضية في سوريا قطع الرؤوس واستخدام أساليب التعذيب الفظيعة وإشهار هذه الأساليب للجميع.
هذه العصابات كانت تتلقى دعمها من تركيا:
خلال فترة زيارتي إلى كردستان سوريا (روجآفا), كان اسم داعش يتردد مع كل خطوة أخطوها. كان معبر تل كوتشير الذي يربط الموصل مع الرابية قد حررته قوات الاتحاد الديمقراطي (الكردي) للتو من أيدي تنظيم داعش.وفي كل حديث مع أكراد سوريا وفي كل حوار كانوا يرفقون كلمة "تركيا" أو "أردوغان" عندما كانوا يذكرون داعش. وبالإضافة لداعش هناك جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
عندما سألت بافي طارق الذي نزلت ضيفاً في بيته: «تنظيم داعش والنصرة...» فقاطعني وقال لي: «رجب طيب أردوغان!». ثم أكمل: «نحن وحدات الحماية الشعبية (الكردية) "YPG" قبل أن نسيطر على سيريكانيه (رأس العين), كان تنظيم داعش والعصابات الإسلامية الراديكالية تدخل وتخرج إلى سيريكانيه كيفما أرادوا. كانت هذه العصابات تتلقى كل أنواع الدعم من تركيا في مواجهة الأكراد ووحدات الحماية الشعبية.وكان المصابون يتلقون العلاج في تركيا. بعدها نحن ربحنا المعركة ورفعنا رايات YPG. فقام الجانب التركي بإغلاق الحدود. لماذا هذا العداء تجاه الأكراد؟».
أضاف آخر: «دع داعش والنصرة يعبرون الحدود. أدخلهم إلى روج آفا. قدم لهم المساعدة. حارب الأكراد بواسطتهم. ثم عندما يهزمون اسحبهم مرة أخرى إلى أراضيك وعالجهم وأغلق الحدود... هل هذه إنسانية؟».
أهم جبهات المواجهة الكردية مع داعش هي؛ جيزه, تل حميشي, تل برّاق, الحسكة المركز, مبروكة, وريف حلب.
العلاقة الحميمة مع المنظمات الراديكالية الإسلامية:
كما قلت أن اسم تنظيم داعش وجبهة النصرة كان يرافقنا خطوة بخطوة. ولكن هناك حقيقتين يجب أن ندركهما: أولاً: علاقة أنقرة مع التنظيمات الإسلامية الراديكالية التي تحارب في سوريا. ثانياً: حقيقة أن رجب طيب أردوغان دعم وساعد تنظيم داعش وجبهة النصرة في الماضي ليستخدمهم الآن ضد نظام الرئيس الأسد من جهة وضد أكراد روج آفا من جهة أخرى.
طبعاً هذه التحليلات ليست خاطئة, حيث نذكر الاجتماع المصغر الذي جرى في البيت الأبيض بين أردوغان وأوباما عندما تناولا موضوع علاقة تركيا مع تنظيم داعش وجبهة النصرة. ولكن نلاحظ أن أنقرة وضعت مسافة بينها وبين تنظيم داعش والنصرة في الآونة الأخيرة. ولكن أعتقد أن هذه سياسة متأخرة. ذلك أن الأحداث الأخيرة في موصل هي ترجمة واضحة لهذه الحقائق.
تساؤلات:
بعد كل ذلك يقوم تنظيم داعش, الذي استخدمه أردوغان ضد الرئيس السوري بشار الأسد وضد الأكراد, بالسيطرة على مدينة موصل البالغة 3 ملايين مواطن وتقتحم القنصلية التركية فيها وتأسر القنصل التركي ومعه 48 دبلوماسياً تركياً بالإضافة لأخذهم 31 سائقاً تركياً رهينة.
بعد كل هذه التطورات يخطر على البال تساؤلات كثيرة وأهمها؛ ماذا ستفعل تركيا؟
ما هي المساومات التي ستجريها داعش مع الحكومة التركية من أجل إخلاء سبيل الرهائن الأتراك؟
إذا قامت تركيا بعملية عسكرية ضد داعش, هل تملك داعش القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية مثل تفجير الريحانية؟
هل داعش قادرة على إلحاق الأذى بتركيا إذا تعادت مع الدولة التركية؟
كيفما نظرتم سترون النار المشتعلة في جنوبنا والتي تقترب نحونا شيئاً فشيئاً. وسترون فشل السياسة الخارجية التركية وخصوصاً في سوريا. لنرى إذا كانت أنقرة ستستمر بسياستها الفاشلة تجاه سوريا والتي أثبت فشلها مؤخراً في أحداث الموصل.
(حسن جمال – موقع: T24)
اما أحمد هاكان في صحيفة حرييت فرأى أن هناك 9 حقائق و تأثيرات لداعش على رئيس الوزراء التركي أردوغان وهي:
أولاً: تركيا لم تأخذ داعش على محمل الجد
إن الدولة التركية التي طالما حلمت بالإطاحة بالأسد, لم تأخذ داعش على محمل الجد. بل غضت النظر عن المساعدات التي قدمت لها إن لم تساعدها بشكل مباشر. لاحقاً أدركت حجم المصيبة التي تواجهها ولكن تأخر الوقت جداً. تأخر الوقت لدرجة أن داعش تمكنت من السيطرة على مدينة الموصل العراقية.
ثانياً: نحن ضمن متاهة
إن الحكومة التركية في حالة عجز أمام تنظيم داعش بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. حتى لو تعاونت مع الحكومة العراقية... فعلاقاتها مع المالكي سيئة. حتى لو تعاونت مع الأكراد... فستتأثر بالحساسية بين البرزاني والـPYD. حتى إذا دخلت الحرب... فليس معروف كيف ستخرج. حتى لو قالت نفس ما يقوله الغرب... فهي ليس متفقة معهم. إذا قالت أنها "عمق استراتيجي"... واضح الحالة التي وصلت إليه وهي تقول ذلك. أي أنها بمتاهة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
ثالثاً: انهيار دبلوماسي
قال وزير الخارجية التركي داوود أوغلو: «نحن نتابع التطورات الجارية في العراق خلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية عن قرب. اتخذنا الإجراءات الأمنية اللازمة من أجل سلامة قنصليتنا في الموصل». بعد تصريحه هذا بأربع وعشرين ساعة قامت داعش باقتحام القنصلية. ورهن المسؤولون هناك. كان ذلك بمثابة انهيار دبلوماسي كبير سيدخل تاريخ السياسية التركية.
رابعاً: كيف ستكون الحرب
أحب القول للذين ينادون بالحرب, مهلاً! انتبهوا لنفسكم كي لا تتورطوا. تريد الحرب ولكن كيف ستحارب يا رجل؟ أمامك تنظيم بربري بدون مبادئ. هل تعلم مدى العمليات التفجيرية الإرهابية التي ستطال أراضيك إذا دخلت الحرب معهم, لا قدر الله؟
خامساً: من يستطيع إيقاف تنظيم القاعدة
هناك قوة واحدة قادرة على الوقوف بوجه القاعدة وهي التحالف الشيعي. وهذا يدل على أن الطريق الوحيد في العالم الإسلامي للوقوف أمام بربرية تنظيم القاعدة هو الحافز الشيعي. إذا ما كانت الميزة المذهبية في الواجهة لن تتواجد قوة قادرة على إيقاف تنظيم القاعدة. فمن يستطيع أن لا يتعذب ضميره أمام وضع العالم الإسلامي هذا؟
سادساً: ستصبح مشكلة تركيا الداخلية
إلى حد هذه اللحظة كان تنظيم داعش مشكلة حقيقية بالنسبة للأكراد. بعد حادثتي موصل وكركوك بات داعش مشكلة حقيقية بالنسبة لتركمان المنطقة أيضاً. سترون؛ إذا ما تغير الوضع على ما هو عليه ستتحول داعش إلى مشكلة للسياسة الداخلية في تركيا. الخطورة كبيرة جداً.
سابعاً: كيف هو الحال في رئاسة الوزراء
منذ فترة هناك حديث ضمن جناح معين في حزب العدالة والتنمية يثير فكرة أهمية أن يصبح وزير الخارجية التركي داوود أوغلو رئيساً لوزراء تركيا. الآن بعد سيطرة داعش على موصل بقيت هذه الفكرة من الماضي.
ثامناً: الإسلاميون في موقف صعب
من يبنون سياسات باسم الإسلام في العالم أصبحوا بعد النصر الأخير للقاعدة في مأزق كبير. ذلك أن من يبنون سياسات باسم الإسلام لم يستطيعوا أن يطوروا اعتراضاً قوياً على تقديم بربرية تنظيم القاعدة على أنها "الإسلام الحق". وهذا جعل فهم الفوارق بين الطرفين أصعب.
تاسعاً: حزب العدالة والتنمية سيتغير
احتلال داعش للموصل واقتحامها مبنى القنصلية التركية فيها سيكون ذا تأثير عميق على حكومة حزب العدالة والتنمية. ستضطر الحكومة إلى إعادة إنتاج خطها السياسي من الزاوية الإسلامية في مواجهة هذا التنظيم البربري الذي يستخدم اسم الإسلام. ماذا ستقول؟ ما الأسلوب الذي ستستخدمه؟ لا أعرف. ولكن أعرف شيئاً واحداً: من الأكيد أن شيئاً ما سيتغير.
المصدر :
الماسة السورية / الجمل
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة