• فريق ماسة
• 2010-02-28
• 8920
• من الأرشيف

للمــــــرة الأولــــــى.. أصـــوات مـــن سوريــة فـــي(أيام سينما الواقع)

تنطلق بعد يوم غد الدورة الثالثة من (أيام سينما الواقع DOX BOX) التي تُقدم للمرة الأولى تظاهرة (أصوات من سورية) التي تختص بتقديم الفيلم التسجيلي السوري، وقد تقدم للمشاركة فيها ثمانية عشر فيلماً اختارت لجنة الانتقاء منهم خمسة أفلام، هي: (حجر أسود) إخراج نضال الدبس، (كلام حريم) إخراج سامر برقاوي، (جبال الصوان) إخراج نضال حسن، (نور الهدى) إخراج لينا العبد، (سلمى) إخراج عمار البيك.‏ حول أهمية هذه التظاهرة تحدث عروة النيربية عضو اللجنة التنظيمية مسؤول البرنامج قائلاً: إنها المرة الأولى التي نقيم فيها تظاهرة خاصة للفيلم السوري، فخلال الدورتين السابقتين كنا نبحث باتجاه أن كون هناك مشاركة سورية جيدة، وأخذنا القرار هذا العام بأن نخصص تظاهرة للأفلام السورية ما نتج عنه (أصوات من سورية) وستكون جائزة الفيلم الفائز هي من (dox box) بالتعاون مع شركة صورة للمخرج حاتم علي (منحوتة للفنان مصطفى علي إضافة لجائزة نقدية)‏ والتظاهرة لا تعني أننا مهتمون حصراً بالأفلام الجديدة وإنما نهتم بالأفلام التي أنتِجت مؤخراً فقد فتحنا باب المشاركة أمام الأفلام السورية المُنتجة في السنوات الست الأخيرة، وأرى أنه من الأهمية بمكان أن تستمر هذه التظاهرة في الدورات القادمة لتعكس أين يقف الفيلم التسجيلي في سورية، ولكن الأفلام السورية التسجيلية الإبداعية قليلة، وهنا المراهنة في إقامة التظاهرة ومحاولتنا أن نعكس من خلالها أفضل ما يصلنا من أفلام سورية.‏ حجر أسود‏ أربعة أطفال في حي فقير بضواحي دمشق يسمى الحجر الأسود يضطرون لأن يتركوا المدرسة ليعملوا كي يعيلوا أسرهم، فيصارعون واقعهم في محاولة للحفاظ على طفولتهم وحبهم للحياة دون أن يستطيع الواقع مصادرة أحلامهم.. هذا المحور الأساسي لفيلم (حجر أسود) إخراج نضال الدبس وسيناريو خالد خليفة والإنتاج مشترك بينهما، وسبق أن عُرض الفيلم خارج سورية في أكثر من مهرجان أما في سورية فعرض ضمن مهرجان سعد الله ونوس في طرطوس.‏ حول خصوصية الفيلم وعما كانت تبحث كاميرته أثناء التصوير تحدث المخرج نضال الدبس قائلاً: (الفيلم أسلوبه روائي وهو ليس بريبورتاج أو بفيلم تقريري أو معلوماتي وإنما هو محاولة لطرح نظرة أعمق لوضع هؤلاء الأطفال والدخول إلى عالمهم كأشخاص وليس كظاهرة، أي الولوج إلى عوالمهم الإنسانية والنفسية وليس فقط إلى ظرفهم الاقتصادي). ويؤكد المخرج أن مشاركة فيلمه في (أيام سينما الواقع) هي بحد ذاتها حدث هام، يقول: (هذا المهرجان هو أفضل احتمال لعرض الفيلم وقد بدأ يكتسب مصداقية وحضوراً في الوسط الثقافي والسينمائي على المستوى العربي على أقل تقدير).‏ كلام حريم‏ فيلم (كلام حريم) إخراج سامر برقاوي يلقي الضوء على واقع المرأة في منطقة الجزيرة السورية، حول الفيلم يقول المخرج برقاوي: إنه البحث في التناقض ما بين العالم الذي يعيشه الرجل والعالم الذي تعيشه المرأة، فهما عالمان بعيدان عن بعضهما البعض، الرجل فيما يعتقد والمرأة في حكايتها، وبالتالي التباين بين النظرية والحقيقة وبين الاعتقاد والحكاية، هذا ما ظهر جلياً في الفيلم حتى إنه أثّر على الشكل الفني له، فالفيلم يبدأ برجال يتكلمون طوال الوقت ما يثير السؤال: (أين النساء والفيلم اسمه كلام حريم؟) ولكن تكتشف أن القسم الأخير من الفيلم هو المساحة المتروكة لهن،‏ فهذان العالمان واضحان لدرجة أننا لم نضطر لترجمة كلام الرجال لأنه مفهوم، بينما كانت لهجة النساء مختلفة حتى عن لهجة الرجال فاضطررنا لترجمتها.‏ ويضيف برقاوي قائلاً: (التجربة مع الفيلم الوثائقي جذابة بحد ذاتها، وقد تعاونت مع عدنان عودة الذي تدور أحداث الفيلم في قريته في الرقة وجاء اعتمادي على شخص استطاع أن يدخلنا إلى زواريب هذه الأماكن التي من الصعب أن تحصل منها على مواد إشكالية خاصة إن كانت تتعلق بالمرأة ومعاناتها هناك). وحول عرض الفيلم، يقول: ( إنه من إنتاج عام 2006 ولكن هذا العرض الجماهيري الأول له داخل وخارج سورية ومن حسن حظي أن يأتي العرض ضمن مهرجان يقدم جائزته المخرج حاتم علي).‏ جبال الصوان‏ يقدم المخرج نضال حسن فيلمه (جبال الصوان) للمشاركة في هذه التظاهرة وهو فيلم تسجيلي طويل تم إنتاجه من قبل الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما. ويتناول حكاية معماري ونحّات بالفطرة يدعى حكمت عدرا (أبو بيرم) قضى سنيّ حياته في جمع الصخور والأحجار في قريته ومحيطها، مؤكداً في قراءته الفنية لهذه الصخور وما تمثله من أشكال ورموز بأن الطبيعة هي الفنان الأول، حيث يقوم بجمعها وتركيبها دون أي تعديل عليها ويصنع منها أشكالاً فنية. إنها حكاية عشق وتوحّد مع الطبيعة لمعماري وفنان هجر عائلته من أجل هذا الشغف الذي يراه الآخرون ضرباً من الجنون لدرجة قد تقوده في المحصلة إلى العزلة، رغم أن عمله لم يعد عليه بأي مردود مادي واسمه ليس متداولاً في الإعلام لكنه مشهور في منطقته.. ويؤكد المخرج نضال حسن أنه سعى عبر فيلمه للحديث عن نوع آخر من الفن التشكيلي لفنان يعمل على قراءة الطبيعة دون أن يدرس الفن التشكيلي.‏ سامية‏ (سامية) فيلم من إخراج عمار البيك يتمحور حول القضية الفلسطينية ويرصد بعض أشكال المقاومة من خلال الإبداع والفن والشعر والسينما، ومما يتناوله تجربة الفنانة التشكيلية الفلسطينية سامية الحلبي، ويحكي عن نشأتها حيث اضطرت للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد عام 1948 ولكن بقي زاد لوحاتها حقول الزيتون وحجارة فلسطين وشمسها الدافئة. كما يحكي الفيلم عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكيف أشاعت مصادر إعلامية أجنبية قبول المخرج الفرنسي جان لوك غودار دعوة حضور مهرجان إسرائيلي رغم أنه في حقيقة الأمر رفض الدعوة.‏ نور الهدى‏ (نور الهدى) هو التجربة الإخراجية الأولى للينا العبد، ويرصد الفيلم تفاصيل يوم من حياة نور الهدى التي مازالت تحاول أن تحيك أحلامها تحت السقف المعدني وبيوت الصفيح والكرتون على تخوم دمشق، إنها بيوت تصيب القادم من الأرياف إلى العاصمة بالغثيان، بيوت مشوهة لا هي بيوت ريفية ولا تمت للمدينة بصلة. تقع هذه المنطقة على تخوم حي القابون تخفيها أبنية ومصانع من حولها كما لو أنها غير موجودة