بعد 37 عاما على حرب تشرين التحريرية عام 1973 كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية يوم الاثنين ما وصفته بأكثر بروتوكولات الحكومة الإسرائيلية سرية، والذي وثق تفاصيل جلسة الحكومة التي عقدت يوم 7/10/1973 وهو ثاني ايام الحرب واظهر مدى الصدمة والإرباك الإسرائيلي والخوف الوجودي الذي انتاب وزير الجيش الإسرائيلي في تلك الحقبة.

 بعد أكثر من يوم بقليل على بداية الهجوم المصري - السوري المنسق وبالتحديد يوم 7/10/1973 دعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى جلسة وصفت بـالدراماتيكية قدم خلالها وزير الجيش موشي ديان وصفا دقيقا لكيفية سقوط المواقع و التحصينات الإسرائيلية واحدا إثر الآخر على طول خط قناة السويس، مؤكدا أن خط القناة الذي كان يعرف باسم خط بارليف قد سقط وانتهى أمره مقترحا انسحابا إسرائيليا حتى منطقة الممرات بعمق 30 كم بعيدا عن قناة السويس وترك الجرحى الإسرائيليين داخل المواقع المنهارة، قائلا :" حيث لا يمكننا إنقاذهم يجب تركهم وإنقاذ ما نستطيع إنقاذه في مواقع أخرى ومن يقدر منهم على مواصلة طريقه وصولا للمواقع الإسرائيلية فليفعل ومن يريد الاستسلام يستسلم وعلينا أن نقول لهم أننا لا نستطيع أن نصل إليكم حاولوا التسلل أو استسلموا".

 وتوقع ديان أن يضحك و يستهزئ العالم بإسرائيل بعد هذه الحرب ويقول عنها بأنها نمرا من ورق بعد أن انهارت أمام الهجوم الأول رغم تفوقها النوعي وهنا تدخلت غولدا مائير وقدمت ملاحظة على أقول ديان قائلة :" شيئا واحدا لا افهمه اعتقدت بأننا سنبدأ بضربهم فور عبورهم القناة ماذا حدث ؟!!" فرد ديان عليها بالقول" لقد ذهبت الدبابات وكان لهم غطاء مدفعية فدمروا دباباتنا والطائرات لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ لقد سمحت 1000 فوهة مدفع للدبابات باجتياز القناة ومنعتنا من الاقتراب إنها الطريقة والتخطيط الروسي إنها ثلاث سنوات من الإعداد والاستعداد".

 وتحدث ديان خلال الجلسة المذكورة عن أعداد القتلى والأسرى الأكثر واعترف بخطأ تقديراته لنوايا وقدرات العدو قائلا :" انه ليس وقت حساب النفس لم اقدر جيدا قوة العدو ووزنه الحربي وبالغت في تقدير قوتنا وبقدرتنا على الصمود... إن العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من السابق ويوجد لديهم الكثير من الأسلحة إنهم يدمرون دباباتنا بالأسلحة الفردية وتشكل الصواريخ مظلة صعبة لا يمكن لسلاحنا الجوي اختراقها وأنا لا اعرف فيما إذا كان بمقدور ضربة استباقية تغيير الوضع بشكل أساسي".

 وقال "كان لدي شعورا بأننا سندمرهم في الطريق وكانت لدينا تقديرات مبنية على الحرب السابقة وهي لم تكن صحيحة لقد كان لنا وللآخرين تقديرات غير صحيحة عما سيحدث في حال حاولوا العبور".

 وعن أهداف الحرب قال ديان :" إنهم "العرب" يريدون احتلال إسرائيل واصفا سيناريو يوم القيامة فردت غولدا مائير رئيسة الوزراء بقولها :" إن العرب لن يوقفوا الحرب"، فرد ديان :" إنها حربا على وجود ارض إسرائيل... العرب لن يوقفوا الحرب وإذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق النار إذا وافقوا فأنهم سيعودون إليها مجددا لقد وصلوا معنا إلى الحرب الوجودية وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فان هذا الأمر لن يحل شيئا".

 فطرحت غولدا مائير ملاحظة سريعة تؤكد ما ذهب إليه ديان وقالت :" لا يوجد أي سبب ليتوقفوا لماذا لا يستمرون ؟! ليس الآن فقط إنهم مصاصوا دماء" فرد ديان :" يريدون احتلال ارض إسرائيل وتصفية اليهود".

 واستمر ديان في خطه المتشائم قائلا :" اعتقد أنا متأكد بأن الأردن ستدخل الحرب... لا يمكننا السماح لأنفسنا بعدم الاستعداد... هناك حاجة لاستعدادات بالحد الأدنى ويجب علينا أن نفحص الاحتياط ويجب أن نعد قوة تتصدى لكل محاولة أردنية لاقتحام الضفة الغربية ويمكن أن يسمح الأردن للمخربين بالعمل ضدنا".

 وسألت غولدا مائير ديان فيما إذا كان يقترح طلب إسرائيل وقف إطلاق النار حيث تقف قواتها الآن؟ فرد عليها ديان بقول حاسم "نحن لا نقف" وهنا اقترحت أن تطلب مساعدة هنري كيسنجر فرد ديان بيأس شديد "موافق" وطلب التوجه للأمريكان لشراء 300 دبابة.

 وأنهى ديان عرضه أمام الحكومة بالكلمات القاسية التالية التي ألمحت إلى ضرورة استخدام وسائل أخرى لصد الهجوم ودفع الخطر عن ارض إسرائيل "هذه هي MY HONEST VIEW" هكذا أرى الأمر إن كميات الأسلحة لديهم فعالة مؤثرة وتفوقنا الأخلاقي لا يصمد أمام هذا الكره والبغض والأرقام حاسمة جدا من الممكن وجود أفكار أخرى كيف يمكن أن نفعل في مثل هذا الوضع ؟! وحكيه أكثر تشاؤما مني بخصوص الوضع في الجولان حيث قال "أتمنى لو استطعت الحفاظ على الخط وكذلك غرديش قلق جدا على الوضع في الجنوب".

 وبعد اقل من ساعة على بداية الجلسة دخل رئيس الأركان "دافيد اليعازر" حاملا اقتراحات لصد الهجوم وبلورة خطة هجومية مضادة، وقال :" إننا نقف أمام قرارات مصيرية ستكون على متن سرب طيران ليلي كتيبة احتياط بقيادة ارئيل "شارون" إضافة إلى كتيبة "بيرن" وقد اقترحوا علي مهاجمة القناة والصعود على الجسر ومواصلة التقدم وهاتان القوتان اللتان ستعبران القناة ستدمران القوات "المعادية" وبعدها سنقوم نحن بتدمير تلك القوتين وهذه مقامرة لان القوتان المذكورتان هما كل ما تبقى بين قناة السويس وتل أبيب وإذا هاجمنا القناة وعبرناها ولم نخرج منها جيدا سنبقى فقط مع ثلاث كتائب محطمة وحينها سيحضر العراقيون والجزائريون وتصبح الحرب بعد يومين أو ثلاثة أيام داخل حدود ارض إسرائيل".

 واقترح دودي "اسم الشهرة لرئيس الأركان" شن هجوم مضاد لكن ليس عبر قناة السويس وإنما ضد تجمعات القوات المصرية التي عبرتها قائلا :" ربما بمساعدة 200-300 دبابة وبدعم جوي نستطيع محالة كسر القوة المصرية التي عبرت القناة وحينها نعود مرة أخرى للوقوف على خط الجبهة إذا نجح هذا الأمر سنكون في وضع ابتدائي جيد وإذا لم ينجح فإنه لن يكون نهائيا وستتبقى لنا بعض القوات للانسحاب حتى الممرات والتحصن هناك ".

  • فريق ماسة
  • 2010-10-04
  • 13840
  • من الأرشيف

إسرائيل تكشف عن ما أسمته أكثر بروتوكولات الحكومة الإسرائيلية سرية في حرب تشرين

بعد 37 عاما على حرب تشرين التحريرية عام 1973 كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية يوم الاثنين ما وصفته بأكثر بروتوكولات الحكومة الإسرائيلية سرية، والذي وثق تفاصيل جلسة الحكومة التي عقدت يوم 7/10/1973 وهو ثاني ايام الحرب واظهر مدى الصدمة والإرباك الإسرائيلي والخوف الوجودي الذي انتاب وزير الجيش الإسرائيلي في تلك الحقبة.  بعد أكثر من يوم بقليل على بداية الهجوم المصري - السوري المنسق وبالتحديد يوم 7/10/1973 دعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى جلسة وصفت بـالدراماتيكية قدم خلالها وزير الجيش موشي ديان وصفا دقيقا لكيفية سقوط المواقع و التحصينات الإسرائيلية واحدا إثر الآخر على طول خط قناة السويس، مؤكدا أن خط القناة الذي كان يعرف باسم خط بارليف قد سقط وانتهى أمره مقترحا انسحابا إسرائيليا حتى منطقة الممرات بعمق 30 كم بعيدا عن قناة السويس وترك الجرحى الإسرائيليين داخل المواقع المنهارة، قائلا :" حيث لا يمكننا إنقاذهم يجب تركهم وإنقاذ ما نستطيع إنقاذه في مواقع أخرى ومن يقدر منهم على مواصلة طريقه وصولا للمواقع الإسرائيلية فليفعل ومن يريد الاستسلام يستسلم وعلينا أن نقول لهم أننا لا نستطيع أن نصل إليكم حاولوا التسلل أو استسلموا".  وتوقع ديان أن يضحك و يستهزئ العالم بإسرائيل بعد هذه الحرب ويقول عنها بأنها نمرا من ورق بعد أن انهارت أمام الهجوم الأول رغم تفوقها النوعي وهنا تدخلت غولدا مائير وقدمت ملاحظة على أقول ديان قائلة :" شيئا واحدا لا افهمه اعتقدت بأننا سنبدأ بضربهم فور عبورهم القناة ماذا حدث ؟!!" فرد ديان عليها بالقول" لقد ذهبت الدبابات وكان لهم غطاء مدفعية فدمروا دباباتنا والطائرات لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ لقد سمحت 1000 فوهة مدفع للدبابات باجتياز القناة ومنعتنا من الاقتراب إنها الطريقة والتخطيط الروسي إنها ثلاث سنوات من الإعداد والاستعداد".  وتحدث ديان خلال الجلسة المذكورة عن أعداد القتلى والأسرى الأكثر واعترف بخطأ تقديراته لنوايا وقدرات العدو قائلا :" انه ليس وقت حساب النفس لم اقدر جيدا قوة العدو ووزنه الحربي وبالغت في تقدير قوتنا وبقدرتنا على الصمود... إن العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من السابق ويوجد لديهم الكثير من الأسلحة إنهم يدمرون دباباتنا بالأسلحة الفردية وتشكل الصواريخ مظلة صعبة لا يمكن لسلاحنا الجوي اختراقها وأنا لا اعرف فيما إذا كان بمقدور ضربة استباقية تغيير الوضع بشكل أساسي".  وقال "كان لدي شعورا بأننا سندمرهم في الطريق وكانت لدينا تقديرات مبنية على الحرب السابقة وهي لم تكن صحيحة لقد كان لنا وللآخرين تقديرات غير صحيحة عما سيحدث في حال حاولوا العبور".  وعن أهداف الحرب قال ديان :" إنهم "العرب" يريدون احتلال إسرائيل واصفا سيناريو يوم القيامة فردت غولدا مائير رئيسة الوزراء بقولها :" إن العرب لن يوقفوا الحرب"، فرد ديان :" إنها حربا على وجود ارض إسرائيل... العرب لن يوقفوا الحرب وإذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق النار إذا وافقوا فأنهم سيعودون إليها مجددا لقد وصلوا معنا إلى الحرب الوجودية وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فان هذا الأمر لن يحل شيئا".  فطرحت غولدا مائير ملاحظة سريعة تؤكد ما ذهب إليه ديان وقالت :" لا يوجد أي سبب ليتوقفوا لماذا لا يستمرون ؟! ليس الآن فقط إنهم مصاصوا دماء" فرد ديان :" يريدون احتلال ارض إسرائيل وتصفية اليهود".  واستمر ديان في خطه المتشائم قائلا :" اعتقد أنا متأكد بأن الأردن ستدخل الحرب... لا يمكننا السماح لأنفسنا بعدم الاستعداد... هناك حاجة لاستعدادات بالحد الأدنى ويجب علينا أن نفحص الاحتياط ويجب أن نعد قوة تتصدى لكل محاولة أردنية لاقتحام الضفة الغربية ويمكن أن يسمح الأردن للمخربين بالعمل ضدنا".  وسألت غولدا مائير ديان فيما إذا كان يقترح طلب إسرائيل وقف إطلاق النار حيث تقف قواتها الآن؟ فرد عليها ديان بقول حاسم "نحن لا نقف" وهنا اقترحت أن تطلب مساعدة هنري كيسنجر فرد ديان بيأس شديد "موافق" وطلب التوجه للأمريكان لشراء 300 دبابة.  وأنهى ديان عرضه أمام الحكومة بالكلمات القاسية التالية التي ألمحت إلى ضرورة استخدام وسائل أخرى لصد الهجوم ودفع الخطر عن ارض إسرائيل "هذه هي MY HONEST VIEW" هكذا أرى الأمر إن كميات الأسلحة لديهم فعالة مؤثرة وتفوقنا الأخلاقي لا يصمد أمام هذا الكره والبغض والأرقام حاسمة جدا من الممكن وجود أفكار أخرى كيف يمكن أن نفعل في مثل هذا الوضع ؟! وحكيه أكثر تشاؤما مني بخصوص الوضع في الجولان حيث قال "أتمنى لو استطعت الحفاظ على الخط وكذلك غرديش قلق جدا على الوضع في الجنوب".  وبعد اقل من ساعة على بداية الجلسة دخل رئيس الأركان "دافيد اليعازر" حاملا اقتراحات لصد الهجوم وبلورة خطة هجومية مضادة، وقال :" إننا نقف أمام قرارات مصيرية ستكون على متن سرب طيران ليلي كتيبة احتياط بقيادة ارئيل "شارون" إضافة إلى كتيبة "بيرن" وقد اقترحوا علي مهاجمة القناة والصعود على الجسر ومواصلة التقدم وهاتان القوتان اللتان ستعبران القناة ستدمران القوات "المعادية" وبعدها سنقوم نحن بتدمير تلك القوتين وهذه مقامرة لان القوتان المذكورتان هما كل ما تبقى بين قناة السويس وتل أبيب وإذا هاجمنا القناة وعبرناها ولم نخرج منها جيدا سنبقى فقط مع ثلاث كتائب محطمة وحينها سيحضر العراقيون والجزائريون وتصبح الحرب بعد يومين أو ثلاثة أيام داخل حدود ارض إسرائيل".  واقترح دودي "اسم الشهرة لرئيس الأركان" شن هجوم مضاد لكن ليس عبر قناة السويس وإنما ضد تجمعات القوات المصرية التي عبرتها قائلا :" ربما بمساعدة 200-300 دبابة وبدعم جوي نستطيع محالة كسر القوة المصرية التي عبرت القناة وحينها نعود مرة أخرى للوقوف على خط الجبهة إذا نجح هذا الأمر سنكون في وضع ابتدائي جيد وإذا لم ينجح فإنه لن يكون نهائيا وستتبقى لنا بعض القوات للانسحاب حتى الممرات والتحصن هناك ".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة