عادت المطربة اللبنانية فيروز إلى بيروت مقدمة أمسية من الغناء الرفيع تحدت فيهما سنواتها الخمس والسبعين ورافقتها اوركسترا متماسكة وتوزيع موسيقي حيوي فأعادت على مدى ساعتين الجمهور إلى ذلك العصر الذهبي للغناء اللبناني.

وقد امتلأت قاعة مجمع بيال شرق بيروت بنحو سبعة آلاف شخص بينهم مسؤولون رسميون لبنانيون وفنانون لبنانيون وعرب اشتاقوا لرؤية فيروز على المسرح بعد غياب في وقت يقام الحفل في ظل خلاف لم تنته تردداته بعد بينها وبين ورثة شقيق زوجها منصور الرحباني حول حقوق ملكية الأعمال الفنية المشتركة للأخوين رحباني. اعتلت فيروز المسرح بطلتها الشامخة المعهودة مستهلة الحفل الذي يترافق مع صدور اسطوانة جديدة لها بأغان قديمة من تأليف ابنها زياد الرحباني الذي كان حاضرا في تألقه التأليفي والتوزيعي رغم غيابه عن المسرح. وفي إطلالتها الثانية بعد استراحة قصيرة، أدت فيروز عددا من أغاني المجموعة الجديدة "ايه في أمل" الموقعة من زياد الرحباني.

ومن الأغنيات التي يتضمنها الألبوم "قال قايل"، و"الله كبير" التي تنطوي على ما يشبه محاورة بين صوت فيروز وآلة البيانو تظهر حفاظ صوتها على نقائه و"ايه في أمل" ذات المطلع الاوركسترالي وإيقاع الفالس و"ما شاورت حالي" و"كل ما الحكي" و"قصة صغيرة كتير" التي تستهل مقاطعها بجمل غنائية تحاكي الغناء الإلقائي المسرحي قبل أن تنتقل إلى ذروتها الطربية الراقصة مع جملة "يا سلام على حبك يا سلام". وتأخر صدور هذه المجموعة الغنائية مرات عدة. وفي شهر مارس الماضي قال زياد الرحباني "هناك اسطوانة جاهزة لفيروز منذ أكثر من عام ولم نجد موزعا يقوم بتسويقها رغم أن فيروز تولت إنتاجها" محملا شركات الإنتاج والتوزيع العربية مسؤولية "عدم اكتمال أعمال موسيقية مهمة في العالم العربي".

ومن الأغاني التي تفاعل معها الجمهور خلال الأمسية "سلملي عليه" و"كيفك انت" و"اشتقتلك" لزياد التي يعرفها الجمهور اللبناني والعربي ويحبها بالإضافة إلى أغان أخرى مثل "بما انو" و "عايشة وحدا بلاك" لمجموعة المنشدين (الكورال) التي استعرضت متانة الفرقة الموسيقية المؤلفة خصوصا من عازفين سوريين والكورال وبراعة قائد الفرقة المايسترو اللبناني الارمني هاروت فازليان وحيويته وشكلت لحظات راحة لصاحبة الحفل في كواليس المسرح.

وقد رافقت فيروز فرقة اوركسترالية وترية مطعمة بآلات الكلارينات والساكسوفون وآلات شرقية مثل القانون والبزق والناي والإيقاعات الشرقية والغربية واللاتينية ولم يسقط التوزيع الموسيقي في فخ الإفراط في استخدام الآلات المتنوعة بل أتى مقننا بما يلائم مقتضى الجمل الموسيقية. ولم تخل الامسية من الجيل الأول من أعمال فيروز إذ تضمنت في جزئها الثاني أغاني مثل "عالطاحونة" لفليمون وهبة و "اوضة منسية" للأخوين رحباني. وختمت فيروز حفلتها بأغنية "أمي نامت عبكير" لكنها عادت اثر الحاح الجمهور وأعادت مقطعا منها قبل أن تودع جمهورها بمقطع من أغنية "بكره برجع بوقف معكن". وعبر الجمهور عن رضاه وفرحته بلقاء فيروز بالتفاعل والحماس الكبير في القاعة الضخمة. وقال الفنان المصري عادل امام الذي كان بين الحضور "انا من عشاق فيروز والحفل هذه الليلة ممتاز".

اما جبران بو صوي وهو فلسطيني من القدس أتى من العراق حيث يعمل، فقال "الكلام يعجز عن التعبير عما يخالجني من شعور عندما اسمعها" مؤكدا انه يحضر كل حفلات فيروز أينما إقامتها في العالم. وأحيت فيروز حفلات في السنوات الأخيرة خارج لبنان في دول عربية وأجنبية. إلا أن أخر حفلة غنائية لها في لبنان تعود غالى العام 2003 ضمن مهرجانات بيت الدين الفنية فيما أعادت العام 2006 تقديم مسرحية "صح النوم" للأخوين رحباني في عروض محدودة.

لكنها بعد ذلك اصطدمت برفض ادارة مسرح كازينو لبنان استقبال عرض إعادة لمسرحية "يعيش يعيش" للأخوين الرحباني من دون موافقة خطية من أصحاب الحقوق الآخرين. وعلى خلفية هذا النزاع، شهدت العاصمة اللبنانية وعدد من المدن العربية في شهر يوليو الماضي اعتصامات تضامنية مع فيروز، بمشاركة عدد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين الذين استنكروا "منعها من الغناء".
  • فريق ماسة
  • 2010-10-08
  • 8419
  • من الأرشيف

فيروز تحيي حفلاً غنائياً بحضور أكثر من 7 آلاف متفرج

عادت المطربة اللبنانية فيروز إلى بيروت مقدمة أمسية من الغناء الرفيع تحدت فيهما سنواتها الخمس والسبعين ورافقتها اوركسترا متماسكة وتوزيع موسيقي حيوي فأعادت على مدى ساعتين الجمهور إلى ذلك العصر الذهبي للغناء اللبناني. وقد امتلأت قاعة مجمع بيال شرق بيروت بنحو سبعة آلاف شخص بينهم مسؤولون رسميون لبنانيون وفنانون لبنانيون وعرب اشتاقوا لرؤية فيروز على المسرح بعد غياب في وقت يقام الحفل في ظل خلاف لم تنته تردداته بعد بينها وبين ورثة شقيق زوجها منصور الرحباني حول حقوق ملكية الأعمال الفنية المشتركة للأخوين رحباني. اعتلت فيروز المسرح بطلتها الشامخة المعهودة مستهلة الحفل الذي يترافق مع صدور اسطوانة جديدة لها بأغان قديمة من تأليف ابنها زياد الرحباني الذي كان حاضرا في تألقه التأليفي والتوزيعي رغم غيابه عن المسرح. وفي إطلالتها الثانية بعد استراحة قصيرة، أدت فيروز عددا من أغاني المجموعة الجديدة "ايه في أمل" الموقعة من زياد الرحباني. ومن الأغنيات التي يتضمنها الألبوم "قال قايل"، و"الله كبير" التي تنطوي على ما يشبه محاورة بين صوت فيروز وآلة البيانو تظهر حفاظ صوتها على نقائه و"ايه في أمل" ذات المطلع الاوركسترالي وإيقاع الفالس و"ما شاورت حالي" و"كل ما الحكي" و"قصة صغيرة كتير" التي تستهل مقاطعها بجمل غنائية تحاكي الغناء الإلقائي المسرحي قبل أن تنتقل إلى ذروتها الطربية الراقصة مع جملة "يا سلام على حبك يا سلام". وتأخر صدور هذه المجموعة الغنائية مرات عدة. وفي شهر مارس الماضي قال زياد الرحباني "هناك اسطوانة جاهزة لفيروز منذ أكثر من عام ولم نجد موزعا يقوم بتسويقها رغم أن فيروز تولت إنتاجها" محملا شركات الإنتاج والتوزيع العربية مسؤولية "عدم اكتمال أعمال موسيقية مهمة في العالم العربي". ومن الأغاني التي تفاعل معها الجمهور خلال الأمسية "سلملي عليه" و"كيفك انت" و"اشتقتلك" لزياد التي يعرفها الجمهور اللبناني والعربي ويحبها بالإضافة إلى أغان أخرى مثل "بما انو" و "عايشة وحدا بلاك" لمجموعة المنشدين (الكورال) التي استعرضت متانة الفرقة الموسيقية المؤلفة خصوصا من عازفين سوريين والكورال وبراعة قائد الفرقة المايسترو اللبناني الارمني هاروت فازليان وحيويته وشكلت لحظات راحة لصاحبة الحفل في كواليس المسرح. وقد رافقت فيروز فرقة اوركسترالية وترية مطعمة بآلات الكلارينات والساكسوفون وآلات شرقية مثل القانون والبزق والناي والإيقاعات الشرقية والغربية واللاتينية ولم يسقط التوزيع الموسيقي في فخ الإفراط في استخدام الآلات المتنوعة بل أتى مقننا بما يلائم مقتضى الجمل الموسيقية. ولم تخل الامسية من الجيل الأول من أعمال فيروز إذ تضمنت في جزئها الثاني أغاني مثل "عالطاحونة" لفليمون وهبة و "اوضة منسية" للأخوين رحباني. وختمت فيروز حفلتها بأغنية "أمي نامت عبكير" لكنها عادت اثر الحاح الجمهور وأعادت مقطعا منها قبل أن تودع جمهورها بمقطع من أغنية "بكره برجع بوقف معكن". وعبر الجمهور عن رضاه وفرحته بلقاء فيروز بالتفاعل والحماس الكبير في القاعة الضخمة. وقال الفنان المصري عادل امام الذي كان بين الحضور "انا من عشاق فيروز والحفل هذه الليلة ممتاز". اما جبران بو صوي وهو فلسطيني من القدس أتى من العراق حيث يعمل، فقال "الكلام يعجز عن التعبير عما يخالجني من شعور عندما اسمعها" مؤكدا انه يحضر كل حفلات فيروز أينما إقامتها في العالم. وأحيت فيروز حفلات في السنوات الأخيرة خارج لبنان في دول عربية وأجنبية. إلا أن أخر حفلة غنائية لها في لبنان تعود غالى العام 2003 ضمن مهرجانات بيت الدين الفنية فيما أعادت العام 2006 تقديم مسرحية "صح النوم" للأخوين رحباني في عروض محدودة. لكنها بعد ذلك اصطدمت برفض ادارة مسرح كازينو لبنان استقبال عرض إعادة لمسرحية "يعيش يعيش" للأخوين الرحباني من دون موافقة خطية من أصحاب الحقوق الآخرين. وعلى خلفية هذا النزاع، شهدت العاصمة اللبنانية وعدد من المدن العربية في شهر يوليو الماضي اعتصامات تضامنية مع فيروز، بمشاركة عدد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين الذين استنكروا "منعها من الغناء".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة