اختتمت أمس قمة «مجموعة العشرين» في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، من دون أن يتمكن المجتمعون من ترطيب أجواء الشمال الروسي وتوحيد الأصوات حول الأزمة السورية. إلا أن الأزمة السورية، لم تمنع المشاركين من تحقيق تفاهمات حول قضايا اقتصادية كبرى عدة. وأعلنت المجموعة التي تضم الدول الصناعية والدول الناشئة الرئيسية في بيان ختامي عزمها ضم الدول الناشئة إلى الميثاق الدولي حول تبادل المعلومات بخصوص دافعي الضرائب، على الرغم من اعترافها بأن مشاركة تلك الدول تشكل تحديات لوجستية بالنسبة للدول الأشد فقراً. كما اتفق المجتمعون على ضرورة مكافحة الفساد وغيرها من الأمور التي لا شك في أنها تصب في مصلحة أي دولة كان، سواء نامية أو في طور النمو أو البعيدة عن النمو وحذرت من أن «الانتعاش ضعيف جداً والمخاطر لا تزال قائمة، ولا سيما تلك المرتبطة بالنمو البطيء في اقتصادات الدول الناشئة الذي يعكس تأثير تقلبات تدفق الرساميل والظروف المالية الأكثر صعوبة وتقلب أسعار المواد الأولية».

ونجحت القمة في تنظيم لقاء مع ممثلين من عالم الأعمال ومن النقابات، حيث اقترح النقابيون على قادة بلدان «مجموعة العشرين» إعداد مخطط شامل يقضي بخلق أماكن عمل جديدة، وبفرض ضريبة عالمية على العمليات المالية.

أوباما يتمسّك بضرب سورية وبوتين بمساعدتها هولاند لا يتحرّك عسكرياً قبل تقرير المفتشين أخفق الرئيسان الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، اللذان عقدا اجتماعاً ثنائياً استمر 20 دقيقة على هامش قمة دول مجموعة العشرين في مدينة بطرسبرج الروسية، في التوصل إلى تفاهم على الأزمة السورية. ورفض اوباما الرضوخ لضغوط تعرض لها للتخلي عن عزمه على توجيه ضربة عسكرية إلى سورية رداً على تقارير تحدثت عن استخدامها سلاح كيميائي في ريف دمشق في 21 آب الماضي، بينما ذكر بوتين بان استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة محظور في القانون الدولي من دون تفويض من مجلس الأمن، وقال إن روسيا ستساعد سورية إذا تعرضت لضربة عسكرية، وقت كانت البحرية الروسية ترسل سفينة إنزال إلى المياه المقابلة للسواحل السورية.

ومع مضي اوباما في حشد التأييد في الكونغرس لمشروع قانون يتيح له توجيه ضربة عسكرية، برز موقف جديد للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المؤيد للعمل العسكري، إذ أعلن انه سينتظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة عن الهجوم الكيميائي، قبل توجيه أي ضربة إلى النظام السوري، مؤكداً أن فرنسا لن تهاجم إلاّ أهدافا عسكرية.

ولم يصدر عن قمة العشرين بيان مشترك عن سورية عقب نقاش جماعي محتدم في شأن الحرب السورية خلال مأدبة عشاء مساء الخميس. لكن 11 دولة في المجموعة بينها الولايات المتحدة دعت في بيان إلى "رد دولي قوي" في سورية، مؤكدة أن مؤشرات تدل "بوضوح" على مسؤولية نظام الرئيس بشار الأسد عن هجوم كيميائي في 21 آب، من دون التطرق تحديدا إلى عمل عسكري. وأقر اوباما، الذي يسعى إلى الحصول على دعم الكونغرس لتدخل عسكري في سورية، بان المهمة ليست سهلة وأعلن انه سيتحدث إلى الأميركيين الثلاثاء عن هذا الموضوع. وسيبدأ الكونغرس الاثنين، يوم عودته من عطلته، مناقشة طلب اوباما الذي قال: "انتخبت لوضع حد للحروب لا لبدئها"، لكن العالم لا يمكنه أن "يبقى متفرجا" اثر الهجوم الكيميائي. وأعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور أن الأسد لم يستخدم سوى جزء ضئيل من مخزونه من الأسلحة الكيميائية. وقالت:"استنفدنا بدائل" العمل العسكري ضد سورية. وأضافت أن الأسد لا بد أن يكون عول على حقيقة كون روسيا ستدعمه في الخلاف على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية وإنه لمن السذاجة الظن أن روسيا ستغير موقفها.

"اليوم التالي" وفي نيويورك ، كشف ديبلوماسيون في الأمم المتحدة لـ"النهار" أنه على رغم "النبرة العالية" التي يتحدث بها المسؤولون الأميركيون عن توجيه ضربة عسكرية تأديبية إلى سورية، يعد أعضاء بارزون في مجلس الأمن "خطط طوارئ" للتعامل مع الأزمة "في اليوم التالي" لأي عملية أميركية ضد النظام السوري. وإذ استبعد ديبلوماسي غربي "حصول أي اختراق في الوقت الحاضر"، شكك في أن يعقد مجلس الأمن "أي جلسة الآن للنظر في الأزمة نظراً إلى تباعد المواقف". وأكد أن "الأنظار تتجه إلى التصويت المتوقع في الكونغرس الأميركي على طلب أوباما توجيه ضربة محدودة إلى النظام السوري". ورجح أن يدعى مجلس الأمن إلى "جلسات طارئة بغية فتح الطريق أمام العملية السياسية التي يتطلع إليها الجميع والمتمثلة في الاستعدادات المنجزة منذ الآن لعقد مؤتمر جنيف - 2". واستبعد ديبلوماسي آخر أن "يتورط حزب الله أو إسرائيل في ما قد يحصل، إلا في نطاق محدود، نظراً إلى أن الجميع يدركون العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن ذلك".

اللاجئون في لبنان ورداً على سؤال لـ"النهار"، أوضح نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز أن "في لبنان سوريين موجودين منذ سنوات... كعمال مهاجرين"، وأن الحكومة اللبنانية "تقدر أن هناك ما بين 1.2 و1.5 مليون من السوريين، بينهم اللاجئون، فضلاً عن أكثر من 250 ألف لاجئ فلسطيني". واعتبر أن عدد اللاجئين والعمال الأجانب في لبنان "هائل ولديهم أثر هائل على الاقتصاد" اللبناني. وتعني هذه الأرقام أن ربع سكان لبنان صاروا من اللاجئين.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-06
  • 9495
  • من الأرشيف

قمة سان بطرسبرغ: تفاهمات اقتصادية

اختتمت أمس قمة «مجموعة العشرين» في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، من دون أن يتمكن المجتمعون من ترطيب أجواء الشمال الروسي وتوحيد الأصوات حول الأزمة السورية. إلا أن الأزمة السورية، لم تمنع المشاركين من تحقيق تفاهمات حول قضايا اقتصادية كبرى عدة. وأعلنت المجموعة التي تضم الدول الصناعية والدول الناشئة الرئيسية في بيان ختامي عزمها ضم الدول الناشئة إلى الميثاق الدولي حول تبادل المعلومات بخصوص دافعي الضرائب، على الرغم من اعترافها بأن مشاركة تلك الدول تشكل تحديات لوجستية بالنسبة للدول الأشد فقراً. كما اتفق المجتمعون على ضرورة مكافحة الفساد وغيرها من الأمور التي لا شك في أنها تصب في مصلحة أي دولة كان، سواء نامية أو في طور النمو أو البعيدة عن النمو وحذرت من أن «الانتعاش ضعيف جداً والمخاطر لا تزال قائمة، ولا سيما تلك المرتبطة بالنمو البطيء في اقتصادات الدول الناشئة الذي يعكس تأثير تقلبات تدفق الرساميل والظروف المالية الأكثر صعوبة وتقلب أسعار المواد الأولية». ونجحت القمة في تنظيم لقاء مع ممثلين من عالم الأعمال ومن النقابات، حيث اقترح النقابيون على قادة بلدان «مجموعة العشرين» إعداد مخطط شامل يقضي بخلق أماكن عمل جديدة، وبفرض ضريبة عالمية على العمليات المالية. أوباما يتمسّك بضرب سورية وبوتين بمساعدتها هولاند لا يتحرّك عسكرياً قبل تقرير المفتشين أخفق الرئيسان الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، اللذان عقدا اجتماعاً ثنائياً استمر 20 دقيقة على هامش قمة دول مجموعة العشرين في مدينة بطرسبرج الروسية، في التوصل إلى تفاهم على الأزمة السورية. ورفض اوباما الرضوخ لضغوط تعرض لها للتخلي عن عزمه على توجيه ضربة عسكرية إلى سورية رداً على تقارير تحدثت عن استخدامها سلاح كيميائي في ريف دمشق في 21 آب الماضي، بينما ذكر بوتين بان استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة محظور في القانون الدولي من دون تفويض من مجلس الأمن، وقال إن روسيا ستساعد سورية إذا تعرضت لضربة عسكرية، وقت كانت البحرية الروسية ترسل سفينة إنزال إلى المياه المقابلة للسواحل السورية. ومع مضي اوباما في حشد التأييد في الكونغرس لمشروع قانون يتيح له توجيه ضربة عسكرية، برز موقف جديد للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المؤيد للعمل العسكري، إذ أعلن انه سينتظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة عن الهجوم الكيميائي، قبل توجيه أي ضربة إلى النظام السوري، مؤكداً أن فرنسا لن تهاجم إلاّ أهدافا عسكرية. ولم يصدر عن قمة العشرين بيان مشترك عن سورية عقب نقاش جماعي محتدم في شأن الحرب السورية خلال مأدبة عشاء مساء الخميس. لكن 11 دولة في المجموعة بينها الولايات المتحدة دعت في بيان إلى "رد دولي قوي" في سورية، مؤكدة أن مؤشرات تدل "بوضوح" على مسؤولية نظام الرئيس بشار الأسد عن هجوم كيميائي في 21 آب، من دون التطرق تحديدا إلى عمل عسكري. وأقر اوباما، الذي يسعى إلى الحصول على دعم الكونغرس لتدخل عسكري في سورية، بان المهمة ليست سهلة وأعلن انه سيتحدث إلى الأميركيين الثلاثاء عن هذا الموضوع. وسيبدأ الكونغرس الاثنين، يوم عودته من عطلته، مناقشة طلب اوباما الذي قال: "انتخبت لوضع حد للحروب لا لبدئها"، لكن العالم لا يمكنه أن "يبقى متفرجا" اثر الهجوم الكيميائي. وأعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور أن الأسد لم يستخدم سوى جزء ضئيل من مخزونه من الأسلحة الكيميائية. وقالت:"استنفدنا بدائل" العمل العسكري ضد سورية. وأضافت أن الأسد لا بد أن يكون عول على حقيقة كون روسيا ستدعمه في الخلاف على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية وإنه لمن السذاجة الظن أن روسيا ستغير موقفها. "اليوم التالي" وفي نيويورك ، كشف ديبلوماسيون في الأمم المتحدة لـ"النهار" أنه على رغم "النبرة العالية" التي يتحدث بها المسؤولون الأميركيون عن توجيه ضربة عسكرية تأديبية إلى سورية، يعد أعضاء بارزون في مجلس الأمن "خطط طوارئ" للتعامل مع الأزمة "في اليوم التالي" لأي عملية أميركية ضد النظام السوري. وإذ استبعد ديبلوماسي غربي "حصول أي اختراق في الوقت الحاضر"، شكك في أن يعقد مجلس الأمن "أي جلسة الآن للنظر في الأزمة نظراً إلى تباعد المواقف". وأكد أن "الأنظار تتجه إلى التصويت المتوقع في الكونغرس الأميركي على طلب أوباما توجيه ضربة محدودة إلى النظام السوري". ورجح أن يدعى مجلس الأمن إلى "جلسات طارئة بغية فتح الطريق أمام العملية السياسية التي يتطلع إليها الجميع والمتمثلة في الاستعدادات المنجزة منذ الآن لعقد مؤتمر جنيف - 2". واستبعد ديبلوماسي آخر أن "يتورط حزب الله أو إسرائيل في ما قد يحصل، إلا في نطاق محدود، نظراً إلى أن الجميع يدركون العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن ذلك". اللاجئون في لبنان ورداً على سؤال لـ"النهار"، أوضح نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز أن "في لبنان سوريين موجودين منذ سنوات... كعمال مهاجرين"، وأن الحكومة اللبنانية "تقدر أن هناك ما بين 1.2 و1.5 مليون من السوريين، بينهم اللاجئون، فضلاً عن أكثر من 250 ألف لاجئ فلسطيني". واعتبر أن عدد اللاجئين والعمال الأجانب في لبنان "هائل ولديهم أثر هائل على الاقتصاد" اللبناني. وتعني هذه الأرقام أن ربع سكان لبنان صاروا من اللاجئين.

المصدر : النهار/ ريما ميتا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة