افتتح في المتحف الوطني بدمشق المؤتمر الأثري الدولي بعنوان ماري بين الشرق والغرب بمشاركة أكثر من أربعين باحثاً من سورية واسبانيا وألمانيا وفرنسا وذلك بمناسبة مرور 75 عاماً على بدء عمليات التنقيب في موقع مملكة ماري شمال شرق سورية.

وستركز جلسات المؤتمر التي تستمر ثلاثة أيام على عدة محاور منها العلاقات الحضارية بين ماري والممالك الداخلية والخارجية والأوضاع الجغرافية والسياسية في المملكة إضافة إلى المعتقدات والفنون والجهاز الإداري ودور المرأة السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها.

وقال الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة إن انعقاد هذا المؤتمر في دمشق أقدم مدينة مأهولة في التاريخ يأتي من أهمية التعريف بحضارة مملكة ماري مثمناً الجهود التي يبذلها الباحثون الآثاريون في هذا المجال ليس من أجل سورية فقط وانما من اجل الحضارة الإنسانية والاستفادة من دروس الماضي من اجل المستقبل.

وأشار الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف إلى أهمية المحاور التي سيطرحها المؤتمر موضحاً أنه سيتم نشر الأعمال المقدمة للندوة في مجلد كبير بهدف وضعها بين أيدي الباحثين والمهتمين.

وقال جاموس إن عمليات التنقيب الأثري بدأت في مملكة ماري منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما زالت مستمرة حتى يومنا مبيناً أن ماري قدمت أهم مكتبة في العالم حيث وصل أرشيفها الملكي إلى عشرين ألف رقيم مسماري تتضمن نصوصاً حول الاقتصاد والمجتمع والسياسية والكلمات المعجمية والتي ساهمت في زيادة معرفتنا بأهمية تاريخ بلاد الشام وبلاد الرافدين.

وأضاف المدير العام للآثار والمتاحف أن هذا المؤتمر مناسبة لافتتاح مركز الزوار في موقع ماري الذي من المقرر الانتهاء من العمل فيه نهاية الشهر الجاري.

بدوره أشار ديدي لاروك المستشار الأول في السفارة الفرنسية في كلمته إلى أهمية تاريخ مدينة ماري وأثره في تعميق الهوية الثقافية لسورية المعاصرة موضحاً أن حضارتي ماري وسورية ذات أثر إنساني مشترك لا يستطيع الإنسان المتحضر اليوم ان يحل مشاكل العصر إلا بالعودة إليه.

مارك غريزينز مدير قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى تحدث عن مرور 75 عاماً على اكتشاف ماري ودورها في تعزيز التاريخ القديم في سورية وأهميته لتاريخ الحضارة العالمية.

وأشار إلى التعاون الوطيد والموثق بين المنقبين الفرنسيين والسوريين في المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف تعزيز أواصر العلاقات الإنسانية والثقافية بين البلدين مضيفاً أن أعمال التنقيب في ذلك الموقع مازالت مستمرة نتيجة التعاون مع المديرية والتي تظهر مدى اهتمام المؤسسات الثقافية ومشاركتها في هذا العمل العلمي المهم لحضارة العالم كله.

وتوقف جان كلود مارغرون مدير الدراسات في المعهد العالي التطبيقي للدراسات العليا في باريس في مداخلته التي جاءت تحت عنوان بين الشرق والغرب عند اهتمام علماء الاثار بموقع مملكة ماري بين عالم ما بين النهرين وعالم سورية موضحاً أن ماري تظهر في الألفية الثالثة وبداية الألفية الثانية كعاصمة لشمال بلاد ما بين النهرين.

وتطرق مارغرون إلى الدراسات الجديدة لمسائل التسلسل التاريخي ذات الصلة بقصور المدينة وأهم المكتشفات الأثرية فيها مشيراً إلى أن هناك مسألتين مهمتين تتطلبان دراسة معمقة في موضوع التسلسل الزمني والوظيفي للقصور الموجودة في مملكة ماري إضافة إلى دراسته مشكلات طبقات المدينة في المملكة.

وخلص الباحث إلى أن المستوى العمراني للمملكة ماري واحد وثبت لمدة اربعة قرون اضافة الى انه لا توجد أي دراسة طبقاتية حقيقية ولا أي تطور محتمل للخزف .

بدوره أشار الباحث خوان لويس مونتيروفينيلوس من جامعة كورونيي في مداخلته بعنوان ثغر الخانوقة.. الحدود السياسية والإقليمية في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد إلى ان أعمال الاستكشاف والسبر التي قام بها الفريق السوري الاسباني أسفرت عن أن منطقة هانوكا كانت مأهولة منذ العصر البرونزي وكان جزء من هذه المواقع مأهولاً في أطوار مختلفة لمدينة ماري كما هو الحال في تل قبر أبو العتيق الذي يشكل جزءاً من مشروع جديد لدراسة كيفية ارتباط مملكة ماري بالعصر البرونزي القديم وخصوصا في حدودها الشمالية إضافة إلى دراسة الحضور الأشوري الوسيط في الفرات الأوسط .

من جانبه استعرض الباحث بياتريس مولر من المركز الوطني للبحوث العلمية في جامعة فيرساي في مداخلته بعنوان مدينة ماري الأولى ميزات الفترة الحضارية الأولى من تاريخ مملكة ماري والشكل الإنشائي للمدينة إضافة إلى الجانب المعماري والنشاط الحرفي الكثيف الذي عرف من خلال وجود أفران الخزف والتجهيزات المتعلقة بأعمال الطين وغيرها .

وينظم المؤتمر المديرية العامة للاثار والمتاحف في سورية والمعهد الفرنسي للشرق الادنى وبعثة ماري الاثرية اضافة الى وزارة الشؤون الخارجية والاوروبية الفرنسية وجامعات فيرساي وجنيف وستراسبورغ.

وتابع المؤتمر جلساته في المتحف الوطني بدمشق بمداخلة للباحث أنطوان سليمان بعنوان تل مبطوح في عصر البرونز القديم أشار فيها الى ان تل مبطوح يقع عند الحدود الشمالية الشرقية لبادية الشام الذي أسس بمسقط دائري حوالي عام 2006 قبل الميلاد اضافة الى تطور تنظيمه المعماري.

وأشار سليمان الى الدور الهام لأعمال التنقيب التي نفذتها البعثة الوطنية في اظهار العديد من الأحياء السكنية التي كان تنظيمها يتصف بالدقة والاتقان والكشف عن مجموعة من القبور الفردية التي تضم أثاثا جنائزيا غنيا.

ولفت الباحث أحمد فرزت طرقجي في مداخلته التي جاءت تحت عنوان تل سكا ومنطقة دمشق في الألف الثاني ان الاعمال الميدانية التي أجريت في تل سكا أدت الى اظهار شريحة طبقية متكاملة تنتمي الى الالف الثاني قبل الميلاد موضحا ان اعمال التنقيب مكنت من الكشف عن بناء ضخم يتميز بوجود باحة تحيط بها مجموعة من الغرف متضمنة لوحات جدارية فيها تصاوير انسانية ومشاهد نباتية بالإضافة الى زخارف هندسية.

واشار طرقجي الى ان الرقم المسمارية المكتشفة حديثا اثبتت وجود علاقة بين تل سكة ومدينة ماري لافتا الى ان هذا الموقع كان محطة رئيسية في الطريق التجارية التي كانت تصل الفرات الأوسط مع شمال فلسطين.

وعرض الباحث كليمنس رايشل من جامعة تورنتو في مداخلته الدراسة الاثرية للسلطة السياسية في أشنونة من فترة أور الثالثة الى الفترة البابلية القديمة مسلطا الضوء على التوازيات في التطور السياسي والايديولوجي وانعكاسها في التركيبات الثقافية المنتجة في تلك الحقبة.

كما ركز الباحث وائل ابو عزيزة من المعهد للشرق الأدنى من عمان في مداخلته التحصينات والمخطط العمراني في ماري على نتائج التنقيب في اربعة مواقع اثرية بوشر العمل فيها منذ عام 2006 والتي افضت الى الكشف عن مختلف مكونات التحصينات والعناصر المعمارية المنزلية في كرهوم الشرقية اضافة الى مقطع طبقاتي لمدينة ماري الشرقية.

واوضح ابو عزيزة ان النتائج الاولية التي تم التوصل اليها من خلال الاعمال التنقيبية تسمح بتوفير عناصر بحثية عن الطبوغرافيا العمرانية لمدينة ماري.
  • فريق ماسة
  • 2010-10-19
  • 12042
  • من الأرشيف

بمشاركة أكثر من 40 باحثاً افتتاح المؤتمر الأثري الدولي حول مملكة ماري

افتتح في المتحف الوطني بدمشق المؤتمر الأثري الدولي بعنوان ماري بين الشرق والغرب بمشاركة أكثر من أربعين باحثاً من سورية واسبانيا وألمانيا وفرنسا وذلك بمناسبة مرور 75 عاماً على بدء عمليات التنقيب في موقع مملكة ماري شمال شرق سورية. وستركز جلسات المؤتمر التي تستمر ثلاثة أيام على عدة محاور منها العلاقات الحضارية بين ماري والممالك الداخلية والخارجية والأوضاع الجغرافية والسياسية في المملكة إضافة إلى المعتقدات والفنون والجهاز الإداري ودور المرأة السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها. وقال الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة إن انعقاد هذا المؤتمر في دمشق أقدم مدينة مأهولة في التاريخ يأتي من أهمية التعريف بحضارة مملكة ماري مثمناً الجهود التي يبذلها الباحثون الآثاريون في هذا المجال ليس من أجل سورية فقط وانما من اجل الحضارة الإنسانية والاستفادة من دروس الماضي من اجل المستقبل. وأشار الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف إلى أهمية المحاور التي سيطرحها المؤتمر موضحاً أنه سيتم نشر الأعمال المقدمة للندوة في مجلد كبير بهدف وضعها بين أيدي الباحثين والمهتمين. وقال جاموس إن عمليات التنقيب الأثري بدأت في مملكة ماري منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما زالت مستمرة حتى يومنا مبيناً أن ماري قدمت أهم مكتبة في العالم حيث وصل أرشيفها الملكي إلى عشرين ألف رقيم مسماري تتضمن نصوصاً حول الاقتصاد والمجتمع والسياسية والكلمات المعجمية والتي ساهمت في زيادة معرفتنا بأهمية تاريخ بلاد الشام وبلاد الرافدين. وأضاف المدير العام للآثار والمتاحف أن هذا المؤتمر مناسبة لافتتاح مركز الزوار في موقع ماري الذي من المقرر الانتهاء من العمل فيه نهاية الشهر الجاري. بدوره أشار ديدي لاروك المستشار الأول في السفارة الفرنسية في كلمته إلى أهمية تاريخ مدينة ماري وأثره في تعميق الهوية الثقافية لسورية المعاصرة موضحاً أن حضارتي ماري وسورية ذات أثر إنساني مشترك لا يستطيع الإنسان المتحضر اليوم ان يحل مشاكل العصر إلا بالعودة إليه. مارك غريزينز مدير قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى تحدث عن مرور 75 عاماً على اكتشاف ماري ودورها في تعزيز التاريخ القديم في سورية وأهميته لتاريخ الحضارة العالمية. وأشار إلى التعاون الوطيد والموثق بين المنقبين الفرنسيين والسوريين في المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف تعزيز أواصر العلاقات الإنسانية والثقافية بين البلدين مضيفاً أن أعمال التنقيب في ذلك الموقع مازالت مستمرة نتيجة التعاون مع المديرية والتي تظهر مدى اهتمام المؤسسات الثقافية ومشاركتها في هذا العمل العلمي المهم لحضارة العالم كله. وتوقف جان كلود مارغرون مدير الدراسات في المعهد العالي التطبيقي للدراسات العليا في باريس في مداخلته التي جاءت تحت عنوان بين الشرق والغرب عند اهتمام علماء الاثار بموقع مملكة ماري بين عالم ما بين النهرين وعالم سورية موضحاً أن ماري تظهر في الألفية الثالثة وبداية الألفية الثانية كعاصمة لشمال بلاد ما بين النهرين. وتطرق مارغرون إلى الدراسات الجديدة لمسائل التسلسل التاريخي ذات الصلة بقصور المدينة وأهم المكتشفات الأثرية فيها مشيراً إلى أن هناك مسألتين مهمتين تتطلبان دراسة معمقة في موضوع التسلسل الزمني والوظيفي للقصور الموجودة في مملكة ماري إضافة إلى دراسته مشكلات طبقات المدينة في المملكة. وخلص الباحث إلى أن المستوى العمراني للمملكة ماري واحد وثبت لمدة اربعة قرون اضافة الى انه لا توجد أي دراسة طبقاتية حقيقية ولا أي تطور محتمل للخزف . بدوره أشار الباحث خوان لويس مونتيروفينيلوس من جامعة كورونيي في مداخلته بعنوان ثغر الخانوقة.. الحدود السياسية والإقليمية في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد إلى ان أعمال الاستكشاف والسبر التي قام بها الفريق السوري الاسباني أسفرت عن أن منطقة هانوكا كانت مأهولة منذ العصر البرونزي وكان جزء من هذه المواقع مأهولاً في أطوار مختلفة لمدينة ماري كما هو الحال في تل قبر أبو العتيق الذي يشكل جزءاً من مشروع جديد لدراسة كيفية ارتباط مملكة ماري بالعصر البرونزي القديم وخصوصا في حدودها الشمالية إضافة إلى دراسة الحضور الأشوري الوسيط في الفرات الأوسط . من جانبه استعرض الباحث بياتريس مولر من المركز الوطني للبحوث العلمية في جامعة فيرساي في مداخلته بعنوان مدينة ماري الأولى ميزات الفترة الحضارية الأولى من تاريخ مملكة ماري والشكل الإنشائي للمدينة إضافة إلى الجانب المعماري والنشاط الحرفي الكثيف الذي عرف من خلال وجود أفران الخزف والتجهيزات المتعلقة بأعمال الطين وغيرها . وينظم المؤتمر المديرية العامة للاثار والمتاحف في سورية والمعهد الفرنسي للشرق الادنى وبعثة ماري الاثرية اضافة الى وزارة الشؤون الخارجية والاوروبية الفرنسية وجامعات فيرساي وجنيف وستراسبورغ. وتابع المؤتمر جلساته في المتحف الوطني بدمشق بمداخلة للباحث أنطوان سليمان بعنوان تل مبطوح في عصر البرونز القديم أشار فيها الى ان تل مبطوح يقع عند الحدود الشمالية الشرقية لبادية الشام الذي أسس بمسقط دائري حوالي عام 2006 قبل الميلاد اضافة الى تطور تنظيمه المعماري. وأشار سليمان الى الدور الهام لأعمال التنقيب التي نفذتها البعثة الوطنية في اظهار العديد من الأحياء السكنية التي كان تنظيمها يتصف بالدقة والاتقان والكشف عن مجموعة من القبور الفردية التي تضم أثاثا جنائزيا غنيا. ولفت الباحث أحمد فرزت طرقجي في مداخلته التي جاءت تحت عنوان تل سكا ومنطقة دمشق في الألف الثاني ان الاعمال الميدانية التي أجريت في تل سكا أدت الى اظهار شريحة طبقية متكاملة تنتمي الى الالف الثاني قبل الميلاد موضحا ان اعمال التنقيب مكنت من الكشف عن بناء ضخم يتميز بوجود باحة تحيط بها مجموعة من الغرف متضمنة لوحات جدارية فيها تصاوير انسانية ومشاهد نباتية بالإضافة الى زخارف هندسية. واشار طرقجي الى ان الرقم المسمارية المكتشفة حديثا اثبتت وجود علاقة بين تل سكة ومدينة ماري لافتا الى ان هذا الموقع كان محطة رئيسية في الطريق التجارية التي كانت تصل الفرات الأوسط مع شمال فلسطين. وعرض الباحث كليمنس رايشل من جامعة تورنتو في مداخلته الدراسة الاثرية للسلطة السياسية في أشنونة من فترة أور الثالثة الى الفترة البابلية القديمة مسلطا الضوء على التوازيات في التطور السياسي والايديولوجي وانعكاسها في التركيبات الثقافية المنتجة في تلك الحقبة. كما ركز الباحث وائل ابو عزيزة من المعهد للشرق الأدنى من عمان في مداخلته التحصينات والمخطط العمراني في ماري على نتائج التنقيب في اربعة مواقع اثرية بوشر العمل فيها منذ عام 2006 والتي افضت الى الكشف عن مختلف مكونات التحصينات والعناصر المعمارية المنزلية في كرهوم الشرقية اضافة الى مقطع طبقاتي لمدينة ماري الشرقية. واوضح ابو عزيزة ان النتائج الاولية التي تم التوصل اليها من خلال الاعمال التنقيبية تسمح بتوفير عناصر بحثية عن الطبوغرافيا العمرانية لمدينة ماري.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة