دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أفادت تقارير رسمية من العاصمة اللبنانية بيروت أن قائد جهاز أمن المطار، العميد الركن وفيق شقير، تقدم بكتاب خطي إلى وزير الداخلية زياد بارود، طلب بموجبه إعفاءه من مهام منصبه، وذلك بعد يومين على قضية اختراق شاب اتضح أنه لبناني لإجراءات الأمن في المطار، ووصوله إلى طائرة سعودية، ومن ثم اكتشاف جثته
تسلّم بارود الكتاب، وهو على وشك إصدار موقف رسمي الاثنين، خاصة وأن القضية باتت مثار جدل في لبنان حول إجراءات الأمن التي لم تحل دون تسلل الشاب الذي عثر على جثته متدلية من العجلات الخلفية للطائرة بعد هبوطها بمطار الرياض
وسبق لشقير أن برز على مسرح الأحداث اللبنانية عام 2008، عندما أدت محاولة إقالته من نفس المنصب لإقتحام عناصر حزب الله لشوارع بيروت بالسلاح في السابع من أيار/مايو2008، حيث يعتبره البعض بأنه كان مقربا لهم، خاصة بعد وصف الأمين العام، حسن نصر الله له، بإنه الضابط الوحيد الذي يثق به لعدم تحويل المطار إلى "قاعدة للمخابرات الأمريكية
ويعتبر جهاز أمن المطار أحد الأجهزة الأمنية القائمة بذاتها، وهو مكوّن من عناصر تتبع وحدات مختلفة وتتولى مهمة حراسة المطار ومحيطه
وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت في الخامس من مايو/أيار 2008 قراراً بإقالة شقير بعد الحديث عن سكوته على كاميرات تابعة لحزب الله تراقب المطار، كما قررت إزالة شبكة اتصالات سلكية للحزب في بيروت، فرد الأخير بعملية عسكرية للسيطرة على العاصمة، أدت إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين، مرغماً الحكومة على التراجع عن مواقفها
وعودة إلى حادثة المطار الغريبة الأخيرة، فقد أعلنت أجهزة الأمن اللبنانية قبل ساعات أن الشخص الذي عثر على بقايا جثته في صندوق منظومة العجلات في طائرة تابعة لشركة "ناس" السعودية يدعى فراس.ح.ح، مواليد 1990، ومن سكان منطقة برج البراجنة، المحاذية للمطار
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنه بالتحقيق مع شقيقه اتضح أن فراس كان قد تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة أيام، وهو يعاني من توتر عصبي ونفسي وتغير واضح في سلوكه منذ الأشهر الستة الأخيرة
وقد تم إبلاغ هذه المعلومات إلى النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان، الذي يشرف على التحقيق الجاري في هذه القضية
وقد أطلق سراح شقيق الشاب القتيل بعد التحقيق معه وتعرفه على صورة شقيقة التي أرسلتها السلطات السعودية
وقال النائب أحمد فتفت، أحد أركان تيار المستقبل الذي يقوده رئيس الحكومة سعدالدين الحريري، إن حادث الطائرة السعودية "خطير جدا لأن هناك ثغرة بهذا الحجم في مطار بيروت، وهذه مسؤولية كبيرة على المسؤولين عن أمن المطار"
وأضاف فتفت: "في أي دولة في العالم يتم اتخاذ إجراءات فورية في حق المسؤولين الذين قصروا في هكذا حادث عند حصوله"
ورأى أن "الخطورة تكمن في أن يتمكن شخص من الوصول إلى طائرة أثناء إقلاعها، وهذا الأمر يؤثر كثيرا على سمعة لبنان الأمنية"
وكان عمال الصيانة في مطار الرياض الدولي قد اكتشفوا السبت بقايا جثة بشرية على الإطارات الخلفية لإحدى طائرات الركاب، بعد قليل من هبوطها بالعاصمة السعودية بعد منتصف الليلة الماضية، قادمة من العاصمة اللبنانية بيروت
ولدى ورود الخبر إلى العمليات الأرضية في مطار بيروت، أبلغت بدورها إدارة المطار، وكذلك جهاز الأمن فيه، حيث بدأت تحقيقات على الفور مع كل المعنيين الذين قاموا بخدمة الطائرة قبيل إقلاعها
وأفادت معلومات أولية بأن بعض الركاب على متن الطائرة كانوا قد شاهدوا شخصاً يحمل حقيبة صغيرة على ظهره، ويرتدي قبعة على رأسه، كان يركض في اتجاه الطائرة، ثم وقع أرضاً، ثم شاهدوه يقوم ويتجه نحو الطائرة وهي تهم بالإقلاع
وذكرت الوكالة "الوطنية" أن الركاب والمضيفات أبلغوا قائد الطائرة بذلك، إلا أن الأخير لم يتخذ أي إجراء، وأقلع بالطائرة دون إبلاغ السلطات المختصة في مطار بيروت
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة