كشف مصدر أمني واسع الإطلاع لـ«السفير»، أمس، عن «معلومة أمنية موثّقة، نقلها جهاز أمني غربي إلى ثلاثة أجهزة أمنية لبنانية، قبل أيام قليلة من وقوع انفجار بئر العبد، مفادها التالي: ثمة تنظيم أصولي تمكن من تجهيز شاحنتين محمّلتين بمواد متفجرة في لبنان، والمعلومات تشير إلى تحضير انفجار قريب يستهدف الضاحية».

وأشار المصدر إلى أن بعض الأجهزة الأمنية المحلية المعنية، وعلى إثر معلومة الجهاز الأمني الغربي التابع لـ«دولة عظمى»، طلبت من السلطات اللبنانية تزويدها بـ«داتا الاتصالات»، وذلك بسبب «تقاطع المعلومة الأجنبية، مع مضمون اتصال هاتفي رُصد من سجن مركزي في لبنان، من جانب سجين أصولي يحمل جنسية غير لبنانية، تلقى اتصالاً من شخص يحمل خطاً خلوياً أجنبياً».

وبدا لافتاً للمعنيين في الأجهزة الأمنية المعنية، أن رقم زنة المتفجرات الذي كشف عنه الجهاز الأمني الغربي، تكرر في الاتصال الهاتفي بين السجين والمتصل، ما عزز فرضية وجود خطة إرهابية قيد التنفيذ.

وأكد مصدر أمني آخر لـ«السفير» المعلومة، لكنه تجنّب ربط انفجار الأمس بـ«ما نقله إلينا الجهاز الأمني الغربي، لأن طبيعة تفجير بئر العبد تختلف كلياً عن مضمون المخطط المُرجح»، لافتاً إلى أن «خطورة المعلومة الغربية أنها جُمعت وفق طريقة تقنية موثّقة، لا من خلال شخص يعمل مُخبراً، ربما يصيب في معلوماته وربما يخيب».

مع ذلك، تكثّف الأجهزة الأمنية المعنية جهودها، لمعرفة الرابط بين المعلومة الغربية وبين تفجير بئر العبد، مركزة على أسئلة عدة، أبرزها: هل بدأ تنفيذ الخطوة الأولى من خطة استهداف الضاحية بالسيارات المفخخة، أم أن انفجار الأمس لا علاقة له بالتنظيم الأصولي المذكور، الذي كان يتجهز لتفجيرين انتحاريين؟

واعتبر مصدر أمني مطّلع أن «التحليلات الأمنية الأولية، تفيد بأن المُفجّر يعرف جيداً المكان وثمة استطلاع مكثّف سبق التفجير، الذي نفذ في مكان لا يثير الشكوك: موقف سيارات عمومي»، مشيراً إلى أن زنة العبوة 35 كيلوغراما، وثُبتت في سيارة من نوع «كيا».

وفي حين أشارت معلومات غير رسمية، إلى أن كاميرات المراقبة المحيطة بموقف السيارات تمكنت من تصوير وجه الشخص الذي ترجل من السيارة، قال مصدر أمني رسمي إن «كاميرات مؤسسة القرض الحسن ليست موجّهة نحو موقف السيارات، أما الكاميرات الباقية فلا نعرف إذا تمكنت من تصوير المشتبه به أم لا».

 

في بئر العبد

 

ثمة شبان بثياب مدنية يحملون رشاشات «كلاشينكوف»، تتقدّمهم دوريات عسكرية رسمية. ترتفع أصوات أبواق سيارات الإسعاف. الطريق باتجاه بئر العبد وأوتوستراد هادي نصر الله، من جهة المشرّفية، مقفلة. مواطنون يهرعون باتجاه مكان الانفجار، سيراً على الأقدام.

يزداد عدد المسلحين على طول الطريق المؤدية إلى باحة الانفجار. دوريات تابعة للجيش تنتشر بكثافة في محيط المكان. يتجمهر سكان من المنطقة أمام موقف السيارات الذي دوّى فيه الانفجار، بينما يهتف شاب حزبي من مكبر للصوت: «يا شباب ارجعوا إلى الوراء، حفاظاً على سلامتكم، فالزجاج ما زال يتطاير من شرفات المباني».

أرضية الشارع المحاذي للموقف يملأها زجاج كثيف، وفي الشارع رتل من السيارات المهشّمة، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام. تتكرر أصوات التصفيق، بالتزامن مع تصريحات مواطنين لمندوبي التلفزيونات: «نحن كلنا فداء للسيد ونهج المقاومة»، يقولون، ويعلو التصفيق مدوياً.

الموقف محاط بأربعة أبنية سكنية أساسية، أصابتها أضرار بشرية ومادية، وقد تضررت طوابق عالية، مثل الطابق العاشر من المبنى الذي يضم «مؤسسة القرض الحسن». يشير شاب حزبي بإحدى يديه نحو أحد جدران الموقف، قائلاً: «لولا وجود هذه الزاوية، كان الانفجار قد أخذ مدى أقوى».

في موقف السيارات ممثلون عن أبرز الأجهزة الأمنية، ومن بينهم ضباط من «وحدة الشرطة القضائية» التابعة لقوى الأمن الداخلي. عند جانب الشارع الأساس، تصطف محال تجارية تهشمت واجهاتها الزجاجية.

يقف شاب عشريني أمام دكان صغير. يقول: «توسّلت شقيقي أن يأتي من كندا لزيارة لبنان. أخبرته أن الطقس هنا جميل، لكنه كان يرد عليّ بأن الوضع الأمني ليس مناسباً. مع ذلك، وافق أن يزورنا. توجهت عند العاشرة صباحاً، لأقله من المطار. وما إن وصل إلى المنزل، حتى دوّى الانفجار».

يهزّ الشاب برأسه، ويشير بإحدى يديه إلى سيارة من نوع «ب.أم» حديثة الطراز، مردفاً: «هذه سيارة أخي. لقد طُحنت جرّاء الانفجار». وعند سؤاله عن الجهة التي ستعوّض عليه ثمنها، يجيب: «لا نريد من أحد أي تعويض. شقيقي سيعود إلى كندا فوراً، وأنا سألتحق به ما إن تحين الفرصة».

يسمع شاب آخر أطراف الحديث، ويتدخل محولاً النقاش إلى سؤال: «لماذا لم تغادر الضاحية بعد حرب تموز، بما أنك خائف؟». يجيب: «لأنها حرب وانتهت آنذاك، أما الآن فلا أحد يعرف ما هي حدود هذه التفجيرات، ومتى تنتهي».

ثمة مكتبة بالقرب من الدكان الصغير، تحتشد فوق إحدى طاولاتها صور للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. يأخذ أحد الشبان صورة ويرفعها أمام كاميرا تلفزيونية، ثم سرعان ما يهرع الواقفون أمام الموقف إلى المكتبة، ويأخذون منها الصورة، ويرفعونها أمام مندوبي وسائل الإعلام مرددّين: «الله... نصرالله... والضاحية كلها».

وبعد مرور نحو ربع ساعة، تحديداً عند الواحدة ظهراً، يتفاجأ حاملو الصوَر بمجموعة من الشبان تتدافع بالأيدي وتسير جنباً إلى جنب، تلاحق وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل.

وفجأة تتحول الأنظار كلها من موقف السيارات، إلى مبنى مجاور لمحطة وقود كانت معروفة سابقاً بمحطة دياب، حيث كان شربل يمشي محاطاً بمرافقيه، بينما الشبان الغاضبون يرمونه بالحجارة. ولما بدا واضحاً أن المجموعة تلاحقه، عمد حزبيون إلى تطويقهم محاولين لجمهم وطردهم، فيما أطلق مرافقو شربل النار في الهواء لتفريقهم.

مع ذلك، استمر الشبان في ملاحقة الوزير، معتبرين أنه «هو من صنع (الشيخ) أحمد الأسير»، إلى أن تم وضعه في مبنى سكني، فيما ظلّ الشبان يقفون أمام المبنى. لكن الجيش وممثلي الجهات الحزبية، عملوا على تفريقهم بالقوّة، حتى خرج شربل قبل انطلاق موكب أمني وهمي.

وبدا لافتاً، أمس، أن إفادات سكان من منطقة بئر العبد، أجمعت على «وجود أمن ذاتي مدني، أي أننا نحن أبناء المنطقة، نبلغ الجهات المعنية فوراً بأي سيارة أو دراجة أو شخص مشتبه به»، مؤكدين أن «الأمر لا يقتصر على بئر العبد فقط، بل هذا إجراء يعتمده المواطنون في الضاحية. والدليل على ذلك، أن من فجّر العبوة لم يتجرأ على ركن السيارة أمام محل أو مبنى، بل فعل ذلك في موقف عمومي».

وتقاطعت إفادات سكان من الضاحية، في خانة مشتركة، مفادها: «لم يكن الانفجار مفاجئاً، إذ كنا نعرف سابقاً، وننتظر، وقوع حدث أمني في الضاحية، كي يحاولوا أن ينقلب جمهور المقاومة على قيادتها. لكننا سنبقى على موقفنا الداعم والمؤيد، حتى لو وقع في كل يوم انفجار، إذ يؤكد استهداف الضاحية أن الأصوليين في سوريا كانوا سينقلون المعركة من هناك إلى لبنان».

  • فريق ماسة
  • 2013-07-09
  • 12219
  • من الأرشيف

انفجار بئر العبد: لغز المعلومة الأمنية الغربية

كشف مصدر أمني واسع الإطلاع لـ«السفير»، أمس، عن «معلومة أمنية موثّقة، نقلها جهاز أمني غربي إلى ثلاثة أجهزة أمنية لبنانية، قبل أيام قليلة من وقوع انفجار بئر العبد، مفادها التالي: ثمة تنظيم أصولي تمكن من تجهيز شاحنتين محمّلتين بمواد متفجرة في لبنان، والمعلومات تشير إلى تحضير انفجار قريب يستهدف الضاحية». وأشار المصدر إلى أن بعض الأجهزة الأمنية المحلية المعنية، وعلى إثر معلومة الجهاز الأمني الغربي التابع لـ«دولة عظمى»، طلبت من السلطات اللبنانية تزويدها بـ«داتا الاتصالات»، وذلك بسبب «تقاطع المعلومة الأجنبية، مع مضمون اتصال هاتفي رُصد من سجن مركزي في لبنان، من جانب سجين أصولي يحمل جنسية غير لبنانية، تلقى اتصالاً من شخص يحمل خطاً خلوياً أجنبياً». وبدا لافتاً للمعنيين في الأجهزة الأمنية المعنية، أن رقم زنة المتفجرات الذي كشف عنه الجهاز الأمني الغربي، تكرر في الاتصال الهاتفي بين السجين والمتصل، ما عزز فرضية وجود خطة إرهابية قيد التنفيذ. وأكد مصدر أمني آخر لـ«السفير» المعلومة، لكنه تجنّب ربط انفجار الأمس بـ«ما نقله إلينا الجهاز الأمني الغربي، لأن طبيعة تفجير بئر العبد تختلف كلياً عن مضمون المخطط المُرجح»، لافتاً إلى أن «خطورة المعلومة الغربية أنها جُمعت وفق طريقة تقنية موثّقة، لا من خلال شخص يعمل مُخبراً، ربما يصيب في معلوماته وربما يخيب». مع ذلك، تكثّف الأجهزة الأمنية المعنية جهودها، لمعرفة الرابط بين المعلومة الغربية وبين تفجير بئر العبد، مركزة على أسئلة عدة، أبرزها: هل بدأ تنفيذ الخطوة الأولى من خطة استهداف الضاحية بالسيارات المفخخة، أم أن انفجار الأمس لا علاقة له بالتنظيم الأصولي المذكور، الذي كان يتجهز لتفجيرين انتحاريين؟ واعتبر مصدر أمني مطّلع أن «التحليلات الأمنية الأولية، تفيد بأن المُفجّر يعرف جيداً المكان وثمة استطلاع مكثّف سبق التفجير، الذي نفذ في مكان لا يثير الشكوك: موقف سيارات عمومي»، مشيراً إلى أن زنة العبوة 35 كيلوغراما، وثُبتت في سيارة من نوع «كيا». وفي حين أشارت معلومات غير رسمية، إلى أن كاميرات المراقبة المحيطة بموقف السيارات تمكنت من تصوير وجه الشخص الذي ترجل من السيارة، قال مصدر أمني رسمي إن «كاميرات مؤسسة القرض الحسن ليست موجّهة نحو موقف السيارات، أما الكاميرات الباقية فلا نعرف إذا تمكنت من تصوير المشتبه به أم لا».   في بئر العبد   ثمة شبان بثياب مدنية يحملون رشاشات «كلاشينكوف»، تتقدّمهم دوريات عسكرية رسمية. ترتفع أصوات أبواق سيارات الإسعاف. الطريق باتجاه بئر العبد وأوتوستراد هادي نصر الله، من جهة المشرّفية، مقفلة. مواطنون يهرعون باتجاه مكان الانفجار، سيراً على الأقدام. يزداد عدد المسلحين على طول الطريق المؤدية إلى باحة الانفجار. دوريات تابعة للجيش تنتشر بكثافة في محيط المكان. يتجمهر سكان من المنطقة أمام موقف السيارات الذي دوّى فيه الانفجار، بينما يهتف شاب حزبي من مكبر للصوت: «يا شباب ارجعوا إلى الوراء، حفاظاً على سلامتكم، فالزجاج ما زال يتطاير من شرفات المباني». أرضية الشارع المحاذي للموقف يملأها زجاج كثيف، وفي الشارع رتل من السيارات المهشّمة، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام. تتكرر أصوات التصفيق، بالتزامن مع تصريحات مواطنين لمندوبي التلفزيونات: «نحن كلنا فداء للسيد ونهج المقاومة»، يقولون، ويعلو التصفيق مدوياً. الموقف محاط بأربعة أبنية سكنية أساسية، أصابتها أضرار بشرية ومادية، وقد تضررت طوابق عالية، مثل الطابق العاشر من المبنى الذي يضم «مؤسسة القرض الحسن». يشير شاب حزبي بإحدى يديه نحو أحد جدران الموقف، قائلاً: «لولا وجود هذه الزاوية، كان الانفجار قد أخذ مدى أقوى». في موقف السيارات ممثلون عن أبرز الأجهزة الأمنية، ومن بينهم ضباط من «وحدة الشرطة القضائية» التابعة لقوى الأمن الداخلي. عند جانب الشارع الأساس، تصطف محال تجارية تهشمت واجهاتها الزجاجية. يقف شاب عشريني أمام دكان صغير. يقول: «توسّلت شقيقي أن يأتي من كندا لزيارة لبنان. أخبرته أن الطقس هنا جميل، لكنه كان يرد عليّ بأن الوضع الأمني ليس مناسباً. مع ذلك، وافق أن يزورنا. توجهت عند العاشرة صباحاً، لأقله من المطار. وما إن وصل إلى المنزل، حتى دوّى الانفجار». يهزّ الشاب برأسه، ويشير بإحدى يديه إلى سيارة من نوع «ب.أم» حديثة الطراز، مردفاً: «هذه سيارة أخي. لقد طُحنت جرّاء الانفجار». وعند سؤاله عن الجهة التي ستعوّض عليه ثمنها، يجيب: «لا نريد من أحد أي تعويض. شقيقي سيعود إلى كندا فوراً، وأنا سألتحق به ما إن تحين الفرصة». يسمع شاب آخر أطراف الحديث، ويتدخل محولاً النقاش إلى سؤال: «لماذا لم تغادر الضاحية بعد حرب تموز، بما أنك خائف؟». يجيب: «لأنها حرب وانتهت آنذاك، أما الآن فلا أحد يعرف ما هي حدود هذه التفجيرات، ومتى تنتهي». ثمة مكتبة بالقرب من الدكان الصغير، تحتشد فوق إحدى طاولاتها صور للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. يأخذ أحد الشبان صورة ويرفعها أمام كاميرا تلفزيونية، ثم سرعان ما يهرع الواقفون أمام الموقف إلى المكتبة، ويأخذون منها الصورة، ويرفعونها أمام مندوبي وسائل الإعلام مرددّين: «الله... نصرالله... والضاحية كلها». وبعد مرور نحو ربع ساعة، تحديداً عند الواحدة ظهراً، يتفاجأ حاملو الصوَر بمجموعة من الشبان تتدافع بالأيدي وتسير جنباً إلى جنب، تلاحق وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل. وفجأة تتحول الأنظار كلها من موقف السيارات، إلى مبنى مجاور لمحطة وقود كانت معروفة سابقاً بمحطة دياب، حيث كان شربل يمشي محاطاً بمرافقيه، بينما الشبان الغاضبون يرمونه بالحجارة. ولما بدا واضحاً أن المجموعة تلاحقه، عمد حزبيون إلى تطويقهم محاولين لجمهم وطردهم، فيما أطلق مرافقو شربل النار في الهواء لتفريقهم. مع ذلك، استمر الشبان في ملاحقة الوزير، معتبرين أنه «هو من صنع (الشيخ) أحمد الأسير»، إلى أن تم وضعه في مبنى سكني، فيما ظلّ الشبان يقفون أمام المبنى. لكن الجيش وممثلي الجهات الحزبية، عملوا على تفريقهم بالقوّة، حتى خرج شربل قبل انطلاق موكب أمني وهمي. وبدا لافتاً، أمس، أن إفادات سكان من منطقة بئر العبد، أجمعت على «وجود أمن ذاتي مدني، أي أننا نحن أبناء المنطقة، نبلغ الجهات المعنية فوراً بأي سيارة أو دراجة أو شخص مشتبه به»، مؤكدين أن «الأمر لا يقتصر على بئر العبد فقط، بل هذا إجراء يعتمده المواطنون في الضاحية. والدليل على ذلك، أن من فجّر العبوة لم يتجرأ على ركن السيارة أمام محل أو مبنى، بل فعل ذلك في موقف عمومي». وتقاطعت إفادات سكان من الضاحية، في خانة مشتركة، مفادها: «لم يكن الانفجار مفاجئاً، إذ كنا نعرف سابقاً، وننتظر، وقوع حدث أمني في الضاحية، كي يحاولوا أن ينقلب جمهور المقاومة على قيادتها. لكننا سنبقى على موقفنا الداعم والمؤيد، حتى لو وقع في كل يوم انفجار، إذ يؤكد استهداف الضاحية أن الأصوليين في سوريا كانوا سينقلون المعركة من هناك إلى لبنان».

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة