قبل أكثر من عشرين عاما تخرج محمد دويدار في كلية التجارة جامعة الإسكندرية، ومثل كثير من الشباب المصري كان حلم السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية يراوده، فكان قراره فور التخرج هو الهجرة إلى هناك.

لم يستطع دويدار أن يكمل مسيرته العملية في الولايات المتحدة، فالحنين إلى الوطن ظل يراوده، حتى اتخذ قرار العودة إلى مصر في عام 2002 ، ليجد عادات المصريين قد تغيرت ومن بينها ” تدخين الشيشة” كما يطلق عليها مصر أو الأرجيلة، كما يطلق عليها في دول الشام والخليج.

يقول دويدار لمراسل الأناضول: “ قبل السفر إلى الولايات المتحدة، كان عدد مدخني الشيشة في عائلتي لا يتجاوز شخصين اثنين، وبعد عودتي وجدت الكثيرون يدخنون، وبدأت ألاحظ في المقاهي التي أتردد عليها وجود سيدات تدخن أيضا”.

ظلت هذه الملاحظة عالقة في ذهن دويدار، حتى صادف أثناء مطالعته لإحدى مواقع الإنترنت تقريرا يكشف عن أن دراسة أجريت على عدد من المدخنين في بريطانيا، توصلت بعد وضعهم في غرفة مظلمة أثناء التدخين، أنهم لم يشعرون بلذته، لأن أحد الأسباب الرئيسية للمتعة كما قالوا في الدراسة هي رؤية الدخان يخرج من الأنف.

يجد دويدار بعد قراءة نتائج الدراسة تفسيرا لملاحظته، ويثور سؤال في ذهنه، وهو: ما المانع أن نعطي للمدخن متعة رؤية الدخان، ولكن من خلال عادة صحية؟، فكان اختراعه “شيشة الأكسجين التي حصل بها مؤخرا على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي المصرية في القاهرة.

و”شيشة الأكسجين” هي تطوير لفكرة “نوادي الأكسجين” المنتشرة في الولايات المتحدة وكثير من الدول الأوربية، وهي عبارة عن غرف يدخلها الإنسان ليستنشق الأكسجين المركز الذي يجعل استنشاقه الجسم أكثر حيوية ونشاطا.

وتأخذ ” الشيشة ” الجديدة نفس الشكل التقليدي، لكنها تستغني عن “المياه” الموجودة بالشيشسة التقليديه ووظيفتها تنقية دخان التبغ وتقليل أخطاره، لأن مادة التدخين ليست التبغ، كما أنها – أيضا – لا تستخدم الفحم، لأن طريقة “حرق” المكونات المستخدمه في التدخين مختلفة، وتقوم فكرتها كما يقول المخترع على “وجود جهاز بسيط داخل الشيشة يستخلص الأكسجين النقي من الهواء، ثم يمر هذا الأكسجين عبر سخان كهربائي ليقوم بتسخينه لدرجه تبخير مطحون أعشاب نباتية، مثل الروزميري والنعناع وغيرها، والتي توضع في مكان مخصص داخل الشيشة، ليصبح هذا الأكسجين محملا ببخار الأعشاب النباتية، ويستنشقه المدخن بمجرد الضغط على زر في مبسم الشيشة والبدء في عملية التدخين”.

وتمنح هذه العملية المدخن فائدة صحية مزدوجة حيث يستنشق الأكسجين النقي ومن فوائده تحسين أداء خلايا الجسم وتحسن أداء المخ ونضارة البشرة، كما يستنشق أبخره النباتات الطبية المفيدة مثل “الروزميري” و”النعناع″ وغيرها من النباتات، والتي تعطيه إحساس التدخين من حيث خروج الدخان من الأنف، والاستمتاع بهذه العادة في جلسة تضم الأصدقاء، كما يوضح المخترع.

ويقوم أساتذة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية ـ  حاليا ـ بمساعدته المخترع على تحويل الاختراع  من مجرد أوراق ورسم تفصيلي حصل به على البراءة من أكاديمية البحث العلمي إلى منتج حقيقي، لن يتكلف أكثر من450 جنيه (57 دولار تقريبا)، بحسب المخترع .

وينظر دويدار إلى قيمة الـ 450 جنيها المتوقعة كسعر تجاري لهذا المنتج بأنها “قليلة جدا”، إذا وضعت في مقارنة مع حجم الأضرار الصحية التي يسببها تدخين الشيشة، والأموال التي تتكبدها الدولة في علاج المصابين بتلك الأضرار.

 وكشفت دراسة أجراها جهاز التعبئة العامة والإحصاء في مصر ـ مؤخرا ـ عن أن التدخين يكبد الإنفاق القومي المصري نحو ثمانية مليارات جنيه سنوياً (حوالي مليار و130 مليون دولار)، أي أنه يمتص حوالي 22% من متوسط دخل الفرد المصري المدخن شهريا، كما أنه يتسبب في غياب الموظفين عن أعمالهم بسبب الأمراض الناجمة عنه، وتوصلت نفس الدراسة إلى أن  نسبة المتغيبين عن العمل تزيد بأكثر من 50% بين المدخنين عن غير المدخنين.

بقي أن يوضح المخترع أن العامل البسيط داخل أي مقهى يستطيع التعامل مع هذه الشيشة لأن استخدامها بسيط جدا.

وبشكل عملي يوضح المخترع كيفية الاستفادة من اختراعه والتعامل معه قائلا: “الحصول على الأكسجين يحتاج فقط إلى توصيل جهاز استخلاص الأكسجين الموجود بالشيشة بمصدر كهربائي، ليقوم باستخلاص الأكسجين بشكل تلقائي ودون تدخل منه، وتكون بذلك الشيشة جاهزة للتقديم لأي من زبائن المقهى، وعند طلب الزبون للشيشة، يعرض عليه العامل مطحون النباتات الطبية المتوفر فيختار الروزميري أو النعناع أو غيرها، ثم يقوم العامل  بضبط السخان الكهربائي الذي يوجد بها على درجة الحرارة الملائمة للحصول على بخار النباتات الطبية وهي تختلف من نبات لآخر، وتكون هناك قائمة من التعليمات ملحقة بالمنتج  تقول أن عشب الروزميري درجة تبخيره كذا و النعناع كذا، وهي عملية أشبه بـ ” المكواة ” التي تكون بها قائمة تعليمات تقول أن كي الملابس القطنية على درجة كذا والألياف على درجة مختلفة وهكذا”.

ويستطرد المخترع: بمجرد انتهاء العامل من ضبط السخان الكهربائي، يضغط المدخن بفمه على على مبسم الشيشة فيأتيه الأكسجين محملا على أبخرة النباتات الطبية، وتبدأ عملية التدخين الصحي، وبدلا من الأمراض التي يسببها التدخين مثل أمراض القلب والأورام السرطانية، ينعش المدخن خلايا المخ والجسم بالأكسجين، فتصبح بذلك عملية التدخين “صحية”، يقول بفخر دويدار
  • فريق ماسة
  • 2013-12-09
  • 14344
  • من الأرشيف

“شيشة الأكسجين”.. عندما يكون التدخين “صحيا”!

 قبل أكثر من عشرين عاما تخرج محمد دويدار في كلية التجارة جامعة الإسكندرية، ومثل كثير من الشباب المصري كان حلم السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية يراوده، فكان قراره فور التخرج هو الهجرة إلى هناك. لم يستطع دويدار أن يكمل مسيرته العملية في الولايات المتحدة، فالحنين إلى الوطن ظل يراوده، حتى اتخذ قرار العودة إلى مصر في عام 2002 ، ليجد عادات المصريين قد تغيرت ومن بينها ” تدخين الشيشة” كما يطلق عليها مصر أو الأرجيلة، كما يطلق عليها في دول الشام والخليج. يقول دويدار لمراسل الأناضول: “ قبل السفر إلى الولايات المتحدة، كان عدد مدخني الشيشة في عائلتي لا يتجاوز شخصين اثنين، وبعد عودتي وجدت الكثيرون يدخنون، وبدأت ألاحظ في المقاهي التي أتردد عليها وجود سيدات تدخن أيضا”. ظلت هذه الملاحظة عالقة في ذهن دويدار، حتى صادف أثناء مطالعته لإحدى مواقع الإنترنت تقريرا يكشف عن أن دراسة أجريت على عدد من المدخنين في بريطانيا، توصلت بعد وضعهم في غرفة مظلمة أثناء التدخين، أنهم لم يشعرون بلذته، لأن أحد الأسباب الرئيسية للمتعة كما قالوا في الدراسة هي رؤية الدخان يخرج من الأنف. يجد دويدار بعد قراءة نتائج الدراسة تفسيرا لملاحظته، ويثور سؤال في ذهنه، وهو: ما المانع أن نعطي للمدخن متعة رؤية الدخان، ولكن من خلال عادة صحية؟، فكان اختراعه “شيشة الأكسجين التي حصل بها مؤخرا على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي المصرية في القاهرة. و”شيشة الأكسجين” هي تطوير لفكرة “نوادي الأكسجين” المنتشرة في الولايات المتحدة وكثير من الدول الأوربية، وهي عبارة عن غرف يدخلها الإنسان ليستنشق الأكسجين المركز الذي يجعل استنشاقه الجسم أكثر حيوية ونشاطا. وتأخذ ” الشيشة ” الجديدة نفس الشكل التقليدي، لكنها تستغني عن “المياه” الموجودة بالشيشسة التقليديه ووظيفتها تنقية دخان التبغ وتقليل أخطاره، لأن مادة التدخين ليست التبغ، كما أنها – أيضا – لا تستخدم الفحم، لأن طريقة “حرق” المكونات المستخدمه في التدخين مختلفة، وتقوم فكرتها كما يقول المخترع على “وجود جهاز بسيط داخل الشيشة يستخلص الأكسجين النقي من الهواء، ثم يمر هذا الأكسجين عبر سخان كهربائي ليقوم بتسخينه لدرجه تبخير مطحون أعشاب نباتية، مثل الروزميري والنعناع وغيرها، والتي توضع في مكان مخصص داخل الشيشة، ليصبح هذا الأكسجين محملا ببخار الأعشاب النباتية، ويستنشقه المدخن بمجرد الضغط على زر في مبسم الشيشة والبدء في عملية التدخين”. وتمنح هذه العملية المدخن فائدة صحية مزدوجة حيث يستنشق الأكسجين النقي ومن فوائده تحسين أداء خلايا الجسم وتحسن أداء المخ ونضارة البشرة، كما يستنشق أبخره النباتات الطبية المفيدة مثل “الروزميري” و”النعناع″ وغيرها من النباتات، والتي تعطيه إحساس التدخين من حيث خروج الدخان من الأنف، والاستمتاع بهذه العادة في جلسة تضم الأصدقاء، كما يوضح المخترع. ويقوم أساتذة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية ـ  حاليا ـ بمساعدته المخترع على تحويل الاختراع  من مجرد أوراق ورسم تفصيلي حصل به على البراءة من أكاديمية البحث العلمي إلى منتج حقيقي، لن يتكلف أكثر من450 جنيه (57 دولار تقريبا)، بحسب المخترع . وينظر دويدار إلى قيمة الـ 450 جنيها المتوقعة كسعر تجاري لهذا المنتج بأنها “قليلة جدا”، إذا وضعت في مقارنة مع حجم الأضرار الصحية التي يسببها تدخين الشيشة، والأموال التي تتكبدها الدولة في علاج المصابين بتلك الأضرار.  وكشفت دراسة أجراها جهاز التعبئة العامة والإحصاء في مصر ـ مؤخرا ـ عن أن التدخين يكبد الإنفاق القومي المصري نحو ثمانية مليارات جنيه سنوياً (حوالي مليار و130 مليون دولار)، أي أنه يمتص حوالي 22% من متوسط دخل الفرد المصري المدخن شهريا، كما أنه يتسبب في غياب الموظفين عن أعمالهم بسبب الأمراض الناجمة عنه، وتوصلت نفس الدراسة إلى أن  نسبة المتغيبين عن العمل تزيد بأكثر من 50% بين المدخنين عن غير المدخنين. بقي أن يوضح المخترع أن العامل البسيط داخل أي مقهى يستطيع التعامل مع هذه الشيشة لأن استخدامها بسيط جدا. وبشكل عملي يوضح المخترع كيفية الاستفادة من اختراعه والتعامل معه قائلا: “الحصول على الأكسجين يحتاج فقط إلى توصيل جهاز استخلاص الأكسجين الموجود بالشيشة بمصدر كهربائي، ليقوم باستخلاص الأكسجين بشكل تلقائي ودون تدخل منه، وتكون بذلك الشيشة جاهزة للتقديم لأي من زبائن المقهى، وعند طلب الزبون للشيشة، يعرض عليه العامل مطحون النباتات الطبية المتوفر فيختار الروزميري أو النعناع أو غيرها، ثم يقوم العامل  بضبط السخان الكهربائي الذي يوجد بها على درجة الحرارة الملائمة للحصول على بخار النباتات الطبية وهي تختلف من نبات لآخر، وتكون هناك قائمة من التعليمات ملحقة بالمنتج  تقول أن عشب الروزميري درجة تبخيره كذا و النعناع كذا، وهي عملية أشبه بـ ” المكواة ” التي تكون بها قائمة تعليمات تقول أن كي الملابس القطنية على درجة كذا والألياف على درجة مختلفة وهكذا”. ويستطرد المخترع: بمجرد انتهاء العامل من ضبط السخان الكهربائي، يضغط المدخن بفمه على على مبسم الشيشة فيأتيه الأكسجين محملا على أبخرة النباتات الطبية، وتبدأ عملية التدخين الصحي، وبدلا من الأمراض التي يسببها التدخين مثل أمراض القلب والأورام السرطانية، ينعش المدخن خلايا المخ والجسم بالأكسجين، فتصبح بذلك عملية التدخين “صحية”، يقول بفخر دويدار

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة