قدمت إدارة مهرجان “كان” في اليوم التاسع للدورة السابعة والستين، نموذجا مميزا للتعامل مع الشباب حين منحت المخرج الكندي “كسافييه دولان” (25 عاما) فرصة المشاركة في المسابقة الرسمية بفيلم “mommy ” أو” أمي”.

ونافسه البريطاني المخضرم والفائز بسعفة “كان” في عام 2006، وهو المخرج “كين لوتش” بفيلم “Jimmy’s Hall”، أو “قاعة جيمي” والذي أعلن في نهاية المؤتمر الصحفي للفيلم اعتزاله السينما الروائية، وتفرغه للوثائقية .

وقدم “لوتش” في فيلمه، السيرة الذاتية للشيوعي الأيرلندي “جيمي جرالتون”، والذي قضي 10 أعوام بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد صدام حاد مع الكنيسة والحكومة في بلاده، ثم عاد لينشيء قاعة لمناقشة أفكاره مع شباب ما بعد الحرب الأهلية الأيرلندية.

وقال المخرج عن بطله جيمي جرالتون: ” أعتقد أن الوضع في أيرلندا، هو الوضع السائد في عدة بلدان أوروبية.. نحن تحت قبضة الليبيرالية الجديدة، وإن كان جيمي حيًّا اليوم، لقاوم القوى الكبرى والشركات متعددة الجنسيات التي تتحكم في كل شيء تقريبا”.

و”كين لوتش” هو الابن البار لمجموعة النظرية الاجتماعية الطبيعية، والواقعية الاجتماعية، التي تتجه نحو اليسار في معالجتها لقضايا الواقع الاجتماعي .

وولد كين لوتش في يورك شاير عام 1936، وكان أبوه عاملا بمصنع للأطعمة، وعمل موظفا للطباعة بالسلاح الجوي، كما درس القانون، واتجه إلى المسرح تمثيلا وإخراجا، ثم انتقل للعمل في التلفزيون عام 1961، والتحق عمليا بمجال الإخراج بتلفزيون BBC.

أما في السينما، فإن أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية، وكذلك أفلام الموجة الفرنسية الجديدة، كانت مؤثرة وفاعلة وأسهمت في تكوين المخرج كين لوتش وتقديمه للدراما التسجيلية، بطرق فنية مبتكرة وأساليب سرد جديدة، وموضوعات تلامس الواقع مثل جنوح الشباب، ومشاكل المتشردين وقضايا الاتحاد بين القوميات وعمليات الإجهاض، مما خلق علاقة بين التلفزيون والواقع، بطريقة غير مسبوقة أو معتادة.

ومن الجانب الاخر للعالم، جاء الشاب الكندي “كسافييه دولان”، ليقدم أنشودة للأم في فيلم “mommy”، تدور أحداثه حول أرملة تعاني من فقدان السيطرة على ابنها الوحيد العنيف، قبل أن تتعقد الأمور بدخول جارة جديدة ومريبة إلى حياتهم.

وينافس “دولان” في المسابقة الرسمية، وهو في 25 من عمره، بعد أن نال جائزة خاصة في العشرين، حين ذهب إلى هناك بفيلم “I Killed My Mother”، أو” أنا قتلت أمي” خارج المسابقة.

لم يحتج المخرج الساب إلى أكثر من 5 سنوات و5 أفلام للدخول إلى المسابقة الرسمية.

وفيلم “Mommy” وهو فيلم طويل، يستكشف فيه بطريقة أكثر عمقاً، الصلة التي تربط بين الأم وابنها.

وفي قسم “نظرة خاصة” يعود المخرج الأسترالي، رودلف هير، والفائز بالكاميرا الذهبية من قبل عن فيلم ” “Ten Canoes”، أو”عشرة زوارق” الذي تناول آثار الاحتلال على مجتمعات السكان الأصليين طامعا فيها مرة أخري.

ويقدم فيلما جديدا، هو “Charlie’s Country”، أو ” وطن تشارلز″، وهو التعاون الثالث بين المخرج والممثل الأسترالي الأصل دايفد غولبيل.

وقدم المخرج الكوري “تشانغ” في عرض منتصف الليل، فيلم أكشن “Pyo Jeok-The Target”، أو “الهدف بيوجوك”، بإيقاع سريعا، يسرد خلاله مطاردة تدوم 36 ساعة، ولا يكتفي تشانغ بإعادة إخراج فيلم إثارة فرنسي، ولكنه يعيد ابتكار سينما الأكشن الكوري.

وتدور القصة حول مفاجأة سيئة، تنتظر ليون هون، حيث يذهب لاسترجاع ملف من مكتبه، ليجد جثة على الآرض ويجرحه القاتلون ويُنقل إلى المستشفى ويقوم علي علاجه هناك ممرض شاب اسمه تايجون.

وفي اليوم التالي، تُختطف زوجته ويطلب منه المختطفون أن يسلّم لهم تايجون مقابل زوجته، ويُهرب الممرض “هون” وتبدأ المطاردة.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-23
  • 4304
  • من الأرشيف

“كين لوتش” ينكأ جراحا قديمة في تاسع أيام مهرجان “كان”

قدمت إدارة مهرجان “كان” في اليوم التاسع للدورة السابعة والستين، نموذجا مميزا للتعامل مع الشباب حين منحت المخرج الكندي “كسافييه دولان” (25 عاما) فرصة المشاركة في المسابقة الرسمية بفيلم “mommy ” أو” أمي”. ونافسه البريطاني المخضرم والفائز بسعفة “كان” في عام 2006، وهو المخرج “كين لوتش” بفيلم “Jimmy’s Hall”، أو “قاعة جيمي” والذي أعلن في نهاية المؤتمر الصحفي للفيلم اعتزاله السينما الروائية، وتفرغه للوثائقية . وقدم “لوتش” في فيلمه، السيرة الذاتية للشيوعي الأيرلندي “جيمي جرالتون”، والذي قضي 10 أعوام بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد صدام حاد مع الكنيسة والحكومة في بلاده، ثم عاد لينشيء قاعة لمناقشة أفكاره مع شباب ما بعد الحرب الأهلية الأيرلندية. وقال المخرج عن بطله جيمي جرالتون: ” أعتقد أن الوضع في أيرلندا، هو الوضع السائد في عدة بلدان أوروبية.. نحن تحت قبضة الليبيرالية الجديدة، وإن كان جيمي حيًّا اليوم، لقاوم القوى الكبرى والشركات متعددة الجنسيات التي تتحكم في كل شيء تقريبا”. و”كين لوتش” هو الابن البار لمجموعة النظرية الاجتماعية الطبيعية، والواقعية الاجتماعية، التي تتجه نحو اليسار في معالجتها لقضايا الواقع الاجتماعي . وولد كين لوتش في يورك شاير عام 1936، وكان أبوه عاملا بمصنع للأطعمة، وعمل موظفا للطباعة بالسلاح الجوي، كما درس القانون، واتجه إلى المسرح تمثيلا وإخراجا، ثم انتقل للعمل في التلفزيون عام 1961، والتحق عمليا بمجال الإخراج بتلفزيون BBC. أما في السينما، فإن أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية، وكذلك أفلام الموجة الفرنسية الجديدة، كانت مؤثرة وفاعلة وأسهمت في تكوين المخرج كين لوتش وتقديمه للدراما التسجيلية، بطرق فنية مبتكرة وأساليب سرد جديدة، وموضوعات تلامس الواقع مثل جنوح الشباب، ومشاكل المتشردين وقضايا الاتحاد بين القوميات وعمليات الإجهاض، مما خلق علاقة بين التلفزيون والواقع، بطريقة غير مسبوقة أو معتادة. ومن الجانب الاخر للعالم، جاء الشاب الكندي “كسافييه دولان”، ليقدم أنشودة للأم في فيلم “mommy”، تدور أحداثه حول أرملة تعاني من فقدان السيطرة على ابنها الوحيد العنيف، قبل أن تتعقد الأمور بدخول جارة جديدة ومريبة إلى حياتهم. وينافس “دولان” في المسابقة الرسمية، وهو في 25 من عمره، بعد أن نال جائزة خاصة في العشرين، حين ذهب إلى هناك بفيلم “I Killed My Mother”، أو” أنا قتلت أمي” خارج المسابقة. لم يحتج المخرج الساب إلى أكثر من 5 سنوات و5 أفلام للدخول إلى المسابقة الرسمية. وفيلم “Mommy” وهو فيلم طويل، يستكشف فيه بطريقة أكثر عمقاً، الصلة التي تربط بين الأم وابنها. وفي قسم “نظرة خاصة” يعود المخرج الأسترالي، رودلف هير، والفائز بالكاميرا الذهبية من قبل عن فيلم ” “Ten Canoes”، أو”عشرة زوارق” الذي تناول آثار الاحتلال على مجتمعات السكان الأصليين طامعا فيها مرة أخري. ويقدم فيلما جديدا، هو “Charlie’s Country”، أو ” وطن تشارلز″، وهو التعاون الثالث بين المخرج والممثل الأسترالي الأصل دايفد غولبيل. وقدم المخرج الكوري “تشانغ” في عرض منتصف الليل، فيلم أكشن “Pyo Jeok-The Target”، أو “الهدف بيوجوك”، بإيقاع سريعا، يسرد خلاله مطاردة تدوم 36 ساعة، ولا يكتفي تشانغ بإعادة إخراج فيلم إثارة فرنسي، ولكنه يعيد ابتكار سينما الأكشن الكوري. وتدور القصة حول مفاجأة سيئة، تنتظر ليون هون، حيث يذهب لاسترجاع ملف من مكتبه، ليجد جثة على الآرض ويجرحه القاتلون ويُنقل إلى المستشفى ويقوم علي علاجه هناك ممرض شاب اسمه تايجون. وفي اليوم التالي، تُختطف زوجته ويطلب منه المختطفون أن يسلّم لهم تايجون مقابل زوجته، ويُهرب الممرض “هون” وتبدأ المطاردة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة