لا يعتبر المخرج حاتم علي عمله البدوي القادم (أبواب الغيم) للكاتب عدنان عودة خطوة ثانية في الدراما البدوية بالنسبة له بعد مسلسله (صراع على الرمال) الذي عرض منذ عامين «لأن لكل مسلسل بنية مختلفة... ولكن كل عمل أقدمه هو جزء من مشروع كامل لا يكتمل إلا باكتمال تفاصيله وهو مرهون بتغيرات ومعطيات ومن ثم لا أميل كثيراً إلى مصطلح المشروع في ظل ما نقرؤه من تصريحات كبيرة لأناس مازالوا في بداية حياتهم المهنية من ممثلين ومخرجين ويتحدثون عما يسمونه (مشروع) وأرى أن مشروع أي إنسان لا يتحقق إلا عبر مسيرة طويلة وهو مرهون بإمكانية كل شخص والظرف العام سواء أكان فنياً أم سياسياً أم اقتصادياً لأن الدراما العربية على العموم تمر بأزمة اقتصادية هي جزء من أزمة عالمية كما أنه ليس لدينا خطط إستراتيجية سواء كنا مخرجين أو ممثلين أو مؤسسات قطاع خاص أم عام لصناعة دراما تلفزيونية حقيقية. أنا أرى أن الدراما متروكة للمزاج العام والمصادفات والتجاذبات السياسية والإعلامية ومن ثم لا أميل إلى الادعاء بأن لدي مشروعاً واضح المعالم وأعمل عليه

ولكن حاتم علي لم ينكر في حوار نشر في صحيفة "الوطن" السورية أن لديه حلماً قديماً في السينما «ولكن هذا الحلم ظل مؤجلاً لفترة طويلة إلى أن توافق وجود تجربة مشتركة بين هيثم حقي والأوربت، واستطعت من خلالها أن أنجز فيلمي (الليل الطويل) وقبل ذلك تلاقت رغبتي مع المنتج نادر الأتاسي فقدمنا فيلم (سيلينا)، إذاً الأمر ليس مرهوناً بالشخص وإنما بالظرف العام

وقد انتهى حاتم علي من تصوير مسلسل (أبواب الغيم) المستوحى من فكر وخيال وأشعار صاحب السمو محمد بن راشد حاكم إمارة دبي ويتناول جوانب إنسانية وسياسية لقبائل عربية في الجزيرة العربية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وقد خُصصت للعمل ميزانية كبيرة وتم تصويره في عدة بلدان وبمشاركة واسعة من نجوم الدراما العربية وتقف وراءه قناة دبي الفضائية التي دخلت بشراكة مع علي منذ سنوات وهو يرى أنها تدعم الإنتاجات الدرامية العربية منذ فترة طويلة، ويشير إلى أن صناعة المسلسل «لم تعد صناعة محلية لأن سوقها لم يعد محلياً» وينفي حاتم علي نفياً قاطعاً فكرة أنه يحاول ترك مسافة بينه وبين مسلسل (أبواب الغيم)

ويضيف: لم يسبق لي أن أقدمت على أي عمل ما لم أكن مقتنعاً به ومتبنياً أفكاره لأن المخرج شريك ويعيد كتابته بأدواته الفنية وأنا لا أقبل أن أكون (تكنوقراط) أو منفذاً لأفكار الآخرين مهما كانت الظروف ومهما كانت المغريات، أنا شريك أساسي بكل الأعمال التي قدمتها ولكن كل عمل محكوم بظرفه. لقد كان مسلسل (صراع على الرمال) بداية التعاون مع قناة (دبي) وكنت ولا أزال أؤمن أن الشيخ محمد بن راشد رجل يسعى لدعم الفكر والثقافة العربية ليس فقط من باب الإنتاج الدرامي التلفزيوني ولكن من أبواب أخرى منها جائزة الدراما العربية التي أرى أنها أكبر وأهم الجوائز العربية، ومهرجان دبي السينمائي الذي تحول خلال سنوات قليلة إلى أهم المهرجانات على خارطة المهرجانات السينمائية العالمية ومن خلال إنشاء أكاديمية الإعلام، وعدد من طلابها هم سوريون

هو يسعى إلى تأسيس مناخ مشجع على الإبداع، لذا كان من الصعب عليّ رفض مشروع (صراع على الرمال) وإن كانت لدي ملاحظات على صياغة النص ولكن كانت لدي رغبة لهذا التواصل والتأسيس لتجارب أخرى أكثر غنى وتلاؤماً مع روحي. وفي تجربة (أبواب الغيم) حاولنا تلافي الأخطاء التي كانت في (صراع على الرمال) حيث سيرى المشاهد شخصيات فاعلة في المشهد السياسي الذي كان سائداً أواخر القرن التاسع عشر وليست معزولة عما يجري حولها في العالم وتدور الأحداث في دمشق واسطنبول ومصر والجزيرة العربية. نحاول رسم لوحة بانورامية مفتوحة المدى في محاولة لنتلمس واقع الإنسان في الجزيرة العربية خلال مئة عام

  • فريق ماسة
  • 2010-07-10
  • 13909
  • من الأرشيف

حاتم علي: لا انفذ أفكار الآخرين مهما كانت المغريات

لا يعتبر المخرج حاتم علي عمله البدوي القادم (أبواب الغيم) للكاتب عدنان عودة خطوة ثانية في الدراما البدوية بالنسبة له بعد مسلسله (صراع على الرمال) الذي عرض منذ عامين «لأن لكل مسلسل بنية مختلفة... ولكن كل عمل أقدمه هو جزء من مشروع كامل لا يكتمل إلا باكتمال تفاصيله وهو مرهون بتغيرات ومعطيات ومن ثم لا أميل كثيراً إلى مصطلح المشروع في ظل ما نقرؤه من تصريحات كبيرة لأناس مازالوا في بداية حياتهم المهنية من ممثلين ومخرجين ويتحدثون عما يسمونه (مشروع) وأرى أن مشروع أي إنسان لا يتحقق إلا عبر مسيرة طويلة وهو مرهون بإمكانية كل شخص والظرف العام سواء أكان فنياً أم سياسياً أم اقتصادياً لأن الدراما العربية على العموم تمر بأزمة اقتصادية هي جزء من أزمة عالمية كما أنه ليس لدينا خطط إستراتيجية سواء كنا مخرجين أو ممثلين أو مؤسسات قطاع خاص أم عام لصناعة دراما تلفزيونية حقيقية. أنا أرى أن الدراما متروكة للمزاج العام والمصادفات والتجاذبات السياسية والإعلامية ومن ثم لا أميل إلى الادعاء بأن لدي مشروعاً واضح المعالم وأعمل عليه ولكن حاتم علي لم ينكر في حوار نشر في صحيفة "الوطن" السورية أن لديه حلماً قديماً في السينما «ولكن هذا الحلم ظل مؤجلاً لفترة طويلة إلى أن توافق وجود تجربة مشتركة بين هيثم حقي والأوربت، واستطعت من خلالها أن أنجز فيلمي (الليل الطويل) وقبل ذلك تلاقت رغبتي مع المنتج نادر الأتاسي فقدمنا فيلم (سيلينا)، إذاً الأمر ليس مرهوناً بالشخص وإنما بالظرف العام وقد انتهى حاتم علي من تصوير مسلسل (أبواب الغيم) المستوحى من فكر وخيال وأشعار صاحب السمو محمد بن راشد حاكم إمارة دبي ويتناول جوانب إنسانية وسياسية لقبائل عربية في الجزيرة العربية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وقد خُصصت للعمل ميزانية كبيرة وتم تصويره في عدة بلدان وبمشاركة واسعة من نجوم الدراما العربية وتقف وراءه قناة دبي الفضائية التي دخلت بشراكة مع علي منذ سنوات وهو يرى أنها تدعم الإنتاجات الدرامية العربية منذ فترة طويلة، ويشير إلى أن صناعة المسلسل «لم تعد صناعة محلية لأن سوقها لم يعد محلياً» وينفي حاتم علي نفياً قاطعاً فكرة أنه يحاول ترك مسافة بينه وبين مسلسل (أبواب الغيم) ويضيف: لم يسبق لي أن أقدمت على أي عمل ما لم أكن مقتنعاً به ومتبنياً أفكاره لأن المخرج شريك ويعيد كتابته بأدواته الفنية وأنا لا أقبل أن أكون (تكنوقراط) أو منفذاً لأفكار الآخرين مهما كانت الظروف ومهما كانت المغريات، أنا شريك أساسي بكل الأعمال التي قدمتها ولكن كل عمل محكوم بظرفه. لقد كان مسلسل (صراع على الرمال) بداية التعاون مع قناة (دبي) وكنت ولا أزال أؤمن أن الشيخ محمد بن راشد رجل يسعى لدعم الفكر والثقافة العربية ليس فقط من باب الإنتاج الدرامي التلفزيوني ولكن من أبواب أخرى منها جائزة الدراما العربية التي أرى أنها أكبر وأهم الجوائز العربية، ومهرجان دبي السينمائي الذي تحول خلال سنوات قليلة إلى أهم المهرجانات على خارطة المهرجانات السينمائية العالمية ومن خلال إنشاء أكاديمية الإعلام، وعدد من طلابها هم سوريون هو يسعى إلى تأسيس مناخ مشجع على الإبداع، لذا كان من الصعب عليّ رفض مشروع (صراع على الرمال) وإن كانت لدي ملاحظات على صياغة النص ولكن كانت لدي رغبة لهذا التواصل والتأسيس لتجارب أخرى أكثر غنى وتلاؤماً مع روحي. وفي تجربة (أبواب الغيم) حاولنا تلافي الأخطاء التي كانت في (صراع على الرمال) حيث سيرى المشاهد شخصيات فاعلة في المشهد السياسي الذي كان سائداً أواخر القرن التاسع عشر وليست معزولة عما يجري حولها في العالم وتدور الأحداث في دمشق واسطنبول ومصر والجزيرة العربية. نحاول رسم لوحة بانورامية مفتوحة المدى في محاولة لنتلمس واقع الإنسان في الجزيرة العربية خلال مئة عام


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة