يحتفل العالم اليوم بعيد ميلاد السيدة فيروز درة الغناء العربي والعالمي حيث ولدت فيروز "نهاد وديع حداد"  عام 1935 في حارة زقاق البلاط ببيروت واشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي تجمعات الحي لكنها بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية عندما اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل.

ألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول أغانيها ومن ثم عرفها على عاصي الرحباني فكانت انطلاقتها الجدية عام 1952.

غنت فيروز للحب والصدق والخير وتغنت بهم.. جعلت من الأغنية ومضة سحرية ساعدها في ذلك وتجند في سبيله نخبة من الشعراء والملحنين الذين آمنوا بأنها خير رسول لإبداعهم ولاسيما في ظل تمسكها بالأصالة في جميع اختياراتها الفنية شعراً ولحناً وأداءً.

لكن فيروز لم تحصر نفسها مع الأخوين الرحباني بل كان لها تجارب موسيقية مهمة جداً مع ملحنين آخرين ومنهم فيلمون وهبي الذي غنت فيروز الكثير من ألحانه وكانت في كل مسرحية رحبانية تبرز موسيقاه ذات البصمة القوية رغم نجاح ألحان الأخوين رحباني.

وكذلك غنت فيروز للسيد درويش وللموسيقار محمد عبد الوهاب وكان صوتها حافزاً له لتغيير مسار ألحانه بما يوائم جماليات صوتها بطبقاته الوسطى والدنيا إذ اعتبر أنها الأكثر طرباً في حنجرتها فغنت له ثلاث أغنيات هي.. سهار بعد سهار.. سكن الليل.. ومر بي.. إلى جانب ألحان حليم الرومي الذي أطلق عليها اسمها الذي عرفت فيه وكذلك الملحن السوري محمد محسن الذي غنت خمسة من ألحانه هي سيدي الهوى قمري.. ولي فؤاد.. جاءت معذبتي.. لو تعلمين.. وأحب من الأسماء فضلاً عن موسيقا زكي ناصيف التي غنت من ألحانه أهواك.. من يوم تغربنا وقلبي عم يلم جراح وغيرها.

ولا نستطيع أن نغفل ما قدمه المبدع زياد الرحباني لأمه خلال مسيرتها فرغم الجدل الذي يدور دائماً حول النمط اللحني الذي صاغه إلا أن المختصين يرون أنه تطوير وتجديد لما قدمه ما قبله من الملحنين سواء أكان أباه وعمه أم غيرهم بحيث انه يعرف الطبيعة الخاصة للصوت الفيروزي بطبقاته الحالية واستطاع بذكاء دمجه لخدمة ما يقدمه من نمط غنائي خاص يعتمد على الحالة الإنسانية الشفيفة مع اللحن السهل الممتنع.

أما بالنسبة للشعراء التي غنت كلامهم السيدة فيروز فتطول قائمتهم وزمانهم وساعدها في ذلك الإلمام الشعري الكبير للأخوين رحباني اللذين اختارا لألحانهما أجمل الكلمات بغض النظر عن تاريخ كتابتها فمن الصمة القشري وأغنية بروحي تلك الأرض إلى عنترة بن شداد ولقد ذكرتك وابن جرير بأغنية جبل الريان مروراً بجبران خليل جبران بأغنيات أعطني الناي وغني.. المحبة... ونزار قباني وأغنية لا تسألوني وميخائيل نعيمة تناثري وسعيد عقل وغيرهم الكثير.

أما عن أدائها الملائكي كما يصفه معظم المهتمين فيعتبر الباحث جوزيف عبيد صاحب كتاب الصلاة في أغاني فيروز أن شعورنا بمناخ من القدسية أثناء سماع صوت فيروز يعود لأن الأغنية الفيروزية هي بحد ذاتها صلاة ولأن فيروز موءمنة ومن تعاونت معه بفنها وأصالته فضلاً عن تدربها في مقتبل عمرها على الغناء الكنسي والتراتيل.

ويوضح عبيد أن كونها من لبنان وهو في أحد معانيه القديمة الصلاة أو الصلة بين الأرض والله جعلها تتشبع من روح لبنان ومناخه القدسي وهذا لا بد سيبرز من خلال أدائها وطربها.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-20
  • 9618
  • من الأرشيف

العالم يحتفل بعيد ميلاد فيروز الثامن والسبعين

يحتفل العالم اليوم بعيد ميلاد السيدة فيروز درة الغناء العربي والعالمي حيث ولدت فيروز "نهاد وديع حداد"  عام 1935 في حارة زقاق البلاط ببيروت واشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي تجمعات الحي لكنها بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية عندما اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل. ألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول أغانيها ومن ثم عرفها على عاصي الرحباني فكانت انطلاقتها الجدية عام 1952. غنت فيروز للحب والصدق والخير وتغنت بهم.. جعلت من الأغنية ومضة سحرية ساعدها في ذلك وتجند في سبيله نخبة من الشعراء والملحنين الذين آمنوا بأنها خير رسول لإبداعهم ولاسيما في ظل تمسكها بالأصالة في جميع اختياراتها الفنية شعراً ولحناً وأداءً. لكن فيروز لم تحصر نفسها مع الأخوين الرحباني بل كان لها تجارب موسيقية مهمة جداً مع ملحنين آخرين ومنهم فيلمون وهبي الذي غنت فيروز الكثير من ألحانه وكانت في كل مسرحية رحبانية تبرز موسيقاه ذات البصمة القوية رغم نجاح ألحان الأخوين رحباني. وكذلك غنت فيروز للسيد درويش وللموسيقار محمد عبد الوهاب وكان صوتها حافزاً له لتغيير مسار ألحانه بما يوائم جماليات صوتها بطبقاته الوسطى والدنيا إذ اعتبر أنها الأكثر طرباً في حنجرتها فغنت له ثلاث أغنيات هي.. سهار بعد سهار.. سكن الليل.. ومر بي.. إلى جانب ألحان حليم الرومي الذي أطلق عليها اسمها الذي عرفت فيه وكذلك الملحن السوري محمد محسن الذي غنت خمسة من ألحانه هي سيدي الهوى قمري.. ولي فؤاد.. جاءت معذبتي.. لو تعلمين.. وأحب من الأسماء فضلاً عن موسيقا زكي ناصيف التي غنت من ألحانه أهواك.. من يوم تغربنا وقلبي عم يلم جراح وغيرها. ولا نستطيع أن نغفل ما قدمه المبدع زياد الرحباني لأمه خلال مسيرتها فرغم الجدل الذي يدور دائماً حول النمط اللحني الذي صاغه إلا أن المختصين يرون أنه تطوير وتجديد لما قدمه ما قبله من الملحنين سواء أكان أباه وعمه أم غيرهم بحيث انه يعرف الطبيعة الخاصة للصوت الفيروزي بطبقاته الحالية واستطاع بذكاء دمجه لخدمة ما يقدمه من نمط غنائي خاص يعتمد على الحالة الإنسانية الشفيفة مع اللحن السهل الممتنع. أما بالنسبة للشعراء التي غنت كلامهم السيدة فيروز فتطول قائمتهم وزمانهم وساعدها في ذلك الإلمام الشعري الكبير للأخوين رحباني اللذين اختارا لألحانهما أجمل الكلمات بغض النظر عن تاريخ كتابتها فمن الصمة القشري وأغنية بروحي تلك الأرض إلى عنترة بن شداد ولقد ذكرتك وابن جرير بأغنية جبل الريان مروراً بجبران خليل جبران بأغنيات أعطني الناي وغني.. المحبة... ونزار قباني وأغنية لا تسألوني وميخائيل نعيمة تناثري وسعيد عقل وغيرهم الكثير. أما عن أدائها الملائكي كما يصفه معظم المهتمين فيعتبر الباحث جوزيف عبيد صاحب كتاب الصلاة في أغاني فيروز أن شعورنا بمناخ من القدسية أثناء سماع صوت فيروز يعود لأن الأغنية الفيروزية هي بحد ذاتها صلاة ولأن فيروز موءمنة ومن تعاونت معه بفنها وأصالته فضلاً عن تدربها في مقتبل عمرها على الغناء الكنسي والتراتيل. ويوضح عبيد أن كونها من لبنان وهو في أحد معانيه القديمة الصلاة أو الصلة بين الأرض والله جعلها تتشبع من روح لبنان ومناخه القدسي وهذا لا بد سيبرز من خلال أدائها وطربها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة