تناولت بعض الصحف البريطانية والأميركية بالنقد والتحليل ما وصفته بانتهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق بعد سبع سنين، وأشارت إلى أجواء الترقب والخوف والحذر التي يعيشها أبناء الرافدين، في ظل ما وصفته بأزمة الانقسام السياسي واحتمالات انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

فقد انتقد الكاتب البريطاني روبرت فيسك الطريقة التي تغادر بها القوات الأميركية العراق بعد سبع سنين من غزوها البلاد تاركة ميراثا مريرا في بلاد الرافدين ربما من شأنه دفعها للانزلاق في الفوضى والتعذيب والفساد، بل والاقتتال والحرب الأهلية.

وأشار فيسك في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى أنه بينما غادرت آخر القوات الأميركية المقاتلة العراق إلى قواعد في الكويت، فإن أعدادا من القوات الأميركية تقرب من خمسين ألفا ستبقى متمركزة في العراق، وأن تلك القوات ستتعرض للهجمات.

وقال إنه عندما يتم غزو البلدان فعادة ما يشار إلى أول جندي وصل البلاد المحتلة وآخر جندي غادرها، موضحا أن أول من وصل إلى ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية بغداد عام 2003 من القوات الأميركية الغازية كان العريف بالفرقة الرابعة لمشاة البحرية الأميركية ديفد بريز.

وأشار فيسك إلى أنه قدم هاتفه النقال إلى العسكري بريز الذي بدوره اتصل مع والدته في ميتشيغان وأخبرها أن تطمئن لكون الحرب ستنتهي خلال الأيام القلية القادمة وأنه عائد إلى بلاده.

وبينما انتقد الكاتب عبارات قال إنه طالما سمعها تتمثل في كون "الحرب انتهت"، أشار إلى أن الذين رددوا تلك العبارات ربما لم يضعوا في حسبانهم أن عملية وصفها بالانتحارية نفذها ضابط شرطة كانت في استقبال الغزاة، وأن عملية انتحارية أخرى نفذتها سيدتان عراقيتان تلتا العملية الأولى وأن العمليات الانتخارية توالت في العراق إلى أن وقع منها مئات العمليات، مضيفا أن العراق ينتظر المزيد من العمليات في الأيام القادمة.

ويشير فيسك إلى ما وصفها ببعض التصرفات غير المسؤولة التي صدرت عن بعض المراهقين من ضمن القوات الأميركية أثناء انسحابهم وتوجههم إلى قواعدهم في الكويت عندما هتف بعض من وصفهم بـ"الصبية" بالقول "لقد انتصرنا"، مضيفا أن أولئك الجنود الصغار لم يدركوا أنهم تركوا وراءهم خمسين ألف عسكري آخر ينتظرهم مزيد من الهجمات.

ويقول الكاتب إن القوات الأميركية المقاتلة انسحبت من العراق بعد أن نشرت "الطاعون" في بلاد الرافدين، موضحا أن الأميركيين كانوا السبب في حضور تنظيم القاعدة و"فصائل مسلحة أخرى" إلى العراق وبعض الدول المجاورة.

وأضاف أن الأميركيين زادوا معدل الفساد بين العراقيين وأنهم مارسوا التعذيب بأيديهم ضد العراقيين داخل السجون المختلفة مثل أبو غريب وغيره من السجون السيئة السمعة.

من جانبها قالت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية إنه لا مظاهر للابتهاج والفرحة ولا احتفالات في العراق في ظل انتهاء ما وصفتها بالمهمة القتالية للقوات الأميركية.

وأوضحت أن العراقيين يتوجسون خيفة مما قد تحمله إليهم الأيام القادمة في أعقاب انسحاب القوات الأميركية في ظل ما تعانيه بلاد الرافدين من انقسام سياسي وتزايد معدل العنف في البلاد.

ومضت الصحيفة بالقول إنه بينما رقص العراقيون فرحا وابتهاجا في الشوارع العام الماضي إثر انسحاب القوات الأميركية من بعض المدن، لم يحركوا ساكنا ولم يعبروا عن أي فرحة إزاء انسحاب آخر القوات الأميركية من بلادهم البارحة.

وقالت إن أجواء الخوف والقلق والترقب تسود في البلاد وإن الأوضاع فيها تزداد سوءا يوما بعد آخر، وأضافت أن السياسيين العراقيين هم من يشعلون التوتر، وسط المخاوف من اندلاع اقتتال ومواجهات في الشوارع على الأرض.

من جانبها، قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن القوات القتالية الأميركية تنسحب من بلاد الرافدين دون أن تنهي المهمة، وإن الحرب على العراق لم تؤد أهدافها وهي تترك البلاد في حال هشة وكأنها على فوهة بركان.

وبينما أعرب خبراء عراقيون عن قلقهم إزاء التوقيت الذي ينسحب فيه الأميركيون، يقول مسؤولون في الخارجية الأميركية إن ما وصفوه بالمشروع العراقي جاهز للتحول إلى علاقات دبلوماسية تقليدية بين البلدين.

وركزت ساينس مونيتور على الأرقام، قائلة إن آخر فرقة عسكرية غادرت العراق الخميس 19 أغسطس/آب 2010 بعد أن أنفقت الولايات المتحدة في الحرب أكثر من 751 مليار دولار وتكبدت 4415 قتيلا

أما صحيفة نيويورك تايمز فتحدثت إلى جنود أميركيين قالوا إن مهمتهم في العراق لم تنته بعد، وإن الغزو ربما يكون ترك خلفه ديمقراطية ناشئة لكنها ممزوجة بالغموض وبالخشية إزاء المصير المجهول المرتقب في العراق.
  • فريق ماسة
  • 2010-08-20
  • 9214
  • من الأرشيف

أميركا تركت إرثا ثقيلا في العراق

تناولت بعض الصحف البريطانية والأميركية بالنقد والتحليل ما وصفته بانتهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق بعد سبع سنين، وأشارت إلى أجواء الترقب والخوف والحذر التي يعيشها أبناء الرافدين، في ظل ما وصفته بأزمة الانقسام السياسي واحتمالات انزلاق البلاد إلى حرب أهلية. فقد انتقد الكاتب البريطاني روبرت فيسك الطريقة التي تغادر بها القوات الأميركية العراق بعد سبع سنين من غزوها البلاد تاركة ميراثا مريرا في بلاد الرافدين ربما من شأنه دفعها للانزلاق في الفوضى والتعذيب والفساد، بل والاقتتال والحرب الأهلية. وأشار فيسك في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى أنه بينما غادرت آخر القوات الأميركية المقاتلة العراق إلى قواعد في الكويت، فإن أعدادا من القوات الأميركية تقرب من خمسين ألفا ستبقى متمركزة في العراق، وأن تلك القوات ستتعرض للهجمات. وقال إنه عندما يتم غزو البلدان فعادة ما يشار إلى أول جندي وصل البلاد المحتلة وآخر جندي غادرها، موضحا أن أول من وصل إلى ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية بغداد عام 2003 من القوات الأميركية الغازية كان العريف بالفرقة الرابعة لمشاة البحرية الأميركية ديفد بريز. وأشار فيسك إلى أنه قدم هاتفه النقال إلى العسكري بريز الذي بدوره اتصل مع والدته في ميتشيغان وأخبرها أن تطمئن لكون الحرب ستنتهي خلال الأيام القلية القادمة وأنه عائد إلى بلاده. وبينما انتقد الكاتب عبارات قال إنه طالما سمعها تتمثل في كون "الحرب انتهت"، أشار إلى أن الذين رددوا تلك العبارات ربما لم يضعوا في حسبانهم أن عملية وصفها بالانتحارية نفذها ضابط شرطة كانت في استقبال الغزاة، وأن عملية انتحارية أخرى نفذتها سيدتان عراقيتان تلتا العملية الأولى وأن العمليات الانتخارية توالت في العراق إلى أن وقع منها مئات العمليات، مضيفا أن العراق ينتظر المزيد من العمليات في الأيام القادمة. ويشير فيسك إلى ما وصفها ببعض التصرفات غير المسؤولة التي صدرت عن بعض المراهقين من ضمن القوات الأميركية أثناء انسحابهم وتوجههم إلى قواعدهم في الكويت عندما هتف بعض من وصفهم بـ"الصبية" بالقول "لقد انتصرنا"، مضيفا أن أولئك الجنود الصغار لم يدركوا أنهم تركوا وراءهم خمسين ألف عسكري آخر ينتظرهم مزيد من الهجمات. ويقول الكاتب إن القوات الأميركية المقاتلة انسحبت من العراق بعد أن نشرت "الطاعون" في بلاد الرافدين، موضحا أن الأميركيين كانوا السبب في حضور تنظيم القاعدة و"فصائل مسلحة أخرى" إلى العراق وبعض الدول المجاورة. وأضاف أن الأميركيين زادوا معدل الفساد بين العراقيين وأنهم مارسوا التعذيب بأيديهم ضد العراقيين داخل السجون المختلفة مثل أبو غريب وغيره من السجون السيئة السمعة. من جانبها قالت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية إنه لا مظاهر للابتهاج والفرحة ولا احتفالات في العراق في ظل انتهاء ما وصفتها بالمهمة القتالية للقوات الأميركية. وأوضحت أن العراقيين يتوجسون خيفة مما قد تحمله إليهم الأيام القادمة في أعقاب انسحاب القوات الأميركية في ظل ما تعانيه بلاد الرافدين من انقسام سياسي وتزايد معدل العنف في البلاد. ومضت الصحيفة بالقول إنه بينما رقص العراقيون فرحا وابتهاجا في الشوارع العام الماضي إثر انسحاب القوات الأميركية من بعض المدن، لم يحركوا ساكنا ولم يعبروا عن أي فرحة إزاء انسحاب آخر القوات الأميركية من بلادهم البارحة. وقالت إن أجواء الخوف والقلق والترقب تسود في البلاد وإن الأوضاع فيها تزداد سوءا يوما بعد آخر، وأضافت أن السياسيين العراقيين هم من يشعلون التوتر، وسط المخاوف من اندلاع اقتتال ومواجهات في الشوارع على الأرض. من جانبها، قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن القوات القتالية الأميركية تنسحب من بلاد الرافدين دون أن تنهي المهمة، وإن الحرب على العراق لم تؤد أهدافها وهي تترك البلاد في حال هشة وكأنها على فوهة بركان. وبينما أعرب خبراء عراقيون عن قلقهم إزاء التوقيت الذي ينسحب فيه الأميركيون، يقول مسؤولون في الخارجية الأميركية إن ما وصفوه بالمشروع العراقي جاهز للتحول إلى علاقات دبلوماسية تقليدية بين البلدين. وركزت ساينس مونيتور على الأرقام، قائلة إن آخر فرقة عسكرية غادرت العراق الخميس 19 أغسطس/آب 2010 بعد أن أنفقت الولايات المتحدة في الحرب أكثر من 751 مليار دولار وتكبدت 4415 قتيلا أما صحيفة نيويورك تايمز فتحدثت إلى جنود أميركيين قالوا إن مهمتهم في العراق لم تنته بعد، وإن الغزو ربما يكون ترك خلفه ديمقراطية ناشئة لكنها ممزوجة بالغموض وبالخشية إزاء المصير المجهول المرتقب في العراق.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة