أشارت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إلى ان "الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قدم الكثير من التنازلات لإسرائيل لأنه أضحى طاعناً في السن حينها وأراد أن يذهب إلى فلسطين قبل أن يموت"، لافتةً إلى ان "العديد من أنصار عرفات السياسيين ما زالوا يقدمون التنازلات حتى يومنا هذا"، مضيفةً ان "عرفات عندما وقع إتفاق أوسلو، لم يكن قد رأى في حياته أي مستعمرة يهودية مبنية على الأراضي المحتلة، فعرفات وثق بالأميركيين وبالإسرائيليين وبأي شخص يقول كلام موزونا".

وفي مقال بعنوان "السم الحقيقي الذي قتل عرفات هو ثقته باميركا واسرائيل- أخطاء ما زال أبناء شعبه يدفعون ثمنها حتى اليوم"، أضافت أنه "من المرهق أن يبدأ المرء حياته المهنية بأنه "إرهابي خطير" في بيروت ثم يستقبل في البيت الأبيض على أنه "رجل دولة"، ثم تصنفه اسرائيل ثانية بأنه "ارهابي"، قائلةً: "ان القليل من زائري عرفات وصفوه حينها بأنه كان يبدو ضعيفاً ومرهقاً ومريضاً".

كما أشارت الصحيفة إلى ان "أحد الدبلوماسيين الإسكندنافيين الذي استطاع مقابلة عرفات في هذه الفترة قال "إن عرفات لا يرتدي الجوارب"، موضحة أنه "خلال المقابلة كان يزيل الخلايا الميتة من قدميه، ودورات المياه كانت رائحتها كريهة"، لافتةً إلى ان "إسرائيل أظهرت تعاطفها الانساني مع عرفات عندما نقل للمعالجة في باريس وقبل وفاته"، قائلة: "اعتقد ان الشائعات ستتوقف إن هو بقي على قيد الحياة، وإن مات فسيكون مات مسموماً كما مات نابليون الذي سمم من قبل البريطانيين، إلا أن عرفات بالفعل مات، وقيل لنا إنه مات مسموماً".

وأشارت إلى ان "أرملة عرفات المبعدة عن زوجها لسنوات بدأت تتحدث عن جريمة قتل تعرض لها زوجها، وإسرائيل كانت قد حاولت تسميم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الأردن، كما ان الملك حسين تدخل شخصياً وعقد صفقة تم بموجبها إنقاذ حياته وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته اسرائيل لاحقاً بصاروخ اطلقته عليه وهو على كرسيه المتحرك"، لافتةً إلى ان "المفكر الفلسطيني البارز ادوارد سعيد قال له عندما التقى به في عام 1985 إن "عرفات قال له إن الشيء الوحيد الذي لا أتمناه لي، هو أن أكون مثل الحج أمين، كان دائماً على صواب ومات في المنفى على أيدي البريطانيين، وكان الخطاً الذي ارتكبه الحج أمين هو ذهابه إلى برلين خلال الحرب العالمية آملاً أن يساعد هتلر الفلسطينيين، وكانت هذه الخطوة هي أكبر هفوة يرتكبها الجانب الفلسطيني، تبعها عرفات عندما زار صدام حسين معلناً عن تأييد لغزو الكويت، اعتقاداً منه أن حسين سيحرر فلسطين"، قائلةً: "ان السم الذي يجب ان ندرسه هو الثقة التي أعطاها عرفات للأميركيين والاسرائيليين".

  • فريق ماسة
  • 2013-11-17
  • 10682
  • من الأرشيف

"الاندبندنت": السم الذي يجب درسه هو الثقة التي أعطاها عرفات لإسرائيل

أشارت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إلى ان "الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قدم الكثير من التنازلات لإسرائيل لأنه أضحى طاعناً في السن حينها وأراد أن يذهب إلى فلسطين قبل أن يموت"، لافتةً إلى ان "العديد من أنصار عرفات السياسيين ما زالوا يقدمون التنازلات حتى يومنا هذا"، مضيفةً ان "عرفات عندما وقع إتفاق أوسلو، لم يكن قد رأى في حياته أي مستعمرة يهودية مبنية على الأراضي المحتلة، فعرفات وثق بالأميركيين وبالإسرائيليين وبأي شخص يقول كلام موزونا". وفي مقال بعنوان "السم الحقيقي الذي قتل عرفات هو ثقته باميركا واسرائيل- أخطاء ما زال أبناء شعبه يدفعون ثمنها حتى اليوم"، أضافت أنه "من المرهق أن يبدأ المرء حياته المهنية بأنه "إرهابي خطير" في بيروت ثم يستقبل في البيت الأبيض على أنه "رجل دولة"، ثم تصنفه اسرائيل ثانية بأنه "ارهابي"، قائلةً: "ان القليل من زائري عرفات وصفوه حينها بأنه كان يبدو ضعيفاً ومرهقاً ومريضاً". كما أشارت الصحيفة إلى ان "أحد الدبلوماسيين الإسكندنافيين الذي استطاع مقابلة عرفات في هذه الفترة قال "إن عرفات لا يرتدي الجوارب"، موضحة أنه "خلال المقابلة كان يزيل الخلايا الميتة من قدميه، ودورات المياه كانت رائحتها كريهة"، لافتةً إلى ان "إسرائيل أظهرت تعاطفها الانساني مع عرفات عندما نقل للمعالجة في باريس وقبل وفاته"، قائلة: "اعتقد ان الشائعات ستتوقف إن هو بقي على قيد الحياة، وإن مات فسيكون مات مسموماً كما مات نابليون الذي سمم من قبل البريطانيين، إلا أن عرفات بالفعل مات، وقيل لنا إنه مات مسموماً". وأشارت إلى ان "أرملة عرفات المبعدة عن زوجها لسنوات بدأت تتحدث عن جريمة قتل تعرض لها زوجها، وإسرائيل كانت قد حاولت تسميم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الأردن، كما ان الملك حسين تدخل شخصياً وعقد صفقة تم بموجبها إنقاذ حياته وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته اسرائيل لاحقاً بصاروخ اطلقته عليه وهو على كرسيه المتحرك"، لافتةً إلى ان "المفكر الفلسطيني البارز ادوارد سعيد قال له عندما التقى به في عام 1985 إن "عرفات قال له إن الشيء الوحيد الذي لا أتمناه لي، هو أن أكون مثل الحج أمين، كان دائماً على صواب ومات في المنفى على أيدي البريطانيين، وكان الخطاً الذي ارتكبه الحج أمين هو ذهابه إلى برلين خلال الحرب العالمية آملاً أن يساعد هتلر الفلسطينيين، وكانت هذه الخطوة هي أكبر هفوة يرتكبها الجانب الفلسطيني، تبعها عرفات عندما زار صدام حسين معلناً عن تأييد لغزو الكويت، اعتقاداً منه أن حسين سيحرر فلسطين"، قائلةً: "ان السم الذي يجب ان ندرسه هو الثقة التي أعطاها عرفات للأميركيين والاسرائيليين".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة