دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
معركة القلمون لم تبدأ حتى الآن، ولا صورة واضحة عما سيجري فيها. لا نعرف إن كان الجيش السوري سيتمدد في هذه المنطقة، ولكن المعروف أن قوى المعارضة تضعضعت، وأن الائتلاف السوري المعارض في وضع مفكك، و"الجيش الحر" في وضع انهيار تقريبا، ويتلقى ضربات من داعش ومن الجيش السوري. أما أن تكون الخطوة التالية في القلمون فهذا ما تقرره القيادة السورية.
وبالنسبة لطرابلس، فللأسف لم يظهر لدى الدولة اللبنانية حل للمشكلة، والجولات تتكرر مترافقة مع متغيرات على الساحة السورية، لأن بعض القوى في منطقة الشمال أصبحت ملتزمة كليا ببعض قوى المعارضة العاملة في سورية. وأصبح وكأن جبل محسن جزء من النظام السوري، وتستخدم الحرب معه إما للانتقام أو سعيا لفتنة مذهبية، وتصعيدها في المنطقة لقاء أموال تدفع.
ما هي أهمية القلمون، واحتمالات المعركة فيها؟
هي منطقة استراتيجية هامة، تقدر بمائة كيلومتر، ولكنها تضم العديد من القرى الجبلية وعلى المحور الذي يربط حمص بدمشق، وهناك بلدتان رئيسيتان هما دير عطية والنبك التي هي المدينة الأكبر في المنطقة. دير عطية موالية للنظام، والنبك محايدة حتى الآن.
تصل القلمون منطقة حمص وسط سورية والساحل، بمنطقة دمشق والمنطقة الجنوبية، ولكن هل خطوط التموين للجيش السوري مقطوعة ما بين دمشق وحمص؟ لا أعتقد ذلك، وبالتالي لا أعتقد بضرورة ملحة للدخول إلى القلمون. وإذا قطعت خطوط التموين يصبح الدخول أمرا ملحا لتأمين التموين.
وفي حال دخل الجيش السوري إلى هذه المنطقة، دون أن تكون خطوط إمداده مقطوعة، فأعتقد أن الأمر سيكون مزيدا من التمدد للجيش السوري على أراضيه، ولتوجيه المزيد من الضربات للقوى المعارضة له. وتبقى الأولوية لتأمين التموين لدمشق ومحيطها والتواصل بين الساحل والمنطقة الوسطى ودمشق، وهذا قرار بيد القيادة السورية.
القصير أحدثت تحولا هاما في الصراع في سورية. ما النتائج المرتقبة لمعركة القلمون؟
قبل معركة القصير كانت الولايات المتحدة وروسيا تدعوان إلى "جنيف ٢" وتريد أميركا حكومة انتقالية والمعارضة لم تكن قد بدأت بالتفكك، فجاءت معركة القصير لتأمين الحدود اللبنانية، وحماية اللبنانيين في المنطقة، وثانيا، السيطرة على المنطقة شكل ضربة كبيرة للمعارضة لأن القصير كانت معقلا رئيسيا، وتربط منطقة شمال لبنان بالقلمون، فيتم التواصل بين الساحل اللبناني ومنطقة القصير فالقلمون وصولا إلى دمشق. عملية القصير قطعت هذا التواصل، وبنتيجتها دعت أميركا لتسليح المعارضة وتأجيل "جنيف ٢" لإعادة التوازن، لأن معركة القصير كانت ضربة غيرت بموازين القوى.
لكن الآن هناك موقف دولي شامل لدى الدول الكبرى يدعو لـ"جنيف ٢" بعد وقوف روسيا والصين وإيران في وجه الأطراف الأخرى. وأصبحت المعارضة أعجز من أن تقول أنها لن تذهب إلى "جنيف ٢"، أو أنها تريد تغيير ميزان القوى على الأرض. هذه أصبحت من الماضي، خصوصا بعد إزالة الكيماوي، فمعركة القلمون لن تغير في موازين القوى على الأرض لأن هذه الموازين قد تغيرت. يمكن الاستنتاج أن معركة القلمون هي استكمال لما أنتجته معركة القصير، لاستكمال بسط سلطة الدولة على هذه المناطق. معركة القلمون لن تغير المزيد، فالتفاهم الروسي الأميركي أكبر من القصير ومن القلمون، وأعتقد أن الوضع في سورية حسم، كما حسم الذهاب إلى "جنيف ٢" بتسوية سلمية ما بين النظام وبعض مكونات المعارضة. والمشكلة هي في مكونات المعارضة التي لا تعرف ماذا تريد.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة