في عام 1721، أخرج شارل دي مونتسكيو إلى النور كتابه الشهير «الرسائل الفارسية» الذي انتقد فيه على لسان سائحين فارسيين افتراضيين المجتمع الباريسي وشواذاته. وكأن باريس كانت بحاجة إلى عين غريبة تراها لتصرخ بها: من تظنين نفسك؟ ملكية، دكتاتورية، متبرّجة، عنصرية، إلخ. لا وجه للمقارنة بين باريس القرن الثامن عشر ولبنان القرن الـ21، إلا في الهالة التي يصرّ الأخير على إحاطة نفسه بها متعالياً عمن حوله، ولا سيما جاره السوري. فيحفظ اللبناني عشرات النكات عن السوريين، ويحتفظ لنفسه بأحكام مسبقة تتحكّم في تصرفاته وسلوكه مع أبناء هذا الشعب، تصل إلى حد العنصرية الوقحة، من دون أن يجرؤ يوماً على أن يسأل نفسه: ماذا يقول السوري عني؟ ماذا لو صدر كتاب على لسان سوريين تحت عنوان «رسائل سورية» عما عانوه هنا؟ أغلب الظنّ أن كثراً منا لن يجرؤوا عندها على النظر إلى أنفسهم في المرآة. من يرغب في المحاولة فليقرأ بعض ما اقترفناه.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-23
  • 12365
  • من الأرشيف

وحدة وطنية عنصريّة ضد سوريــي لبنان

في عام 1721، أخرج شارل دي مونتسكيو إلى النور كتابه الشهير «الرسائل الفارسية» الذي انتقد فيه على لسان سائحين فارسيين افتراضيين المجتمع الباريسي وشواذاته. وكأن باريس كانت بحاجة إلى عين غريبة تراها لتصرخ بها: من تظنين نفسك؟ ملكية، دكتاتورية، متبرّجة، عنصرية، إلخ. لا وجه للمقارنة بين باريس القرن الثامن عشر ولبنان القرن الـ21، إلا في الهالة التي يصرّ الأخير على إحاطة نفسه بها متعالياً عمن حوله، ولا سيما جاره السوري. فيحفظ اللبناني عشرات النكات عن السوريين، ويحتفظ لنفسه بأحكام مسبقة تتحكّم في تصرفاته وسلوكه مع أبناء هذا الشعب، تصل إلى حد العنصرية الوقحة، من دون أن يجرؤ يوماً على أن يسأل نفسه: ماذا يقول السوري عني؟ ماذا لو صدر كتاب على لسان سوريين تحت عنوان «رسائل سورية» عما عانوه هنا؟ أغلب الظنّ أن كثراً منا لن يجرؤوا عندها على النظر إلى أنفسهم في المرآة. من يرغب في المحاولة فليقرأ بعض ما اقترفناه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة