أصدرت عائلة الفنان السوري الكبير دريد لحام بياناً صحفياً وهذا النص كاملاً:

يتم في الفضاء الالكتروني تداول خبر ملفق عن تصريح مفترض أدلى به الفنان دريد لحام لقناة المنار يفيد بأنه سيتخلى عن جواز سفره السوري بحال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ونحن عائلة دريد لحام إذ نكذّب الخبر بكامل تفاصيله نؤكد أيضاً أن النفي ليس موقفاً سياسياً بل تمسّك بالوطن والجذور، ونؤكد أننا نقرأ المواقف المتشنجة للبعض تجاه دريد لحام من منظور «العتب على قد المحبة»، فالمحبة تنضوي على توقعات يفترضها المرء ممن يحب وإلا عاتبه، علماً أنه لو اصطف لكسب الكثير وربح الدنيا، دريد الثائر دوماً كان صاحب قضية ونصيراً للوطن والحرية والمظلومين و.. وعندما لم يفصّل موقفاً على قياس كل مشاهد. لا لبس لدينا بوجود حملة تشويه سمعة ممنهجة هدفها الإساءة إلى دريد لحام، ورغم ذلك لم نتعاط مع افتراءات انغمس فيها «ناشطون» عن حسن نية أو سوء، تجاهلنا قوائم العار والتهديدات والتجريح وكل التلفيقات.. كلا أيها السيدات والسادة والدة دريد لحام التي غنّى لها «ياست الحبايب يامو» ليست يهودية، ودريد لم يتول قيادة مجموعة شبيحة مسلحة أثناء مداهمات ولم يحمل سلاحاً ضد أي كان، ودريد لم يحظ من النظام على برج سكني شرقي دمشق لقاء ولاء ونفاق، ولم.. ولم.. ولم ولن يتنازل عن سوريته، وبما أن عبء الإثبات يقع على مفترٍ كاذب فنرجو ممن يملك دليلاً أن يتحفنا به، فلا ريب لدينا أن ربط التصريح الملفق بقناة المنار مرسوم بعناية وليس وليد مصادفة أو خطأ مطبعياً، لا نأبه لمن يلفق الأكاذيب ولكن عتبنا كبير على من يصدقها أو يتبناها، وخاصة من صفق يوماً متأثراً بمسرحية أو فيلم أو مسلسل أو أغنية.. أو حتى موقف لدريد لحام.

ذات يوم منحت الأمم المتحدة دريد جواز سفر دبلوماسياً كسفير لمنظمة اليونيسيف، ولكن لأنه لا يتقن المقايضة ولا يتاجر بالمواقف لم يتردد للحظة عندما وقفت الأمم المتحدة عائقاً أمام موقف وطني مبدئي، بل تخلى عن جواز سفرها الذهبي وطار حراً إلى سماء الوطن، ولكن ليس دريد من يتخلى عن جواز السفر الوحيد الذي هو جزء من كيانه لا كرمى لعيون موالاة ولا معارضة، وما من تسعيرة لديه لقناعات ومواقف وطنية، لقد ربّانا على فضيلة أن الوطن ليس سلعة أو رفاهية بل وقفة عز وخزان ذكريات ومبادئ راسخة وجذور تتشبث برفات من رحلوا.

كما هي ساحة المرجة فإن دريد الفنان ملك لكل السوريين لا يحق لأحد الاستئثار به أو بها، ومن الشام سيظل يصرخ «زينوا المرجة والمرجة لنا»، وسيظل يكتب بألم اسم بلده الجريح «عالشمس يللي ما بتغيب»، نصحه محبون كثر بمغادرة سورية حرصاً على سلامته ولكنه بقي يسألهم «سلامتي ممن؟»، فور سماعه الخبر الكاذب خربش على قصاصة ورق مايلي: «أتصور أن من لفّق هذا الكلام هدفه الإساءة لي ولسورية. أنا لم أصرّح بهذا الهراء لأنني سوري الانتماء سوري البداية والنهاية مهما تحولت الظروف، ولأن سورية ليست فئة أو حزباً إنها وطن وحضارة، كما أنني لست بحاجة إلى شهادة من أحد بانتمائي إلى بلدي وأمي سورية. إن كل الشائعات التي سبقت والتي ستلي هدفها دفعي لأكون مع طرف ضد آخر، أنا لست هنا ولست هناك ولن أكون إلا مع سورية الجرح فهي بوصلتي الوحيدة. أيها السوريون في كل مكان.. لاشك أن للحرية ثمناً، وللديمقراطية ثمن وهما مبتغى كل مواطن ولكن ألا ترون أن سورية دفعت الثمن الكافي لذلك.. لهذا عودوا إلى ضمائركم، واستمعوا قليلاً إلى بعضكم وحاوروا بعضكم ولو قليلاً إكراماً لعشرات آلاف الشهداء، إكراماً لعيون الأرامل والثكالى التي تنزف ألماً، إكراماً لعيون أيتام تنزف وجعاً، إكراماً لآلام مئات ألوف اللاجئين السوريين الذين لم يألفوا اللجوء.. لم يعد الوطن يتحمل أكثر من ذلك.. وإن لم تفعلوا فلن تجدوا بعد حين وطناً تتقاتلون عليه أو لأجله، ستجدون أشلاء وطن يلعب عليه الآخرون.. وشعباً أصبح لاجئاً في الشتات بعد أن كان يفتح ذراعيه لكل طالب أمان. لقد سئمت كل من يقف ويتحدث باسم الشعب السوري ولم يسأل أحد الشعب السوري ماذا يريد.. عاشت سورية».

لقد أخذ دريد من أمه سورية الكثير.. وفيها ومنها تعلم لذة العطاء، وفي زحمة اقتتال يصم الآذان وحقد يعمي الأبصار قد لا تجد صرخة الألم هذه طريقها إلى عقول البعض، ولكن يهمّنا أن تعرف سورية وتسلم. 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-31
  • 12844
  • من الأرشيف

دريد لحام : حاوروا بعضكم إكراماً لعشرات آلاف الشهداء

أصدرت عائلة الفنان السوري الكبير دريد لحام بياناً صحفياً وهذا النص كاملاً: يتم في الفضاء الالكتروني تداول خبر ملفق عن تصريح مفترض أدلى به الفنان دريد لحام لقناة المنار يفيد بأنه سيتخلى عن جواز سفره السوري بحال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ونحن عائلة دريد لحام إذ نكذّب الخبر بكامل تفاصيله نؤكد أيضاً أن النفي ليس موقفاً سياسياً بل تمسّك بالوطن والجذور، ونؤكد أننا نقرأ المواقف المتشنجة للبعض تجاه دريد لحام من منظور «العتب على قد المحبة»، فالمحبة تنضوي على توقعات يفترضها المرء ممن يحب وإلا عاتبه، علماً أنه لو اصطف لكسب الكثير وربح الدنيا، دريد الثائر دوماً كان صاحب قضية ونصيراً للوطن والحرية والمظلومين و.. وعندما لم يفصّل موقفاً على قياس كل مشاهد. لا لبس لدينا بوجود حملة تشويه سمعة ممنهجة هدفها الإساءة إلى دريد لحام، ورغم ذلك لم نتعاط مع افتراءات انغمس فيها «ناشطون» عن حسن نية أو سوء، تجاهلنا قوائم العار والتهديدات والتجريح وكل التلفيقات.. كلا أيها السيدات والسادة والدة دريد لحام التي غنّى لها «ياست الحبايب يامو» ليست يهودية، ودريد لم يتول قيادة مجموعة شبيحة مسلحة أثناء مداهمات ولم يحمل سلاحاً ضد أي كان، ودريد لم يحظ من النظام على برج سكني شرقي دمشق لقاء ولاء ونفاق، ولم.. ولم.. ولم ولن يتنازل عن سوريته، وبما أن عبء الإثبات يقع على مفترٍ كاذب فنرجو ممن يملك دليلاً أن يتحفنا به، فلا ريب لدينا أن ربط التصريح الملفق بقناة المنار مرسوم بعناية وليس وليد مصادفة أو خطأ مطبعياً، لا نأبه لمن يلفق الأكاذيب ولكن عتبنا كبير على من يصدقها أو يتبناها، وخاصة من صفق يوماً متأثراً بمسرحية أو فيلم أو مسلسل أو أغنية.. أو حتى موقف لدريد لحام. ذات يوم منحت الأمم المتحدة دريد جواز سفر دبلوماسياً كسفير لمنظمة اليونيسيف، ولكن لأنه لا يتقن المقايضة ولا يتاجر بالمواقف لم يتردد للحظة عندما وقفت الأمم المتحدة عائقاً أمام موقف وطني مبدئي، بل تخلى عن جواز سفرها الذهبي وطار حراً إلى سماء الوطن، ولكن ليس دريد من يتخلى عن جواز السفر الوحيد الذي هو جزء من كيانه لا كرمى لعيون موالاة ولا معارضة، وما من تسعيرة لديه لقناعات ومواقف وطنية، لقد ربّانا على فضيلة أن الوطن ليس سلعة أو رفاهية بل وقفة عز وخزان ذكريات ومبادئ راسخة وجذور تتشبث برفات من رحلوا. كما هي ساحة المرجة فإن دريد الفنان ملك لكل السوريين لا يحق لأحد الاستئثار به أو بها، ومن الشام سيظل يصرخ «زينوا المرجة والمرجة لنا»، وسيظل يكتب بألم اسم بلده الجريح «عالشمس يللي ما بتغيب»، نصحه محبون كثر بمغادرة سورية حرصاً على سلامته ولكنه بقي يسألهم «سلامتي ممن؟»، فور سماعه الخبر الكاذب خربش على قصاصة ورق مايلي: «أتصور أن من لفّق هذا الكلام هدفه الإساءة لي ولسورية. أنا لم أصرّح بهذا الهراء لأنني سوري الانتماء سوري البداية والنهاية مهما تحولت الظروف، ولأن سورية ليست فئة أو حزباً إنها وطن وحضارة، كما أنني لست بحاجة إلى شهادة من أحد بانتمائي إلى بلدي وأمي سورية. إن كل الشائعات التي سبقت والتي ستلي هدفها دفعي لأكون مع طرف ضد آخر، أنا لست هنا ولست هناك ولن أكون إلا مع سورية الجرح فهي بوصلتي الوحيدة. أيها السوريون في كل مكان.. لاشك أن للحرية ثمناً، وللديمقراطية ثمن وهما مبتغى كل مواطن ولكن ألا ترون أن سورية دفعت الثمن الكافي لذلك.. لهذا عودوا إلى ضمائركم، واستمعوا قليلاً إلى بعضكم وحاوروا بعضكم ولو قليلاً إكراماً لعشرات آلاف الشهداء، إكراماً لعيون الأرامل والثكالى التي تنزف ألماً، إكراماً لعيون أيتام تنزف وجعاً، إكراماً لآلام مئات ألوف اللاجئين السوريين الذين لم يألفوا اللجوء.. لم يعد الوطن يتحمل أكثر من ذلك.. وإن لم تفعلوا فلن تجدوا بعد حين وطناً تتقاتلون عليه أو لأجله، ستجدون أشلاء وطن يلعب عليه الآخرون.. وشعباً أصبح لاجئاً في الشتات بعد أن كان يفتح ذراعيه لكل طالب أمان. لقد سئمت كل من يقف ويتحدث باسم الشعب السوري ولم يسأل أحد الشعب السوري ماذا يريد.. عاشت سورية». لقد أخذ دريد من أمه سورية الكثير.. وفيها ومنها تعلم لذة العطاء، وفي زحمة اقتتال يصم الآذان وحقد يعمي الأبصار قد لا تجد صرخة الألم هذه طريقها إلى عقول البعض، ولكن يهمّنا أن تعرف سورية وتسلم.   

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة