بثلاثمائة قطعة أثرية تروي تاريخ مختلف الثقافات التي عرفتها منطقة الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ إلى يومنا الحاضر، افتتح معرض "طرق الجزيرة العربية" في متحف اللوفر بباريس عبر تعاون فرنسي سعودي

ووصفت إدارة المتحف الفرنسي العريق هذه التظاهرة الثقافية بأنها "حدث فريد من نوعه" مشيرة إلى أنها ستعزز التقارب الثقافي والاحترام المتبادل بين فرنسا والعالم العربي

تعاون فرنسي سعودي

وقالت مديرة قسم الآثار الشرقية في اللوفر باتريس أندريه سالفيني إن تنظيم المعرض الأثري جاء ثمرة لاتفاق وقع في 2004 بين المتحف الفرنسي والهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية

وأضافت المسؤولة الفرنسية في حديث للجزيرة نت أنه بموجب ذلك الاتفاق، قام اللوفر بعرض 150 تحفة إسلامية من مقتنياته في الرياض عام 2006، مشيرة إلى أن المسؤولين الفرنسيين والسعوديين كانوا يرغبون في أن يكرس المعرض السعودي الحالي لإبراز نتائج الحفريات في أراضي المملكة

إلا أنه اتضح لاحقا -كما تقول سالفيني- أن "من المفيد أن تشمل هذه التظاهرة كل الحقب التاريخية التي عرفتها أرض الجزيرة العربية مع التركيز على الخاصية الأساسية لهذه المنطقة باعتبارها كانت في الماضي السحيق ممرا للقوافل التجارية وأصبحت بعد ظهور الاسلام محجا لملايين الناس"

ووصفت مديرة قسم الآثار الشرقية بمتحف اللوفر التظاهرة الثقافية بأنها "حدث فريد من نوعه"، مؤكدة أنه "لم يسبق أبدا أن نظم معرض أثري سعودي في الخارج بهذا الحجم"

وكشفت سالفيني أن المعرض يضم ثلاثمائة قطعة أثرية نادرة تعرف بمختلف الحضارات التي تعاقبت في شبه الجزيرة العربية، مشيرة الى أن "مشاهدة الزوار لها ستعزز دون شك التقارب الثقافي والاحترام المتبادل بين فرنسا والعالم العربي

ويضم المعرض تماثيل ضخمة وشواهد قبور تعود لمملكة بني لحيان التي قامت في منطقة العلا بشمالي الجزيرة العربية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد

كما يحتوي قطعا نادرة من الأواني المصنوعة من المعادن الثمينة التي كشفت عنها الحفريات في أطلال مدائن صالح وفي منطقة الجوف بشمالي السعودية

ويفسر القائمون على المعرض وفرة الآثار القادمة من تلك المنطقة بكون شمالي السعودية كان يحتل موقعا إستراتيجيا في قلب العالم القديم وشكل ملتقى للطرق الرابطة بين مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين وبين اليمن وبلاد الشام فضلا عن كونه ممرا بين آسيا والعالم المتوسطي

وتشهد النقوش والقطع الفنية الأخرى المعروضة على تعاقب ممالك الثموديين واللحيانيين والأنباط على حكم تلك المنطقة ما بين الألفين الثالث والأول قبل الميلاد

غير أن المعرض لا يغفل التحول الذي عرفته الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، إذ غدت طرق القوافل القديمة دروبا للحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وزيارة قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة

ويدهش الزائر أمام النقوش الرائعة على باب للكعبة الشريفة يعود إلى السلطان العثماني مراد الرابع الذي تولى الخلافة في القرن السابع عشر للميلاد

كما يتحف المعرض رواده بمجموعة من شواهد قبور نصبت في أضرحة مكية أثناء فترة تمتد ما بين القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي. ويرى منظمو التظاهرة الثقافية أن تلك الشواهد تظهر تطور الكتابة العربية على مر القرون

وكشفت إدارة اللوفر أن المعرض سيظل مفتوحا أمام رواد المتحف حتى 27 سبتمبر/أيلول المقبل على أن ينقل بعدها إلى مدينة برشلونة الإسبانية وتوقعت أن يكون "عنصر جذب إضافيا" لزوار العاصمة الفرنسية
  • فريق ماسة
  • 2010-07-14
  • 10917
  • من الأرشيف

اللوفر يحتضن طرق الجزيرة العربية

بثلاثمائة قطعة أثرية تروي تاريخ مختلف الثقافات التي عرفتها منطقة الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ إلى يومنا الحاضر، افتتح معرض "طرق الجزيرة العربية" في متحف اللوفر بباريس عبر تعاون فرنسي سعودي ووصفت إدارة المتحف الفرنسي العريق هذه التظاهرة الثقافية بأنها "حدث فريد من نوعه" مشيرة إلى أنها ستعزز التقارب الثقافي والاحترام المتبادل بين فرنسا والعالم العربي تعاون فرنسي سعودي وقالت مديرة قسم الآثار الشرقية في اللوفر باتريس أندريه سالفيني إن تنظيم المعرض الأثري جاء ثمرة لاتفاق وقع في 2004 بين المتحف الفرنسي والهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية وأضافت المسؤولة الفرنسية في حديث للجزيرة نت أنه بموجب ذلك الاتفاق، قام اللوفر بعرض 150 تحفة إسلامية من مقتنياته في الرياض عام 2006، مشيرة إلى أن المسؤولين الفرنسيين والسعوديين كانوا يرغبون في أن يكرس المعرض السعودي الحالي لإبراز نتائج الحفريات في أراضي المملكة إلا أنه اتضح لاحقا -كما تقول سالفيني- أن "من المفيد أن تشمل هذه التظاهرة كل الحقب التاريخية التي عرفتها أرض الجزيرة العربية مع التركيز على الخاصية الأساسية لهذه المنطقة باعتبارها كانت في الماضي السحيق ممرا للقوافل التجارية وأصبحت بعد ظهور الاسلام محجا لملايين الناس" ووصفت مديرة قسم الآثار الشرقية بمتحف اللوفر التظاهرة الثقافية بأنها "حدث فريد من نوعه"، مؤكدة أنه "لم يسبق أبدا أن نظم معرض أثري سعودي في الخارج بهذا الحجم" وكشفت سالفيني أن المعرض يضم ثلاثمائة قطعة أثرية نادرة تعرف بمختلف الحضارات التي تعاقبت في شبه الجزيرة العربية، مشيرة الى أن "مشاهدة الزوار لها ستعزز دون شك التقارب الثقافي والاحترام المتبادل بين فرنسا والعالم العربي ويضم المعرض تماثيل ضخمة وشواهد قبور تعود لمملكة بني لحيان التي قامت في منطقة العلا بشمالي الجزيرة العربية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد كما يحتوي قطعا نادرة من الأواني المصنوعة من المعادن الثمينة التي كشفت عنها الحفريات في أطلال مدائن صالح وفي منطقة الجوف بشمالي السعودية ويفسر القائمون على المعرض وفرة الآثار القادمة من تلك المنطقة بكون شمالي السعودية كان يحتل موقعا إستراتيجيا في قلب العالم القديم وشكل ملتقى للطرق الرابطة بين مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين وبين اليمن وبلاد الشام فضلا عن كونه ممرا بين آسيا والعالم المتوسطي وتشهد النقوش والقطع الفنية الأخرى المعروضة على تعاقب ممالك الثموديين واللحيانيين والأنباط على حكم تلك المنطقة ما بين الألفين الثالث والأول قبل الميلاد غير أن المعرض لا يغفل التحول الذي عرفته الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، إذ غدت طرق القوافل القديمة دروبا للحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وزيارة قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ويدهش الزائر أمام النقوش الرائعة على باب للكعبة الشريفة يعود إلى السلطان العثماني مراد الرابع الذي تولى الخلافة في القرن السابع عشر للميلاد كما يتحف المعرض رواده بمجموعة من شواهد قبور نصبت في أضرحة مكية أثناء فترة تمتد ما بين القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي. ويرى منظمو التظاهرة الثقافية أن تلك الشواهد تظهر تطور الكتابة العربية على مر القرون وكشفت إدارة اللوفر أن المعرض سيظل مفتوحا أمام رواد المتحف حتى 27 سبتمبر/أيلول المقبل على أن ينقل بعدها إلى مدينة برشلونة الإسبانية وتوقعت أن يكون "عنصر جذب إضافيا" لزوار العاصمة الفرنسية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة