رغم الاتصالات الروسية – الأميركية المستمرة واللقاءات «العشرين» بين رأسي الدبلوماسية في كل من الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الروسي، خلال عام واحد، تبقى الهوة شاسعة بين البلدين على حد قول مصادر سياسية متابعة للملف الأميركي – الروسي بسبب انعدام الثقة بينهما، وهذا ما يظهر في التصريحات الأميركية التي تحمل روسيا استمرار معاناة الشعب السوري، وروسيا تتهم واشنطن بشكل غير مباشر بأنها تدعم الإرهاب في سورية. ولم يستطع كيري لافروف من إيجاد مساحات مشتركة في أزمة المنطقة والحرب الدائرة على سورية منذ ثلاث سنوات وقد لا تنفع سياسة التهويل والتهديد التي تطلقها الولايات المتحدة الأميركية، ولا هدايا «البطاطا الاميركية» التي قدمها كيري للافروف في إحدى لقاءاتهما.

 فالقرار الروسي تضيف المصادر وعلى يمينه حلف المقاومة الممتد من طهران مرورا ببغداد، ووصولا إلى لبنان بعدم السماح لإسقاط سورية ودورها، وأبناء شعبها الذي برزت فيه تحولات جذرية تلتف حول الرئيس بشار الأسد لأنه رمز الدولة السورية، وأمام هذا الإصرار تشير المصادر إلى أن أميركا عمدت إلى إجهاض الجولة الثانية لجنيف 2 وذهبت باتجاه التحضيرات للتصعيد العسكري الميداني في جنوب سورية، حيث عمدت إلى توحيد ما تبقى من فصائل الإرهابيين هناك وأوعز السفير الأميركي في سورية روبرت فورد المتواجد في جنيف كمرشد لوفد الائتلاف بان يتوقف الأخير عن عملية الحوار الجارية والذهاب إلى اسطنبول للعمل على مواكبة الاستعداد لمعركة درعا، التي جرى تدريب آلاف المقاتلين من المسلحين في الأردن، بإشراف ضباط عسكريين أميركيين لخوضها، وتعمل بعض الدول في المنطقة على تزويدهم بسلاح نوعي للهجوم على دمشق من أجل إعادة التوازن الميداني، الذي اختل وسيختل أكثر مع السيطرة على كل ممرات إمداد المسلحين من عرسال إلى مدينة يبرود وبالعكس.

 وتلفت المصادر أن التحريض الأميركي لفتح معركة جنوب سورية جاء بعد سقوط ورقة حمص باتفاق أممي، لتحضير معركة درعا، خرج الظواهري مسؤول القاعدة في العالم وبإيعاز أميركي يطلب من المسلحين إجراء هدنة فيما بينهم وتوحيد صفوفهم تحت مسمى «فرقة اليرموك» قبل بدء الهجوم على دمشق، وبموازاة ذلك تقول المصادر السياسية أن الجيش العربي السوري هو حاضر لصد أي هجوم وإنزال خسائر جسيمة في صفوف المهاجمين، سيفاجىء الدول التي تدعمهم وتقدم لهم الأسلحة النوعية وتمدهم بأعداد بشرية هائلة، وهذه الدول ستستمر بإرسال السيارات المفخخة والانتحاريين إلى لبنان، طالما لم تتوفر بعد للإدارة الأميركية قناعة بالطلب من هذه الدول وفق مسلسل الإرهاب الذي يضرب لبنان، بانتظار إيجاد ساحات مشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والتسليم بمصالح روسيا في الشرق الأوسط واحترام إرادة السوريين برفض الإرهاب وتأييدهم للرئيس الأسد.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-21
  • 8451
  • من الأرشيف

اتهامات مُتبادلة بدعم الإرهاب ..عشرون لقاء بين لافروف وكيري

رغم الاتصالات الروسية – الأميركية المستمرة واللقاءات «العشرين» بين رأسي الدبلوماسية في كل من الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الروسي، خلال عام واحد، تبقى الهوة شاسعة بين البلدين على حد قول مصادر سياسية متابعة للملف الأميركي – الروسي بسبب انعدام الثقة بينهما، وهذا ما يظهر في التصريحات الأميركية التي تحمل روسيا استمرار معاناة الشعب السوري، وروسيا تتهم واشنطن بشكل غير مباشر بأنها تدعم الإرهاب في سورية. ولم يستطع كيري لافروف من إيجاد مساحات مشتركة في أزمة المنطقة والحرب الدائرة على سورية منذ ثلاث سنوات وقد لا تنفع سياسة التهويل والتهديد التي تطلقها الولايات المتحدة الأميركية، ولا هدايا «البطاطا الاميركية» التي قدمها كيري للافروف في إحدى لقاءاتهما.  فالقرار الروسي تضيف المصادر وعلى يمينه حلف المقاومة الممتد من طهران مرورا ببغداد، ووصولا إلى لبنان بعدم السماح لإسقاط سورية ودورها، وأبناء شعبها الذي برزت فيه تحولات جذرية تلتف حول الرئيس بشار الأسد لأنه رمز الدولة السورية، وأمام هذا الإصرار تشير المصادر إلى أن أميركا عمدت إلى إجهاض الجولة الثانية لجنيف 2 وذهبت باتجاه التحضيرات للتصعيد العسكري الميداني في جنوب سورية، حيث عمدت إلى توحيد ما تبقى من فصائل الإرهابيين هناك وأوعز السفير الأميركي في سورية روبرت فورد المتواجد في جنيف كمرشد لوفد الائتلاف بان يتوقف الأخير عن عملية الحوار الجارية والذهاب إلى اسطنبول للعمل على مواكبة الاستعداد لمعركة درعا، التي جرى تدريب آلاف المقاتلين من المسلحين في الأردن، بإشراف ضباط عسكريين أميركيين لخوضها، وتعمل بعض الدول في المنطقة على تزويدهم بسلاح نوعي للهجوم على دمشق من أجل إعادة التوازن الميداني، الذي اختل وسيختل أكثر مع السيطرة على كل ممرات إمداد المسلحين من عرسال إلى مدينة يبرود وبالعكس.  وتلفت المصادر أن التحريض الأميركي لفتح معركة جنوب سورية جاء بعد سقوط ورقة حمص باتفاق أممي، لتحضير معركة درعا، خرج الظواهري مسؤول القاعدة في العالم وبإيعاز أميركي يطلب من المسلحين إجراء هدنة فيما بينهم وتوحيد صفوفهم تحت مسمى «فرقة اليرموك» قبل بدء الهجوم على دمشق، وبموازاة ذلك تقول المصادر السياسية أن الجيش العربي السوري هو حاضر لصد أي هجوم وإنزال خسائر جسيمة في صفوف المهاجمين، سيفاجىء الدول التي تدعمهم وتقدم لهم الأسلحة النوعية وتمدهم بأعداد بشرية هائلة، وهذه الدول ستستمر بإرسال السيارات المفخخة والانتحاريين إلى لبنان، طالما لم تتوفر بعد للإدارة الأميركية قناعة بالطلب من هذه الدول وفق مسلسل الإرهاب الذي يضرب لبنان، بانتظار إيجاد ساحات مشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والتسليم بمصالح روسيا في الشرق الأوسط واحترام إرادة السوريين برفض الإرهاب وتأييدهم للرئيس الأسد.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة