اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن روسيا وإيران و«حزب الله» يخسرون في الحرب السورية. وفي هذا الوقت، كانت القوات السورية تتقدم على محاور القلمون وحلب، عبر سيطرتها على قريتين قرب يبرود، واقتربت كثيراً من فك الحصار على سجن حلب المركزي، بعد سيطرتها على قرية الشيخ نجار وتلة الغوالي الاستراتيجية قرب المدينة الصناعية في حلب.

وفي إشارة الى عدم رغبة واشنطن في التورط عسكرياً في النزاع السوري، قال أوباما، في مقابلة مع مجموعة «بلومبرغ» نشرت أمس، «أيدنا المساعدات العسكرية لمعارضة معتدلة في سوريا ... لكن في حقيقة الأمر إذا كنت تبحث عن تغيير الوقائع العسكرية على الأرض، فإنّ طبيعة المشاركة من جانب القوات العسكرية الأميركية يجب أن تكون مهمة لدرجة ستفرض طرح عدد من الأسئلة بشأن (مبررات) سلطتنا الدولية لفعل ذلك».

وأضاف «سنستمر بالقيام بكل شيء للتوصل إلى حل سياسي، للضغط على الروس والإيرانيين، مبيّنين لهم أنه ليس في مصلحتهم المشاركة في حرب دائمة». وتابع «أنا دائماً أستمتع بمرارة بعبارة أنّ إيران بطريقة أو بأخرى انتصرت في سوريا. هذا يستنزفهم لأنه عليهم إرسال مليارات الدولارات. وكيلهم الرئيسي، حزب الله، الذي كان لديه موقع قوي ومريح في لبنان، يجد نفسه اليوم مهاجماً من قبل المتطرفين "السنّة"، وهذا ليس جيداً لإيران. هم يخسرون بقدر أي شخص آخر. والروس يجدون صديقهم الوحيد في المنطقة وسط الأنقاض ..».

وكانت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قد نقلت عن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد تحميله خلال محاضرة في جامعة أميركية، السلطات السورية مسؤولية فشل مفاوضات «جنيف 2».

وقال فورد إن «الدور الذي قامت به المعارضة كان بائساً أيضاً، حيث إنها لم تستطع إبعاد نفسها عن عناصر «القاعدة». هناك أشخاص في المعارضة سيئون جداً. كلما استطاعت المعارضة التوحد كلما تضعضعت قاعدة الدعم لـ(الرئيس بشار) الأسد أسرع».

واعتبر فورد أنه يجب إشراك المجموعات المسلحة، وحتى «الجهادية» مثل «الجبهة الإسلامية»، في المفاوضات. وأشار إلى أنه يجب أيضاً ضم المجموعات التي تقاتل إلى جانب النظام، مثل الجيش السوري و«حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني. كما اعتبر أن الدولة السورية «تنهار رويداً رويداً»، موضحاً أن السلطة لا تملك القوة البشرية من أجل استرداد دير الزور والرقة أو المناطق التي يسيطر الأكراد عليها، كما أنه لا يمكن للمعارضة المسلحة السيطرة على كل البلد.

ميدانياً، حققت القوات السورية تقدماً في اتجاه مدينة يبرود، أبرز معاقل المسلحين في القلمون، بسيطرتها على منطقتي السحل والعقبة، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فيما أشار «مرصد  معارض  إلى أن «القوات السورية وعناصر حزب الله تقدموا في السحل، مع استمرار الاشتباكات العنيفة مع عناصر من جبهة النصرة وكتائب أخرى مقاتلة، ما تسبب بمقتل سبعة مقاتلين».

وذكرت الوكالة السورية «أحكمت وحدات من جيشنا سيطرتها الكاملة على بلدة السحل شمال يبرود ومنطقة العقبة في القلمون، وقضت على أعداد من الإرهابيين». وأشارت إلى أن القوات «أحرزت تقدماً في مزارع ريما» المجاورة ليبرود.

وعرضت قناة «المنار» لقطات من أحد شوارع السحل، ظهرت فيها آلية مدرعة مزودة رشاشاً ثقيلاً، يحيط بها عدد من الجنود والمسلحين بزي عسكري. وأفاد مراسل القناة أن السيطرة على السحل «تمهيد لاستكمال الطوق حول يبرود». وأشار إلى منطقة معينة قائلا «يبرود أصبحت تحت مرمى نيران الجيش السوري عندما يثبّت آلياته العسكرية على هذه التلال».

وتقع السحل على مسافة ستة كيلومترات من يبرود. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «السحل هي أحد المداخل الأساسية إلى يبرود». واعتبر أن «القوات السورية لا تريد دخول يبرود. هدفها هو السيطرة على البلدات والتلال المحيطة بها لمحاصرتها بالكامل».

وتشهد المدينة الصناعية في حلب معارك عنيفة بعد التفاف وحدة من الحرس الجمهوري حول المدينة والسيطرة على قرية الشيخ نجار وتلة الغوالي الاستراتيجية فيها، ما ساهم بتشكيل طوق حول مراكز وجود مسلحي «جبهة النصرة» الذين ما زالوا يقاتلون بشراسة حسب ما أكد مصدر ميداني لـ«السفير».

وعلى بعد أقل من كيلومتر ونصف الكيلومتر شمال المدينة الصناعية، يقبع سجن حلب المركزي المحاصر، والذي انخفضت وتيرة الاشتباكات حوله مع اقتراب الجيش السوري منه، وسيطرته على التلة الاستراتيجية التي تم نصب عدة مدافع عليها لاستهداف أي تحرك من المسلحين نحو السجن. كما تهدف القوات السورية الى استعادة السيطرة على حي هنانو من أجل تحقيق هدفه بفصل ريف حلب الشمالي عن أحياء المدينة الشرقية.

الى ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق خالد المصري إن مدير مكتب الإبراهيمي في دمشق «مختار لماني قدم طلباً لإعفائه من مهامه، ولم يقدم استقالته».

ويعتقد ديبلوماسيون أن لماني يفضل، عبر طلب إعفائه من مهامه في دمشق دون تقديم استقالة ناجزة من فريق الإبراهيمي، الانتقال إلى موقع في فريق المبعوث الأمم في جنيف وليس في دمشق. ونفت مصادر ديبلوماسية أن يكون الإبراهيمي يفكر في الاستقالة، موضحة أنه لم يغير شيئاً من خططه ويعتزم التوجه الخميس إلى نيويورك ليقدم للأمم المتحدة الأسبوع المقبل تقريره عن الجولة الثانية لمفاوضات جنيف والنقاش في تحديد موعد للجولة الثالثة.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع مع الإبراهيمي في جنيف، أن «المسألة الرئيسية في الوقت الحالي هي دفع طرفي الأزمة في سوريا إلى مواصلة الحوار». وشدد لافروف، الذي التقى أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على ضرورة الإسراع في مواصلة المحادثات بين طرفي الصراع في سوريا، مشيراً إلى أهمية جهود الإبراهيمي في هذه المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى حل وسطي وتسوية سلمية للأزمة السورية».

 

  • فريق ماسة
  • 2014-03-03
  • 7163
  • من الأرشيف

واشنطن: إيران وروسيا و«حزب الله» يخسرون في سورية

اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن روسيا وإيران و«حزب الله» يخسرون في الحرب السورية. وفي هذا الوقت، كانت القوات السورية تتقدم على محاور القلمون وحلب، عبر سيطرتها على قريتين قرب يبرود، واقتربت كثيراً من فك الحصار على سجن حلب المركزي، بعد سيطرتها على قرية الشيخ نجار وتلة الغوالي الاستراتيجية قرب المدينة الصناعية في حلب. وفي إشارة الى عدم رغبة واشنطن في التورط عسكرياً في النزاع السوري، قال أوباما، في مقابلة مع مجموعة «بلومبرغ» نشرت أمس، «أيدنا المساعدات العسكرية لمعارضة معتدلة في سوريا ... لكن في حقيقة الأمر إذا كنت تبحث عن تغيير الوقائع العسكرية على الأرض، فإنّ طبيعة المشاركة من جانب القوات العسكرية الأميركية يجب أن تكون مهمة لدرجة ستفرض طرح عدد من الأسئلة بشأن (مبررات) سلطتنا الدولية لفعل ذلك». وأضاف «سنستمر بالقيام بكل شيء للتوصل إلى حل سياسي، للضغط على الروس والإيرانيين، مبيّنين لهم أنه ليس في مصلحتهم المشاركة في حرب دائمة». وتابع «أنا دائماً أستمتع بمرارة بعبارة أنّ إيران بطريقة أو بأخرى انتصرت في سوريا. هذا يستنزفهم لأنه عليهم إرسال مليارات الدولارات. وكيلهم الرئيسي، حزب الله، الذي كان لديه موقع قوي ومريح في لبنان، يجد نفسه اليوم مهاجماً من قبل المتطرفين "السنّة"، وهذا ليس جيداً لإيران. هم يخسرون بقدر أي شخص آخر. والروس يجدون صديقهم الوحيد في المنطقة وسط الأنقاض ..». وكانت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قد نقلت عن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد تحميله خلال محاضرة في جامعة أميركية، السلطات السورية مسؤولية فشل مفاوضات «جنيف 2». وقال فورد إن «الدور الذي قامت به المعارضة كان بائساً أيضاً، حيث إنها لم تستطع إبعاد نفسها عن عناصر «القاعدة». هناك أشخاص في المعارضة سيئون جداً. كلما استطاعت المعارضة التوحد كلما تضعضعت قاعدة الدعم لـ(الرئيس بشار) الأسد أسرع». واعتبر فورد أنه يجب إشراك المجموعات المسلحة، وحتى «الجهادية» مثل «الجبهة الإسلامية»، في المفاوضات. وأشار إلى أنه يجب أيضاً ضم المجموعات التي تقاتل إلى جانب النظام، مثل الجيش السوري و«حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني. كما اعتبر أن الدولة السورية «تنهار رويداً رويداً»، موضحاً أن السلطة لا تملك القوة البشرية من أجل استرداد دير الزور والرقة أو المناطق التي يسيطر الأكراد عليها، كما أنه لا يمكن للمعارضة المسلحة السيطرة على كل البلد. ميدانياً، حققت القوات السورية تقدماً في اتجاه مدينة يبرود، أبرز معاقل المسلحين في القلمون، بسيطرتها على منطقتي السحل والعقبة، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فيما أشار «مرصد  معارض  إلى أن «القوات السورية وعناصر حزب الله تقدموا في السحل، مع استمرار الاشتباكات العنيفة مع عناصر من جبهة النصرة وكتائب أخرى مقاتلة، ما تسبب بمقتل سبعة مقاتلين». وذكرت الوكالة السورية «أحكمت وحدات من جيشنا سيطرتها الكاملة على بلدة السحل شمال يبرود ومنطقة العقبة في القلمون، وقضت على أعداد من الإرهابيين». وأشارت إلى أن القوات «أحرزت تقدماً في مزارع ريما» المجاورة ليبرود. وعرضت قناة «المنار» لقطات من أحد شوارع السحل، ظهرت فيها آلية مدرعة مزودة رشاشاً ثقيلاً، يحيط بها عدد من الجنود والمسلحين بزي عسكري. وأفاد مراسل القناة أن السيطرة على السحل «تمهيد لاستكمال الطوق حول يبرود». وأشار إلى منطقة معينة قائلا «يبرود أصبحت تحت مرمى نيران الجيش السوري عندما يثبّت آلياته العسكرية على هذه التلال». وتقع السحل على مسافة ستة كيلومترات من يبرود. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «السحل هي أحد المداخل الأساسية إلى يبرود». واعتبر أن «القوات السورية لا تريد دخول يبرود. هدفها هو السيطرة على البلدات والتلال المحيطة بها لمحاصرتها بالكامل». وتشهد المدينة الصناعية في حلب معارك عنيفة بعد التفاف وحدة من الحرس الجمهوري حول المدينة والسيطرة على قرية الشيخ نجار وتلة الغوالي الاستراتيجية فيها، ما ساهم بتشكيل طوق حول مراكز وجود مسلحي «جبهة النصرة» الذين ما زالوا يقاتلون بشراسة حسب ما أكد مصدر ميداني لـ«السفير». وعلى بعد أقل من كيلومتر ونصف الكيلومتر شمال المدينة الصناعية، يقبع سجن حلب المركزي المحاصر، والذي انخفضت وتيرة الاشتباكات حوله مع اقتراب الجيش السوري منه، وسيطرته على التلة الاستراتيجية التي تم نصب عدة مدافع عليها لاستهداف أي تحرك من المسلحين نحو السجن. كما تهدف القوات السورية الى استعادة السيطرة على حي هنانو من أجل تحقيق هدفه بفصل ريف حلب الشمالي عن أحياء المدينة الشرقية. الى ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق خالد المصري إن مدير مكتب الإبراهيمي في دمشق «مختار لماني قدم طلباً لإعفائه من مهامه، ولم يقدم استقالته». ويعتقد ديبلوماسيون أن لماني يفضل، عبر طلب إعفائه من مهامه في دمشق دون تقديم استقالة ناجزة من فريق الإبراهيمي، الانتقال إلى موقع في فريق المبعوث الأمم في جنيف وليس في دمشق. ونفت مصادر ديبلوماسية أن يكون الإبراهيمي يفكر في الاستقالة، موضحة أنه لم يغير شيئاً من خططه ويعتزم التوجه الخميس إلى نيويورك ليقدم للأمم المتحدة الأسبوع المقبل تقريره عن الجولة الثانية لمفاوضات جنيف والنقاش في تحديد موعد للجولة الثالثة. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع مع الإبراهيمي في جنيف، أن «المسألة الرئيسية في الوقت الحالي هي دفع طرفي الأزمة في سوريا إلى مواصلة الحوار». وشدد لافروف، الذي التقى أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على ضرورة الإسراع في مواصلة المحادثات بين طرفي الصراع في سوريا، مشيراً إلى أهمية جهود الإبراهيمي في هذه المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى حل وسطي وتسوية سلمية للأزمة السورية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة