سجلت نقطة التقاء بين واشنطن وموسكو حول الأزمة السورية، فبينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يتحتم خلال مؤتمر جنيف، قيام «تحالف» بين النظام والمعارضة لمحاربة المتطرفين، قال نظيره الأميركي جون كيري إن خطر تنظيم «القاعدة» يتزايد في سوريا، وتتحتم مواجهته.

وفيما كشف دخول الجيش السوري إلى أحياء في عدرا العمالية عن ارتفاع حصيلة «المجزرة» التي ارتكبها المسلحون هناك إلى 90، غالبيتهم مدنيون، تتجه الأوضاع الأمنية في مخيم اليرموك والمعضمية في ريف دمشق إلى الانفجار مجدداً، بعد فشل مفاوضات إخراج المسلحين منهما. كما ان المخاوف تتجه الى منطقة دير الزور، حيث يعتقد ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، يستعد لخوض معركة كبرى بهدف بسط سيطرته على المحافظة التي غير اسمها الى «ولاية الخير»، على امل احتكار عوائد حقوق النفط فيها. (تفاصيل صفحة 13).

وفي هذه الأثناء، أرسلت الأمم المتحدة أول شحنة مساعدات إنسانية جواً من أربيل في إقليم كردستان العراق إلى القامشلي في سوريا. وأعلنت أنها تعاقدت مع طائرتين للقيام بـ 23 رحلة ذهاباً وإياباً على مدى الأيام العشرة المقبلة لإيصال مساعدات إلى القامشلي والحسكة، وذلك بعد موافقة الحكومتين العراقية والسورية.

وقال مقاتل في «الجبهة الإسلامية» أمس الأول إن عدداً من قادة الجبهة سيجرون محادثات مع مسؤولين أميركيين في تركيا في الأيام المقبلة، مضيفاً أنه يتوقع أن تناقش المحادثات في تركيا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتعهد إليها بمسؤولية الحفاظ على الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في شمال سوريا. وتوقعت مصادر ديبلوماسية في تركيا أن يصل السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إلى اسطنبول قريباً.

وقال كيري، في مقابلة مع شبكة «اي بي سي» الأميركية، إن المساعدات الأميركية «غير القاتلة» يمكن أن تستأنف «سريعاً جداً لكنني اعتقد انه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى».

وأكد كيري أن الإدارة الأميركية تعتمد على الديبلوماسية لحل النزاع في سوريا، مشيراً إلى التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل، والى الإجراءات التي اتخذت لإزالة الأسلحة الكيميائية السورية. وقال «لا أحد يريد التورط في الحرب السورية، لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات». وأضاف «لا بد من العمل بالوسائل المتاحة. وهذا بالتحديد ما نقوم به عبر استخدام الأدوات الديبلوماسية المتوفرة».

واعتبر كيري أن المعارك بين أطراف المعارضة السورية أتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة وأن بعض المناطق السورية باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة تنظيم «القاعدة». وقال «القاعدة لم يكن لديها قبلا التأثير الذي تحظى به اليوم هناك، وهذا التهديد يتزايد، وهو تهديد سيتوجب علينا مواجهته». وشدد على أن غالبية الرأي العام الأميركي تعارض تورطاً أميركياً إضافياً في النزاع السوري.

وقال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، في مقابلة مع «بي بي سي»، إن «موقف واشنطن من الصراع في سوريا لم يتغير». وأضاف إن «قرار تعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة شمال البلاد يعود إلى ظروف أمنية»، مشيراً إلى أن «واشنطن ستواصل دعمها للمعارضة».

وحول «جنيف 2» وتمثيل «الائتلاف»، قال فورد إن «المحادثات مستمرة مع أعضاء الائتلاف بهذا الخصوص»، مشيراً إلى أن «المعارضة غير جاهزة بعد لتسمية ممثليها في مؤتمر السلام». وكرر «تأكيد واشنطن رفض مشاركة إيران في المؤتمر الدولي»، موضحاً أن «الملف السوري منفصل تماماً عن الملف النووي الإيراني».

وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا 24» بثت أمس الأول، إنه «يعتقد أن قضية مكافحة الإرهاب في سوريا ستكون أساسية في جنيف 2»، داعياً إلى «إقامة تحالف بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية قادر على القتال ضد الإرهابيين الأجانب».

وأضاف «ندعم الجهود التي يبذلها الأميركيون، كما تعهدوا، لإقناع المعارضة حضور المؤتمر من دون شروط مسبقة غير مقبولة، ولا نعمل مع الحكومة السورية فحسب، بل مع جميع المعارضين، بمن في ذلك الائتلاف».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه «متشائم تماماً» بشأن الوضع في سوريا، ولديه شكوك قوية في نجاح «جنيف 2».
  • فريق ماسة
  • 2013-12-15
  • 10770
  • من الأرشيف

كيري ولافروف: لمحاربة الإرهاب في سورية

سجلت نقطة التقاء بين واشنطن وموسكو حول الأزمة السورية، فبينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يتحتم خلال مؤتمر جنيف، قيام «تحالف» بين النظام والمعارضة لمحاربة المتطرفين، قال نظيره الأميركي جون كيري إن خطر تنظيم «القاعدة» يتزايد في سوريا، وتتحتم مواجهته. وفيما كشف دخول الجيش السوري إلى أحياء في عدرا العمالية عن ارتفاع حصيلة «المجزرة» التي ارتكبها المسلحون هناك إلى 90، غالبيتهم مدنيون، تتجه الأوضاع الأمنية في مخيم اليرموك والمعضمية في ريف دمشق إلى الانفجار مجدداً، بعد فشل مفاوضات إخراج المسلحين منهما. كما ان المخاوف تتجه الى منطقة دير الزور، حيث يعتقد ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، يستعد لخوض معركة كبرى بهدف بسط سيطرته على المحافظة التي غير اسمها الى «ولاية الخير»، على امل احتكار عوائد حقوق النفط فيها. (تفاصيل صفحة 13). وفي هذه الأثناء، أرسلت الأمم المتحدة أول شحنة مساعدات إنسانية جواً من أربيل في إقليم كردستان العراق إلى القامشلي في سوريا. وأعلنت أنها تعاقدت مع طائرتين للقيام بـ 23 رحلة ذهاباً وإياباً على مدى الأيام العشرة المقبلة لإيصال مساعدات إلى القامشلي والحسكة، وذلك بعد موافقة الحكومتين العراقية والسورية. وقال مقاتل في «الجبهة الإسلامية» أمس الأول إن عدداً من قادة الجبهة سيجرون محادثات مع مسؤولين أميركيين في تركيا في الأيام المقبلة، مضيفاً أنه يتوقع أن تناقش المحادثات في تركيا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتعهد إليها بمسؤولية الحفاظ على الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في شمال سوريا. وتوقعت مصادر ديبلوماسية في تركيا أن يصل السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إلى اسطنبول قريباً. وقال كيري، في مقابلة مع شبكة «اي بي سي» الأميركية، إن المساعدات الأميركية «غير القاتلة» يمكن أن تستأنف «سريعاً جداً لكنني اعتقد انه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى». وأكد كيري أن الإدارة الأميركية تعتمد على الديبلوماسية لحل النزاع في سوريا، مشيراً إلى التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل، والى الإجراءات التي اتخذت لإزالة الأسلحة الكيميائية السورية. وقال «لا أحد يريد التورط في الحرب السورية، لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات». وأضاف «لا بد من العمل بالوسائل المتاحة. وهذا بالتحديد ما نقوم به عبر استخدام الأدوات الديبلوماسية المتوفرة». واعتبر كيري أن المعارك بين أطراف المعارضة السورية أتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة وأن بعض المناطق السورية باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة تنظيم «القاعدة». وقال «القاعدة لم يكن لديها قبلا التأثير الذي تحظى به اليوم هناك، وهذا التهديد يتزايد، وهو تهديد سيتوجب علينا مواجهته». وشدد على أن غالبية الرأي العام الأميركي تعارض تورطاً أميركياً إضافياً في النزاع السوري. وقال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، في مقابلة مع «بي بي سي»، إن «موقف واشنطن من الصراع في سوريا لم يتغير». وأضاف إن «قرار تعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة شمال البلاد يعود إلى ظروف أمنية»، مشيراً إلى أن «واشنطن ستواصل دعمها للمعارضة». وحول «جنيف 2» وتمثيل «الائتلاف»، قال فورد إن «المحادثات مستمرة مع أعضاء الائتلاف بهذا الخصوص»، مشيراً إلى أن «المعارضة غير جاهزة بعد لتسمية ممثليها في مؤتمر السلام». وكرر «تأكيد واشنطن رفض مشاركة إيران في المؤتمر الدولي»، موضحاً أن «الملف السوري منفصل تماماً عن الملف النووي الإيراني». وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا 24» بثت أمس الأول، إنه «يعتقد أن قضية مكافحة الإرهاب في سوريا ستكون أساسية في جنيف 2»، داعياً إلى «إقامة تحالف بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية قادر على القتال ضد الإرهابيين الأجانب». وأضاف «ندعم الجهود التي يبذلها الأميركيون، كما تعهدوا، لإقناع المعارضة حضور المؤتمر من دون شروط مسبقة غير مقبولة، ولا نعمل مع الحكومة السورية فحسب، بل مع جميع المعارضين، بمن في ذلك الائتلاف». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه «متشائم تماماً» بشأن الوضع في سوريا، ولديه شكوك قوية في نجاح «جنيف 2».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة