حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن ما يجري في المنطقة تحت ستار الديموقراطية والإصلاح السياسي قد يفتح الطريق للتطرف الإسلامي كما حدث في العراق ومصر ويحصل في سورية داعيا إلى مواجهة تهميش المسيحيين وإلى انخراطهم في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في بلدانهم الأم والحؤول دون تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية صغيرة لأن ذلك يهدد كل الشرق الأوسط ويترك تداعيات عالمية.

وفي سياق محاضرة بالجامعة الكاثوليكية في باريس في إطار مؤتمر "المسيح وقيصر أي شهادة عامة للكنائس" تطرقت إلى التحديات التي تواجه الوجود المسيحي في الشرق الأوسط نشرت مقتطفات منها الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قال الراعي إن " التغيرات التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط قد تقود إلى صراع بين المذاهب الدينية " معتبرا أن التحدي الثاني يكمن بمستوى الشهادة بمعنى أن التزام المسيحيين بشهادتهم في هذه المنطقة مرتبط بتأمين الأمن لهم والحريات الأساسية والإعتراف بالتنوع وباختلاف الآخر وتمايزه معربا عن الأمل بأن يؤدي لبنان دوره كبلد الرسالة في هذا الجو المضطرب.

ورأى الراعي " أن تحقيق هذا الأمر يتطلب إعادة النظر في خطابنا الديني والثقافي ".

وأكد الراعي " ضرورة المحافظة على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بدعم من الدول الصديقة التي تدافع عن القيم وحقوق الإنسان وأهمية المحافظة على القيم الروحية والإنسانية والاجتماعية والحرية والمساواة واحترام التنوع والخصوصيات لمختلف الطوائف " مشيرا إلى وجوب " المحافظة على الوجود المسيحي في ظل تنامي التطرف الجهادي ".

وعن مساهمة المسيحيين في التطور المتكامل في مجتمعاتهم قال الراعي " إن دور المسيحيين فعال في النهضة العربية على الصعيد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي وهذا الدور مطلوب منهم الآن أيضا وهو يفترض أن ينعموا بحقوقهم ويؤدوا واجباتهم كمواطنين أصليين منذ ألفي سنة حتى اليوم وأن ينعموا أيضا بملء المواطنة لا أن يعتبروا مواطنين من الدرجة الثانية " مطالبا بممارسة سياسة استقبال وضيافة إنسانية عند الحاجة وعدم تشجيع أي هجرة للمسيحيين في الشرق الأوسط بل على العكس مساعدتهم على خلق مشاريع تنموية تشجعهم على التمسك بأرضهم.

ولفت الراعي إلى أن المسيحيين المشرقيين لا يعيشون فقط في الشرق الأوسط إنما هم منتشرون في القارات الخمس.

وأكد الراعي أن بلدان الشرق الأوسط هي مهد المسيحية ويعيش فيها المسيحيون منذ أجيال تجربة الحوار المسيحي الإسلامي وخصوصا على مستوى الحياة اليومية.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-11
  • 8655
  • من الأرشيف

الراعي: تقسيم المنطقة لدويلات طائفية صغيرة يهدد الشرق الأوسط ويخلق تداعيات عالمية

حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن ما يجري في المنطقة تحت ستار الديموقراطية والإصلاح السياسي قد يفتح الطريق للتطرف الإسلامي كما حدث في العراق ومصر ويحصل في سورية داعيا إلى مواجهة تهميش المسيحيين وإلى انخراطهم في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في بلدانهم الأم والحؤول دون تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية صغيرة لأن ذلك يهدد كل الشرق الأوسط ويترك تداعيات عالمية. وفي سياق محاضرة بالجامعة الكاثوليكية في باريس في إطار مؤتمر "المسيح وقيصر أي شهادة عامة للكنائس" تطرقت إلى التحديات التي تواجه الوجود المسيحي في الشرق الأوسط نشرت مقتطفات منها الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قال الراعي إن " التغيرات التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط قد تقود إلى صراع بين المذاهب الدينية " معتبرا أن التحدي الثاني يكمن بمستوى الشهادة بمعنى أن التزام المسيحيين بشهادتهم في هذه المنطقة مرتبط بتأمين الأمن لهم والحريات الأساسية والإعتراف بالتنوع وباختلاف الآخر وتمايزه معربا عن الأمل بأن يؤدي لبنان دوره كبلد الرسالة في هذا الجو المضطرب. ورأى الراعي " أن تحقيق هذا الأمر يتطلب إعادة النظر في خطابنا الديني والثقافي ". وأكد الراعي " ضرورة المحافظة على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بدعم من الدول الصديقة التي تدافع عن القيم وحقوق الإنسان وأهمية المحافظة على القيم الروحية والإنسانية والاجتماعية والحرية والمساواة واحترام التنوع والخصوصيات لمختلف الطوائف " مشيرا إلى وجوب " المحافظة على الوجود المسيحي في ظل تنامي التطرف الجهادي ". وعن مساهمة المسيحيين في التطور المتكامل في مجتمعاتهم قال الراعي " إن دور المسيحيين فعال في النهضة العربية على الصعيد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي وهذا الدور مطلوب منهم الآن أيضا وهو يفترض أن ينعموا بحقوقهم ويؤدوا واجباتهم كمواطنين أصليين منذ ألفي سنة حتى اليوم وأن ينعموا أيضا بملء المواطنة لا أن يعتبروا مواطنين من الدرجة الثانية " مطالبا بممارسة سياسة استقبال وضيافة إنسانية عند الحاجة وعدم تشجيع أي هجرة للمسيحيين في الشرق الأوسط بل على العكس مساعدتهم على خلق مشاريع تنموية تشجعهم على التمسك بأرضهم. ولفت الراعي إلى أن المسيحيين المشرقيين لا يعيشون فقط في الشرق الأوسط إنما هم منتشرون في القارات الخمس. وأكد الراعي أن بلدان الشرق الأوسط هي مهد المسيحية ويعيش فيها المسيحيون منذ أجيال تجربة الحوار المسيحي الإسلامي وخصوصا على مستوى الحياة اليومية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة