دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت الشرطة الأوكرانية مقتل 9 أشخاص في الاشتباكات وسط العاصمة كييف يوم الثلاثاء 18 فبراير/شباط، منوهة أن بين القتلى اثنان من رجال الشرطة أصيبا بطلقات نارية. وأوضحت الشرطة أن وفاة أحد المدنيين نجمت عن الاختناق بالدخان، و3 آخرين بسبب الإصابة بالرصاص بالإضافة الى مصرع اثنين نتيجة سكتة قلبية.
وصرح النائب العام الأوكراني فيكتور بشونكا أن عدد الجرحى في الاشتباكات بلغ نحو 100 شخص، محذرا بأن المسؤولين عما يجري في كييف اليوم بمن فيهم زعماء المعارضة لن يتهربوا من المحاسبة.
من جهة أخرى كانت مصادر في المعارضة الأوكرانية قد تحدثت عن إصابة نحو 150 من المتظاهرين في الاشتباكات التي وقعت في وسط كييف يوم الثلاثاء. وتمكنت قوات الأمن الأوكرانية من تفريق المتظاهرين باستخدام الرصاص المطاطي في شارع غروشيفسكي بوسط كييف وطردهم باتجاه ميدان الاستقلال.
وقام حرس مجلس الرادا (البرلمان) الأوكراني بتطويق مبنى البرلمان تحسبا لمحاولة اقتحامه من قبل مجموعات متشددة من أنصار المعارضة.
وتمكن المتظاهرون بدورهم من الاستيلاء على مبنى بلدية كييف، حسبما أفادت تقارير إعلامية من العاصمة الأوكرانية. وأشارت التقارير إلى توقف عمل مترو الأنفاق في كييف وإغلاق بعض المحطات في وسط العاصمة بسبب خطر وقوع "أعمال إرهابية". وطالبت قوات الأمن المحتجين بوقف المظاهرات في العاصمة قبل الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، محذرة باتخاذ إجراءات وفقا للقانون في حال استمرار الاحتجاجات.
من جهة أخرى هاجم آلاف المتظاهرين مقر حزب الأقاليم الحاكم، وأضرموا النار في جزء منه واستولوا على جزء آخر، حتى وصلت تعزيزات أمنية إلى الموقع وأخلت المبنى من المحتجين. واتسعت رقعة المواجهات لتشمل عدة شوارع مؤدية إلى الحي الحكومي، حيث مقرا البرلمان والحكومة. وذكرت وزارة الداخلية في وقت سابق أن المحتجين يحاولون الاستيلاء على بعض المباني القريبة من مقر الرادا ويرمون نوفذها بقنابل الدخان. وأشارت وكالة "أونيان" الأوكرانية الى أن المحتجين يرشقون رجال الأمن بالحجارة، وترد الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية والضوئية. وقد بدأ أنصار المعارضة المؤيدة لنهج التكامل مع الاتحاد الأوروبي بالتجمع أمام مجلس الرادا منذ الصباح، حيث كان من المنتظر أن ينظر النواب في موضوع تعديل الدستور. لكن جلسة الرادا لم تبدأ، إذ حاصرت كتلة المعارضة منصة رئيس المجلس ردا على رفضه إدراج مسألة تعديل الدستور في جدول أعمال جسلة اليوم. وتستمر الأزمة السياسية في أوكرانيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ نزل أنصار المعارضة الى الشوارع لأول مرة احتجاجا على قرار الحكومة تأجيل التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وفي الشهر الماضي تدهورت الأزمة السياسية في البلاد، إذ تحولت اعتصامات ومظاهرات المعارضة الى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى من الطرفين. لكن الأسابيع الماضية شهدت هدوء نسبيا، إذ انسحب أنصار المعارضة من المباني التي استولوا عليها في وقت سابق في وسط كييف مقابل الإفراج عن المعتقلين في الاضطرابات الأخيرة.
بدوره دعا زعيم حزب "أودار" (الضربة) المعارض فيتالي كليتشكو الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى إعلان انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في البلاد. وقال كليتشكو في تصريح صحفي أدلى به في مقر مجلس الرادا، أن هذه الخطوة ستمثل مخرجا من الأزمة، بالإضافة الى كونها عملا شجاعا. كما حث كليتشكو الرئيس على ان يؤثر على أنصار حزبه، الذي يتمتع بأغلبية في مجلس النواب، كي يوافقوا على تعديل الدستور والعودة الى نصه كما كان قبل عام 2004.
بدوره البيت الأبيض طالب الرئيس الأوكراني بوضع حد لأعمال العنف، مؤكدا أن اللجوء إلى القوة لن يحل الأزمة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لورا ماغنوسن إن واشنطن تدين استعمال القوة من كلا الجانبين، داعية الرئيس يانوكوفيتش إلى العمل على تهدئة الوضع من أجل إعادة السلام والاستقرار إلى البلاد.
من جهتها أعربت المفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن كاثرين آشتون عن قلقها من تصعيد الوضع في كييف ومن أنباء حول سقوط ضحايا هناك. ودانت آشتون هي الأخرى استعمال القوة من كلا الجانبين بما في ذلك إزاء المباني الحكومية ومقرات الأحزاب، داعية القيادة الأوكرانية إلى إيلاء اهتمامها لجذور الأزمة وضرورة اتخاذ القرارات في البرلمان. ودعت المسؤولة الأوروبية إلى تشكيل حكومة ائتلافية والمضي قدما في مجال الإصلاح الدستوري والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية شفافة. من جانبه أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن عن قلقه مما يجري في كييف، داعيا طرفي النزاع في أوكرانيا إلى وقف العنف واستئناف الحوار بما في ذلك من خلال تحريك العملية البرلمانية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة