كسب مانشستر سيتي كل الرهانات.. ونجح في التتويج بلقب الدوري الممتاز الإنجليزي ببراعة وإقتدار، وحافظ التشيلي مانويل بليجريني على هدوئه من بداية الموسم، رغم كل الإنتقادات، واستفاد من أخطاء جميع منافسيه، مستغلا خبرته الطويلة، ليصل قطار "السيتيزين" محطته الأخيرة في البريميرلييج، امام وست هام، وهو يطلق صافرات الإنتصار معلنا إنطلاق أنشودة التتويج باللقب الرابع في تاريخ النادي الإنجليزي العريق.

 وأنهى "السيتيزنس" المسابقة فى الصدارة برصيد 86 نقطة، وبفارق نقطتين عن ليفربول "المجتهد" الذي اقترب كثيرا من حلم غاب عنه 24 عاما، ولكن تبددت كل أحلامه وأمنياته في الخطوات الأخيرة قبل إنهاء المسابقة في خطواتها الأخيرة، ليتقدم قطار السيتيزين بهدوء وثبات نحو اللقب ومنصة التتويج.

 قدم لاعبو مانشستر سيتي في مباراتهم الأخيرة اداء إحتفاليا أكثر منه خططيا، ونجحوا في فرض سيطرتهم على اللقاء من بدايته إلى نهايته، وحرص كل لاعبيه على بذل قصارى جهدهم، للدرجة التي جعلت وست هام يتراجع للدفاع ليس في منتصف ملعبه ولكن من داخل منطقة جزائه التي كانت مسرحا لعمليات كر وفر على مدار الـ90 دقيقة.

 حرص بليجريني على الزج بكل لاعبيه الجاهزين، وعلى رأسهم سيرجيو اجويرو، وأدين دجيكو، ودافيد سيلفا وسمير نصري ويايا توريه، ونجح نجوم الفريق السماوي على فرض هيمنهم مبكرا ووضع وست هام في وضعية الملاكم المحاصر في ركن الحلبة.

 وقدم أجويرو واحدة من أفضل مبارياته في الفترة الأخيرة وكان الأكثر جهدا ونشاطا، ولم تفلح دفاعات وست هام في إيقافه بشتى الوسائل.

 وفي المقابل غاب الشق الهجومي تماما عن أداء الفريق الضيف الذي كان أول ظهور له مؤثر في الدقيقة 56 من الشوط الثاني من خلال عرضية مؤثرة عن طريق اللاعب ستيورات دواننيج، خرج لها بشكل إستعراضي الحارس "الغائب الحاضر" جو هارت وابعدها بعيدا عن منطقة الجزاء.

 ورغم الحصار المشدد من السيتيزين لوست هام داخل المنطقة، إلا أن الفرج جاء من قذيفة بعيدة المدى عن طريق سمير نصري، الذي نجح في فض الإشتباك بهذا الهدف الصاروخي.

 ولم يختلف الأمر كثير في الشوط الثاني، مع الأفضلية الواضحة لأصحاب الأرض، إلى أن نجح القائد كومباني – القادم من الخلف – في تعزيز التقدم لمانشستر سيتي، بهدف ثان من ركلة ركنية، وصلته الكرة مهياة داخل منطقة الجزاء لم يتوان في إيداعها المرمى بسهولة، مؤكدا تحقيق الفوز لفريقه، ومعلنا إنطلاق الإحتفالات إبتهاجا باللقب الغالي.

 يذكر أن هذه البطولة هي الثانية لمانشستر سيتي تحت قيادة بيليجريني بعد أن نال لقب كأس رابطة المحترفين الإنجليزية في مارس الماضي بتغلبه في النهائي على سندرلاند بثلاثة أهداف مقابل هدف.

وامتلك مانشستر سيتي تشكيلة ثرية أظهرت التزاما كبيرا بالنهج الهجومي ولديه مدرب هاديء للغاية وكلها أسباب ساهمت في النهاية في تتويجه بطلا للدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم.

وبعدما أنهى سيتي الموسم الماضي متأخرا بفارق 11 نقطة عن غريمه مانشستر يونايتد وخسر في نهائي كأس الاتحاد الانجليزي أمام ويجان اثليتيك المتواضع وعانى من فشل آخر في دوري أبطال اوروبا أقيل المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني بعدما أصبح التعثر يلاحقه في المراحل الأخيرة من مشواره مع الفريق.

وظل مانشيني يتمتع بشعبية وسط المشجعين الذين لم يسعد معظمهم بتعيين التشيلي مانويل بليجريني خلفا له وهو شخص غير معروف في انجلترا رغم نجاحه في أمريكا الجنوبية وفي اسبانيا.

لكن تعيينه أثبت نجاحا كبيرا ويعني الفوز بثنائية نظيفة على وست هام يونايتد في الجولة الختامية من الموسم أنه انضم لمجموعة منتقاة من المدربين الذين نالوا اللقب في الموسم الأول بعد التعيين.

وبالكاد واجه سيتي تهديدا في أرضه طيلة الموسم لكن بدا لبعض الوقت أن التعثر خارج أرضه سيكلف الفريق الكثير.

وعثر كارديف سيتي واستون فيلا وهما فريقان ضعيفان كافحا طيلة الموسم على نقطة ضعف ليهزم كل منهما سيتي في بداية الموسم مسجلا ثلاثة أهداف في شباكه.

وتراجع مستوى الحارس الانجليزي الدولي جو هارت واستبعد من التشكيلة الأساسية لفترة لكن ورغم أن عدد المباريات التي حافظ فيها على نظافة شباكه كان أقل من المتوقع من فريق ينافس على اللقب فإن غزارة التهديف عن طريق سيرجيو اجويرو والفارو نيجريدو وإيدن جيكو ومن ورائهم ديفيد سيلفا وسمير نصري ويايا توري ساهمت في الحفاظ على أمل الفريق.

وفي انتصارين متتاليتين لسيتي على أرضه في نوفمبر الماضي أحرز الفريق سبعة اهداف في شباك نوريتش سيتي وستة في شباك توتنهام هوتسبير قبل أن يسحق ارسنال المتصدر السابق 6-3 في ديسمبر كانون الأول.

وكان سهلا حين يصاب أحد المهاجمين أن يحل محله آخر وبحلول منتصف يناير  كانت تشكيلة بليجريني قد أحرزت ما يصل لمئة هدف في جميع المسابقات.

وبسبب انشغال سيتي في كأس رابطة الأندية الانجليزية حيث وصل للنهائي وانتصر على سندرلاند فإن الفريق ظل دائما يملك مباراة مؤجلة.

وحين خسر سيتي 3-2 على مضيفه ليفربول في ابريل ثم تعادله 2-2 مع ضيفه سندرلاند بعدها بثلاثة أيام أصبح ليفربول متفوقا بتسع نقاط في الصدارة وقد لعب مباراتين أكثر.

وعند هذه النقطة بدأ ليفربول يتراجع مثل تشيلسي حين اشتد الضغط ليمهد الطريق لانتصار سيتي اليوم الأحد.

وظل بليجريني هادئا حتى النهاية ووفقا لكلمات مايك سومربي أسطورة سيتي فإن طريقة لعب المدرب وأسلوبه في الإدارة كانا عاملين محوريين.

وقال سومربي لرويترز "المدرب جلب كرة قدم هجومية يحبها الناس مثلما كنا نفعل في الستينيات."

وأضاف "المدرب بريندان رودجرز أراد لليفربول أن يلعب بتلك الطريقة أيضا ولأنها طريقة ممتعة وجذابة فإن كرة القدم برزت في النهاية."

وتابع "بدون التقليل من شأن تشيلسي ومدربه جوزيه مورينيو فإن مانشستر سيتي وليفربول قدما كرة قدم ممتعة."

وحتى حين خسر سيتي في ليفربول فإن سومربي لم يفقد إيمانه أو أمله.

وقال "بعد التأخر 2-صفر عدنا في المباراة وتعادلنا ولولا خطأ فنسن كومباني لكنا حققنا الفوز بالمباراة.

"أهم شيء يمكن قوله عن مانويل بليجريني هو أن أسلوبه في الإدارة كان مميزا. بالمقارنة بآخرين فإنه تعامل بشكل منضبط وتواصل مع الإعلام بشكل جيد. لا يمكن أن نغفل ما قام به ليفربول.. لقد قام بريندان رودجرز بعمل رائع.. لكني أعتقد أن سيتي يستحق الفوز."

  • فريق ماسة
  • 2014-05-10
  • 12879
  • من الأرشيف

مانشستر سيتي يكسب كل الرهانات ويتوج ببطولة الدوري الانكليزي بكرة القدم

كسب مانشستر سيتي كل الرهانات.. ونجح في التتويج بلقب الدوري الممتاز الإنجليزي ببراعة وإقتدار، وحافظ التشيلي مانويل بليجريني على هدوئه من بداية الموسم، رغم كل الإنتقادات، واستفاد من أخطاء جميع منافسيه، مستغلا خبرته الطويلة، ليصل قطار "السيتيزين" محطته الأخيرة في البريميرلييج، امام وست هام، وهو يطلق صافرات الإنتصار معلنا إنطلاق أنشودة التتويج باللقب الرابع في تاريخ النادي الإنجليزي العريق.  وأنهى "السيتيزنس" المسابقة فى الصدارة برصيد 86 نقطة، وبفارق نقطتين عن ليفربول "المجتهد" الذي اقترب كثيرا من حلم غاب عنه 24 عاما، ولكن تبددت كل أحلامه وأمنياته في الخطوات الأخيرة قبل إنهاء المسابقة في خطواتها الأخيرة، ليتقدم قطار السيتيزين بهدوء وثبات نحو اللقب ومنصة التتويج.  قدم لاعبو مانشستر سيتي في مباراتهم الأخيرة اداء إحتفاليا أكثر منه خططيا، ونجحوا في فرض سيطرتهم على اللقاء من بدايته إلى نهايته، وحرص كل لاعبيه على بذل قصارى جهدهم، للدرجة التي جعلت وست هام يتراجع للدفاع ليس في منتصف ملعبه ولكن من داخل منطقة جزائه التي كانت مسرحا لعمليات كر وفر على مدار الـ90 دقيقة.  حرص بليجريني على الزج بكل لاعبيه الجاهزين، وعلى رأسهم سيرجيو اجويرو، وأدين دجيكو، ودافيد سيلفا وسمير نصري ويايا توريه، ونجح نجوم الفريق السماوي على فرض هيمنهم مبكرا ووضع وست هام في وضعية الملاكم المحاصر في ركن الحلبة.  وقدم أجويرو واحدة من أفضل مبارياته في الفترة الأخيرة وكان الأكثر جهدا ونشاطا، ولم تفلح دفاعات وست هام في إيقافه بشتى الوسائل.  وفي المقابل غاب الشق الهجومي تماما عن أداء الفريق الضيف الذي كان أول ظهور له مؤثر في الدقيقة 56 من الشوط الثاني من خلال عرضية مؤثرة عن طريق اللاعب ستيورات دواننيج، خرج لها بشكل إستعراضي الحارس "الغائب الحاضر" جو هارت وابعدها بعيدا عن منطقة الجزاء.  ورغم الحصار المشدد من السيتيزين لوست هام داخل المنطقة، إلا أن الفرج جاء من قذيفة بعيدة المدى عن طريق سمير نصري، الذي نجح في فض الإشتباك بهذا الهدف الصاروخي.  ولم يختلف الأمر كثير في الشوط الثاني، مع الأفضلية الواضحة لأصحاب الأرض، إلى أن نجح القائد كومباني – القادم من الخلف – في تعزيز التقدم لمانشستر سيتي، بهدف ثان من ركلة ركنية، وصلته الكرة مهياة داخل منطقة الجزاء لم يتوان في إيداعها المرمى بسهولة، مؤكدا تحقيق الفوز لفريقه، ومعلنا إنطلاق الإحتفالات إبتهاجا باللقب الغالي.  يذكر أن هذه البطولة هي الثانية لمانشستر سيتي تحت قيادة بيليجريني بعد أن نال لقب كأس رابطة المحترفين الإنجليزية في مارس الماضي بتغلبه في النهائي على سندرلاند بثلاثة أهداف مقابل هدف. وامتلك مانشستر سيتي تشكيلة ثرية أظهرت التزاما كبيرا بالنهج الهجومي ولديه مدرب هاديء للغاية وكلها أسباب ساهمت في النهاية في تتويجه بطلا للدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم. وبعدما أنهى سيتي الموسم الماضي متأخرا بفارق 11 نقطة عن غريمه مانشستر يونايتد وخسر في نهائي كأس الاتحاد الانجليزي أمام ويجان اثليتيك المتواضع وعانى من فشل آخر في دوري أبطال اوروبا أقيل المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني بعدما أصبح التعثر يلاحقه في المراحل الأخيرة من مشواره مع الفريق. وظل مانشيني يتمتع بشعبية وسط المشجعين الذين لم يسعد معظمهم بتعيين التشيلي مانويل بليجريني خلفا له وهو شخص غير معروف في انجلترا رغم نجاحه في أمريكا الجنوبية وفي اسبانيا. لكن تعيينه أثبت نجاحا كبيرا ويعني الفوز بثنائية نظيفة على وست هام يونايتد في الجولة الختامية من الموسم أنه انضم لمجموعة منتقاة من المدربين الذين نالوا اللقب في الموسم الأول بعد التعيين. وبالكاد واجه سيتي تهديدا في أرضه طيلة الموسم لكن بدا لبعض الوقت أن التعثر خارج أرضه سيكلف الفريق الكثير. وعثر كارديف سيتي واستون فيلا وهما فريقان ضعيفان كافحا طيلة الموسم على نقطة ضعف ليهزم كل منهما سيتي في بداية الموسم مسجلا ثلاثة أهداف في شباكه. وتراجع مستوى الحارس الانجليزي الدولي جو هارت واستبعد من التشكيلة الأساسية لفترة لكن ورغم أن عدد المباريات التي حافظ فيها على نظافة شباكه كان أقل من المتوقع من فريق ينافس على اللقب فإن غزارة التهديف عن طريق سيرجيو اجويرو والفارو نيجريدو وإيدن جيكو ومن ورائهم ديفيد سيلفا وسمير نصري ويايا توري ساهمت في الحفاظ على أمل الفريق. وفي انتصارين متتاليتين لسيتي على أرضه في نوفمبر الماضي أحرز الفريق سبعة اهداف في شباك نوريتش سيتي وستة في شباك توتنهام هوتسبير قبل أن يسحق ارسنال المتصدر السابق 6-3 في ديسمبر كانون الأول. وكان سهلا حين يصاب أحد المهاجمين أن يحل محله آخر وبحلول منتصف يناير  كانت تشكيلة بليجريني قد أحرزت ما يصل لمئة هدف في جميع المسابقات. وبسبب انشغال سيتي في كأس رابطة الأندية الانجليزية حيث وصل للنهائي وانتصر على سندرلاند فإن الفريق ظل دائما يملك مباراة مؤجلة. وحين خسر سيتي 3-2 على مضيفه ليفربول في ابريل ثم تعادله 2-2 مع ضيفه سندرلاند بعدها بثلاثة أيام أصبح ليفربول متفوقا بتسع نقاط في الصدارة وقد لعب مباراتين أكثر. وعند هذه النقطة بدأ ليفربول يتراجع مثل تشيلسي حين اشتد الضغط ليمهد الطريق لانتصار سيتي اليوم الأحد. وظل بليجريني هادئا حتى النهاية ووفقا لكلمات مايك سومربي أسطورة سيتي فإن طريقة لعب المدرب وأسلوبه في الإدارة كانا عاملين محوريين. وقال سومربي لرويترز "المدرب جلب كرة قدم هجومية يحبها الناس مثلما كنا نفعل في الستينيات." وأضاف "المدرب بريندان رودجرز أراد لليفربول أن يلعب بتلك الطريقة أيضا ولأنها طريقة ممتعة وجذابة فإن كرة القدم برزت في النهاية." وتابع "بدون التقليل من شأن تشيلسي ومدربه جوزيه مورينيو فإن مانشستر سيتي وليفربول قدما كرة قدم ممتعة." وحتى حين خسر سيتي في ليفربول فإن سومربي لم يفقد إيمانه أو أمله. وقال "بعد التأخر 2-صفر عدنا في المباراة وتعادلنا ولولا خطأ فنسن كومباني لكنا حققنا الفوز بالمباراة. "أهم شيء يمكن قوله عن مانويل بليجريني هو أن أسلوبه في الإدارة كان مميزا. بالمقارنة بآخرين فإنه تعامل بشكل منضبط وتواصل مع الإعلام بشكل جيد. لا يمكن أن نغفل ما قام به ليفربول.. لقد قام بريندان رودجرز بعمل رائع.. لكني أعتقد أن سيتي يستحق الفوز."

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة