قرابة الشهر تقريباً مرت على اندلاع معارك كسب ولازالت أصوات المدافع هي سيدة المكان والميدان، أيام من الهدوء النسبي على محاور القتال ما لبثت لتعود فتشتعل، خاصة بعد أن أستعاد الجيش زمام المبادرة بعد حسمه أشرس المعارك على محاور القتال الرئيسية: محيط النقطة 45 وجبلي النسر وسلدرين المعروف بتشالما وصولاً لمشارف قرية النبعين.

تعزيزات وإعادة انتشار لوحدات الجيش العربي السوري وحلفاء الميدان، مكنتهم من قطع الطرق أمام الجماعات المسلحة التي لا تكل وهي تحاول خرق هذا الطوق لتنفيذ أجندتها، لكن التكتيك الذي يتبعه الجيش عبر تنفيذه لكمائن متقدمة وسيطرته وانتشاره على معظم التلال الإستراتيجية المحيطة بالمكان، أفشلت مخططات تلك الجماعات لتحولها وخلال أيام من قوة مهاجمة إلى قوة مدافعة مطوقة، لا ممر لها سوى حدود «حكومة أنقرة» التي لا تزال تساند تلك الجماعات سواء عبر أمدادها بالسلاح أو عبر الإسناد الناري الذي يوفره الجيش التركي عند أي عملية كبرى تخوضها تلك الجماعات.

لكن كل ذلك الدعم وعمليات التحصين وبناء الدشم وغيرها من التحصينات لم تمنع الجيش العربي السوري من مواصلة التقدم رغم بطئ العملية نتيجة التضاريس القاسية، حيث باتت وحدات الجيش على مشارف قرية السمرا بعد سيطرتها على جبل سلدرين، لتكشف من خلاله قرية النبعين من الجهة الغربية، دون أن تتوقف محاولات الجماعات المسلحة لإستعادة السيطرة على القمة، وتدور حتى الساعة، اشتباكات عنيفة على هذا المحور، ذات المشهد ينطبق على محور جبل النسر ومحيط النقطة 45.

مجريات المعارك كما يرويها مصدر عسكري «أن الجيش بات يكشف مدينة كسب وهي على مرمى حجر والتأخر بالوصول إليها هو بسبب التضاريس الصعبة، وعمليات الدعم التركي المستمر»، لكن المصدر أكد أن عمليات التمهيد الناري التي يتبعها الجيش السوري لهجماته خصوصاً بعد نجاح هذا التكتيك في مرصد القمة 45 والذي جعل كفة الميزان تنقلب لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان.

وبحسب المصدر، أن حالة الإرباك التي حصلت على الجبهة، ما لبثت أن انقلبت معنويات عالية بعد اعادة الانتشار، وارتفعت مع وصول قوات النخبة وزيادة سلاح الجو عملياته وبقوة غير مكترث بالتهديدات التركية، ثم جاءت السيطرة على القمة 45 الإستراتيجية والتي تعتبر رأس حربة متقدم نظراً لارتفاعها عن شاطئ البحر وكشفها الكامل لجميع محاور القتال، لتقلب «آية المعركة» فبعد سيطرة الجماعات المسلحة عليها تكشف لها الطريق الواصل لمنطقة «قسطل المعاف» وصولاً إلى الشريط الساحلي الشمالي لمدينة اللاذقية من الجهة الغربية وكشفها نقاط تمركز الجيش على باقي محاور القتال في الجبهة الشمالية الشرقية وصولا لقمة النبي يونس الإستراتيجية.

العمليات لم تتوقف هنا، والكلام لا يزال للمصدر العسكري «فقد عملت القوات على استعادة قمة أخرى لا تقل أهمية عن قمة 45 وهي جبل سلدرين (المعروف بتشالما) الأمر الذي يضع القوات على تخوم قرية السمرا، مما يؤمن الطريق المباشر إلى كسب من الجهة الغربية في حال نجاح العملية المتواصلة على هذا المحور في الأيام القليلة القادمة، كما يطل على قرية النبعين، لتساهم مرابض المدفعية التي تثبيتها على قمته في قطع الطريق البري الواصل بين النبعين وقرية المشرفة، التي كانت الجماعات المسلحة تعمل للسيطرة عليها لكنها اليوم باتت هي أيضا تحت سيطرة الجيش حيت تمركزت نخبة القوات فيها، مانعة تقدم الجماعات المسلحة.

قمة محورية أخرى هي اليوم نقطة استهداف ناري كثيف، والهدف هو تدمير الدشم والآليات التي تتواجد عليها والتي تستفيد منها المجموعات المسلحة للسيطرة بالنار على المنطقة الواقعة بين القمم الثلاث، وفي حال سيطرة الجيش السوري على قمة جبل النسر، يكون الطريق قد عبد أمام قوات المشاة لتواصل تقدمها باتجاه مدينة كسب مع تامين غطاء ناري لها عبر القمم الثلاث.

معارك الكر والفر مستمرة مع أفضلية لصالح وحدات الجيش العربي السوري، بالرغم من محاولات الجماعات المسلحة، خصوصا خلال اليومين الماضيين، وقيامها بهجمات متتالية لإعادة السيطرة على قمة تشالما، كما قامت باستهداف نقاط الجيش في محيط 45 وقامت باستهداف خط أمداده عند منطقة قسطل معاف لكن سلاح الجو والمدفعية الثقيلة كانت حاضرة لتدمر هذه المرابط، مرجحة الكفة مجدداً لصالح الجيش الذي يتوعد الجماعات المسلحة بالمفاجآت خلال الأيام أن لم نقل الساعات القليلة القادمة.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-25
  • 9996
  • من الأرشيف

معركة كسب: كرة النار تتدحرج بين القمم الثلاث

 قرابة الشهر تقريباً مرت على اندلاع معارك كسب ولازالت أصوات المدافع هي سيدة المكان والميدان، أيام من الهدوء النسبي على محاور القتال ما لبثت لتعود فتشتعل، خاصة بعد أن أستعاد الجيش زمام المبادرة بعد حسمه أشرس المعارك على محاور القتال الرئيسية: محيط النقطة 45 وجبلي النسر وسلدرين المعروف بتشالما وصولاً لمشارف قرية النبعين. تعزيزات وإعادة انتشار لوحدات الجيش العربي السوري وحلفاء الميدان، مكنتهم من قطع الطرق أمام الجماعات المسلحة التي لا تكل وهي تحاول خرق هذا الطوق لتنفيذ أجندتها، لكن التكتيك الذي يتبعه الجيش عبر تنفيذه لكمائن متقدمة وسيطرته وانتشاره على معظم التلال الإستراتيجية المحيطة بالمكان، أفشلت مخططات تلك الجماعات لتحولها وخلال أيام من قوة مهاجمة إلى قوة مدافعة مطوقة، لا ممر لها سوى حدود «حكومة أنقرة» التي لا تزال تساند تلك الجماعات سواء عبر أمدادها بالسلاح أو عبر الإسناد الناري الذي يوفره الجيش التركي عند أي عملية كبرى تخوضها تلك الجماعات. لكن كل ذلك الدعم وعمليات التحصين وبناء الدشم وغيرها من التحصينات لم تمنع الجيش العربي السوري من مواصلة التقدم رغم بطئ العملية نتيجة التضاريس القاسية، حيث باتت وحدات الجيش على مشارف قرية السمرا بعد سيطرتها على جبل سلدرين، لتكشف من خلاله قرية النبعين من الجهة الغربية، دون أن تتوقف محاولات الجماعات المسلحة لإستعادة السيطرة على القمة، وتدور حتى الساعة، اشتباكات عنيفة على هذا المحور، ذات المشهد ينطبق على محور جبل النسر ومحيط النقطة 45. مجريات المعارك كما يرويها مصدر عسكري «أن الجيش بات يكشف مدينة كسب وهي على مرمى حجر والتأخر بالوصول إليها هو بسبب التضاريس الصعبة، وعمليات الدعم التركي المستمر»، لكن المصدر أكد أن عمليات التمهيد الناري التي يتبعها الجيش السوري لهجماته خصوصاً بعد نجاح هذا التكتيك في مرصد القمة 45 والذي جعل كفة الميزان تنقلب لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان. وبحسب المصدر، أن حالة الإرباك التي حصلت على الجبهة، ما لبثت أن انقلبت معنويات عالية بعد اعادة الانتشار، وارتفعت مع وصول قوات النخبة وزيادة سلاح الجو عملياته وبقوة غير مكترث بالتهديدات التركية، ثم جاءت السيطرة على القمة 45 الإستراتيجية والتي تعتبر رأس حربة متقدم نظراً لارتفاعها عن شاطئ البحر وكشفها الكامل لجميع محاور القتال، لتقلب «آية المعركة» فبعد سيطرة الجماعات المسلحة عليها تكشف لها الطريق الواصل لمنطقة «قسطل المعاف» وصولاً إلى الشريط الساحلي الشمالي لمدينة اللاذقية من الجهة الغربية وكشفها نقاط تمركز الجيش على باقي محاور القتال في الجبهة الشمالية الشرقية وصولا لقمة النبي يونس الإستراتيجية. العمليات لم تتوقف هنا، والكلام لا يزال للمصدر العسكري «فقد عملت القوات على استعادة قمة أخرى لا تقل أهمية عن قمة 45 وهي جبل سلدرين (المعروف بتشالما) الأمر الذي يضع القوات على تخوم قرية السمرا، مما يؤمن الطريق المباشر إلى كسب من الجهة الغربية في حال نجاح العملية المتواصلة على هذا المحور في الأيام القليلة القادمة، كما يطل على قرية النبعين، لتساهم مرابض المدفعية التي تثبيتها على قمته في قطع الطريق البري الواصل بين النبعين وقرية المشرفة، التي كانت الجماعات المسلحة تعمل للسيطرة عليها لكنها اليوم باتت هي أيضا تحت سيطرة الجيش حيت تمركزت نخبة القوات فيها، مانعة تقدم الجماعات المسلحة. قمة محورية أخرى هي اليوم نقطة استهداف ناري كثيف، والهدف هو تدمير الدشم والآليات التي تتواجد عليها والتي تستفيد منها المجموعات المسلحة للسيطرة بالنار على المنطقة الواقعة بين القمم الثلاث، وفي حال سيطرة الجيش السوري على قمة جبل النسر، يكون الطريق قد عبد أمام قوات المشاة لتواصل تقدمها باتجاه مدينة كسب مع تامين غطاء ناري لها عبر القمم الثلاث. معارك الكر والفر مستمرة مع أفضلية لصالح وحدات الجيش العربي السوري، بالرغم من محاولات الجماعات المسلحة، خصوصا خلال اليومين الماضيين، وقيامها بهجمات متتالية لإعادة السيطرة على قمة تشالما، كما قامت باستهداف نقاط الجيش في محيط 45 وقامت باستهداف خط أمداده عند منطقة قسطل معاف لكن سلاح الجو والمدفعية الثقيلة كانت حاضرة لتدمر هذه المرابط، مرجحة الكفة مجدداً لصالح الجيش الذي يتوعد الجماعات المسلحة بالمفاجآت خلال الأيام أن لم نقل الساعات القليلة القادمة.

المصدر : سلاب نيوز /سلمان منصور


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة