علينا تحمّل استنفار الشاشات لتُظهِر المُتوقِّعين مُنزَّهين عن الخطأ، و"إلهاماتهم" مصيرية. امتدت الينا تفاهةٌ مستهلكة: انظروا، ما توقَّعه مُبصّرنا تحقق! وما لم يتحقق يُلحَق، على الأرجح، بواحد في المئة لا تصيب من التوقعات الصائبة بنسبة 99 في المئة!

كدنا نعتاد ان ينتهي الأمر بتقرير أو اثنين يستعرضان "بطولات" المُنجّم، لكن الـLBCI ما عادت تكتفي بمرور الكرام، فـ"سيدة الإلهام" الشهري تتطلّب "حلقات خاصة" تُوثِّق نشاطها. نأمل ان تأتي شاشة الى الناس باعتراف جريء: هنا أخطأنا، فـ"المُلهَم" أيضاً قابل للخطأ، وإن رفعناه الى مقامات عليا. "هل صدقت توقعات ليلى عبداللطيف؟"، ليس سؤالاً يحتمل النعم واللا. انه عنوان حلقة "استثنائية" أُريدت منها نتيجة قاطعة يتساوى أمامها حضور عبداللطيف وغيابها: "مستقبلكم بيد التي يشهد التاريخ لانجازاتها الخارقة. ترقّبونا".

تحتال عبداللطيف بفتح توقّعاتها على الزمن: ما لم يتحقق في 2013، مُستمر الى 2014 وكل السنوات (توازي باحتيالها "الرجاء" ألا تصيب التوقعات السوداوية). "نعم، هناك انتخابات نيابية"، لكنها لم تحصل. "تحالف رباعي جديد في لبنان"، أيضاً لم يحصل، كـ"تحالفات الرئيس سعد الحريري التي قد تُفاجئ الجميع"، أو "الأوبئة الجديدة التي ستنتشر بسبب القرود". لبعض ماء الوجه، ما كان يمكن لرجا ناصرالدين ورودولف هلال التستّر عن توقّعٍ لم يتحقق: "الفترة ما بين الميلاد ورأس السنة ستمضي بخير". فالوقت لم يمرّ ليتسنّى للذاكرة ان تنسى (ماشاء الله، التوقعات بأعداد كبيرة)، وليظلّ التلاعب في اطاره العابر، تُغيَّب كلياً الجهة النقدية، فناصرالدين وهلال من الفئة التي تُلمِّع الصورة، وهذا ما رفضته، الى حد ما، ماتيلدا فرج الله.

الحال مع ميشال حايك واحدة، وإنما الـMTV لا تُبالغ في تفريغ الناس. ما تشاء من توقعات غامضة، وجُمل تُؤوَّل بكل المعاني، تأتيكَ من حايك. لعل المحطة تبذل مجهوداً مُضاعَفاً لصبّ توقّعاته على نشرتها الإخبارية، فمعظمها فضفاض. كأن يكون "مارسيل غانم كلام الناس"، ويرى صياداً "قرب دار الصياد ومستديرة الصياد". وما لم يحصل: "وئام وهاب يتلقى عروضاً للعمل على الشاشة"، و"صدور توصية تحرّم أعمال العرّاف والتبصير والتوقع" (يا للأسف، لا شيء من هذا). وكانت عبداللطيف توقّعت "خضّة كبيرة في مواجهة أدوية الأعشاب، ستهزّ الرأي العام"، وتجارة الأعشاب تُواصل غزو الشاشات واللوحات الإعلانية على الطرق!

نُكمل توقعات حايك (المفهومة) التي لم تَصدُق: "وجه لبناني معروف يكون الإنتحار مخرجه"، "يكثر الحديث عن ظاهرات مثل الجن والأشباح والبيوت المسكونة في غير طبقة اجتماعية". وإذ يلتقي وعبداللطيف في كون الانتخابات حاصلة، يذهب بعيداً بإلهاماته: "بصمات أسيرية في الانتخابات النيابية"، وعلى ذكر أحمد الأسير اليكم توقعاً: "وجوه فنية في المعترك السياسي (يقصد الانتخابات التي لم يتوقع ارجاءها)، من بينها فضل شاكر كمرشّح، أو اسم يُحكى عن ترشيحه".

تابِع من فضلك: "وجوه وأسماء تكنوقراطية ومصرفية تظهر مجدداً (بتِلْمَع من جديد) بينها الوزيران السابقان جهاد أزعور ودميانوس قطار"، "مروحة من الأحداث يبرز فيها بوضوح اسم الشيخ صبحي الطفيلي"، "محور الحدث ومسرحه، اسم عائلة الصلح"، "انطلاق حركة في المجلس اللبناني السوري بغير رئاسة نصري خوري". وأيضاً: "الجالية الأثيوبية في لبنان تخوض المعترك الفني"!

محظوظون إذ نكتفي بالتوقعات التي أُطلقت ليلة رأس السنة الفائتة، وإلا بدا الأمر كارثياً، فاطلالات عبداللطيف لا تُعدّ. وهي التي قالت عن 2013 عام التسوية في سوريا "خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى"!

  • فريق ماسة
  • 2014-01-05
  • 11684
  • من الأرشيف

ما لم يَصدُق من توقعات ميشال حايك وليلى عبداللطيف 2013!

علينا تحمّل استنفار الشاشات لتُظهِر المُتوقِّعين مُنزَّهين عن الخطأ، و"إلهاماتهم" مصيرية. امتدت الينا تفاهةٌ مستهلكة: انظروا، ما توقَّعه مُبصّرنا تحقق! وما لم يتحقق يُلحَق، على الأرجح، بواحد في المئة لا تصيب من التوقعات الصائبة بنسبة 99 في المئة! كدنا نعتاد ان ينتهي الأمر بتقرير أو اثنين يستعرضان "بطولات" المُنجّم، لكن الـLBCI ما عادت تكتفي بمرور الكرام، فـ"سيدة الإلهام" الشهري تتطلّب "حلقات خاصة" تُوثِّق نشاطها. نأمل ان تأتي شاشة الى الناس باعتراف جريء: هنا أخطأنا، فـ"المُلهَم" أيضاً قابل للخطأ، وإن رفعناه الى مقامات عليا. "هل صدقت توقعات ليلى عبداللطيف؟"، ليس سؤالاً يحتمل النعم واللا. انه عنوان حلقة "استثنائية" أُريدت منها نتيجة قاطعة يتساوى أمامها حضور عبداللطيف وغيابها: "مستقبلكم بيد التي يشهد التاريخ لانجازاتها الخارقة. ترقّبونا". تحتال عبداللطيف بفتح توقّعاتها على الزمن: ما لم يتحقق في 2013، مُستمر الى 2014 وكل السنوات (توازي باحتيالها "الرجاء" ألا تصيب التوقعات السوداوية). "نعم، هناك انتخابات نيابية"، لكنها لم تحصل. "تحالف رباعي جديد في لبنان"، أيضاً لم يحصل، كـ"تحالفات الرئيس سعد الحريري التي قد تُفاجئ الجميع"، أو "الأوبئة الجديدة التي ستنتشر بسبب القرود". لبعض ماء الوجه، ما كان يمكن لرجا ناصرالدين ورودولف هلال التستّر عن توقّعٍ لم يتحقق: "الفترة ما بين الميلاد ورأس السنة ستمضي بخير". فالوقت لم يمرّ ليتسنّى للذاكرة ان تنسى (ماشاء الله، التوقعات بأعداد كبيرة)، وليظلّ التلاعب في اطاره العابر، تُغيَّب كلياً الجهة النقدية، فناصرالدين وهلال من الفئة التي تُلمِّع الصورة، وهذا ما رفضته، الى حد ما، ماتيلدا فرج الله. الحال مع ميشال حايك واحدة، وإنما الـMTV لا تُبالغ في تفريغ الناس. ما تشاء من توقعات غامضة، وجُمل تُؤوَّل بكل المعاني، تأتيكَ من حايك. لعل المحطة تبذل مجهوداً مُضاعَفاً لصبّ توقّعاته على نشرتها الإخبارية، فمعظمها فضفاض. كأن يكون "مارسيل غانم كلام الناس"، ويرى صياداً "قرب دار الصياد ومستديرة الصياد". وما لم يحصل: "وئام وهاب يتلقى عروضاً للعمل على الشاشة"، و"صدور توصية تحرّم أعمال العرّاف والتبصير والتوقع" (يا للأسف، لا شيء من هذا). وكانت عبداللطيف توقّعت "خضّة كبيرة في مواجهة أدوية الأعشاب، ستهزّ الرأي العام"، وتجارة الأعشاب تُواصل غزو الشاشات واللوحات الإعلانية على الطرق! نُكمل توقعات حايك (المفهومة) التي لم تَصدُق: "وجه لبناني معروف يكون الإنتحار مخرجه"، "يكثر الحديث عن ظاهرات مثل الجن والأشباح والبيوت المسكونة في غير طبقة اجتماعية". وإذ يلتقي وعبداللطيف في كون الانتخابات حاصلة، يذهب بعيداً بإلهاماته: "بصمات أسيرية في الانتخابات النيابية"، وعلى ذكر أحمد الأسير اليكم توقعاً: "وجوه فنية في المعترك السياسي (يقصد الانتخابات التي لم يتوقع ارجاءها)، من بينها فضل شاكر كمرشّح، أو اسم يُحكى عن ترشيحه". تابِع من فضلك: "وجوه وأسماء تكنوقراطية ومصرفية تظهر مجدداً (بتِلْمَع من جديد) بينها الوزيران السابقان جهاد أزعور ودميانوس قطار"، "مروحة من الأحداث يبرز فيها بوضوح اسم الشيخ صبحي الطفيلي"، "محور الحدث ومسرحه، اسم عائلة الصلح"، "انطلاق حركة في المجلس اللبناني السوري بغير رئاسة نصري خوري". وأيضاً: "الجالية الأثيوبية في لبنان تخوض المعترك الفني"! محظوظون إذ نكتفي بالتوقعات التي أُطلقت ليلة رأس السنة الفائتة، وإلا بدا الأمر كارثياً، فاطلالات عبداللطيف لا تُعدّ. وهي التي قالت عن 2013 عام التسوية في سوريا "خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى"!

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة