الانجازات التي يحققها الجيش السوري على عدة محاور في حمص وريف ادلب، تأتي بالتزامن مع استمرار الجيش السوري بفرض الطوق الامني حول الغوطة الشرقية، التي شهدت اعنف المعارك في منطقة المطاحن بالقرب من الغزلانية بريف دمشق.

ما حدث في معركة المطاحن ارخى بظلاله على معنويات المجموعات المسلحة، بعد ما حققه الجيش السوري من خلال ضربة خاطفة سريعة، والخطة المحكمة التي نفذت بدون خطأ واحد.

منطقة المطاحن تعتبر من اهم النقاط الاستراتيجية، ونقطة تمركز وسيطرة ومراقبة مهمة جدا، وذلك بسبب ارتفاع مبانيها، ما يجعل الرؤية محققة لمسافات بعيدة لعدم وجود ما يعيق المشاهدة في كل الاتجاهات، ويستطيع المسيطر على الابنية ان يرصد ساحة المطار ومبانيه، بالاضافة إلى طريق المطار لمسافات كبيرة منه، بالاضافة إلى قرى مثل المرج والغسولة والغزلانية والمنصورة، لذلك تشكل المنطقة خط دفاع وحماية، للقوة العسكرية التي تتقدم على عدة محاور في الغوطة الشرقية، فمن يسيطر على المطاحن يضمن استمرار خطوط الامداد مفتوحة، من والى المطار والغوطة الشرقية.

ما يعني أن سيطرة المسلحين على تلك المنطقة، ستساعد في فك الحصار عن المجموعات المسلحة في الغوطة، وبالتالي مدّ جسر بين الغوطتين وإعادة التواصل بين المسلحين في عدة مناطق.

وتكمن الاهمية الاقتصادية للمطاحن، كونها تعتبر احد اهم مراكز تخزين القمح والطحين في منطقة ريف دمشق، ما دفع المسلحين المحاصرين داخل الغوطة الشرقية منذ اشهر، لمهاجمتها، وسرقة القمح والطحين.

بدأت المجموعات المسلحة بحشد المسلحين من عدة مناطق في الغوطة الشرقية، واعتمدت بلدة حتيتة التركمان مكان تجمع لهم، وهدفهم كان اقتحام مطاحن الغزلانية، وحدات الرصد التابعة للجيش السوري، كانت تجمع المعلومات، واتخذ القرار، كمين ينصب في داخل المطاحن، وبدأ الجيش السوري بالتحضير...

دلالات معركة المطاحن في الغوطة الشرقية

قام المسلحون بالهجوم على المطاحن، التي كان يحميها عدد قليل من جنود الجيش السوري، ولإيهام المسلحين بأنهم استطاعوا السيطرة على منطقة المطاحن، قامت القوة المدافعة عنها بالانسحاب، خارج اسوارها، وخلال ساعات كانت المطاحن مطوقة بالكامل والمئات من المسلحين في الداخل محاصرين.

عرض قائد العملية العسكرية على المسلحين تسليم أنفسهم لكنهم رفضوا . فما كان أمام القيادة الميدانية إلا خيار اقتحام المطاحن، في هذا الوقت ظن المسلحون أن المعركة ستأخذ وقتاً، وان لديهم متسعا من الوقت لكي يصلهم الامداد، بالمقاتلين والعتاد الحربي، إلا أن الوقت لم يكن في صالحهم مطلقاً، حيث بدأ الجيش السوري عملية اقتحام المطاحن، من ثلاثة محاور، وفي المحور الرابع كان كمين متقدم للجيش السوري يستهدف كل من يحاول الفرار من المعركة، ومع غزارة النيران، أصيب المسلحون بصدمة إدراكية، لم يستطيعوا فيها التعامل مع القوة النارية للجيش السوري.

لم تستمر المعركة طويلاً، ليبدأ الجيش السوري بتمشيط محيط المنطقة، ويؤمن الطرق الفرعية والترابية في محيطها، ويثبت نقاط تمركز جديدة.

مصدر عسكري اكد لموقع "العهد الاخباري"، أن الجيش السوري استطاع من خلال اعتماد تكتيكات جديدة تعتمد على حرب المدن وتوسيع رقعة الرصد والمتابعة في عدة مناطق، تجنب الكثير من الخسائر، والبشرية منها بالذات.
  • فريق ماسة
  • 2013-08-03
  • 12392
  • من الأرشيف

دلالات معركة المطاحن في الغوطة الشرقية

الانجازات التي يحققها الجيش السوري على عدة محاور في حمص وريف ادلب، تأتي بالتزامن مع استمرار الجيش السوري بفرض الطوق الامني حول الغوطة الشرقية، التي شهدت اعنف المعارك في منطقة المطاحن بالقرب من الغزلانية بريف دمشق. ما حدث في معركة المطاحن ارخى بظلاله على معنويات المجموعات المسلحة، بعد ما حققه الجيش السوري من خلال ضربة خاطفة سريعة، والخطة المحكمة التي نفذت بدون خطأ واحد. منطقة المطاحن تعتبر من اهم النقاط الاستراتيجية، ونقطة تمركز وسيطرة ومراقبة مهمة جدا، وذلك بسبب ارتفاع مبانيها، ما يجعل الرؤية محققة لمسافات بعيدة لعدم وجود ما يعيق المشاهدة في كل الاتجاهات، ويستطيع المسيطر على الابنية ان يرصد ساحة المطار ومبانيه، بالاضافة إلى طريق المطار لمسافات كبيرة منه، بالاضافة إلى قرى مثل المرج والغسولة والغزلانية والمنصورة، لذلك تشكل المنطقة خط دفاع وحماية، للقوة العسكرية التي تتقدم على عدة محاور في الغوطة الشرقية، فمن يسيطر على المطاحن يضمن استمرار خطوط الامداد مفتوحة، من والى المطار والغوطة الشرقية. ما يعني أن سيطرة المسلحين على تلك المنطقة، ستساعد في فك الحصار عن المجموعات المسلحة في الغوطة، وبالتالي مدّ جسر بين الغوطتين وإعادة التواصل بين المسلحين في عدة مناطق. وتكمن الاهمية الاقتصادية للمطاحن، كونها تعتبر احد اهم مراكز تخزين القمح والطحين في منطقة ريف دمشق، ما دفع المسلحين المحاصرين داخل الغوطة الشرقية منذ اشهر، لمهاجمتها، وسرقة القمح والطحين. بدأت المجموعات المسلحة بحشد المسلحين من عدة مناطق في الغوطة الشرقية، واعتمدت بلدة حتيتة التركمان مكان تجمع لهم، وهدفهم كان اقتحام مطاحن الغزلانية، وحدات الرصد التابعة للجيش السوري، كانت تجمع المعلومات، واتخذ القرار، كمين ينصب في داخل المطاحن، وبدأ الجيش السوري بالتحضير... دلالات معركة المطاحن في الغوطة الشرقية قام المسلحون بالهجوم على المطاحن، التي كان يحميها عدد قليل من جنود الجيش السوري، ولإيهام المسلحين بأنهم استطاعوا السيطرة على منطقة المطاحن، قامت القوة المدافعة عنها بالانسحاب، خارج اسوارها، وخلال ساعات كانت المطاحن مطوقة بالكامل والمئات من المسلحين في الداخل محاصرين. عرض قائد العملية العسكرية على المسلحين تسليم أنفسهم لكنهم رفضوا . فما كان أمام القيادة الميدانية إلا خيار اقتحام المطاحن، في هذا الوقت ظن المسلحون أن المعركة ستأخذ وقتاً، وان لديهم متسعا من الوقت لكي يصلهم الامداد، بالمقاتلين والعتاد الحربي، إلا أن الوقت لم يكن في صالحهم مطلقاً، حيث بدأ الجيش السوري عملية اقتحام المطاحن، من ثلاثة محاور، وفي المحور الرابع كان كمين متقدم للجيش السوري يستهدف كل من يحاول الفرار من المعركة، ومع غزارة النيران، أصيب المسلحون بصدمة إدراكية، لم يستطيعوا فيها التعامل مع القوة النارية للجيش السوري. لم تستمر المعركة طويلاً، ليبدأ الجيش السوري بتمشيط محيط المنطقة، ويؤمن الطرق الفرعية والترابية في محيطها، ويثبت نقاط تمركز جديدة. مصدر عسكري اكد لموقع "العهد الاخباري"، أن الجيش السوري استطاع من خلال اعتماد تكتيكات جديدة تعتمد على حرب المدن وتوسيع رقعة الرصد والمتابعة في عدة مناطق، تجنب الكثير من الخسائر، والبشرية منها بالذات.

المصدر : العهد/ حسين مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة