أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية كان لديها الثقة والإيمان بأن علاقاتها مع تركيا ستصل إلى هذا المستوى المتقدم ولكن نحن متفاجئون بالزمن واعتقد أن ذلك سببه الحماس الشعبي الذي لولاه لكان من غير الممكن أن يتحقق هذا الشيء.

واعتبر الرئيس الأسد في حديث مع محطة "تي آر تي" التركية الناطقة باللغة العربية أن العلاقة بين البلدين انطلقت لأسباب عديدة وأهم سبب هو مصداقية الدولة والتزام الدولتين بالرغبة الشعبية والعمل من خلال أجندة شعبية لا دولية لافتا إلى أن الشعبين في سورية وتركيا يريدان هذه العلاقة والدولتين تتحركان في هذا الاتجاه.

وأضاف الرئيس الأسد أن السر في ترجمة الاتفاقيات بين سورية وتركيا على أرض الواقع له جانبان الأول هو الحماس الشعبي وربط المصالح الشعبية بين سورية وتركيا إضافة إلى العواطف المتشابهة.. والسبب الثاني هو أداء المسؤولين في الدولتين والثقة الكبيرة جدا المتبادلة بين البلدين حيث لم يحصل أي خلل منذ بداية العلاقة مع تركيا على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة.

وقال الرئيس الأسد حول سعي فرنسا للوساطة بين سورية وإسرائيل والدور التركي في ذلك: لا يوجد الآن حديث عن وساطة وما يحصل هو البحث عن أرضية مشتركة لما سمي المفاوضات غير المباشرة بهدف الوصول إلى مفاوضات مباشرة وبالنسبة لسورية الأساس الأول هو عودة الأرض كاملة.

وأكد الرئيس الأسد أن تركيا بدأت ونجحت فيما سمي المفاوضات غير المباشرة ووجودها في كل مراحل عملية السلام هو ضرورة لنجاح هذه العملية والولايات المتحدة وجودها أيضا ضروري في عملية السلام وخاصة في المراحل النهائية وكضمانة لتنفيذ عملية السلام.

وفي الشأن العراقي أوضح الرئيس الأسد أن سورية وإيران وتركيا على تواصل مستمر مع الموضوع العراقي لأنتطورات الوضع في العراق ستؤثر علينا كدول جوار لافتا إلى أن العلاقة بين سورية وكل القوى العراقية أصبحت طبيعية وسورية على تواصل مستمر مع جميع القوى العراقية وما يهمها بالدرجة الأولى أن تأتي حكومة عراقية تقوم بالعمل من أجل وحدة العراق واستقراره وسيادته وتقوم بتحسين العلاقات مع دول الجوار ومنها سورية لافتا إلى أن التأخير في تشكيل حكومة عراقية ليس في مصلحة العراق وسورية قلقة من التأخير.

وفيما يتعلق بالوضع اللبناني قال الرئيس الأسد: إن الوضع غير مطمئن وخاصة في ظل التصعيد الأخير وفي ظل محاولات التدخل التي حصلت خلال السنوات الماضية من قبل الدول الخارجية ولكن بالمحصلة نراهن على وعي اللبنانيين.

وحول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتوقعات سورية قال الرئيس الأسد: لا نتوقع أي شيء فالحكومة الإسرائيلية الحالية كغيرها من الحكومات السابقة تعبر عن تطرف متزايد وكل الممارسات الإسرائيلية لا توحي بشكل من الأشكال بالرغبة بتحقيق السلام إلا إذا كنا ساذجين أو عميانا بالمعنى العقلي وليس البصري.

وبخصوص المقاومة ودعم سورية لها وتحمل أعباء ذلك أكد الرئيس الأسد الاستمرار بدعم حركات المقاومة طالما هناك حقوق مسلوبة سواء أراض أو سيادة أو تهديد أو غيرها فسنبقى في هذا الخط ولا يوجد لدينا عشرات الخيارات فإذا كان المنطق السائد هو منطق القوي فقط وليس منطق العاقل الذي يقود ويسود العالم فلا يبقى خيار سوى المقاومة.

وقال الرئيس الأسد: نحن نسير تحت سقف الاستقرار بكل معانيه السياسي والاقتصادي وأيضاً الثقافي.. لا نريد أن ننسلخ عن عاداتنا وتقاليدنا.. فهذا ما نقوم به في سورية نسير بشكل تدريجي ولا شك أن هناك عقبات داخلية نتحمل مسؤوليتها في سورية.. وهناك عقبات خارجية سببها الظروف السياسية التي مررنا بها.. المهم أننا نسير للأمام.. وليس صحيحاً أننا نسير بسرعة.. أنا لا أعتقد أننا نسير بسرعة ولكن من غير الصحيح أننا نقف بمكاننا وهذا هو المهم.

ورداً على سؤال فيما إذا كان لدى الرئيس الأسد وقت للاهتمام بالأسرة ومشاهدة التلفاز ومباريات كأس العالم لكرة السلة الأخيرة وخاصة مباراة تركيا مع الولايات المتحدة قال الرئيس الأسد: بشكل عام منذ أن كنت طفلاً أو شاباً صغيراً لم أكن أهتم بمشاهدة التلفاز.. لم يكن من هواياتي.. لذلك لدي الوقت للكثير من الأشياء الأخرى لكي أنظمها.. لست من هواة التلفاز ولا من هواة مشاهدة الأفلام.. أهتم بالعائلة وهذا موضوع أساسي.. من غير الصحيح ألا يجد الإنسان وقتا لعائلته إلا إذا كان فوضوياً في عمله.

وأضاف الرئيس الأسد: إن تنظيم الوقت هو التحدي الأساسي وليس في عدد ساعات العمل.. كيف ستنظم وقتك.. لا يمكن أن تنجز عملك وعلاقاتك العائلية غير جيدة.. لا يمكن أن تنجز عملك وصحتك غير جيدة.. فإذاً الرياضة مهمة.. الرياضة والعائلة هما جزء من العمل ومن غير المعقول أن تعمل من أجل كل المواطنين ولا تعمل من أجل عائلتك أيضاً.. هناك نوع من التوازن ضروري جداً.. المهم أن ننجح في تنظيم الوقت وأعتقد أنه في منطقتنا في الشرق أحد أسباب التخلف الموجودة هو عدم وضع أولويات في الحياة وهذا الشيء أنا حريص عليه دائماً.

وحول استضافة فريق فنار بهشة التركي في سورية وفيما إذا كانت هناك نية لاستضافة ناد آخر قال الرئيس الأسد: لا أعلم إن كان هناك تخطيط من قبل المؤسسات الرياضية ولكن اعتقد أن الرياضة هي مجال مهم جداً للاحتكاك بين شرائح من الجماهير قد لا تحتك عبر السياسة ولا عبر المؤسسات الثقافية أو عبر المؤسسات الأكاديمية أو عبر مجال الأعمال والاقتصاد أو عبر مجال العائلات.. هذه الشرائح تحتك عبر الرياضة.. الرياضة مهمة جداً في أي مجتمع.. وأعتقد أن هذا النوع من اللقاءات الودية مهم جداً وخاصة أن الرياضة في تركيا قد قطعت مراحل مهمة.. فاحتكاكنا معها يؤدي أيضاً إلى تطوير الخبرات في سورية.

وأضاف الرئيس الأسد: بهذه المناسبة أبارك لكم فوزكم في المركز الثاني في المباراة الأخيرة في بطولة العالم في السلة.. كنا نتمنى لكم المركز الأول ولكن مع ذلك المركز الثاني هو إنجاز كبير.. ونحن نعرف عن إنجازاتكم في مجال كرة القدم عندما حققتم المركز الثالث في بطولة كأس العالم.

وعبر الرئيس الأسد في ختام الحديث عن سعادته لكونه أول رئيس يخاطب هذا البرنامج مع القناة الجديدة "تي آر تي" التركية وقال: أنا متأكد أن هذه القناة سيكون لها دور كبير جداً في عملية تعزيز التواصل الذي بدأناه بين الأتراك والعرب بشكل عام.
  • فريق ماسة
  • 2010-10-06
  • 8525
  • من الأرشيف

الرئيس الأسد لقناة تي آر تي التركية:استمرار العلاقة بين سورية وتركيا هو مصداقية الدولة و الحماس الشعبي

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية كان لديها الثقة والإيمان بأن علاقاتها مع تركيا ستصل إلى هذا المستوى المتقدم ولكن نحن متفاجئون بالزمن واعتقد أن ذلك سببه الحماس الشعبي الذي لولاه لكان من غير الممكن أن يتحقق هذا الشيء. واعتبر الرئيس الأسد في حديث مع محطة "تي آر تي" التركية الناطقة باللغة العربية أن العلاقة بين البلدين انطلقت لأسباب عديدة وأهم سبب هو مصداقية الدولة والتزام الدولتين بالرغبة الشعبية والعمل من خلال أجندة شعبية لا دولية لافتا إلى أن الشعبين في سورية وتركيا يريدان هذه العلاقة والدولتين تتحركان في هذا الاتجاه. وأضاف الرئيس الأسد أن السر في ترجمة الاتفاقيات بين سورية وتركيا على أرض الواقع له جانبان الأول هو الحماس الشعبي وربط المصالح الشعبية بين سورية وتركيا إضافة إلى العواطف المتشابهة.. والسبب الثاني هو أداء المسؤولين في الدولتين والثقة الكبيرة جدا المتبادلة بين البلدين حيث لم يحصل أي خلل منذ بداية العلاقة مع تركيا على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة. وقال الرئيس الأسد حول سعي فرنسا للوساطة بين سورية وإسرائيل والدور التركي في ذلك: لا يوجد الآن حديث عن وساطة وما يحصل هو البحث عن أرضية مشتركة لما سمي المفاوضات غير المباشرة بهدف الوصول إلى مفاوضات مباشرة وبالنسبة لسورية الأساس الأول هو عودة الأرض كاملة. وأكد الرئيس الأسد أن تركيا بدأت ونجحت فيما سمي المفاوضات غير المباشرة ووجودها في كل مراحل عملية السلام هو ضرورة لنجاح هذه العملية والولايات المتحدة وجودها أيضا ضروري في عملية السلام وخاصة في المراحل النهائية وكضمانة لتنفيذ عملية السلام. وفي الشأن العراقي أوضح الرئيس الأسد أن سورية وإيران وتركيا على تواصل مستمر مع الموضوع العراقي لأنتطورات الوضع في العراق ستؤثر علينا كدول جوار لافتا إلى أن العلاقة بين سورية وكل القوى العراقية أصبحت طبيعية وسورية على تواصل مستمر مع جميع القوى العراقية وما يهمها بالدرجة الأولى أن تأتي حكومة عراقية تقوم بالعمل من أجل وحدة العراق واستقراره وسيادته وتقوم بتحسين العلاقات مع دول الجوار ومنها سورية لافتا إلى أن التأخير في تشكيل حكومة عراقية ليس في مصلحة العراق وسورية قلقة من التأخير. وفيما يتعلق بالوضع اللبناني قال الرئيس الأسد: إن الوضع غير مطمئن وخاصة في ظل التصعيد الأخير وفي ظل محاولات التدخل التي حصلت خلال السنوات الماضية من قبل الدول الخارجية ولكن بالمحصلة نراهن على وعي اللبنانيين. وحول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتوقعات سورية قال الرئيس الأسد: لا نتوقع أي شيء فالحكومة الإسرائيلية الحالية كغيرها من الحكومات السابقة تعبر عن تطرف متزايد وكل الممارسات الإسرائيلية لا توحي بشكل من الأشكال بالرغبة بتحقيق السلام إلا إذا كنا ساذجين أو عميانا بالمعنى العقلي وليس البصري. وبخصوص المقاومة ودعم سورية لها وتحمل أعباء ذلك أكد الرئيس الأسد الاستمرار بدعم حركات المقاومة طالما هناك حقوق مسلوبة سواء أراض أو سيادة أو تهديد أو غيرها فسنبقى في هذا الخط ولا يوجد لدينا عشرات الخيارات فإذا كان المنطق السائد هو منطق القوي فقط وليس منطق العاقل الذي يقود ويسود العالم فلا يبقى خيار سوى المقاومة. وقال الرئيس الأسد: نحن نسير تحت سقف الاستقرار بكل معانيه السياسي والاقتصادي وأيضاً الثقافي.. لا نريد أن ننسلخ عن عاداتنا وتقاليدنا.. فهذا ما نقوم به في سورية نسير بشكل تدريجي ولا شك أن هناك عقبات داخلية نتحمل مسؤوليتها في سورية.. وهناك عقبات خارجية سببها الظروف السياسية التي مررنا بها.. المهم أننا نسير للأمام.. وليس صحيحاً أننا نسير بسرعة.. أنا لا أعتقد أننا نسير بسرعة ولكن من غير الصحيح أننا نقف بمكاننا وهذا هو المهم. ورداً على سؤال فيما إذا كان لدى الرئيس الأسد وقت للاهتمام بالأسرة ومشاهدة التلفاز ومباريات كأس العالم لكرة السلة الأخيرة وخاصة مباراة تركيا مع الولايات المتحدة قال الرئيس الأسد: بشكل عام منذ أن كنت طفلاً أو شاباً صغيراً لم أكن أهتم بمشاهدة التلفاز.. لم يكن من هواياتي.. لذلك لدي الوقت للكثير من الأشياء الأخرى لكي أنظمها.. لست من هواة التلفاز ولا من هواة مشاهدة الأفلام.. أهتم بالعائلة وهذا موضوع أساسي.. من غير الصحيح ألا يجد الإنسان وقتا لعائلته إلا إذا كان فوضوياً في عمله. وأضاف الرئيس الأسد: إن تنظيم الوقت هو التحدي الأساسي وليس في عدد ساعات العمل.. كيف ستنظم وقتك.. لا يمكن أن تنجز عملك وعلاقاتك العائلية غير جيدة.. لا يمكن أن تنجز عملك وصحتك غير جيدة.. فإذاً الرياضة مهمة.. الرياضة والعائلة هما جزء من العمل ومن غير المعقول أن تعمل من أجل كل المواطنين ولا تعمل من أجل عائلتك أيضاً.. هناك نوع من التوازن ضروري جداً.. المهم أن ننجح في تنظيم الوقت وأعتقد أنه في منطقتنا في الشرق أحد أسباب التخلف الموجودة هو عدم وضع أولويات في الحياة وهذا الشيء أنا حريص عليه دائماً. وحول استضافة فريق فنار بهشة التركي في سورية وفيما إذا كانت هناك نية لاستضافة ناد آخر قال الرئيس الأسد: لا أعلم إن كان هناك تخطيط من قبل المؤسسات الرياضية ولكن اعتقد أن الرياضة هي مجال مهم جداً للاحتكاك بين شرائح من الجماهير قد لا تحتك عبر السياسة ولا عبر المؤسسات الثقافية أو عبر المؤسسات الأكاديمية أو عبر مجال الأعمال والاقتصاد أو عبر مجال العائلات.. هذه الشرائح تحتك عبر الرياضة.. الرياضة مهمة جداً في أي مجتمع.. وأعتقد أن هذا النوع من اللقاءات الودية مهم جداً وخاصة أن الرياضة في تركيا قد قطعت مراحل مهمة.. فاحتكاكنا معها يؤدي أيضاً إلى تطوير الخبرات في سورية. وأضاف الرئيس الأسد: بهذه المناسبة أبارك لكم فوزكم في المركز الثاني في المباراة الأخيرة في بطولة العالم في السلة.. كنا نتمنى لكم المركز الأول ولكن مع ذلك المركز الثاني هو إنجاز كبير.. ونحن نعرف عن إنجازاتكم في مجال كرة القدم عندما حققتم المركز الثالث في بطولة كأس العالم. وعبر الرئيس الأسد في ختام الحديث عن سعادته لكونه أول رئيس يخاطب هذا البرنامج مع القناة الجديدة "تي آر تي" التركية وقال: أنا متأكد أن هذه القناة سيكون لها دور كبير جداً في عملية تعزيز التواصل الذي بدأناه بين الأتراك والعرب بشكل عام.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة