كشفت معطيات أمنية أوروبية أن حوالى ألفين من المسلمين الأوروبيين والمقيمين الأجانب توجهوا الى سوريا لقتال قوات نظام بشار الأسد. وتشكل هذه الظاهرة الجديدة الموجة الرابعة من الجهاديين الذين يقصدون مناطق نزاع لدول عربية وإسلامية للقتال وتشكل عودتهم تحديا أمنيا كبيرا للدول الأوروبية.

وكشف وزير الخارجية البلجيكي ديديي رايندرس في تصريحات لإذاعة RTL أول أمس أن مجموع الأوروبيين والشباب المقيمين في أوروبا الذين توجهوا الى سوريا للقتال يتراوح ما بين 1500 الى 2000 وأن 200 من بلجيكا وحدها ولقي حوالى 20 من البلجيكيين حتفهم في سوريا وعادة نسبة أخرى، وتخضع الآن لمراقبة شديدة مشيرا الى أن الأوروبيين انضموا الى الجماعات الأكثر تطرفا في العراق وسوريا مثل ‘الدولة الإسلامية في العراق’ و’داعش’ في سوريا’. وأكد الوزير أن هذه المعطيات والأرقام هي التي يتوفر عليها وزراء الداخلية في دول الاتحاد الأوروبي وكشف عن القلق الذي يساور الدول الأوروبية من هذه الظاهرة الجديدة بسبب التخوف من احتمال تنفيذ العائدين لعمليات إرهابية في أوروبا، لهذا تتم مراقبة العائدين بشكل دقيق.

وركز على الثغرة القانونية الموجودة حاليا حيث لا تنص قوانين الدول الأوروبية على معاقبة الذين يذهبون للقتال في سوريا باستثناء القانون الفرنسي الذي يعاقب من يسافر للجهاد في الشرق الأوسط.

وأمام بدء عودة مسلمي أوروبا الذين ذهبوا للقتال في النزاع السوري، تجد أوروبا نفسها مثل باقي الدول العربية أمام ما يمكن تسميته بالموجة الرابعة من الجهاديين. وسيتبلور مفهوم الجهاد العالمي في الحرب الأفغانية السوفييتية وبمباركة كبيرة من الغرب خاصة من طرف الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وبدعم كبير من دول عربية مثل السعودية وباقي دول الخليج. وقصد عشرات الآلاف من المسلمين أفغانستان لقتال السوفييت ومنهم الآلاف من أوروبا التي بدورها دعمت الموجة الأولى بالسلاح والمال.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عادت نسبة كبيرة من الجهاديين في بداية التسعينات الى دولها ومنها مقر الإقامة في دول الاتحاد الأوروبي (السوق الأوروبية المشتركة وقتها). وشكلت بداية التسعينات بداية تغلغل الفكر السلفي في أوروبا.

وستحدث الموجة الثانية من ‘الجهاديين الأوروبيين’ في البوسنة والهرسك. وانتقل عدد كبير من مسلمي أوروبا الى البوسنة والهرسك لقتال الصرب، وكانت الغالية من منطقة المغرب العربي بحكم أنها أكبر الجاليات المسلمة والقرب الجغرافي وسهولة التنقل.

وأتت الموجة الثالثة من ‘الجاهديين الأوروبيين’ بعد التفجيرات الإرهابية 11 ايلول / سبتمبر في الولايات المتحدة وقتها التحق مقاتلون قدماء ولكن كذلك شبان جدد الى حركة الطالبان لقتال القوات الغربية وعلى رأسها الأمريكية والبريطانية.

وتشمل الموجة الثالثة كذلك المقاتلين الذين توجهوا الى العراق، حيث ستشكل العراق مدرسة لتفريخ خبراء تفجير السيارات وتنفيذ العمليات الاستشهادية.ويعتبر الملف السوري هو الموجة الرابعة من ‘الجهاديين الأوروبيين التي تعيشها أوروبا، حيث تواجه الآن عودة مئات الشباب المسلم الذي توجه الى سوريا للقتال.وكما حدث في أفغانستان، فقد أغمضت الاستخبارات الغربية عينها على توجه’ الجهاديين’ في البدء لأن الدول الكبرى وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا كانت تدعم هذه الحرب ضد سوريا.

ويسيطر القلق جراء عودة هؤلاء الجهاديين لأن أوروبا كانت مسرحا لعمليات تفجير إرهابية مثل مدريد ولندن وعمليات مسلحة مثلما حدث في فرنسا منذ سنتين. ويبقى عامل الارتياح الوحيد، وإن لم يكن كافيا، أن خبراء الإرهاب يؤكدون أن الجهاديين ذهبوا لقتال الشيعة وليس لمحاربة القوات الغربية.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-14
  • 6258
  • من الأرشيف

وزير الخارجية البلجيكي: حوالى 2000 من المسلمين الاوروبيين والمقيمين الأجانب توجهوا لقتال الأسد في سورية

 كشفت معطيات أمنية أوروبية أن حوالى ألفين من المسلمين الأوروبيين والمقيمين الأجانب توجهوا الى سوريا لقتال قوات نظام بشار الأسد. وتشكل هذه الظاهرة الجديدة الموجة الرابعة من الجهاديين الذين يقصدون مناطق نزاع لدول عربية وإسلامية للقتال وتشكل عودتهم تحديا أمنيا كبيرا للدول الأوروبية. وكشف وزير الخارجية البلجيكي ديديي رايندرس في تصريحات لإذاعة RTL أول أمس أن مجموع الأوروبيين والشباب المقيمين في أوروبا الذين توجهوا الى سوريا للقتال يتراوح ما بين 1500 الى 2000 وأن 200 من بلجيكا وحدها ولقي حوالى 20 من البلجيكيين حتفهم في سوريا وعادة نسبة أخرى، وتخضع الآن لمراقبة شديدة مشيرا الى أن الأوروبيين انضموا الى الجماعات الأكثر تطرفا في العراق وسوريا مثل ‘الدولة الإسلامية في العراق’ و’داعش’ في سوريا’. وأكد الوزير أن هذه المعطيات والأرقام هي التي يتوفر عليها وزراء الداخلية في دول الاتحاد الأوروبي وكشف عن القلق الذي يساور الدول الأوروبية من هذه الظاهرة الجديدة بسبب التخوف من احتمال تنفيذ العائدين لعمليات إرهابية في أوروبا، لهذا تتم مراقبة العائدين بشكل دقيق. وركز على الثغرة القانونية الموجودة حاليا حيث لا تنص قوانين الدول الأوروبية على معاقبة الذين يذهبون للقتال في سوريا باستثناء القانون الفرنسي الذي يعاقب من يسافر للجهاد في الشرق الأوسط. وأمام بدء عودة مسلمي أوروبا الذين ذهبوا للقتال في النزاع السوري، تجد أوروبا نفسها مثل باقي الدول العربية أمام ما يمكن تسميته بالموجة الرابعة من الجهاديين. وسيتبلور مفهوم الجهاد العالمي في الحرب الأفغانية السوفييتية وبمباركة كبيرة من الغرب خاصة من طرف الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وبدعم كبير من دول عربية مثل السعودية وباقي دول الخليج. وقصد عشرات الآلاف من المسلمين أفغانستان لقتال السوفييت ومنهم الآلاف من أوروبا التي بدورها دعمت الموجة الأولى بالسلاح والمال. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عادت نسبة كبيرة من الجهاديين في بداية التسعينات الى دولها ومنها مقر الإقامة في دول الاتحاد الأوروبي (السوق الأوروبية المشتركة وقتها). وشكلت بداية التسعينات بداية تغلغل الفكر السلفي في أوروبا. وستحدث الموجة الثانية من ‘الجهاديين الأوروبيين’ في البوسنة والهرسك. وانتقل عدد كبير من مسلمي أوروبا الى البوسنة والهرسك لقتال الصرب، وكانت الغالية من منطقة المغرب العربي بحكم أنها أكبر الجاليات المسلمة والقرب الجغرافي وسهولة التنقل. وأتت الموجة الثالثة من ‘الجاهديين الأوروبيين’ بعد التفجيرات الإرهابية 11 ايلول / سبتمبر في الولايات المتحدة وقتها التحق مقاتلون قدماء ولكن كذلك شبان جدد الى حركة الطالبان لقتال القوات الغربية وعلى رأسها الأمريكية والبريطانية. وتشمل الموجة الثالثة كذلك المقاتلين الذين توجهوا الى العراق، حيث ستشكل العراق مدرسة لتفريخ خبراء تفجير السيارات وتنفيذ العمليات الاستشهادية.ويعتبر الملف السوري هو الموجة الرابعة من ‘الجهاديين الأوروبيين التي تعيشها أوروبا، حيث تواجه الآن عودة مئات الشباب المسلم الذي توجه الى سوريا للقتال.وكما حدث في أفغانستان، فقد أغمضت الاستخبارات الغربية عينها على توجه’ الجهاديين’ في البدء لأن الدول الكبرى وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا كانت تدعم هذه الحرب ضد سوريا. ويسيطر القلق جراء عودة هؤلاء الجهاديين لأن أوروبا كانت مسرحا لعمليات تفجير إرهابية مثل مدريد ولندن وعمليات مسلحة مثلما حدث في فرنسا منذ سنتين. ويبقى عامل الارتياح الوحيد، وإن لم يكن كافيا، أن خبراء الإرهاب يؤكدون أن الجهاديين ذهبوا لقتال الشيعة وليس لمحاربة القوات الغربية.

المصدر : ‘القدس العربي’


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة