لن تنتهي أزمة فيلم ‘حلاوة روح’ على ما يبدو بقرار رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب بإيقاف عرض الفيلم حتى إشعار آخر، وإحالته إلى نقابة التصنيفات الفنية، إذ وجدت الفضائيات المصرية فيه مادة تلفزيونية مثيرة للتحدث عن الفيلم وملابسات منعه تحت شعار عريض هو ‘منع الابتذال والإسفاف وكل ما يخالف العادات والتقاليد’.

شعار رفع رايته نجوم كثر ابتداء من المخرج خالد يوسف ومحمد صبحي وصابرين ونجوى فؤاد.. انتهاء بصاحبة التصريحات المثيرة في برنامج وائل الإبراشي ‘العاشرة مساء’ الفنانة آثار الحكيم التي لم تكتف بمهاجمة هيفاء وهبي وإنما تعدى الأمر حدود مهاجمة بلدها لبنان على اعتبار أن هيفاء وهبي ليست سوى صورة لمجتمعها.

ما أثاره الفيلم من جدل بسبب مشاهده الجريئة مسألة قابلة للنقاش، ويمكن فعل ذلك بهدوء، شريطة أن نعطي المسألة حقها، فوصف الفيلم بأنه ‘رديء’ يتطلب قراءة نقدية من مختصين، ولا علاقة لا بحفلة الردح والشتم التي نشهده اليوم، أما وصف الفيلم بـ ‘ الجنسي’ و’من أفلام البورنو’ فذلك توصيف أكبر من واقع الفيلم وفقاً للتصنيفات العالمية، وإن كان كذلك، فبالقياس، لن يكون الأول في السينما المصرية على كل حال، وهنا نحن لا ندافع عن الفيلم، وإنما نتحدث فقط بمنطق الأخلاق التي لا تتجزأ، فالمعركة اليوم تدار ضد الفيلم وهيفاء وهبي ولسان حال جميع المهاجمين بأننا هاهنا حراس على الأخلاق…رغم أن كل هؤلاء ‘بيوتهم من زجاج’ إن كنا سنتعامل وفقاً للمعايير الأخلاقية التي ستحاسب عليها هيفاء وهبي، وهنا، مجدداً نؤكد، أننا لا نسوق دفاعاً عن الفنانة اللبنانية وإنما ندعو لاحترام عقولنا فقط حين يهاجم هؤلاء هيفاء وهبي بفعل يأتوا أو جاؤوا بمثله.

بكل الأحوال القصة هنا بالغالب ليست فيلم ‘هيفاء وهبي’ و’حلاوة روح’، هي ينطبق عليها حال المثل الشامي ‘القصة مش رمانة، القصة قلوب مليانة’، وما تتعرض له هيفاء وهبي، وعبرها المجتمع اللبناني، أقله في تصريحات الفنانة آثار الحكيم، برمته يعيد إلى الأذهان حرباً قديمة، ويبدو أنها مستمرة، تشن على الفنانات اللبنانيات ممن دخلن الساحة الفنية المصرية من بوابة السينما، ليستأثرن بأدوار البطولة فيها بأجسادهن على حد تعبير، المهاجمين، لا بقدراتهن التمثيلية، ويسوقن أمثلة عديدة عن أدوار جريئة، قدمتها لبنانيات، بالغن بالإغراء فيها في وقت كانت الفنانات المصريات يرفعن شعار السينما النظيفة.

بكل الأحوال لا دخان بلا نار، تلك العبارة تقتضيها تقتضي عدالة النظر إلى الخصام الدائر حول مشاركة اللبنانيات في الدراما المصرية، سواء بالسينما أو في التلفزيون، ولكننا لا نستطيع إلا أن نتوقف عند سؤال بعينه مفاده: إن أبواب الدراما المصرية ليست مشرعة فقط للنجمات اللبنانيات، إذ يدخلنها سوريات وأردنيات وتونسيات…أيضاً، فلماذا اللبنانيات بالذات من يصوب نحوهن سهام الخصام؟ّ!

بحثاً عن توصيف لشكل الحضور اللبناني بالمصري، كما سيسوقها معارضو هذا الحضور، سيحتل الواجهة من الفنانات اللبنانيات حضور ‘نيكول سابا’ في ‘التجربة الدنمراكية’ و’مروى’ في فيلم ‘حاحة وتفاحة’ و’دولي شاهين’ في أكثر من فيلم مصري وأخيراً ‘هيفاء وهبي’ في ‘دكان شحاتة’ و’حلاورة روح’… وسيزيد من ثقل هذا الحضور ما ترافق ومشاركتهن في السينما المصرية، من أخبار، التقطتها الصحافة الصفراء.. وتم التعامل معها على أنها ‘شائعات’، وسرعان ما تبين بأنها حقيقية وليس شائعة، ومنها على سبيل المثال قضية تعري مروى في فيلم ‘أحاسيس′ الذي انتشر عبر موقع اليوتيوب، واعترفت بصحته مروى نفسها.

وحجج المهاجمين تزداد قوة أيضاً، بالإشارة إلى أن معظم من دخلن بوابة الفن المصري هن مغنيات لا ممثلات.

الصورة السابقة كما يسوقها منتقدو حضور اللبنانيات في الدراما المصرية، تحتمل الصحة، ولكنها ستبدو ناقصة، فلو قيس الأمر بالإغراء، فقائمة الفنانات المصريات ممن يقدمن أدوار الإغراء طويلة.

وإن كنا نتحدث عن موجة إغراء ظهرت في السينما المصرية في وقت سابق، ولكنها ذهبت وذهب نجماتها معها مع إعلان الجيل الجديد من الفنانات، تبني ما عرف بـ ‘السينما النظيفة’، ورفعهن شعار’لا للقبلة’، فربما من المجدي الإشارة إلى أن نجمات مصريات يتصدرن المشهد اليوم في السينما والتلفزيون، يقدمن أدوار الإغراء إلى جانب هؤلاء اللبنانيات ومنهن: سمية الخشاب وعلا غانم وغادة عبد الرازق…فضلاً عن الراقصات اللواتي اقتحمن الشاشة المصرية، بينهن الراقصة ‘دينا’ والراقصة ‘سما المصري’.. وهؤلاء الفنانات المصريات لم ينجون من كشف المستور، وكلنا نذكر تسريب شريط الفيديو الجنسي الذي جمع الراقصة دينا مع طليقها السابق؟!

ليس كل من دخل الدراما المصرية، سينما أو تلفزيون، جاء من بوابة الغناء، بل منهن من قدمن مصر وهو نجم في لبنان، كما هو الحال مع الفنانة ‘كارمن لبس′ التي شاركت في مسلسل ‘أبو ضحكة جنان’ بدور بديعة مصابني، وشاركت في فيلم ‘بطل من الجنوب’، وبالمثل شاركت الممثلة نادين الراسي في مسلسلي ‘كلام نسوان’ و ‘عصر الحريم’، فضلاً عن نجومية الفنانة ‘نور’ التي تألقت في السينما المصرية، دون أن يثير حضورها ما يثير حفيظة المصريات.

وحتى لو نظرنا إلى حضور أولئك الفنانات اللبنانيات اللواتي أثرن حفيظة بعض المصريين، نجد أن حضورهن لم يقتصر على الإغراء وحسب، نكفي أن نشير إلى مشاركة اللبنانيتين رزان مغربي ونيكول سابا معاً في ‘عدى النهار’ إخراج إسماعيل عبد الحافظ ، ودوللي شاهين في مسلسل ‘أدهم الشرقاوي’، مايا نصري في فيلم ‘الكود 36′ و مسلسل ‘سلطان الغرام’ وسيرين عبد النور في مسلسل ‘الأدهم’، لنقول إنه ليس بالجسد وحده يحضرن الفنانات اللبنانيات في الدراما المصرية.

لا حقيقة كاملة في وجهتي نظر مؤيدي حضور اللبنانيات في مصر أو معارضي حضورهن..وفي الأسباب التي يسوقها كل من الطرفين ما يستحق النظر، لكن ما سقط في بيان حجج الطرفين هي معادلات الإنتاج ولعبة التسويق التي لا يمكن لها أن تغفل عن شهرة اللبنانيات اللواتي يتم استقطابهن في ‘هوليود الشرق’… حتى أن من منتجي مصر من صمم فيلم كامل على مقياس فرقة ‘الفوركاتس′ اللبنانية مع هاني رمزي هو ‘أسد وأربع قطط’… وما استقطاب هيفاء وهبي إلى السينما المصرية وتصديرها في بطولة فيلمين إلا من باب استثمار شهرتها.

ولا يمكن أن نغفل عن تأثير أحكام نجومية الممثلين التي أثقلت كاهل المخرجين والكتاب والمنتجين في مصر.. ويكفي أن نقرأ تصريح للسيناريست والكاتب المصري مصطفى محرم بأنه سيصنع من المطربة اللبنانية هيفاء وهبي ممثلة ونجمة للشاشة الصغيرة بمسلسله الجديد مولد وصاحبه غايب، لنفهم أن في لعبة الصراع على حضور اللبنانيات في مصر أطراف خفية غير معلنة، وسيبدو لافتاً قول المنتج محمد السبكي إن هيفاء وهبي لم تتقاض أجراً عن ‘حلاوة روح’، وهي وقعت على عقد الفيلم دون أن تسأل أو تتحدث عن أجرها نهائياً…وكأن صناع الدراما المصرية، وفق هذه التصريحات وتصريحات أخرى، يريدون تقليم أظافر نجمات مصر.. بصناعة نجمات أخريات، خارج قواعد اللعبة الفنية المصرية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت النجم المصري.

وعود على بدء.. ربما المنصف أن نقول إنه ليس عدلاً النظر إلى هيفاء وهبي بأنها صورة عن مجتمعها اللبناني، كما أنه ليس عدلاً تحميلها كل الفساد الأخلاقي في السينما المصرية..ومن يرى يعرف أنها ليست الوحيدة.. لم تكن كذلك ولن تكون، وإنما سبقها وسيلحقها آخريات من فنانات مصر قبل الفنانات العربيات.

وبكل الأحوال هنا نحن نتحدث عن عمل سينمائي نختار مشاهدته نذهب إلى صالة السينما من أجله، لا يقتحم هو بيوتنا على غرار التلفزيون، ويكفي أن نذكر بمشهد تلفزيوني واحد للفنانة علا غانم في مسلسل ‘مزاج الخير’ (مشهد خروجها من الحمام بالمنشفة) لنقول من كان منكم بلا خطيئة فليرمي هيفاء وهبي وبنات بلدها بحجر.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-30
  • 11042
  • من الأرشيف

‘هيفا’ في مرمى نيران حراس الإخلاق. .ومهاجموها بيوتهم من زجاج

لن تنتهي أزمة فيلم ‘حلاوة روح’ على ما يبدو بقرار رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب بإيقاف عرض الفيلم حتى إشعار آخر، وإحالته إلى نقابة التصنيفات الفنية، إذ وجدت الفضائيات المصرية فيه مادة تلفزيونية مثيرة للتحدث عن الفيلم وملابسات منعه تحت شعار عريض هو ‘منع الابتذال والإسفاف وكل ما يخالف العادات والتقاليد’. شعار رفع رايته نجوم كثر ابتداء من المخرج خالد يوسف ومحمد صبحي وصابرين ونجوى فؤاد.. انتهاء بصاحبة التصريحات المثيرة في برنامج وائل الإبراشي ‘العاشرة مساء’ الفنانة آثار الحكيم التي لم تكتف بمهاجمة هيفاء وهبي وإنما تعدى الأمر حدود مهاجمة بلدها لبنان على اعتبار أن هيفاء وهبي ليست سوى صورة لمجتمعها. ما أثاره الفيلم من جدل بسبب مشاهده الجريئة مسألة قابلة للنقاش، ويمكن فعل ذلك بهدوء، شريطة أن نعطي المسألة حقها، فوصف الفيلم بأنه ‘رديء’ يتطلب قراءة نقدية من مختصين، ولا علاقة لا بحفلة الردح والشتم التي نشهده اليوم، أما وصف الفيلم بـ ‘ الجنسي’ و’من أفلام البورنو’ فذلك توصيف أكبر من واقع الفيلم وفقاً للتصنيفات العالمية، وإن كان كذلك، فبالقياس، لن يكون الأول في السينما المصرية على كل حال، وهنا نحن لا ندافع عن الفيلم، وإنما نتحدث فقط بمنطق الأخلاق التي لا تتجزأ، فالمعركة اليوم تدار ضد الفيلم وهيفاء وهبي ولسان حال جميع المهاجمين بأننا هاهنا حراس على الأخلاق…رغم أن كل هؤلاء ‘بيوتهم من زجاج’ إن كنا سنتعامل وفقاً للمعايير الأخلاقية التي ستحاسب عليها هيفاء وهبي، وهنا، مجدداً نؤكد، أننا لا نسوق دفاعاً عن الفنانة اللبنانية وإنما ندعو لاحترام عقولنا فقط حين يهاجم هؤلاء هيفاء وهبي بفعل يأتوا أو جاؤوا بمثله. بكل الأحوال القصة هنا بالغالب ليست فيلم ‘هيفاء وهبي’ و’حلاوة روح’، هي ينطبق عليها حال المثل الشامي ‘القصة مش رمانة، القصة قلوب مليانة’، وما تتعرض له هيفاء وهبي، وعبرها المجتمع اللبناني، أقله في تصريحات الفنانة آثار الحكيم، برمته يعيد إلى الأذهان حرباً قديمة، ويبدو أنها مستمرة، تشن على الفنانات اللبنانيات ممن دخلن الساحة الفنية المصرية من بوابة السينما، ليستأثرن بأدوار البطولة فيها بأجسادهن على حد تعبير، المهاجمين، لا بقدراتهن التمثيلية، ويسوقن أمثلة عديدة عن أدوار جريئة، قدمتها لبنانيات، بالغن بالإغراء فيها في وقت كانت الفنانات المصريات يرفعن شعار السينما النظيفة. بكل الأحوال لا دخان بلا نار، تلك العبارة تقتضيها تقتضي عدالة النظر إلى الخصام الدائر حول مشاركة اللبنانيات في الدراما المصرية، سواء بالسينما أو في التلفزيون، ولكننا لا نستطيع إلا أن نتوقف عند سؤال بعينه مفاده: إن أبواب الدراما المصرية ليست مشرعة فقط للنجمات اللبنانيات، إذ يدخلنها سوريات وأردنيات وتونسيات…أيضاً، فلماذا اللبنانيات بالذات من يصوب نحوهن سهام الخصام؟ّ! بحثاً عن توصيف لشكل الحضور اللبناني بالمصري، كما سيسوقها معارضو هذا الحضور، سيحتل الواجهة من الفنانات اللبنانيات حضور ‘نيكول سابا’ في ‘التجربة الدنمراكية’ و’مروى’ في فيلم ‘حاحة وتفاحة’ و’دولي شاهين’ في أكثر من فيلم مصري وأخيراً ‘هيفاء وهبي’ في ‘دكان شحاتة’ و’حلاورة روح’… وسيزيد من ثقل هذا الحضور ما ترافق ومشاركتهن في السينما المصرية، من أخبار، التقطتها الصحافة الصفراء.. وتم التعامل معها على أنها ‘شائعات’، وسرعان ما تبين بأنها حقيقية وليس شائعة، ومنها على سبيل المثال قضية تعري مروى في فيلم ‘أحاسيس′ الذي انتشر عبر موقع اليوتيوب، واعترفت بصحته مروى نفسها. وحجج المهاجمين تزداد قوة أيضاً، بالإشارة إلى أن معظم من دخلن بوابة الفن المصري هن مغنيات لا ممثلات. الصورة السابقة كما يسوقها منتقدو حضور اللبنانيات في الدراما المصرية، تحتمل الصحة، ولكنها ستبدو ناقصة، فلو قيس الأمر بالإغراء، فقائمة الفنانات المصريات ممن يقدمن أدوار الإغراء طويلة. وإن كنا نتحدث عن موجة إغراء ظهرت في السينما المصرية في وقت سابق، ولكنها ذهبت وذهب نجماتها معها مع إعلان الجيل الجديد من الفنانات، تبني ما عرف بـ ‘السينما النظيفة’، ورفعهن شعار’لا للقبلة’، فربما من المجدي الإشارة إلى أن نجمات مصريات يتصدرن المشهد اليوم في السينما والتلفزيون، يقدمن أدوار الإغراء إلى جانب هؤلاء اللبنانيات ومنهن: سمية الخشاب وعلا غانم وغادة عبد الرازق…فضلاً عن الراقصات اللواتي اقتحمن الشاشة المصرية، بينهن الراقصة ‘دينا’ والراقصة ‘سما المصري’.. وهؤلاء الفنانات المصريات لم ينجون من كشف المستور، وكلنا نذكر تسريب شريط الفيديو الجنسي الذي جمع الراقصة دينا مع طليقها السابق؟! ليس كل من دخل الدراما المصرية، سينما أو تلفزيون، جاء من بوابة الغناء، بل منهن من قدمن مصر وهو نجم في لبنان، كما هو الحال مع الفنانة ‘كارمن لبس′ التي شاركت في مسلسل ‘أبو ضحكة جنان’ بدور بديعة مصابني، وشاركت في فيلم ‘بطل من الجنوب’، وبالمثل شاركت الممثلة نادين الراسي في مسلسلي ‘كلام نسوان’ و ‘عصر الحريم’، فضلاً عن نجومية الفنانة ‘نور’ التي تألقت في السينما المصرية، دون أن يثير حضورها ما يثير حفيظة المصريات. وحتى لو نظرنا إلى حضور أولئك الفنانات اللبنانيات اللواتي أثرن حفيظة بعض المصريين، نجد أن حضورهن لم يقتصر على الإغراء وحسب، نكفي أن نشير إلى مشاركة اللبنانيتين رزان مغربي ونيكول سابا معاً في ‘عدى النهار’ إخراج إسماعيل عبد الحافظ ، ودوللي شاهين في مسلسل ‘أدهم الشرقاوي’، مايا نصري في فيلم ‘الكود 36′ و مسلسل ‘سلطان الغرام’ وسيرين عبد النور في مسلسل ‘الأدهم’، لنقول إنه ليس بالجسد وحده يحضرن الفنانات اللبنانيات في الدراما المصرية. لا حقيقة كاملة في وجهتي نظر مؤيدي حضور اللبنانيات في مصر أو معارضي حضورهن..وفي الأسباب التي يسوقها كل من الطرفين ما يستحق النظر، لكن ما سقط في بيان حجج الطرفين هي معادلات الإنتاج ولعبة التسويق التي لا يمكن لها أن تغفل عن شهرة اللبنانيات اللواتي يتم استقطابهن في ‘هوليود الشرق’… حتى أن من منتجي مصر من صمم فيلم كامل على مقياس فرقة ‘الفوركاتس′ اللبنانية مع هاني رمزي هو ‘أسد وأربع قطط’… وما استقطاب هيفاء وهبي إلى السينما المصرية وتصديرها في بطولة فيلمين إلا من باب استثمار شهرتها. ولا يمكن أن نغفل عن تأثير أحكام نجومية الممثلين التي أثقلت كاهل المخرجين والكتاب والمنتجين في مصر.. ويكفي أن نقرأ تصريح للسيناريست والكاتب المصري مصطفى محرم بأنه سيصنع من المطربة اللبنانية هيفاء وهبي ممثلة ونجمة للشاشة الصغيرة بمسلسله الجديد مولد وصاحبه غايب، لنفهم أن في لعبة الصراع على حضور اللبنانيات في مصر أطراف خفية غير معلنة، وسيبدو لافتاً قول المنتج محمد السبكي إن هيفاء وهبي لم تتقاض أجراً عن ‘حلاوة روح’، وهي وقعت على عقد الفيلم دون أن تسأل أو تتحدث عن أجرها نهائياً…وكأن صناع الدراما المصرية، وفق هذه التصريحات وتصريحات أخرى، يريدون تقليم أظافر نجمات مصر.. بصناعة نجمات أخريات، خارج قواعد اللعبة الفنية المصرية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت النجم المصري. وعود على بدء.. ربما المنصف أن نقول إنه ليس عدلاً النظر إلى هيفاء وهبي بأنها صورة عن مجتمعها اللبناني، كما أنه ليس عدلاً تحميلها كل الفساد الأخلاقي في السينما المصرية..ومن يرى يعرف أنها ليست الوحيدة.. لم تكن كذلك ولن تكون، وإنما سبقها وسيلحقها آخريات من فنانات مصر قبل الفنانات العربيات. وبكل الأحوال هنا نحن نتحدث عن عمل سينمائي نختار مشاهدته نذهب إلى صالة السينما من أجله، لا يقتحم هو بيوتنا على غرار التلفزيون، ويكفي أن نذكر بمشهد تلفزيوني واحد للفنانة علا غانم في مسلسل ‘مزاج الخير’ (مشهد خروجها من الحمام بالمنشفة) لنقول من كان منكم بلا خطيئة فليرمي هيفاء وهبي وبنات بلدها بحجر.

المصدر : الماسة السورية/ ماهر منصور


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة