وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أنقرة أمس، رسائل عدة إلى تركيا حول ضرورة وقف دعمها للمسلحين في سوريا، عبر تأكيده خلال اجتماعاته مع نظيره التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أن مكافحة الإرهاب في المنطقة يجب أن تكون أولوية لدى الجميع.

في هذا الوقت، يبدو أن المفاوضين الإيرانيين والأميركيين حول الملف النووي الإيراني استطاعوا، خلال «خلوتهم» في جنيف، تذليل بعض العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي، وذلك بعد تحذير طهران من أن عدم التوصل إلى اتفاق قبل 20 تموز المقبل سيؤدي إلى تمديد المفاوضات ستة أشهر جديدة.

ووجه روحاني، الذي بدأ زيارة رسمية إلى أنقرة على رأس وفد وزاري كبير، تحذيرا مبطنا إلى تركيا من أن عدم الاستقرار في المنطقة لا يخدم أحدا. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول، إن «إيران وتركيا، اكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والإرهاب»، مضيفا إن «عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم أحدا، لا في المنطقة ولا في العالم».

وحول الوضع في سوريا ومصر، اعتبر روحاني انه «من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن، وان يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب وإراقة الدماء والاقتتال الأخوي».

وشدد روحاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان، على أن «أعمال الجماعات الإرهابية في سوريا يجب أن تتوقف فوراً من أجل أن يقرر الشعب السوري مصيره ومستقبله»، مشيراً إلى أنه بارك للرئيس السوري بشار الأسد فوزه في الانتخابات الرئاسية.

واعتبر أن «بعض الدول الغربية نادمة على عدم دعم مبادرة إيران في الأمم المتحدة الداعية إلى مكافحة العنف والإرهاب»، مضيفا: «هناك تنسيق مع تركيا في إطار تفعيل دورها في مكافحة الإرهاب لدعم الاستقرار في المنطقة».

ووقع الطرفان 10 اتفاقيات في مجالات السياحة والاستثمار في البنية التحتية وتصدير الغاز الطبيعي وتطوير التجارة وتوحيد الاتصالات والتعاون في الحملة الدولية لمحاربة الإرهاب. (تفاصيل صفحة 15)

 

لقاء جنيف «النووي»

 

وعُقدت في جنيف «خلوة نووية أميركية ـ إيرانية»، برئاسة كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز. وعقد الاجتماع العلني الأول بين الطرفين من اجل تذليل العقبات التي تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني قبل 21 تموز المقبل، حيث تنفد مهلة الأشهر الستة، ويصبح تمديد الاتفاق المرحلي الموقع نهاية العام الماضي إجباريا، إذا لم يتم الاتفاق على نص نهائي وشامل، يطوي الملف النووي الإيراني.

والمرجح أن ينجز الإيرانيون والأميركيون صيغة أولية، لكسب الوقت، والذهاب إلى الجولة الخامسة من جولات الملف النووي، في فيينا مع روسيا والصين وألمانيا وفرنسا، وفرض ما تم التوصل إليه في الاجتماعات المقررة ما بين 16 و20 حزيران الحالي.

ويفضل الطرفان، لأسباب متباينة التوصل إلى اتفاق نهائي في الأيام المتبقية من مهلة الاتفاق المرحلي، وعدم الاضطرار إلى تمديد اتفاق جنيف، خوفا من التعقيدات التي قد تبرز في فترة التمديد لستة أشهر إضافية يتضمنها الاتفاق نفسه، وبسبب عناصر سياسية داخلية ضاغطة على الطرفين لانجاز نص شامل قبل 21 تموز؛ «إذ رغم استمرار الهوة بين الطرفين، لا يزال الأمل كبيرا بالتوصل إلى اتفاق، قبل الشهر المقبل»، كما قال عراقجي، مضيفا: «كان المؤمل أن يتحقق الاتفاق النهائي في هذه المدة، ودون ذلك لا بد من تمديد اتفاق جنيف لمدة ستة أشهر أخرى لاستمرار المفاوضات».

وقال عراقجي، بعد الاجتماع، إن «الحوار مع الولايات المتحدة جرى في أجواء ايجابية وكان بناء». وأضاف إن «المحادثات ستتواصل غدا (اليوم)».

ودافعت واشنطن عن المحادثات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف إن المحادثات ضرورية بسبب «عدم إحراز تقدم كاف» خلال اللقاءات الماضية، مضيفة إن واشنطن ترغب في «القليل من الواقعية» في هذه المفاوضات.

وتقول مصادر ديبلوماسية إن اجتماع جنيف يأتي بعد سلسلة من الاجتماعات التي كانت تعقد كل أسبوعين، بين مفاوضين إيرانيين وأميركيين، بالإضافة إلى اجتماعات الخبراء من الدول الخمس الأخرى.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-09
  • 11836
  • من الأرشيف

روحاني للأتراك: استقرار سورية مهم لكم

وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أنقرة أمس، رسائل عدة إلى تركيا حول ضرورة وقف دعمها للمسلحين في سوريا، عبر تأكيده خلال اجتماعاته مع نظيره التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أن مكافحة الإرهاب في المنطقة يجب أن تكون أولوية لدى الجميع. في هذا الوقت، يبدو أن المفاوضين الإيرانيين والأميركيين حول الملف النووي الإيراني استطاعوا، خلال «خلوتهم» في جنيف، تذليل بعض العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي، وذلك بعد تحذير طهران من أن عدم التوصل إلى اتفاق قبل 20 تموز المقبل سيؤدي إلى تمديد المفاوضات ستة أشهر جديدة. ووجه روحاني، الذي بدأ زيارة رسمية إلى أنقرة على رأس وفد وزاري كبير، تحذيرا مبطنا إلى تركيا من أن عدم الاستقرار في المنطقة لا يخدم أحدا. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول، إن «إيران وتركيا، اكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والإرهاب»، مضيفا إن «عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم أحدا، لا في المنطقة ولا في العالم». وحول الوضع في سوريا ومصر، اعتبر روحاني انه «من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن، وان يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب وإراقة الدماء والاقتتال الأخوي». وشدد روحاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان، على أن «أعمال الجماعات الإرهابية في سوريا يجب أن تتوقف فوراً من أجل أن يقرر الشعب السوري مصيره ومستقبله»، مشيراً إلى أنه بارك للرئيس السوري بشار الأسد فوزه في الانتخابات الرئاسية. واعتبر أن «بعض الدول الغربية نادمة على عدم دعم مبادرة إيران في الأمم المتحدة الداعية إلى مكافحة العنف والإرهاب»، مضيفا: «هناك تنسيق مع تركيا في إطار تفعيل دورها في مكافحة الإرهاب لدعم الاستقرار في المنطقة». ووقع الطرفان 10 اتفاقيات في مجالات السياحة والاستثمار في البنية التحتية وتصدير الغاز الطبيعي وتطوير التجارة وتوحيد الاتصالات والتعاون في الحملة الدولية لمحاربة الإرهاب. (تفاصيل صفحة 15)   لقاء جنيف «النووي»   وعُقدت في جنيف «خلوة نووية أميركية ـ إيرانية»، برئاسة كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز. وعقد الاجتماع العلني الأول بين الطرفين من اجل تذليل العقبات التي تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني قبل 21 تموز المقبل، حيث تنفد مهلة الأشهر الستة، ويصبح تمديد الاتفاق المرحلي الموقع نهاية العام الماضي إجباريا، إذا لم يتم الاتفاق على نص نهائي وشامل، يطوي الملف النووي الإيراني. والمرجح أن ينجز الإيرانيون والأميركيون صيغة أولية، لكسب الوقت، والذهاب إلى الجولة الخامسة من جولات الملف النووي، في فيينا مع روسيا والصين وألمانيا وفرنسا، وفرض ما تم التوصل إليه في الاجتماعات المقررة ما بين 16 و20 حزيران الحالي. ويفضل الطرفان، لأسباب متباينة التوصل إلى اتفاق نهائي في الأيام المتبقية من مهلة الاتفاق المرحلي، وعدم الاضطرار إلى تمديد اتفاق جنيف، خوفا من التعقيدات التي قد تبرز في فترة التمديد لستة أشهر إضافية يتضمنها الاتفاق نفسه، وبسبب عناصر سياسية داخلية ضاغطة على الطرفين لانجاز نص شامل قبل 21 تموز؛ «إذ رغم استمرار الهوة بين الطرفين، لا يزال الأمل كبيرا بالتوصل إلى اتفاق، قبل الشهر المقبل»، كما قال عراقجي، مضيفا: «كان المؤمل أن يتحقق الاتفاق النهائي في هذه المدة، ودون ذلك لا بد من تمديد اتفاق جنيف لمدة ستة أشهر أخرى لاستمرار المفاوضات». وقال عراقجي، بعد الاجتماع، إن «الحوار مع الولايات المتحدة جرى في أجواء ايجابية وكان بناء». وأضاف إن «المحادثات ستتواصل غدا (اليوم)». ودافعت واشنطن عن المحادثات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف إن المحادثات ضرورية بسبب «عدم إحراز تقدم كاف» خلال اللقاءات الماضية، مضيفة إن واشنطن ترغب في «القليل من الواقعية» في هذه المفاوضات. وتقول مصادر ديبلوماسية إن اجتماع جنيف يأتي بعد سلسلة من الاجتماعات التي كانت تعقد كل أسبوعين، بين مفاوضين إيرانيين وأميركيين، بالإضافة إلى اجتماعات الخبراء من الدول الخمس الأخرى.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة