قال وزير الخارجية القطري خالد العطية، في حديث لصحيفة "الحياة" أنه عندما زار الرئيس اللبناني ميشال سليمان قطر طلب من أميرها أن يتدخل بالموضوع "وفعلاً وجهنا الأمير لنذهب ونرى ما هي قضية المخطوفين التسعة. وقد بحثنا وعرفنا مع من هم موجودون، وبدأنا نتصل بالخاطفين ونتفاوض معهم. وكنا نتكلم من نواح إنسانية وهم أيضاً تكلموا معنا من ناحية إنسانية وكان لديهم معتقلون لدى النظام السوري".

وعما إذا كان المخطوفون مع جماعات "دولة الشام والعراق" أو "جبهة النصرة" قال العطية: "لا، أبداً ليست لهم علاقة على الإطلاق، لا مع دولة الشام والعراق، ولا مع جبهة النصرة. هم فصيل من الثوار في منطقة أعزاز. وحزنوا حقيقة لوجود الطيارين التركيين اللذين خطفا كرهينتين. هؤلاء الثوار لديهم مشكلة مع النظام السوري وليس مع الجانب اللبناني".

وعن ما إذا كان لقطر اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد كي تتم هذه الصفقة؟ قال: "هناك أطراف عديدون في العملية. هي معادلة بسيطة جداً لا تحتاج إلى أن يتهمنا أحد بأن لدينا قنوات اتصال مع النظام السوري. فاللواء عباس إبراهيم فاوض عن الجانب اللبناني مع النظام السوري ولديه اتصال معه، ونحن تفاوضنا مع اللواء إبراهيم وأوصلنا إليه مطالب الثوار وهو بدوره أوصلها إلى النظام السوري. فكيف نتهم بالتواصل مع النظام السوري في مسالة فيها أسرى من كل الأطراف ومفاوضون عن كل الأطراف".

وعما جعل النظام السوري يوافق على ذلك قال: "هذا سؤال يجب ان يوجه الى الوسيط اللبناني، ولقد حصلنا على ضمانة هذا الوسيط بأن يقنع النظام بالإفراج عن السجينات السوريات في سجون النظام".

وعن عدم الإفراج عنهن بعد، قال: "عملية تحديد الأماكن والتجميع تأخذ وقتاً".

- وكم تستغرق من الوقت؟ أجاب: "إنشاء الله أياماً قليلة".

وعما إذا كانت قطر ضمنت للثوار الإفراج عن السجينات قال: "بناء على ضمانة الجانب اللبناني الأكيدة قمنا بتقديم هذه الضمانة لأننا كنا في وضع لا نستطيع فيه أن نتخلى عن تسلم ٩ معتقلين لبنانيين، لأن بعد أن اتصل فخامة الرئيس اللبناني بسمو الأمير الذي ضمن وجود المعتقلين التسعة، خفنا على حياتهم نظراً إلى الظروف واضطررنا لتسلمهم تلبية لوعد الأمير للرئيس سليمان والوسيط اللبناني أكد انه سيسلمنا السجينات السوريات".

وعما إذا كان يؤكد أن قطر ليست لها قناة اتصال مع النظام السوري أو أنها غيّرت سياستها، قال:"لا نعلم لماذا هذا الهجوم على قطر، لكننا نعتمد على الحقائق. فنحن مع الشعوب وثوراتها وهذا مبدأ ثابت في قطر من زمن بعيد. وليس هناك أي اتصال مع الأسد".

وعن علاقة قطر بإيران و"حزب الله" قال:"ايران دولة جارة تربطنا بها علاقات على كل المستويات. ولكننا نختلف معها في موضوع سورية. تكلمنا مع الإيرانيين وقلنا لهم إننا لا نتفق معهم في السياسة السورية. فلماذا علينا أن نعمل ما يرغب فيه الآخرون".

وعن معنى توقيع مجلس التعاون الخليجي بياناً ينتقد سياسة ايران و»حزب الله» قال: "هناك فرق بين علاقة دولة بدولة أخرى وعلاقة دولة بحزب نعتبره في قطر حزباً مقاوماً في ٢٠٠٦ وقفنا معه، لكننا لا نستطيع ان نقف مع "حزب الله" في وقت كان الشعب السوري في ٢٠٠٦ فتح أبوابه ومنازله لأهالي الحزب والآن يذهب شباب "حزب الله" ليقاتلوا هؤلاء الذين رحبوا بهم واستقبلوهم وقدموا لهم العون. فهذا غير مقبول وليس لدينا اتصال مع "حزب الله". نتمنى من الحزب أن يسحب مقاتليه من سورية وهذا قد يساعد كثيراً في مسألة الحل في سورية ويخفف الاحتقان والغليان الطائفي في المنطقة".

ورداً على سؤال إذا كان الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين سيغير علاقة قطر بـ "حزب الله" أجاب:"هذا موضوع إنساني بحت ونحن لا ننتظر أن يغيّر شيئاً في العلاقة. وأخواتنا السوريات اللواتي ما زلن في السجون هم أيضاً بشر ولهم حق علينا وعلى الضامن اللبناني أن يــسرع اليوم قبل الغد للإفراج عنهن".

وعن انعقاد "جنيف- ٢" ومشاركة المعارضة السورية، وهل حصلت دول الخليج على تطمينات أميركية بأن الإدارة الأميركية لم تتخل عن نص ومبدأ "جنيف- ١" قال: "تصريحات الحكومة الأميركية وما تقوله لنا دائماً إنها واضحة بالنسبة إلى «جنيف -٢" وإنها مبنية على المبادئ الستة لـ "جنيف- ١" . الآن السؤال ليس موقف أميركا من جنيف لأنه واضح في شأن وجود حكومة انتقالية لديها كل الصلاحيات بما في ذلك العسكرية والأمنية والرئاسية. ولكن السؤال ماذا يريد الشعب السوري. ولماذا نحمّل دائماً المعارضة السورية أخطاء المجتمع الدولي؟ كانت المعارضة مجلساً وطنياً والمجتمع الدولي تذمر من أن المجلس الوطني لا يشمل كل الأطياف السورية فانتقل إلى الائتلاف، ثم قالوا إن الائتلاف يحتاج إلى التوسيع والتنويع وقامت المعارضة بذلك، ثم قالوا إن الائتلاف لا علاقة له بالثوار على الأرض فتم تأسيس المجلس العسكري. لماذا نحمّل فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن للمعارضة السورية. نريد جواباً عن ذلك".

وعن اجتماع لندن الـ ١١ لأصدقاء سورية قال: "هو لمصلحة الثورة السورية وماذا يريد السوريون قبل اجتماع «جنيف -٢".

وعما إذا كانت المعارضة ستذهب إلى الاجتماع قال:« نحن نتفهم في قطر عدم رغبتهم في الذهاب إلى "جنيف- ٢" واستياءهم وإن كنا نشجع على الحل السياسي في سورية والذهاب إلى جنيف، لكن في جنيف شروط لم تكتمل، ليس من جانب المعارضة ولكن من جانب النظام ومن دول تدعم النظام. بمعنى أن على النظام إن يوافق على ست نقاط في "جنيف -١". لأن "جنيف -٢" مبني على "جنيف -١".

وعن الانطباع بأن الإدارة الأميركية ذاهبة إلى جنيف من دون تحديد شروط "جنيف- ٢" كما هو موقف فرنسا مثلاً قال: "لا شك في أن موقف فرنسا متقدم في ما يخص الثورة السورية ونحن نقدر ذلك. ولكن أيضاً المعلن والثابت لدينا من مناقشاتنا مع الولايات المتحدة أن "جنيف -٢" مبني على "جنيف- ١" وتحديداً النقاط الست. الآن المعارضة ليست مقتنعة بالذهاب إلى "جنيف- ٢" لأن النظام لم يصرح بقبوله بنتائج "جنيف- 1".

  • فريق ماسة
  • 2013-10-21
  • 6841
  • من الأرشيف

وزير الخارجية القطرية يستغرب الهجوم على قطر ويطالب اللواء عباس ابراهيم بالإسراع بضمانته لإخراج المعتقلات اللواتي طلبهم المسلحون السوريون

قال وزير الخارجية القطري خالد العطية، في حديث لصحيفة "الحياة" أنه عندما زار الرئيس اللبناني ميشال سليمان قطر طلب من أميرها أن يتدخل بالموضوع "وفعلاً وجهنا الأمير لنذهب ونرى ما هي قضية المخطوفين التسعة. وقد بحثنا وعرفنا مع من هم موجودون، وبدأنا نتصل بالخاطفين ونتفاوض معهم. وكنا نتكلم من نواح إنسانية وهم أيضاً تكلموا معنا من ناحية إنسانية وكان لديهم معتقلون لدى النظام السوري". وعما إذا كان المخطوفون مع جماعات "دولة الشام والعراق" أو "جبهة النصرة" قال العطية: "لا، أبداً ليست لهم علاقة على الإطلاق، لا مع دولة الشام والعراق، ولا مع جبهة النصرة. هم فصيل من الثوار في منطقة أعزاز. وحزنوا حقيقة لوجود الطيارين التركيين اللذين خطفا كرهينتين. هؤلاء الثوار لديهم مشكلة مع النظام السوري وليس مع الجانب اللبناني". وعن ما إذا كان لقطر اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد كي تتم هذه الصفقة؟ قال: "هناك أطراف عديدون في العملية. هي معادلة بسيطة جداً لا تحتاج إلى أن يتهمنا أحد بأن لدينا قنوات اتصال مع النظام السوري. فاللواء عباس إبراهيم فاوض عن الجانب اللبناني مع النظام السوري ولديه اتصال معه، ونحن تفاوضنا مع اللواء إبراهيم وأوصلنا إليه مطالب الثوار وهو بدوره أوصلها إلى النظام السوري. فكيف نتهم بالتواصل مع النظام السوري في مسالة فيها أسرى من كل الأطراف ومفاوضون عن كل الأطراف". وعما جعل النظام السوري يوافق على ذلك قال: "هذا سؤال يجب ان يوجه الى الوسيط اللبناني، ولقد حصلنا على ضمانة هذا الوسيط بأن يقنع النظام بالإفراج عن السجينات السوريات في سجون النظام". وعن عدم الإفراج عنهن بعد، قال: "عملية تحديد الأماكن والتجميع تأخذ وقتاً". - وكم تستغرق من الوقت؟ أجاب: "إنشاء الله أياماً قليلة". وعما إذا كانت قطر ضمنت للثوار الإفراج عن السجينات قال: "بناء على ضمانة الجانب اللبناني الأكيدة قمنا بتقديم هذه الضمانة لأننا كنا في وضع لا نستطيع فيه أن نتخلى عن تسلم ٩ معتقلين لبنانيين، لأن بعد أن اتصل فخامة الرئيس اللبناني بسمو الأمير الذي ضمن وجود المعتقلين التسعة، خفنا على حياتهم نظراً إلى الظروف واضطررنا لتسلمهم تلبية لوعد الأمير للرئيس سليمان والوسيط اللبناني أكد انه سيسلمنا السجينات السوريات". وعما إذا كان يؤكد أن قطر ليست لها قناة اتصال مع النظام السوري أو أنها غيّرت سياستها، قال:"لا نعلم لماذا هذا الهجوم على قطر، لكننا نعتمد على الحقائق. فنحن مع الشعوب وثوراتها وهذا مبدأ ثابت في قطر من زمن بعيد. وليس هناك أي اتصال مع الأسد". وعن علاقة قطر بإيران و"حزب الله" قال:"ايران دولة جارة تربطنا بها علاقات على كل المستويات. ولكننا نختلف معها في موضوع سورية. تكلمنا مع الإيرانيين وقلنا لهم إننا لا نتفق معهم في السياسة السورية. فلماذا علينا أن نعمل ما يرغب فيه الآخرون". وعن معنى توقيع مجلس التعاون الخليجي بياناً ينتقد سياسة ايران و»حزب الله» قال: "هناك فرق بين علاقة دولة بدولة أخرى وعلاقة دولة بحزب نعتبره في قطر حزباً مقاوماً في ٢٠٠٦ وقفنا معه، لكننا لا نستطيع ان نقف مع "حزب الله" في وقت كان الشعب السوري في ٢٠٠٦ فتح أبوابه ومنازله لأهالي الحزب والآن يذهب شباب "حزب الله" ليقاتلوا هؤلاء الذين رحبوا بهم واستقبلوهم وقدموا لهم العون. فهذا غير مقبول وليس لدينا اتصال مع "حزب الله". نتمنى من الحزب أن يسحب مقاتليه من سورية وهذا قد يساعد كثيراً في مسألة الحل في سورية ويخفف الاحتقان والغليان الطائفي في المنطقة". ورداً على سؤال إذا كان الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين سيغير علاقة قطر بـ "حزب الله" أجاب:"هذا موضوع إنساني بحت ونحن لا ننتظر أن يغيّر شيئاً في العلاقة. وأخواتنا السوريات اللواتي ما زلن في السجون هم أيضاً بشر ولهم حق علينا وعلى الضامن اللبناني أن يــسرع اليوم قبل الغد للإفراج عنهن". وعن انعقاد "جنيف- ٢" ومشاركة المعارضة السورية، وهل حصلت دول الخليج على تطمينات أميركية بأن الإدارة الأميركية لم تتخل عن نص ومبدأ "جنيف- ١" قال: "تصريحات الحكومة الأميركية وما تقوله لنا دائماً إنها واضحة بالنسبة إلى «جنيف -٢" وإنها مبنية على المبادئ الستة لـ "جنيف- ١" . الآن السؤال ليس موقف أميركا من جنيف لأنه واضح في شأن وجود حكومة انتقالية لديها كل الصلاحيات بما في ذلك العسكرية والأمنية والرئاسية. ولكن السؤال ماذا يريد الشعب السوري. ولماذا نحمّل دائماً المعارضة السورية أخطاء المجتمع الدولي؟ كانت المعارضة مجلساً وطنياً والمجتمع الدولي تذمر من أن المجلس الوطني لا يشمل كل الأطياف السورية فانتقل إلى الائتلاف، ثم قالوا إن الائتلاف يحتاج إلى التوسيع والتنويع وقامت المعارضة بذلك، ثم قالوا إن الائتلاف لا علاقة له بالثوار على الأرض فتم تأسيس المجلس العسكري. لماذا نحمّل فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن للمعارضة السورية. نريد جواباً عن ذلك". وعن اجتماع لندن الـ ١١ لأصدقاء سورية قال: "هو لمصلحة الثورة السورية وماذا يريد السوريون قبل اجتماع «جنيف -٢". وعما إذا كانت المعارضة ستذهب إلى الاجتماع قال:« نحن نتفهم في قطر عدم رغبتهم في الذهاب إلى "جنيف- ٢" واستياءهم وإن كنا نشجع على الحل السياسي في سورية والذهاب إلى جنيف، لكن في جنيف شروط لم تكتمل، ليس من جانب المعارضة ولكن من جانب النظام ومن دول تدعم النظام. بمعنى أن على النظام إن يوافق على ست نقاط في "جنيف -١". لأن "جنيف -٢" مبني على "جنيف -١". وعن الانطباع بأن الإدارة الأميركية ذاهبة إلى جنيف من دون تحديد شروط "جنيف- ٢" كما هو موقف فرنسا مثلاً قال: "لا شك في أن موقف فرنسا متقدم في ما يخص الثورة السورية ونحن نقدر ذلك. ولكن أيضاً المعلن والثابت لدينا من مناقشاتنا مع الولايات المتحدة أن "جنيف -٢" مبني على "جنيف- ١" وتحديداً النقاط الست. الآن المعارضة ليست مقتنعة بالذهاب إلى "جنيف- ٢" لأن النظام لم يصرح بقبوله بنتائج "جنيف- 1".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة