يواصل قطار التسويات سيره في عدد من مناطق ريف دمشق. وبعد برزة والقابون والزبداني ومضايا، والاتفاقات في الريف الجنوبي التي شملت إدخال المواد الإغاثية إلى مخيّم اليرموك، وتسوية أوضاع عشرات المسلّحين في بيت سحم وببيلا، جاء دور حرستا.

فقد أفاد مصدر معارض من البلدة «الأخبار» بأن وجهاء المنطقة توصّلوا مع الجيش السوري إلى تسوية «على غرار برزة والقابون». وتكتسي التسوية في حرستا أهميّة استراتيجية، بحسب المتابعين، وذلك لسببين، أولاً: لأنها ستؤمن الطريق الدولي دمشق ــ حمص الذي يعد الشريان الرئيسي للعاصمة دمشق، والذي استعيض عنه في الفترة الماضية بطريق التلّ، الطويل والوعر والملتف حول جبل قاسيون. ثانياً: لكونها التسوية الأولى التي تجري في منطقة تعد جزءاً من أراضي الغوطة الشرقية، وعلى مقربة من مدينة دوما، المركز الرئيسي للمعارضة المسلّحة في ريف دمشق. وعلّق مصدر عسكري مطّلع على تفاصيل التسوية بأنها «صدى لاستياء المواطنين من ممارسات الجماعات المسلّحة في الغوطة الشرقية، الذي عُبّر عنه بتظاهرات مختلفة ضد تلك الجماعات وسلطتها الدينية خلال الأيام الماضية».

الى ذلك، قال عضو لجنة المصالحة الوطنية في ببيلا الشيخ يسار الحمّاد لـ«الأخبار» إنه «سيجري تسليم المنطقة إلى الجيش، لحماية التسوية من العناصر المسلّحين في محيط البلدة، الذين لا يزالون يتربصون بها لإفشالها».

وفي مخيم اليرموك، قال ناشطون معارضون إن عدد الشهداء جراء الجوع وصل الى 63، بعد توقّف دخول المساعدات.

على صعيد آخر، شهدت مدينة داريا، في الغوطة الغربية، تصعيداً عسكرياً واسعاً الأسبوع الماضي الذي شهد تكثيفاً للقصف الجوي والمدفعي على تجمّعات المسلّحين. وبلغت المواجهات ذروتها، أمس، بحسب مصدر ميداني في الجيش السوري، «إذ يواصل المسلّحون محاولاتهم لفك الطوق عن المدينة من جهة الأحياء الشرقية، وكثّفوا قصفهم بقذائف الهاون على بناء الحجازي ومحيطه في شرق داريا، الذي يعد مركزاً رئيسياً لقوات الجيش». وكانت فصائل مسلّحة هي «لواء سعد بن وقاص» ولواء «المقداد بن عمر» التابعة لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، إضافة إلى «لواء شهداء الإسلام»، ومجموعات محسوبة على «لواء أحفاد الرسول»، قد أعلنت قبل أيام اطلاق معركة «وبشّر الصابرين» للسيطرة على الأحياء الشرقية من داريا، بحسب بيان إطلاق المعركة. «إلا أن عمليتهم هذه ليست سوى محاولة منهم لفتح ثغرة في الطوق الشرقي من داريا للتسلّل إلى مناطق القدم وعسالي والحجر الأسود هرباً من الحصار»، يضيف المصدر.

 

وفي السياق، قضت وحدات من الجيش على مجموعات مسلحة في سلسلة عمليات نفّذتها في يبرود والناصرية وداريا وخان الشيح وحرستا وجوبر، ومعلولا في ريف دمشق.

والى حمص، التي تشهد منذ أيام معارك عنيفة ضد تجمعات المسلحين، ولا سيّما في قرى ريف حمص التي يحاول المسلحون الدخول عبرها. واستهدف الجيش تجمعات المسلحين في حيي جورة الشياح وباب هود. وفي قرية حوارة ووادي ظليل في ريف القصير الجنوبي، قُضي على تجمعات للمسلحين، فيما احبطت محاولة تفجير 4 عبوات ناسفة في تل القطري في تلبيسة. وذكرت وكالة «سانا» أن الجيش أحبط هجوماً للمسلحين في ريف القصير على الحدود الشرقية مع لبنان.

العمليات العسكرية في حلب

وتواصلت الاشتباكات العنيفة في حلب بين الجيش والجماعات المسلحة على جميع محاور القتال في المدينة والريف، في وقت حسمت فيه «داعش» الصراع لمصلحتها في معظم انحاء ريف المحافظة الشرقي، بعدما فرّ خصومها نحو تركيا والمزارع الريفية. واستمرت الاشتباكات في منطقة ضهرة عبد ربه شمال غرب المدينة، فيما استهدف الجيش مواقع المسلحين في كفر حمرة والليرمون وحريتان ومحيط سجن حلب المركزي. وقال مصدر في «اللجان الشعبية» في مخيم النيرب لـ «الأخبار» إن «جهوداً تبذل لتسوية وضع المطلوبين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء من أنصار حماس»، مضيفاً «جرت تسوية أوضاع خمسة منهم عادوا الى المخيم مع عائلاتهم». وفي حي كرم القصر القريب من جسر مخيم النيرب شرقي مدينة حلب، ثبّت الجيش السوري مواقع عدة متقدمة له، فيما تدور اشتباكات في المرجة وعلى طريق باب النيرب – جسر عسان، في وقت استهدف فيه القصف تجمعات للمسلحين في معظم الاحياء الجنوبية والشرقية من المدينة، في جسر الحج وكرم حومد كرم ميسر والصالحين ودوار الحاووز في باب النيرب.

وفي منبج، شنّ عناصر «داعش»، بعد سيطرتهم على المدينة، حملات تفتيش واعتقال لعناصر «الحراك الثوري المدني»، وبينهم الشيخ طه إبراهيم علاوي. كذلك أحرقوا منازل قادة «كتائب» اسلامية، ومقرين تابعين لـ«لواء التوحيد»، فيما عثر على شخص مقطوع الرأس ومجهول الهوية، وفق مصدر معارض.

في موازاة ذلك، ذكر مصدر في الهلال الأحمر السوري، أن فريقاً تمكّن من إيصال أربعة صهاريج وقود إلى مؤسسة مياه حلب الواقعة شمال حيّ سليمان الحلبي وكميات من مواد التعقيم.

وفي إدلب، نشبت الاشتباكات بين «لواء التوحيد» في جبل الزواية وعناصر من «داعش» حاولوا التسّلّل الى البلدة التي يسيطر عليها «التوحيد».

 

  • فريق ماسة
  • 2014-01-24
  • 11241
  • من الأرشيف

تسوية في حرستا ومعارك عنيفة في حمص وحلب

يواصل قطار التسويات سيره في عدد من مناطق ريف دمشق. وبعد برزة والقابون والزبداني ومضايا، والاتفاقات في الريف الجنوبي التي شملت إدخال المواد الإغاثية إلى مخيّم اليرموك، وتسوية أوضاع عشرات المسلّحين في بيت سحم وببيلا، جاء دور حرستا. فقد أفاد مصدر معارض من البلدة «الأخبار» بأن وجهاء المنطقة توصّلوا مع الجيش السوري إلى تسوية «على غرار برزة والقابون». وتكتسي التسوية في حرستا أهميّة استراتيجية، بحسب المتابعين، وذلك لسببين، أولاً: لأنها ستؤمن الطريق الدولي دمشق ــ حمص الذي يعد الشريان الرئيسي للعاصمة دمشق، والذي استعيض عنه في الفترة الماضية بطريق التلّ، الطويل والوعر والملتف حول جبل قاسيون. ثانياً: لكونها التسوية الأولى التي تجري في منطقة تعد جزءاً من أراضي الغوطة الشرقية، وعلى مقربة من مدينة دوما، المركز الرئيسي للمعارضة المسلّحة في ريف دمشق. وعلّق مصدر عسكري مطّلع على تفاصيل التسوية بأنها «صدى لاستياء المواطنين من ممارسات الجماعات المسلّحة في الغوطة الشرقية، الذي عُبّر عنه بتظاهرات مختلفة ضد تلك الجماعات وسلطتها الدينية خلال الأيام الماضية». الى ذلك، قال عضو لجنة المصالحة الوطنية في ببيلا الشيخ يسار الحمّاد لـ«الأخبار» إنه «سيجري تسليم المنطقة إلى الجيش، لحماية التسوية من العناصر المسلّحين في محيط البلدة، الذين لا يزالون يتربصون بها لإفشالها». وفي مخيم اليرموك، قال ناشطون معارضون إن عدد الشهداء جراء الجوع وصل الى 63، بعد توقّف دخول المساعدات. على صعيد آخر، شهدت مدينة داريا، في الغوطة الغربية، تصعيداً عسكرياً واسعاً الأسبوع الماضي الذي شهد تكثيفاً للقصف الجوي والمدفعي على تجمّعات المسلّحين. وبلغت المواجهات ذروتها، أمس، بحسب مصدر ميداني في الجيش السوري، «إذ يواصل المسلّحون محاولاتهم لفك الطوق عن المدينة من جهة الأحياء الشرقية، وكثّفوا قصفهم بقذائف الهاون على بناء الحجازي ومحيطه في شرق داريا، الذي يعد مركزاً رئيسياً لقوات الجيش». وكانت فصائل مسلّحة هي «لواء سعد بن وقاص» ولواء «المقداد بن عمر» التابعة لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، إضافة إلى «لواء شهداء الإسلام»، ومجموعات محسوبة على «لواء أحفاد الرسول»، قد أعلنت قبل أيام اطلاق معركة «وبشّر الصابرين» للسيطرة على الأحياء الشرقية من داريا، بحسب بيان إطلاق المعركة. «إلا أن عمليتهم هذه ليست سوى محاولة منهم لفتح ثغرة في الطوق الشرقي من داريا للتسلّل إلى مناطق القدم وعسالي والحجر الأسود هرباً من الحصار»، يضيف المصدر.   وفي السياق، قضت وحدات من الجيش على مجموعات مسلحة في سلسلة عمليات نفّذتها في يبرود والناصرية وداريا وخان الشيح وحرستا وجوبر، ومعلولا في ريف دمشق. والى حمص، التي تشهد منذ أيام معارك عنيفة ضد تجمعات المسلحين، ولا سيّما في قرى ريف حمص التي يحاول المسلحون الدخول عبرها. واستهدف الجيش تجمعات المسلحين في حيي جورة الشياح وباب هود. وفي قرية حوارة ووادي ظليل في ريف القصير الجنوبي، قُضي على تجمعات للمسلحين، فيما احبطت محاولة تفجير 4 عبوات ناسفة في تل القطري في تلبيسة. وذكرت وكالة «سانا» أن الجيش أحبط هجوماً للمسلحين في ريف القصير على الحدود الشرقية مع لبنان. العمليات العسكرية في حلب وتواصلت الاشتباكات العنيفة في حلب بين الجيش والجماعات المسلحة على جميع محاور القتال في المدينة والريف، في وقت حسمت فيه «داعش» الصراع لمصلحتها في معظم انحاء ريف المحافظة الشرقي، بعدما فرّ خصومها نحو تركيا والمزارع الريفية. واستمرت الاشتباكات في منطقة ضهرة عبد ربه شمال غرب المدينة، فيما استهدف الجيش مواقع المسلحين في كفر حمرة والليرمون وحريتان ومحيط سجن حلب المركزي. وقال مصدر في «اللجان الشعبية» في مخيم النيرب لـ «الأخبار» إن «جهوداً تبذل لتسوية وضع المطلوبين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء من أنصار حماس»، مضيفاً «جرت تسوية أوضاع خمسة منهم عادوا الى المخيم مع عائلاتهم». وفي حي كرم القصر القريب من جسر مخيم النيرب شرقي مدينة حلب، ثبّت الجيش السوري مواقع عدة متقدمة له، فيما تدور اشتباكات في المرجة وعلى طريق باب النيرب – جسر عسان، في وقت استهدف فيه القصف تجمعات للمسلحين في معظم الاحياء الجنوبية والشرقية من المدينة، في جسر الحج وكرم حومد كرم ميسر والصالحين ودوار الحاووز في باب النيرب. وفي منبج، شنّ عناصر «داعش»، بعد سيطرتهم على المدينة، حملات تفتيش واعتقال لعناصر «الحراك الثوري المدني»، وبينهم الشيخ طه إبراهيم علاوي. كذلك أحرقوا منازل قادة «كتائب» اسلامية، ومقرين تابعين لـ«لواء التوحيد»، فيما عثر على شخص مقطوع الرأس ومجهول الهوية، وفق مصدر معارض. في موازاة ذلك، ذكر مصدر في الهلال الأحمر السوري، أن فريقاً تمكّن من إيصال أربعة صهاريج وقود إلى مؤسسة مياه حلب الواقعة شمال حيّ سليمان الحلبي وكميات من مواد التعقيم. وفي إدلب، نشبت الاشتباكات بين «لواء التوحيد» في جبل الزواية وعناصر من «داعش» حاولوا التسّلّل الى البلدة التي يسيطر عليها «التوحيد».  

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة