دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
واصلت اليوم الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تشهدها تركيا منذ أربعة عشر يوما في ظل تصاعد حالة الرفض لسياسات رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان التسلطية على الرغم من إعلان الحزب بأنه سينظر في إجراء استفتاء بشأن تطوير حديقة كيزي في مدينة اسطنبول.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن محتجين اشتبكوا مع الشرطة بالقرب من السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة الليلة الماضية بعد إعلان الحكومة استعدادها لإجراء استفتاء حول خطط تطوير حديقة كيزي التي أشعلت شرارة موجة الاحتجاجات في البلاد والتي أدت إلى مقتل خمسة أشخاص كان آخرهم شاب توفى اليوم متأثرا بجروح أصيب بها في رأسه.
وتم طرح فكرة الاستفتاء بعدما التقى أردوغان أمس بمجموعة صغيرة من الناشطين ومن بينهم أكاديميون وطلاب وفنانون في أنقرة وبعد ساعات من تعبير أوروبا عن قلقها من تدهور الأوضاع في تركيا إلا أن نسبة كبيرة من المجموعات التي شاركت في الاحتجاجات التي شهدها ميدان تقسيم لم تلتق أردوغان بسبب عدم دعوتهم معتبرين أن من حضر اللقاء لا يمثلهم.
وقال المحتجون الذين يطلقون على أنفسهم لقب تضامن تقسيم قبيل اللقاء ان الوفد الذى من المقرر أن يلتقى أردوغان لا يمثل المحتجين وان اللقاء رمزي كما طالبوا الحكومة بالتخلي عن المشروع ومنع استخدام الغاز المسيل للدموع ورفع الحظر عن المظاهرات.
وتأكيدا لسياسته القمعية التي يمارسها ضد شعبه وجه أردوغان إنذارا أخيرا للمتظاهرين كي يخلوا على الفور حديقة جيزي وقال في كلمة في أنقرة أمام رؤساء البلدية المنتمين إلى حزبه العدالة والتنمية.. "حافظنا على صبرنا حتى الآن لكن صبرنا بدا ينفد وإنني أوجه إنذاري الأخير.. أيتها الأمهات والأباء الرجاء سحب أبنائكم من هناك".
كما أكد وزير الداخلية التركي معمر غولير ضرورة إيقاف ذلك سريعا وقال إن "وزارة الداخلية اتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة وان الشرطة مستعدة يوميا لإعادة النظام وضمان الأمن".
ولاقى إعلان حكومة أردوغان إجراء استفتاء حول خطط تطوير الحديقة رفضا كبيرا فى أوساط المحتجين المحتشدين في ساحة كيزيلاي واعتبروا أن الاستفتاء بشأن الحديقة سيكون بلا معنى.
ونقلت رويترز عن أحد المحتجين قوله "أعتقد أن هذا الاستفتاء بلا معنى مثله مثل استفتاء بين ذئبين وخروف لاتخاذ قرار بشأن من يأكل الآخر لذا فليس له معنى على الإطلاق".
وأضاف محتج آخر إنه.. "ليس لهذا الاستفتاء معنى لأنه لا سبب يدعو للاستفتاء ويكفى أن يستمع أردوغان إلى مطالب الناس وإذا جرى استفتاء فإننا مررنا به من قبل.. أنهم ينقلون الناس في حافلات للتصويت من مناطق أخرى لا يعيشون فيها".
كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من محاولات معاقبة مواطنين على ممارستهم حرية التعبير في تركيا ودعت إلى إجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة والمحتجين.
وكانت المظاهرات التي اندلعت في تركيا بدأت كاحتجاجات على مشروع هدم حديقة في اسطنبول واتسعت لتتحول إلى احتجاجات في انقرة ومدن تركية اخرى ضد سياسة أردوغان القمعية واجهها الأمن التركي بالعنف وباستخدام خراطيم المياه والقنابل الغازية ما أدى إلى سقوط عدة قتلى والمئات من الجرحى وآلاف المعتقلين.
ويأتي تصاعد الاحتجاجات مع استمرار أردوغان في تعجرفه ورفضه تلبية المطالب الشعبية ومهاجمة المحتجين ووصفه اياهم بـ "المخربين واللصوص" وتوعدهم بأنهم لن يربحوا في "المؤامرات التي يدبرونها ضد تركيا" حسب زعمه.
كما أكد ممثل للمتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم ان اقتراح اردوغان إجراء استفتاء حول مستقبل حديقة كيزي "ليس قانونيا ولا مرغوبا فيه".
وقال ممثل المتظاهرين تيفون كهرمان من حركة تضامن تقسيم إن "هناك قرارا قضائيا أوقف العمل في الحديقة وأن إجراء مشاورة شعبية في هذه الظروف للبت في مصير الحديقة ليس قانونيا".
وأضاف أن الشروط لم تتحقق لتنظيم مثل هذا الاستفتاء إذ أن القانون التركي ينص على أن اللجوء إلى الاستفتاء لا يتم إلا في إطار إصلاحات دستورية.
كما أكد كهرمان وهو رئيس غرفة التخطيط المدني لاسطنبول انه ضد مبدأ الاستفتاء بحد ذاته وقال.. "هل نقرر تنظيم اقتراع لنعرف ما اذا كان علينا معالجة مريض بالسرطان" موضحا أن حركة تضامن تقسيم التي تضم 611 جمعية اتفقت على الاجتماع صباح اليوم للاعلان عن موقف رسمي مشترك من اقتراح أردوغان.
بدورها انتقدت صحيفة جمهورييت التركية أردوغان بشدة وأكدت أنه شخصية استبدادية ووصفت الاستفتاء بأنه لعبة.
أما فيما يتعلق بردود الفعل الدولية فقد عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه أمس بشأن اقتحام الشرطة التركية ساحة تقسيم واطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على حشود تضم آلاف المتظاهرين.
ودعا مسؤولون كبار في الاتحاد حكومة أردوغان للتحقيق في حالات الاستخدام المفرط للقوة ومحاسبة المسؤولين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة