لاقت دعوة ‘ساخرة’ أطلقتها سيدة روسية، تقيم في مدينة غزة، طالبت خلالها الرئيس الروسي، فلايدمير بوتين بضم القطاع المحاصر لبلاده صدى واسعا، عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وجاء في الخبر الذي تناولته وسائل إعلام عديدة، إن قرابة 50 ألف روسي، يقيمون في غزة، طالبوا بوتين بضم غزة لروسيا، على غرار إقليم ‘القرم’، بهدف رفع الحصار عنها، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان.

لكن تحقيقا أجرته مراسلة وكالة الأناضول بغزة، أظهر أن الأمر لا يعدو كونه دعابة سياسية ساخرة، انطلقت بسبب ‘مرارة الواقع الاقتصادي والإنساني في غزة’.

ويقول ‘رمزي رجب’ (48 عاما)، وهو فلسطيني حاصل على الجنسية الروسية: ‘هذه سخرية من الواقع، لعّل العالم في الخارج ينظر إلى غزة، فهي الآن مهمشّة سياسيا، واقتصاديا، والدعوات لضمها إلى روسيا أسوة بالقرم دعوة إلى إنقاذها، وتمكينها من الحياة’.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقع مؤخرا قانونا يستكمل عملية ضم أقليم ‘القرم’، إلى روسيا بعد تصديق البرلمان الروسي بغرفتيه عليه، وذلك في تحد للدول الغربية التي لا تعترف بعملية الضم.

وتقول ‘ايرينا’ (فضلت عدم ذكر اسمها كاملا) وهي مواطنة روسية تزوجت من فلسطيني وتقيم في غزة، إن هذه الدعوات ‘مجرد خيال ولا يمكن لها أن تتحقق’.

وذكرت في حديث مع مراسلة وكالة الأناضول بغزة أنّها وصديقاتها الروسيات المقيمات في غزة، يُطلٌقن هذه الدعوة كـ’نكتة’.

وتابعت بلكنة عربية ركيكة: ‘نحن نقول أمام هذا الحصار، فليضموا غزة إلى كوكب المريخ حتى… المهم أن يتعاملوا معها بإنسانية’.

ويتواجد في قطاع غزة، عدد غير محدد من النساء الروسيات، قدمن إليه، برفقة أزواجهن الفلسطينيين، الذين ارتبطوا بهن، خلال دراستهم في تلك الدولة.

كما حصل العديد من الفلسطينيين على الجنسية الروسية، عقب زواجهم من روسيات، وعملهم هناك.

لكن الحصول على رقم محدد لأعداد الروس، والحاصلين على الجنسية الروسية، المقيمين في غزة، صعب للغاية، حيث لا تتوفر إحصائيات حول هذا الأمر لدى الحكومة، أو لدى المؤسسات الأهلية.

ويؤكد بعض الحاصلين على الجنسية الروسية، أن العدد لا يتجاوز العشرات أو المئات على أعلى تقدير، مستبعدين تماما صحة الرقم الذي تداولته بعض وسائل الإعلام، والذي تحدث عن وجود 50 ألف فلسطيني، حاصلون على الجنسية.

وكان موقع إذاعة ‘صوت روسيا’، قد أشار إلى نية ناشطين طرح فكرة إجراء استفتاء في قطاع غزة لبحث إمكانية ضمه إلى روسيا.

وقال الموقع إن القطاع يضم 50 ألف روسي، معظمهم من النساء اللواتي تزوجن من فلسطينيين ولكنهن حافظن على جوازات سفرهن الروسية.

لكن مريانا (رفضت ذكر اسمها كاملا)، وهي طبيبة روسية، تقيم في غزة، تؤكد أن الأمر لا يعدو كونه ‘مزحة سياسية’.

وأضافت بصوت ساخر: كم هي المسافة بين روسيا والقطاع؟، هذه الطرفة أطلقتها مواطنة روسية مقيمة في غزة، وجميعنا كروسيات نطلقها من باب الدعابة لكي ينظر العالم إلى القطاع المحاصر بعين الشفقة والرحمة’.

ويصف ‘حسن عبدو’ الكاتب الفلسطيني، هذه الدعوات بـ’الأفكار الخيالية’.

وقال عبدو (الباحث في مركز فلسطين للدراسات والبحوث) إنّ انضمام غزة إلى روسيا كما هو الحال مع إقليم القرم، مستحيل من كافة النواحي السياسية والجغرافية.

وتابع:’ القرم، موضوع آخر ومختلف، والحديث عن ضم غزة يأتي هنا من باب السخرية والطرفة، ولفت الأنظار إلى واقع القطاع الصعب وكونّه منطقة لم تعد تصلح للحياة’.

ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة ‘حماس′ في الانتخابات التشريعية عام 2006 وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة في صيف العام 2007.

ويعيش قرابة مليوني مواطن واقعا اقتصاديا وإنسانيا صعبا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.

وترتفع معدلات البطالة والفقر في قطاع غزة، وفق وزارة الاقتصاد التابعة للحكومة المقالة في غزة إلى ما يزيد عن 39′.

ونظرا للظروف الاقتصادية الصعبة فقد تعطلّ وفق اتحاد العمال بغزة 120 ألف مواطن غزّي يعيلون 615 ألف نسمة.

وكان فيليبو جراندي، المفوض العام، لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘أونروا’، قد ناشد إسرائيل ومصر، برفع ‘حصارهما’ المفروض على القطاع بـ ‘شكل فوري’، خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة الثلاثاء الماضي.

وتابع جراندي:’ حصار غزة تجاوز أشهر الحصارات في التاريخ، فلقد تجاوز حصار سراييفو وبرلين وليننغراد’، مطالبًا إسرائيل برفع ‘حصارها غير الشرعي’ فورًا.

كما دعا جراندي السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي، ‘فلا يمكن أن يُحتجز سكان غزة في مدينتهم وخاصة المرضى والطلبة’، على حد قوله
  • فريق ماسة
  • 2014-03-30
  • 12109
  • من الأرشيف

روسيات متزوجات من فلسطينيين يطالبن بوتين بضم غزة لوقف الحصار!

 لاقت دعوة ‘ساخرة’ أطلقتها سيدة روسية، تقيم في مدينة غزة، طالبت خلالها الرئيس الروسي، فلايدمير بوتين بضم القطاع المحاصر لبلاده صدى واسعا، عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية. وجاء في الخبر الذي تناولته وسائل إعلام عديدة، إن قرابة 50 ألف روسي، يقيمون في غزة، طالبوا بوتين بضم غزة لروسيا، على غرار إقليم ‘القرم’، بهدف رفع الحصار عنها، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان. لكن تحقيقا أجرته مراسلة وكالة الأناضول بغزة، أظهر أن الأمر لا يعدو كونه دعابة سياسية ساخرة، انطلقت بسبب ‘مرارة الواقع الاقتصادي والإنساني في غزة’. ويقول ‘رمزي رجب’ (48 عاما)، وهو فلسطيني حاصل على الجنسية الروسية: ‘هذه سخرية من الواقع، لعّل العالم في الخارج ينظر إلى غزة، فهي الآن مهمشّة سياسيا، واقتصاديا، والدعوات لضمها إلى روسيا أسوة بالقرم دعوة إلى إنقاذها، وتمكينها من الحياة’. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقع مؤخرا قانونا يستكمل عملية ضم أقليم ‘القرم’، إلى روسيا بعد تصديق البرلمان الروسي بغرفتيه عليه، وذلك في تحد للدول الغربية التي لا تعترف بعملية الضم. وتقول ‘ايرينا’ (فضلت عدم ذكر اسمها كاملا) وهي مواطنة روسية تزوجت من فلسطيني وتقيم في غزة، إن هذه الدعوات ‘مجرد خيال ولا يمكن لها أن تتحقق’. وذكرت في حديث مع مراسلة وكالة الأناضول بغزة أنّها وصديقاتها الروسيات المقيمات في غزة، يُطلٌقن هذه الدعوة كـ’نكتة’. وتابعت بلكنة عربية ركيكة: ‘نحن نقول أمام هذا الحصار، فليضموا غزة إلى كوكب المريخ حتى… المهم أن يتعاملوا معها بإنسانية’. ويتواجد في قطاع غزة، عدد غير محدد من النساء الروسيات، قدمن إليه، برفقة أزواجهن الفلسطينيين، الذين ارتبطوا بهن، خلال دراستهم في تلك الدولة. كما حصل العديد من الفلسطينيين على الجنسية الروسية، عقب زواجهم من روسيات، وعملهم هناك. لكن الحصول على رقم محدد لأعداد الروس، والحاصلين على الجنسية الروسية، المقيمين في غزة، صعب للغاية، حيث لا تتوفر إحصائيات حول هذا الأمر لدى الحكومة، أو لدى المؤسسات الأهلية. ويؤكد بعض الحاصلين على الجنسية الروسية، أن العدد لا يتجاوز العشرات أو المئات على أعلى تقدير، مستبعدين تماما صحة الرقم الذي تداولته بعض وسائل الإعلام، والذي تحدث عن وجود 50 ألف فلسطيني، حاصلون على الجنسية. وكان موقع إذاعة ‘صوت روسيا’، قد أشار إلى نية ناشطين طرح فكرة إجراء استفتاء في قطاع غزة لبحث إمكانية ضمه إلى روسيا. وقال الموقع إن القطاع يضم 50 ألف روسي، معظمهم من النساء اللواتي تزوجن من فلسطينيين ولكنهن حافظن على جوازات سفرهن الروسية. لكن مريانا (رفضت ذكر اسمها كاملا)، وهي طبيبة روسية، تقيم في غزة، تؤكد أن الأمر لا يعدو كونه ‘مزحة سياسية’. وأضافت بصوت ساخر: كم هي المسافة بين روسيا والقطاع؟، هذه الطرفة أطلقتها مواطنة روسية مقيمة في غزة، وجميعنا كروسيات نطلقها من باب الدعابة لكي ينظر العالم إلى القطاع المحاصر بعين الشفقة والرحمة’. ويصف ‘حسن عبدو’ الكاتب الفلسطيني، هذه الدعوات بـ’الأفكار الخيالية’. وقال عبدو (الباحث في مركز فلسطين للدراسات والبحوث) إنّ انضمام غزة إلى روسيا كما هو الحال مع إقليم القرم، مستحيل من كافة النواحي السياسية والجغرافية. وتابع:’ القرم، موضوع آخر ومختلف، والحديث عن ضم غزة يأتي هنا من باب السخرية والطرفة، ولفت الأنظار إلى واقع القطاع الصعب وكونّه منطقة لم تعد تصلح للحياة’. ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة ‘حماس′ في الانتخابات التشريعية عام 2006 وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة في صيف العام 2007. ويعيش قرابة مليوني مواطن واقعا اقتصاديا وإنسانيا صعبا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية. وترتفع معدلات البطالة والفقر في قطاع غزة، وفق وزارة الاقتصاد التابعة للحكومة المقالة في غزة إلى ما يزيد عن 39′. ونظرا للظروف الاقتصادية الصعبة فقد تعطلّ وفق اتحاد العمال بغزة 120 ألف مواطن غزّي يعيلون 615 ألف نسمة. وكان فيليبو جراندي، المفوض العام، لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘أونروا’، قد ناشد إسرائيل ومصر، برفع ‘حصارهما’ المفروض على القطاع بـ ‘شكل فوري’، خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة الثلاثاء الماضي. وتابع جراندي:’ حصار غزة تجاوز أشهر الحصارات في التاريخ، فلقد تجاوز حصار سراييفو وبرلين وليننغراد’، مطالبًا إسرائيل برفع ‘حصارها غير الشرعي’ فورًا. كما دعا جراندي السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي، ‘فلا يمكن أن يُحتجز سكان غزة في مدينتهم وخاصة المرضى والطلبة’، على حد قوله

المصدر : علا عطاالله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة