دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رغم المرتبة المتقدمة التي وصلت إليها النساء العربيات فيما يتعلق بمجالات العمل التي كانت حكرا على الرجل، لا زالت هناك وظائف يشغلها الرجل، ليس تمييزا ضد المرأة، ولكن لكونها لا تناسب وطبيعتها الحساسة.
غير أن هناك سيدات عربيات ممن رفضن هذا التمييز، حتى وإن كان يتعلق بطبيعتهن الأنثوية، وقررن اقتحام هذا المجال، وإن كان يتعلق بالاقتراب من الحيوانات المفترسة، كالأسود مثلا، بل ومداعبتها كأنها قط صغير أليف.
المصرية فاتن الحلو، إحدى القليلات اللاتي غامرن للدخول في هذا المجال، ولعل المنزل الذي عاشت فيه خلال طفولتها هو ما ساهم في تنمية حب ترويض الأسود والحيوانات المفترسة لديها.
قالت فاتن إنها تعشق هذه الحيوانات وتدللها كأنها من أولادها، وهي اعتادت على هذه الأجواء منذ كانت طفلة صغيرة، فعمها، وهو أيضا والد زوجها، كان مروضا للأسود. أما زوجها الراحل، إبراهيم الحلو، فهو حاصل على شهادة الدكتوراة في ترويض هذه الحيوانات، وله باع طويل في هذا المجال.
وقد توفي زوج فاتن الحلو نتيجة إصابته بالسرطان، كما تقول وليس كما يدعي البعض أنه مات جراء هجوم حيوان مفترس.
وحول بداية قصتها مع الأسود، تقول فاتن: "بدأت التدرب على ترويض الأسود منذ كنت في التاسعة من عمري، إذ ذهبت حينها إلى مدرسة لتعليم فنون السيرك. ولاحقا زرت عددا من دول العالم، مثل فرنسا، وروسيا، وألمانيا، والمجر، ورومانيا، وحصلت على عدد من الجوائز فيها."
وتمتلك فاتن الحلو ثلاث خيم لعروض السيرك في أنحاء مختلفة من مصر، فلديها واحدة في نادي الشمس الرياضي بالقاهرة، وخيمة في الإسكندرية، وأخرى في الجنوب تجوب فيها الصعيد المصري.
ولا تختص فاتن في ترويض الأسود فحسب، بل تعمل أيضا مدربة للثعابين، كما أنها تلعب ألعاب الخفة على الحبال والأسلاك وغيرها، إضافة إلى عقدها دورات تدريبية للأطفال المهتمين بهذا المجال.
وزارت فاتن دولا عربية مختلفة لتقديم عروضها، منها البحرين، والإمارات، وقريبا في ليبيا، وهي تتمنى زيارة المزيد من الدول لتقديم العروض فيها.
أما عن علاقتها مع الأسود والحيوانات المفترسة، فتقول فاتن: "تربطني علاقة مقربة جدا بهذه الحيوانات، فهي مثل أولادي، وأربيهم عندي في المنزل حينما يكونون صغارا، حتى أنني أقدم الحليب لهم بالرضَاعة، وعند بلوغهم سن الثلاثة أشهر، أرسلهم ليعيشوا في حديقة خاصة صممتها خارج المنزل، لتكون بيئة مناسبة لهذه الحيوانات."
وتعترف فاتن بأنها واجهت بعض الشراسة من هذه الحيوانات، ولكنها تقول: "الله هو الذي يحمي الإنسان في النهاية، فمن الطبيعي أن يقوم الحيوان بمهاجمة الطرف المقابل إذا أحس بأن خطرا يداهمه، ولهذا علينا دوما أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع هذه الحيوانات."
وحول خططها المستقبلية، تقول فاتن: "أتمنى أن أتمكن يوما ما من إنتاج فيلم عن حياتي، وحاليا يعكف الصحفي محمود صلاح، وهو صديق مقرب للعائلة، بتأليف كتاب عن قصة حياتي، أتمنى أن يقرأه الجميع ليستفيدوا من تجاربي مع هذه الحيوانات."
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة