إن الأمم لا تتطور ولا تحرز تقدماً حقيقياً يشمل كل نواحي الحياة إلا بالاهتمام البالغ والدائم بقطاع التربية والتعليم .

إن كثيراً من الأحداث التي أصابت وطننا الغالي كان من أسبابها الرئيسية الخلل الموجود في قطاع التربية والتعليم إعداداً ومضموناً وتنفيذاً .

أما مراقبة أداء المناهج فقد كانت قاصرة عن إعداد الأجيال إعداداً تاماً وبّناءً وطنياً وقومياً واجتماعياً وأخلاقياً يستطيع أن يدرك دورها في حماية الوطن وتطويره.

وما انسياق عدد غير يسير من أبناء هذا الوطن إلى الموقع الخاطئ وغير الواعي ليكون أداة طيعة بيد غرباء عن الوطن يعملون على تفتيته وتدميره وهدم كل قيمه الإنسانية والأخلاقية والثقافية والقانونية وبناه التحتية إلا نتيجة الخلل في المسار التربوي والتعليمي .

هذا الانسياق الأعمى هو نتيجة إعداد غير متكامل وغير مدروس وأداء مضطرب وغير مراقب مما أفرز نتائج قاصرة عما يحتاجه وطننا الغالي من شبابه حيث أصبحوا يخدعون بمعسول الكلام وبشعارات براقة جوفاء سواء كانوا على بينة من ذلك أو لا .

وهذا يثبت بأن الإعداد السليم و الممنهج والمخطط له جيداً إضافة إلى مراقبة التنفيذ ومعرفة النتائج ووضع الخطط اللازمة لمعالجة مواقع الخلل والتقصير كانت مفقودة في بعض الأحيان وناقصة وغير مكتملة أحياناً أخرى.

وقليلاً ما كان يتم التطرق إعلامياً بموضوعية إلى تلك المواقع السلبية والتي تشكل خطراً في بعض الأحيان على الوطن والأجيال ويكتفى بمقابلات مسبقة الإعداد والمضمون تهدف إلى تبييض الأعمال وتجاهل مواقع الخلل الحقيقية .

ومن هنا لابد من وقفة واعية تحدد الخلل وتضع الحلول الناجعة على مستوى الوطن وبما يتلاءم مع تطلعات الشعب بفئاته كافة ولايمكن أن يتم ذلك بتشكيل مجلس وطني أعلى للتربية والتعليم ( أسوة بالمجلس الوطني للإعلام )

تشارك فيه السلطة التنفيذية " وزارة التربية والثقافة والإعلام والأوقاف " والسلطة التشريعية ولجانها المختصة بالتربية والسلطة القضائية التي تراقب الكتب والقرارات الوزارية ومدى مطابقتها للقوانين والأنظمة المرعية .

هذا المجلس بكافة أعضائه هو الذي يضع الخطوط العامة  حسب احتياجات أبناء الوطن بما يتعلق بالمناهج ومضمونها وكيفية تحقيقها ومتابعة وزارة التربية بالعمل على تنفيذها .

أما حين يكون السيد وزير التربية ومعاونوه سواء كانوا مختصين أم لا . وحدهم هم المخططون والمنفذون والمراقبون والقيّمون لكل أداء فالأمور لن تبقى في مصلحة الوطن ولا مصلحة أبنائه على المدى المنظور ولا على المدى البعيد .

فمتى يكون قطاع التربية حصناً منيعاً وفاعلاً لبناء الأجيال بناءً سليماً وللحفاظ على الوطن ومستقبل الأمة وتاريخها وثقافتها ورسالتها الحضارية .

  • فريق ماسة
  • 2013-09-18
  • 12417
  • من الأرشيف

أجيالنا هل أخذت حقها في مجالي التربية و التعليم .. بقلم غازي غنوم

إن الأمم لا تتطور ولا تحرز تقدماً حقيقياً يشمل كل نواحي الحياة إلا بالاهتمام البالغ والدائم بقطاع التربية والتعليم . إن كثيراً من الأحداث التي أصابت وطننا الغالي كان من أسبابها الرئيسية الخلل الموجود في قطاع التربية والتعليم إعداداً ومضموناً وتنفيذاً . أما مراقبة أداء المناهج فقد كانت قاصرة عن إعداد الأجيال إعداداً تاماً وبّناءً وطنياً وقومياً واجتماعياً وأخلاقياً يستطيع أن يدرك دورها في حماية الوطن وتطويره. وما انسياق عدد غير يسير من أبناء هذا الوطن إلى الموقع الخاطئ وغير الواعي ليكون أداة طيعة بيد غرباء عن الوطن يعملون على تفتيته وتدميره وهدم كل قيمه الإنسانية والأخلاقية والثقافية والقانونية وبناه التحتية إلا نتيجة الخلل في المسار التربوي والتعليمي . هذا الانسياق الأعمى هو نتيجة إعداد غير متكامل وغير مدروس وأداء مضطرب وغير مراقب مما أفرز نتائج قاصرة عما يحتاجه وطننا الغالي من شبابه حيث أصبحوا يخدعون بمعسول الكلام وبشعارات براقة جوفاء سواء كانوا على بينة من ذلك أو لا . وهذا يثبت بأن الإعداد السليم و الممنهج والمخطط له جيداً إضافة إلى مراقبة التنفيذ ومعرفة النتائج ووضع الخطط اللازمة لمعالجة مواقع الخلل والتقصير كانت مفقودة في بعض الأحيان وناقصة وغير مكتملة أحياناً أخرى. وقليلاً ما كان يتم التطرق إعلامياً بموضوعية إلى تلك المواقع السلبية والتي تشكل خطراً في بعض الأحيان على الوطن والأجيال ويكتفى بمقابلات مسبقة الإعداد والمضمون تهدف إلى تبييض الأعمال وتجاهل مواقع الخلل الحقيقية . ومن هنا لابد من وقفة واعية تحدد الخلل وتضع الحلول الناجعة على مستوى الوطن وبما يتلاءم مع تطلعات الشعب بفئاته كافة ولايمكن أن يتم ذلك بتشكيل مجلس وطني أعلى للتربية والتعليم ( أسوة بالمجلس الوطني للإعلام ) تشارك فيه السلطة التنفيذية " وزارة التربية والثقافة والإعلام والأوقاف " والسلطة التشريعية ولجانها المختصة بالتربية والسلطة القضائية التي تراقب الكتب والقرارات الوزارية ومدى مطابقتها للقوانين والأنظمة المرعية . هذا المجلس بكافة أعضائه هو الذي يضع الخطوط العامة  حسب احتياجات أبناء الوطن بما يتعلق بالمناهج ومضمونها وكيفية تحقيقها ومتابعة وزارة التربية بالعمل على تنفيذها . أما حين يكون السيد وزير التربية ومعاونوه سواء كانوا مختصين أم لا . وحدهم هم المخططون والمنفذون والمراقبون والقيّمون لكل أداء فالأمور لن تبقى في مصلحة الوطن ولا مصلحة أبنائه على المدى المنظور ولا على المدى البعيد . فمتى يكون قطاع التربية حصناً منيعاً وفاعلاً لبناء الأجيال بناءً سليماً وللحفاظ على الوطن ومستقبل الأمة وتاريخها وثقافتها ورسالتها الحضارية .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة