دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتقد المعلق السياسي الأمريكي فريد زكريا، الذي يعد حالياً من أشهر الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالشرق الأوسط والعلاقات الدولية والسياسات الخارجية الأمريكية، في مقال رأي على مجلة "تايم"، السياسة الخارجية السعودية، معتبرا أنّ الرياض لم تعتذر عن شغل مقعدها في مجلس الأمن بسبب غضبها من الأمم المتحدة، وإنما لمخاوف أصيلة في سياستها.
وقال "قيل لنا إنّ السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالشرق الأوسط بصدد الانهيار، وإن الدليل الأفضل على ذلك هو غضب السعوديين. ودق كل ديك تشيني وجون ماكين وليندسي غراهام ناقوس الخطر بعد أن رفضت المملكة العربية السعودية شغل مقعد في مجلس الأمن. لكن ومهما كانت آراؤنا بشأن مقاربة البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط، فمن المؤكد أن آخر معيار يمكن الاعتماد عليه في تقييم السياسة الخارجية الأمريكية لن يكون أمرا آخر سوى كيفية تقبل السعوديين لها."
وأضاف: "فلو كانت هناك جائزة تمنح لأكثر دبلوماسية غير مسؤولة في العالم فإنها ستذهب بالتأكيد للملكة العربية السعودية. فهي مسؤولة أيضاً على تنامي التشدد الإسلامي وحركات مسلحة، بعد أن خرجت منها نسخة متشددة وغير متسامحة من الإسلام توصّل إليها أئمتها الوهابيون."
وذكّر فريد بكون المملكة كانت واحدة من ثلاث دول فقط كانت تعترف بنظام طالبان في أفغانستان "وأنها تلعب دورا في الهجمات الإرهابية بباكستان وكذلك في العراق وسوريا.. وأن كل ما فعلته هو أنها قاومت الإرهاب داخل أراضيها."
ومضى يقول إنّ معارضة المملكة العربية السعودية لسياسات أوباما إزاء سوريا وإيران لا تنبع من أسباب إنسانية تخدم شعبي البلدين، وإنما "تجد جذورها في العقيدة المناهضة للشيعة"، مدفوعة بمخاوف من أن أي دعم يلقاه "الشيعة" سيؤثر على الـ15 بالمائة من إجمالي سكانها ، ويعيشون للمصادفة في المنطقة التي تضمّ جزءاً مهماً من احتياطي الطاقة هناك.
كما ذكر أنّ هناك مخاوف في المملكة من امتداد الربيع العربي، وإعادة إدماج إيران في العلاقات الدولية، وكذلك احتمال إعلان واشنطن قريباً استقلالها عن نفط الشرق الأوسط.
وخلص فريد زكريا للقول إنّه من المحتمل أنه لهذه الأسباب فإنّ مخاوف الرياض من مقعد مجلس الأمن تعود لخشيتها من أن يحد ذلك المقعد من حرية التحرك، أو لأنها ستجد نفسها مضطرة للتصويت على أمور ترغب في تجاهلها، مختتماً مقالته بالقول "مهما كان السبب في اعتذار المملكة العربية السعودية عن شغل المقعد، فإنّ هناك أمراً واقعاً وهو أن "المملكة غاضبة من الولايات المتحدة. لكن هل نحن متأكدون من أن هناك علامة على كون واشنطن تقوم بأمر خاطئ؟"
وفريد زكريا هو أمريكي الجنسية مسلم من أصل ومولد هندي ويُعد حالياً من أشهر الصحافيين والإعلاميين المهتمين بالعلاقات الدولية والسياسات الخارجية الأمريكية.
ويكتب زكريا أسبوعياً صفحة ثابتة عن الشؤون الخارجية الأميريكية في نيوزويك -الطبعة الدولية- وينشر المقال بشكل نصف شهري في واشنطن بوست، وكذلك في مجلة "تايم"، كما أن له برنامجا حول الشؤون الدولية في CNN.
ولقي قرار السعودية بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن، احتجاجاً على "فشل" الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية، بحسب ما تقول الرياض، تأييداً واسعاً من قبل العديد من الدول العربية، كما أن المملكة تُعد شريكاً رئيساً في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وفق تقارير دولية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة