بعد أشهر طويلة من سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لقوى المعارضة السورية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، نجحت الوساطات في التوصل إلى إتفاق يقضي بخروجهم منه على مراحل وعودة الأهالي في فترة قصيرة.

الإتفاق الذي تم التوصل إليه منذ أيام قليلة، هو ثمرة جهود طويلة قامت بها الفصائل الفلسطينية في دمشق، لا سيما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، فما هي العوامل التي ساعدت في الوصول إلى هذه النهاية؟ وهل هناك مخاوف من حصول عرقلة؟ وما هي أهم بنود هذا الإتفاق؟

الضغط العسكري عامل حاسم

توضح مصادر فلسطينية مطلعة على أن الإتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد لقاء جمع وفدًا من القيادة العامة وبعض الهيئات الشعبية ولجنة المصالحة في المخيم مع قادة المجموعات المسلحة، هو ثمرة جهود قائمة منذ أشهر، وتشير الى أنه يأتي من روحية المبادرة التي أطلقت من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شهر آب الماضي، والتي جاءت بعد زيارة قام بها المسؤول في منظمة التحرير زكريا الأغا إلى دمشق، وتلفت إلى أن الحكومة السورية وافقت عليها في ذلك الحين إلا أن المجموعات المسلحة رفضتها.

في هذا السياق، توضح المصادر نفسها، في حديث لـ"النشرة"، أن الضغط العسكري وتبدل موازين القوى لصالح الجيش السوري على الأرض، بالإضافة إلى المطالبة الشعبية بانهاء الواقع القائم، كانت العامل الأساسي في قبول المسلحين بهذا الإتفاق.

وتكشف المصادر أنّ هذا الإتفاق، الذي سيتم تنفيذه على مراحل، ينص في البداية على دخول عناصر هندسة فلسطينية إلى قلب المخيم من أجل تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها المسلحون، وتشير إلى أن هذا الأمر تم في اليومين الماضيين، ومن ثم سيتم إنسحاب جميع المسلحين غير الفلسطينيين إلى المناطق المحيطة في حين سيتولى الفلسطينيون منهم مهمة منع عودة المسلحين إليه لفترة مؤقتة.

خلال هذه المرحلة سيتم العمل على إدخال مواد طبية وغذائية إلى من تبقى من الأهالي في المخيم، وستشمل المنطقة الواقعة بين شارع 30 وشارع اليرموك، على أن يتم الانتقال إلى القسم المتبقي الواقع بين شارع اليرموك وشارع فلسطين بعد ذلك.

بعد التثبت من تأمين الوضع الأمني، تشير المصادر إلى أنه سيتم العمل على عودة النازحين إلى المخيم، في حين سيتم العمل على اعداد قوائم لتسوية أوضاع المسلحين الفلسطينيين لدى الدولة السورية، وتؤكد أن الأخيرة وافقت على هذا الأمر، وتلفت إلى أن من لا يرغب بالإلتزام سيكون مجبراً على الخروج لأن لا أحد سيحميه، خصوصاً أن معظم المسلحين وافقوا على هذا الإتفاق.

المخاوف من العرقلة قائمة

على صعيد متصل، يؤكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز مصطفى، في حديث لـ"النشرة"، هذا الإتفاق، لكن على الرغم من ذلك يشير إلى "أننا نمضي به لكن أيدينا على قلوبنا من حصول عرقلة ما من قبل بعض الجهات المتضررة"، إلا أنه يلفت إلى أنه تم تنبيه قادة المجموعات المسلحة من هذا الأمر، وهي تعهدت بعدم حصول ذلك.

من جانبها، توضح المصادر الفلسطينية المطلعة أن المجموعات الموجودة في المخيم هي جزء من تلك التي تعمل على الأراضي السورية، وهي بالتالي لديها الراعي نفسه، وتؤكد أن الدورين القطري والسعودي واضح جداً في اليرموك، بالإضافة إلى دور بعض الجهات الفلسطينية.

وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن حركة "حماس" تبارك الإتفاق بالرغم من وجود عناصر منها ضمن المجموعات المسلحة، مع العلم أنها تعلن أنهم لم يعودوا ينتمون إليها بعد خروجها من دمشق، لكن المصادر تؤكد أن الحركة لا تستطيع أن تعلن عدم موافقتها لأن هذا الأمر سيكون له تداعيات كبيرة عليها في الشارع الفلسطيني.

ويؤكد مصطفى، لـ"النشرة"، أن الإتفاق يحظى بموافقة الفصائل الفلسطينية الأربعة عشر المختلفة، ولا يتوقع أن يحاول أحد الدخول على خط العرقلة عندما يكون سقف الإتفاق كل هذه الفصائل، ويشير إلى أنه "في حال العرقلة سنخرج إلى الإعلام من أجل الكشف عن هوية من يقوم بذلك أمام الرأي العام".

من جهة ثانية، تشير المصادر إلى أن حركة "فتح" مطلعة على تفاصيل الإتفاق، وهي تحضر إجتماعات الفصائل، كما تلفت إلى أن هناك لجنة متابعة عليا من أركانها الأساسيين السفير الفلسطيني في دمشق.

في المحصلة، تم التوصّل إلى إتفاق يضمن عودة الأمن والأهالي إلى مخيم اليرموك، لكن المخاوف من حصول بعض العرقلة لا تزال قائمة، خصوصاً أن إتفاقاً سابقاً تم إفشاله من قبل البعض، فهل ينجح هذا الإتفاق أم أن الفشل سيكون مصيره؟

  • فريق ماسة
  • 2013-11-27
  • 12974
  • من الأرشيف

كيف سيخرج المسلحون من مخيم اليرموك؟

بعد أشهر طويلة من سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لقوى المعارضة السورية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، نجحت الوساطات في التوصل إلى إتفاق يقضي بخروجهم منه على مراحل وعودة الأهالي في فترة قصيرة. الإتفاق الذي تم التوصل إليه منذ أيام قليلة، هو ثمرة جهود طويلة قامت بها الفصائل الفلسطينية في دمشق، لا سيما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، فما هي العوامل التي ساعدت في الوصول إلى هذه النهاية؟ وهل هناك مخاوف من حصول عرقلة؟ وما هي أهم بنود هذا الإتفاق؟ الضغط العسكري عامل حاسم توضح مصادر فلسطينية مطلعة على أن الإتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد لقاء جمع وفدًا من القيادة العامة وبعض الهيئات الشعبية ولجنة المصالحة في المخيم مع قادة المجموعات المسلحة، هو ثمرة جهود قائمة منذ أشهر، وتشير الى أنه يأتي من روحية المبادرة التي أطلقت من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شهر آب الماضي، والتي جاءت بعد زيارة قام بها المسؤول في منظمة التحرير زكريا الأغا إلى دمشق، وتلفت إلى أن الحكومة السورية وافقت عليها في ذلك الحين إلا أن المجموعات المسلحة رفضتها. في هذا السياق، توضح المصادر نفسها، في حديث لـ"النشرة"، أن الضغط العسكري وتبدل موازين القوى لصالح الجيش السوري على الأرض، بالإضافة إلى المطالبة الشعبية بانهاء الواقع القائم، كانت العامل الأساسي في قبول المسلحين بهذا الإتفاق. وتكشف المصادر أنّ هذا الإتفاق، الذي سيتم تنفيذه على مراحل، ينص في البداية على دخول عناصر هندسة فلسطينية إلى قلب المخيم من أجل تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها المسلحون، وتشير إلى أن هذا الأمر تم في اليومين الماضيين، ومن ثم سيتم إنسحاب جميع المسلحين غير الفلسطينيين إلى المناطق المحيطة في حين سيتولى الفلسطينيون منهم مهمة منع عودة المسلحين إليه لفترة مؤقتة. خلال هذه المرحلة سيتم العمل على إدخال مواد طبية وغذائية إلى من تبقى من الأهالي في المخيم، وستشمل المنطقة الواقعة بين شارع 30 وشارع اليرموك، على أن يتم الانتقال إلى القسم المتبقي الواقع بين شارع اليرموك وشارع فلسطين بعد ذلك. بعد التثبت من تأمين الوضع الأمني، تشير المصادر إلى أنه سيتم العمل على عودة النازحين إلى المخيم، في حين سيتم العمل على اعداد قوائم لتسوية أوضاع المسلحين الفلسطينيين لدى الدولة السورية، وتؤكد أن الأخيرة وافقت على هذا الأمر، وتلفت إلى أن من لا يرغب بالإلتزام سيكون مجبراً على الخروج لأن لا أحد سيحميه، خصوصاً أن معظم المسلحين وافقوا على هذا الإتفاق. المخاوف من العرقلة قائمة على صعيد متصل، يؤكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز مصطفى، في حديث لـ"النشرة"، هذا الإتفاق، لكن على الرغم من ذلك يشير إلى "أننا نمضي به لكن أيدينا على قلوبنا من حصول عرقلة ما من قبل بعض الجهات المتضررة"، إلا أنه يلفت إلى أنه تم تنبيه قادة المجموعات المسلحة من هذا الأمر، وهي تعهدت بعدم حصول ذلك. من جانبها، توضح المصادر الفلسطينية المطلعة أن المجموعات الموجودة في المخيم هي جزء من تلك التي تعمل على الأراضي السورية، وهي بالتالي لديها الراعي نفسه، وتؤكد أن الدورين القطري والسعودي واضح جداً في اليرموك، بالإضافة إلى دور بعض الجهات الفلسطينية. وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن حركة "حماس" تبارك الإتفاق بالرغم من وجود عناصر منها ضمن المجموعات المسلحة، مع العلم أنها تعلن أنهم لم يعودوا ينتمون إليها بعد خروجها من دمشق، لكن المصادر تؤكد أن الحركة لا تستطيع أن تعلن عدم موافقتها لأن هذا الأمر سيكون له تداعيات كبيرة عليها في الشارع الفلسطيني. ويؤكد مصطفى، لـ"النشرة"، أن الإتفاق يحظى بموافقة الفصائل الفلسطينية الأربعة عشر المختلفة، ولا يتوقع أن يحاول أحد الدخول على خط العرقلة عندما يكون سقف الإتفاق كل هذه الفصائل، ويشير إلى أنه "في حال العرقلة سنخرج إلى الإعلام من أجل الكشف عن هوية من يقوم بذلك أمام الرأي العام". من جهة ثانية، تشير المصادر إلى أن حركة "فتح" مطلعة على تفاصيل الإتفاق، وهي تحضر إجتماعات الفصائل، كما تلفت إلى أن هناك لجنة متابعة عليا من أركانها الأساسيين السفير الفلسطيني في دمشق. في المحصلة، تم التوصّل إلى إتفاق يضمن عودة الأمن والأهالي إلى مخيم اليرموك، لكن المخاوف من حصول بعض العرقلة لا تزال قائمة، خصوصاً أن إتفاقاً سابقاً تم إفشاله من قبل البعض، فهل ينجح هذا الإتفاق أم أن الفشل سيكون مصيره؟

المصدر : ماهر الخطيب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة