قالت مصادر مطلعة لـصحيفة "الجمهورية" اللبنانية إنّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان ينوي إعلان "مواقف متقدّمة ذات سقف مرتفع" حيال عدد من الملفّات، ومنها ملف التأليف الحكومي والاستحقاق الرئاسي والملف الأمني،

 إلّا أنّ المعطيات الأمنية والسياسية التي تلاحقت أخيراً، من خلفيات جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح، مروراً بصواريخ الجنوب والبقاع، وبالخطاب السياسي المرتفع النبرة لرئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة، وصولاً إلى الإشكال الأمني في جامع الخاشقجي بسبب حضور مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قبّاني تشييعَ الفتى الشهيد محمد الشعار، دفعته إلى أن يُعيد النظر في ما كان ينوي إعلانه، وكانت دوائر القصر الجمهوري تسوّق له منذ نحو عشرة ايّام، ويستعيض عنه بكلمة متلفزة مقتضبة.

لكنّ سليمان اضطرّ إلى الإعلان عن الهبة السعودية، لكي تتزامن مع قمّة الرياض بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بحيث جاء الفارق الزمني ساعة بين كلمة سليمان والمؤتمر الصحافي لهولاند الذي تعهّد خلاله بـ"تلبية" طلبات تسليح الجيش اللبناني. وقال: "تربطني علاقات مع الرئيس سليمان (...) وإذا وجّهت إلينا طلبات فإنّنا سنلبّيها".

 

ولاحظت مصادر مواكبة في تصميم السعودية على تعزيز قدرة الجيش اللبناني عودة متجدّدة لرهانها في المنطقة على العسكر، والذي بدأ مع الفريق أوّل عبد الفتاح السيسي في مصر، كذلك حرصها على منع سقوط لبنان في "المحور الآخر".

ووجدت في الهبة السعودية وربطها بشراء أسلحة فرنسية تحديداً، أولاً، رسالة مزدوجة للولايات المتحدة الأميركية التي لطالما أرسلت خلال السنوات الماضية مساعدات بمبالغ تُعدّ زهيدة قياساً بحجم الهبة السعودية والبالغة 3 مليارات دولار، وثانياً لأنّ باريس لن تعترض على شراء الجيش حاجته ما يلزم من اسلحة، على عكس موقف واشنطن الرافض أساساً أن يتسلّح الجيش بطائرات "إف ـ 16" أميركية أو بأجهزة رادارات متطوّرة مثلاً، تماهياً مع الرفض الاسرائيلي.

وفي معلومات لـ"الجمهورية" انّ الهبة السعودية كانت مدار بحث عندما زار سليمان السعودية أخيراً، وسأله الملك عبد الله عن اسباب عدم بسط الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة على أراضيها، فردّ مؤكّداً أن لا قدرات عسكرية كافية لدى الجيش.

كذلك عُلم انّ الاتفاق الفرنسي ـ السعودي قد تمّ التفاوض عليه منذ نحو شهر، وقد وفّرت له باريس الحماية المطلوبة، وبات صعباً على أطراف داخلية أن تواجهه وإلّا ستظهر في موقف المعارض تسليح الجيش، علماً انّ هذا التسليح من شأنه أن يسرّع في وضع استراتيجية دفاعية وأن يكون بالتالي مقدّمة لحلّ سلاح "حزب الله" الذي تنتفي مقولته بأن لا قدرات عسكرية للجيش.

وعلمت "الجمهورية" أنّ المساعدة العسكرية السعودية للجيش ستتبعها مساعدة عسكرية أخرى، ستقدّمها دولة الإمارات العربية المتحدة. علماً انّ هذه المساعدة السعودية أو أيّ مساعدة أو هبة تقدّم للبنان تحتاج الى إجتماع مجلس الوزراء لإتّخاذ قرار بقبولها.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-30
  • 13840
  • من الأرشيف

ميشال سليمان ... كان ينوي إعلان مواقف "ذات سقف مرتفع" لكن التطورات دهمته

قالت مصادر مطلعة لـصحيفة "الجمهورية" اللبنانية إنّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان ينوي إعلان "مواقف متقدّمة ذات سقف مرتفع" حيال عدد من الملفّات، ومنها ملف التأليف الحكومي والاستحقاق الرئاسي والملف الأمني،  إلّا أنّ المعطيات الأمنية والسياسية التي تلاحقت أخيراً، من خلفيات جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح، مروراً بصواريخ الجنوب والبقاع، وبالخطاب السياسي المرتفع النبرة لرئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة، وصولاً إلى الإشكال الأمني في جامع الخاشقجي بسبب حضور مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قبّاني تشييعَ الفتى الشهيد محمد الشعار، دفعته إلى أن يُعيد النظر في ما كان ينوي إعلانه، وكانت دوائر القصر الجمهوري تسوّق له منذ نحو عشرة ايّام، ويستعيض عنه بكلمة متلفزة مقتضبة. لكنّ سليمان اضطرّ إلى الإعلان عن الهبة السعودية، لكي تتزامن مع قمّة الرياض بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بحيث جاء الفارق الزمني ساعة بين كلمة سليمان والمؤتمر الصحافي لهولاند الذي تعهّد خلاله بـ"تلبية" طلبات تسليح الجيش اللبناني. وقال: "تربطني علاقات مع الرئيس سليمان (...) وإذا وجّهت إلينا طلبات فإنّنا سنلبّيها".   ولاحظت مصادر مواكبة في تصميم السعودية على تعزيز قدرة الجيش اللبناني عودة متجدّدة لرهانها في المنطقة على العسكر، والذي بدأ مع الفريق أوّل عبد الفتاح السيسي في مصر، كذلك حرصها على منع سقوط لبنان في "المحور الآخر". ووجدت في الهبة السعودية وربطها بشراء أسلحة فرنسية تحديداً، أولاً، رسالة مزدوجة للولايات المتحدة الأميركية التي لطالما أرسلت خلال السنوات الماضية مساعدات بمبالغ تُعدّ زهيدة قياساً بحجم الهبة السعودية والبالغة 3 مليارات دولار، وثانياً لأنّ باريس لن تعترض على شراء الجيش حاجته ما يلزم من اسلحة، على عكس موقف واشنطن الرافض أساساً أن يتسلّح الجيش بطائرات "إف ـ 16" أميركية أو بأجهزة رادارات متطوّرة مثلاً، تماهياً مع الرفض الاسرائيلي. وفي معلومات لـ"الجمهورية" انّ الهبة السعودية كانت مدار بحث عندما زار سليمان السعودية أخيراً، وسأله الملك عبد الله عن اسباب عدم بسط الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة على أراضيها، فردّ مؤكّداً أن لا قدرات عسكرية كافية لدى الجيش. كذلك عُلم انّ الاتفاق الفرنسي ـ السعودي قد تمّ التفاوض عليه منذ نحو شهر، وقد وفّرت له باريس الحماية المطلوبة، وبات صعباً على أطراف داخلية أن تواجهه وإلّا ستظهر في موقف المعارض تسليح الجيش، علماً انّ هذا التسليح من شأنه أن يسرّع في وضع استراتيجية دفاعية وأن يكون بالتالي مقدّمة لحلّ سلاح "حزب الله" الذي تنتفي مقولته بأن لا قدرات عسكرية للجيش. وعلمت "الجمهورية" أنّ المساعدة العسكرية السعودية للجيش ستتبعها مساعدة عسكرية أخرى، ستقدّمها دولة الإمارات العربية المتحدة. علماً انّ هذه المساعدة السعودية أو أيّ مساعدة أو هبة تقدّم للبنان تحتاج الى إجتماع مجلس الوزراء لإتّخاذ قرار بقبولها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة