دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يراود أم أكرم ذرة شك في ما يفعله ابنها وسيم، فهو يعمل كهربائياً ومن الطبيعي أن يتغيّب باستمرار عن المنزل ولحالات طارئة، لكنها لم تظن يوماً أن ابنها الأصغر يشترك مع زوجة أخيه في خيانة أكرم!
كثيرة هي القصص والحكايات التي سُردت حول خيانات زوجية لم توفر مشاهير، جرت علانية أو تجري في أروقة دهاليز سرية لا يطّلع ثالث فيها على ما يفعله رجل وامرأة من فعل محرّم، في ما خلا شيطان الخيانة، الشاهد والمحرّض والمدبّر والمخطّط الذي يوسوس في الصدور والنفوس ليدفع بالرجل والمرأة المستهدفَين ما ان يختليا معاً، الى ارتكاب فعل الخيانة. لكن أقسى أنواع الخيانات هي التي تأتينا من الأقارب، فما بالك بالخيانة الزوجية إذا اشترك فيها الأخ؟
كان وسيم الذي يقطن مع والدته، دائم الانشغال، فهو الكهربائي الوحيد في المنطقة، فيما سكان البناية والحي المحيط يعتمدون عليه في كل شاردة وواردة في كهرباء بيوتهم. واعتادت الأم أن تراه يخرج ملهوفاً ومسرعاً من البيت بعد أن يطلبه أحد الزبائن. لكن منذ فترة بدأت تلاحظ أنه يعود الى المنزل وفي عيونه الكثير من الكلام، وتظهر على وجهه علامات غريبة لم تستطع تفسيرها، كذلك يسارع الى الاستحمام كما لو كان قد مارس الرياضة لساعات، فوجهه يكون محمّراً ويتصبّب عرقاً. الى أن طفح كيلها ذات مرة ورغبت أن تعلم ماذا يجري مع ابنها، خصوصاً أن شكوكاً بدأت تساورها وأرادت التأكد. "خرج ذات يوم مسرعاً بعد مغادرة شقيقه أكرم منزله الكائن في الشقة العليا فوق مسكن وسيم وأمه، فلحقته من دون أن يدري ووجدته يتجه نحو شقة أخيه. مكثت في انتظاره وظننته سيخرج سريعاً، لكنه مكث دقائق ثم ساعة ونصف الساعة قبل أن يخرج". وأرادت التأكد من أن ظنونها ليست خاظئة الى أن تكرر الأمر مرة أخرى. لم تتمالك نفسها، فطرقت الباب وفتحت كنّتها، "دخلت الى المنزل من دون أن تدعوني وعندما أردت الذهاب الى غرفة النوم وقفت في وجهي معتذرة بأن ابنها أي حفيدي نائم، لكني دفعتها جانباً ودخلت لأجد وسيم ممدداً على فراش... أخيه!" وكانت الصدمة التي تسببت بأزمة عصبية للأم وبانهيار منزل أكرم وتحطّم نفسيته وتدهور عمله".
لماذا تخون الزوجة مع الأخ؟
عموماً يُقال إن المرأة لا تخون زوجها أو تنحرف إلاّ إذا كان ثمة اضطراباً في نفسيتها أوجدته ظروف تنشئتها الاجتماعية غير السليمة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتضافر لتدفعها إلى الانحراف.
ومع عدم تبرير الخيانة بأشكالها، يشرح الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي الدكتور كمال بطرس أسباب قيام الزوجة بخيانة زوجها، ويلخّصها بحاجة المرأة "إلى الأمن وتحقيق الذات في علاقتها الزوجية وافتقادها إلى التقدير والاحترام ومعاناتها من الحرمان العاطفي، ثم تأتي المؤثرات الخارجية وتأثيرات الكبت وضغوط الحياة والأمور المادية والاقتصادية. وأحياناً يكون سبب الخيانة الهوس بالجنس او الانتقام من خيانة زوجها لها أولاً". أما سبب خيانة الأخ لأخيه، فيقول أنها أيضاً لها أسبابها ومنها "الشعور بالنقص والغيرة والحسد من الشقيق ومحاولة هتك عرضه لتحقيق الشعور بالرضى والاكتفاء الذاتي، وأيضاً هناك الشبق والهوس الجنسي، وأحياناً إغراءات الزوجة". ومن الأمور المشتركة التي تجعل الأخ وزوجة الأخ يقعان في شراك الخيانة، هو بحسب بطرس "التابو الذي يجعلهما يباشران لعبتهما على قاعدة أن كل ما هو ممنوع مرغوب، فتبدأ القصة بغمزة وضحكة لتنتهي بهما في الفراش".
وعن الشعور بالذنب حيال تلك الخيانة التي لا تشبه غيرها من الخيانات لناحية قسوتها التي لا تحتمل، يقول بطرس إن هذا الشعور "يرافق الاثنين في لحظات معينة طبعاً، وتختلف شدته بين شخص وآخر بحسب طبيعة الأفراد، لكن غالباً ما يكون الاستمتاع بما يجري في السر وما يمرّ من تحت الطاولة من دون أن ينتبه أحد يتغلّب على الشعور بالندم أو الذنب. وعموماً المرأة هي أكثر تأثراً من الرجل بتلك الخيانة طبعاً مع بعض الاستثناءات، نظراً الى طبيعتها النفسية الحساسة. فهي عندما تخون زوجها تنقل ذكرياتها إلى البيت الزوجي وتخضع إلى تأنيب الضمير فما يحصل ليس سهلاً، وتبقى صور خيانتها تنغّص عليها حياتها وإن غالبت شعورها إلا أنه قد يظهر في تعاملها مع الزوج داخل الأسرة بما يثير شكّه وريبته. كما أن المرأة في الخيانة لا تستطيع أن تنفصل عن حياتها مع زوجها خصوصاً في ظل وجود الأبناء، وتسهم خيانتها في تدمير نفسيتها ببطء. وقد تعيش معذبة بحيث لا تستطيع أن تنفصل بمشاعرها عن الفعل الذي تمارسه حتى وإن لم تصارح نفسها، فإنها في أعماقها تعاني نفسياً وتحتاج إلى المساعدة للتخلص من الاضطرابات التي تعيشها". وما بالك إذا كانت خيانة الزوجة مع أخ الزوج؟ "عندها يصبح الأمر أصعب بكثير كون الأخ شخصاً تراه باستمرار ومن أفراد العائلة".
ورداً عن سؤال عما إذا كان لخيانة الزوجة علامات ظاهرة، يجيب بطرس إن الزوجة الخائنة تميل أحياناً الى الانطواء، "فتخفي مشاعرها وتقلّ من الكلام، والكذب بشأن أماكن وجودها خارج المنزل واختلاق الأعذار وتغيير العادات وانتقاد الزوج وافتعال المشكلات لأتفه الأسباب".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة