أدلى رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش بمواقف مهمة تتصل بعملية حل المشكلة الكردية في تركيا.

وقال ديميرطاش، في حوار مع صحيفة «ميللييت»، إن هذه العملية كان يمكنها أن تتوقف أثناء أحداث حديقة «جيزي»، ذلك أن طريقة قمع المحتجين والخطاب الذي كان يستخدمه «حزب العدالة والتنمية» أوقعا زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في حرج كبير.

ويقول ديميرطاش إن حزبه «قد بذل جهودا خارقة لمنع العودة إلى العمليات العسكرية التي كان يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لكن لم يكن صائبا أن نعكس ذلك للرأي العام. وقد تم تجاوز 90 في المئة من العقبات المستجدة». وأضاف «نحن ننتظر بدء المرحلة الثانية من الحل، والتي تقع على عاتق الحكومة وتلحظ تعديلات دستورية وقانونية، وقد أكد أوجلان في رسالته الجديدة إلى الدولة أن حل المشكلة الكردية يأتي في إطار تعزيز الديموقراطية في تركيا لا العكس».

ومع أن أي خطوات ملموسة لم تتخذ بعد لتلبية المطالب الكردية، ولا سيما في البرلمان الذي سيدخل بعد أيام في إجازة شهر رمضان، فإن استمرار مشكلة حديقة «جيزي» ميدان تقسيم وردود الفعل المفرطة من جانب الشرطة وبتغطية من حكومة «حزب العدالة والتنمية» لمواجهة المحتجين، لا تزال تتفاعل، ولا سيما على صعيد العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، والتي كان آخرها المذكرة التي وجهها سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة إلى الحكومة التركية.

وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة «حرييت» عن «الرسائل الآتية من على ضفتي الأطلسي»، فقالت إن «هتافات التأييد التي قوبل بها أردوغان من جانب أهالي متخرجي كلية الشرطة وكلمته أمامهم تعكس المدى الذي أصبحت فيه الشرطة في تركيا مسيسة ويعتمد عليه أردوغان. لكن هذا لا يعفيه من رسائل جاءته خلال اليومين الماضيين أولاها من صديقه (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الذي دعاه إلى عدم استخدام العنف وثانيتها من المجلس الأوروبي وثالثتها من سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة».

واعتبرت الصحيفة أن «الغرب دلل أردوغان على مدى 10 سنوات، ولم يكونوا يحاسبونه على سجل حقوق الإنسان ولكن من الواضح أن تركيا دخلت بعد أحداث تقسيم مرحلة جديدة معيارها الحريات والتسامح، وستكون تركيا أمام امتحان مفصلي».

وحمّلت صحيفة «جمهورييت» الخطاب التحريضي لأردوغان مسؤولية استمرار التوتر في الشارع، ولا سيما قوله إن بسملة واحدة تعادل آلاف التغريدات على «تويتر»، ما يعكس استثمارا فجاً للدين أداة في خدمة السياسة.

وقالت الصحيفة «خرجت انتفاضة تقسيم وخرج مقابلها مؤيدو حزب العدالة والتنمية. هناك لا شك تركيا اثنان. هناك تركيا ذات الأكثرية العددية وتركيا المتطلعة إلى الشراكة مع الآخر. ووظيفة الدولة أن تمزج بين الجبهتين وتعلمهما أن يعيشا معا وأن يحترما بعضهما البعض. الوضع اليوم للأسف ليس هكذا بل إن الدولة تقوم بممارسات معاكسة لذلك، وتعمق الشرخ بينهما بفضل سياسات التحريض والتفرقة».

وفي صحيفة «طرف» عقد تانير أقشام مقارنة بين الرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، فقال «لو أن أحدا يروي لأردوغان سيرة الرئيس الأميركي ليندون جونسون ونهايته السياسية، فهناك الكثير من المظاهر المشابهة التي يمكن أن تؤخذ منها الدروس. فقد كان جونسون الرئيس الأكثر انشغالا بمسألة المساواة بين السود والبيض، وفي عهده صدر أهم قانونين يساويان بين العرقين، لكن المفاجأة أنه مباشرة بعد هذين القانونين حدثت صدامات لوس أنجلس المعروفة بصدامات واتس الدامية وذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقد حاول جونسون أن يفهم هذه المفاجأة وأدرك لاحقا أن التغيير في القوانين يحتاج إلى تغيير في البنية الاجتماعية. وقد سقط بعد ذلك في انتخابات الرئاسة».

وقال أقشام إن «حال أردوغان مثل حال جونسون. أردوغان بالتغييرات التي قام بها حتى اليوم كان يحضّر البنية التحتية لعملية المقاومة والرفض التي بدأت في تقسيم وجيزي والتي لم ير فيها سوى أنها نكران لجميل الإنجازات السابقة فيما كان عليه أن يقرأ المجتمع جيدا».

  • فريق ماسة
  • 2013-06-27
  • 11111
  • من الأرشيف

تركيا: ماذا عن القضية الكردية؟

أدلى رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش بمواقف مهمة تتصل بعملية حل المشكلة الكردية في تركيا. وقال ديميرطاش، في حوار مع صحيفة «ميللييت»، إن هذه العملية كان يمكنها أن تتوقف أثناء أحداث حديقة «جيزي»، ذلك أن طريقة قمع المحتجين والخطاب الذي كان يستخدمه «حزب العدالة والتنمية» أوقعا زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في حرج كبير. ويقول ديميرطاش إن حزبه «قد بذل جهودا خارقة لمنع العودة إلى العمليات العسكرية التي كان يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لكن لم يكن صائبا أن نعكس ذلك للرأي العام. وقد تم تجاوز 90 في المئة من العقبات المستجدة». وأضاف «نحن ننتظر بدء المرحلة الثانية من الحل، والتي تقع على عاتق الحكومة وتلحظ تعديلات دستورية وقانونية، وقد أكد أوجلان في رسالته الجديدة إلى الدولة أن حل المشكلة الكردية يأتي في إطار تعزيز الديموقراطية في تركيا لا العكس». ومع أن أي خطوات ملموسة لم تتخذ بعد لتلبية المطالب الكردية، ولا سيما في البرلمان الذي سيدخل بعد أيام في إجازة شهر رمضان، فإن استمرار مشكلة حديقة «جيزي» ميدان تقسيم وردود الفعل المفرطة من جانب الشرطة وبتغطية من حكومة «حزب العدالة والتنمية» لمواجهة المحتجين، لا تزال تتفاعل، ولا سيما على صعيد العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، والتي كان آخرها المذكرة التي وجهها سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة إلى الحكومة التركية. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة «حرييت» عن «الرسائل الآتية من على ضفتي الأطلسي»، فقالت إن «هتافات التأييد التي قوبل بها أردوغان من جانب أهالي متخرجي كلية الشرطة وكلمته أمامهم تعكس المدى الذي أصبحت فيه الشرطة في تركيا مسيسة ويعتمد عليه أردوغان. لكن هذا لا يعفيه من رسائل جاءته خلال اليومين الماضيين أولاها من صديقه (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الذي دعاه إلى عدم استخدام العنف وثانيتها من المجلس الأوروبي وثالثتها من سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة». واعتبرت الصحيفة أن «الغرب دلل أردوغان على مدى 10 سنوات، ولم يكونوا يحاسبونه على سجل حقوق الإنسان ولكن من الواضح أن تركيا دخلت بعد أحداث تقسيم مرحلة جديدة معيارها الحريات والتسامح، وستكون تركيا أمام امتحان مفصلي». وحمّلت صحيفة «جمهورييت» الخطاب التحريضي لأردوغان مسؤولية استمرار التوتر في الشارع، ولا سيما قوله إن بسملة واحدة تعادل آلاف التغريدات على «تويتر»، ما يعكس استثمارا فجاً للدين أداة في خدمة السياسة. وقالت الصحيفة «خرجت انتفاضة تقسيم وخرج مقابلها مؤيدو حزب العدالة والتنمية. هناك لا شك تركيا اثنان. هناك تركيا ذات الأكثرية العددية وتركيا المتطلعة إلى الشراكة مع الآخر. ووظيفة الدولة أن تمزج بين الجبهتين وتعلمهما أن يعيشا معا وأن يحترما بعضهما البعض. الوضع اليوم للأسف ليس هكذا بل إن الدولة تقوم بممارسات معاكسة لذلك، وتعمق الشرخ بينهما بفضل سياسات التحريض والتفرقة». وفي صحيفة «طرف» عقد تانير أقشام مقارنة بين الرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، فقال «لو أن أحدا يروي لأردوغان سيرة الرئيس الأميركي ليندون جونسون ونهايته السياسية، فهناك الكثير من المظاهر المشابهة التي يمكن أن تؤخذ منها الدروس. فقد كان جونسون الرئيس الأكثر انشغالا بمسألة المساواة بين السود والبيض، وفي عهده صدر أهم قانونين يساويان بين العرقين، لكن المفاجأة أنه مباشرة بعد هذين القانونين حدثت صدامات لوس أنجلس المعروفة بصدامات واتس الدامية وذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقد حاول جونسون أن يفهم هذه المفاجأة وأدرك لاحقا أن التغيير في القوانين يحتاج إلى تغيير في البنية الاجتماعية. وقد سقط بعد ذلك في انتخابات الرئاسة». وقال أقشام إن «حال أردوغان مثل حال جونسون. أردوغان بالتغييرات التي قام بها حتى اليوم كان يحضّر البنية التحتية لعملية المقاومة والرفض التي بدأت في تقسيم وجيزي والتي لم ير فيها سوى أنها نكران لجميل الإنجازات السابقة فيما كان عليه أن يقرأ المجتمع جيدا».

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة