في ختام احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب، أصدرت وزارة الثقافة فيلما وثائقيا عن الطباعة وإشكاليات قدومها إلى الشرق لتنهي مرحلة حجبت فيها المعارف عن المنطقة لقرون، حسبما يظهره الفيلم

"من غوتنبرغ إلى بيروت- عاصمة عالمية للكتاب" (٢٣ دقيقة)، إشارة إلى أول مطبعة سميت باسم مخترعها الألماني غوتنبرغ، وهو فيلم يعرض رأي أساتذة متخصصين ومقابلات مع رهبان استقدم أسلافهم أولى المطابع إلى الشرق وعدلوا طريقة كتابتها خشية السلطات العثمانية التي لم تُرد ترويج الحرف العربي خشية تشويه شكل القرآن واللغة العربية، حسب ما يعرضه الوثائقي

تقول منسقة "احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب" ليلى بركات للجزيرة نت "وزعنا الفيلم بمناسبة اختتام الفعالية.. تمحورت أنشطتنا حول الكتاب، دعمنا تسعة أفلام عن الكتب والطباعة، وروايات ستحول إلى أفلام"

وقالت عن تطور الطباعة في لبنان "أقمنا أول دراسة إحصائية بينت أهمية قطاع الطباعة والنشر في لبنان، فهناك ٨٠٠ مطبعة وأصدرنا كتابا عن الطباعة في المشرق ولماذا كانت أول مطبعة في لبنان وعلاقة الطباعة بحرية التعبير. فالطباعة أتاحت التعبير عن الرأي بالكتابة، وهذا لم يكن موجودا سابقا "

تقول رئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى الأمين للجزيرة نت "لولا الطباعة وانتشارها لما كانت الثقافة تطورت ولما كانت هناك علوم منتشرة وكتب وثقافة وصحافة في متناول الناس. أهميتها أنها ساهمت في تخطي الحدود، ولم تبق الثقافة بفضلها حكرا على الخاصة "

وتضيف "المطبعة ما زالت المدماك الأساس في بناء الثقافة المعرفية.. وسيبقى للطباعة الدور الكبير في نشر المعارف، ولن يستغنى عنها مع تطور التكنولوجيا الحديثة، فهذه أيضا تعتمد على الطباعة بشكل كبير"

الفيلم والطباعة

يعرض الفيلم تاريخ الطباعة باستطلاع آراء متخصصين، منهم الباحثة الدكتورة هلا عواضة التي رأت أنه "بين مطبعة غوتنبرغ ومطبعة السلطنة العثمانية فارق زمني امتد على ٢٧٦ سنة  في الوقت الذي حظرت فيه السلطنة العثمانية استخدام المطابع بالحرف العربي وسمحت بطبع بقية اللغات"

وأوضحت أنه "في مرحلة ثانية حاول بعض مسيحيي الشرق في جبل لبنان أن يستقدموا مطبعة إلى دير قزحيا في جبل بعيدا عن أعين السلطنة العثمانية"

تقول عواضة "منع الطباعة كان سببا مهما في تأخر مجاراة العقل العربي ركب الحضارة، وفي أبحاثنا وجدنا أن العديد من الأكاديميين والمهتمين بالشأن العلمي والثقافي لم يكونوا يعرفون أن المطبعة كانت محظورة علينا لمدة 300 سنة

قدسية القرآن

ويقول الباحث الجامعي الدكتور سماح مكارم "السلطان بايزيد هو الذي منع طباعة الحرف العربي لظنه أن طباعته بالآلة تؤدي إلى التقليل من قدسية القرآن أو قدسية اللغة العربية "

وروى مكارم أن "السلطان محمود الثاني أراد أن يتعلم الخط على يد أحد الخطاطين الأتراك فكان يركع أمامه، ويحمل الدواة لكي يكتب بها وهو ساجد أمامه لاعتباره أن الكلام الذي تجري كتابته هو كلام الله"

ويذكر الراهب شربل طراد في دير قزحيا في وادي قاديشا شمالي لبنان، أنه وصلت إلى ديره المطبعة المعروفة بمطبعة دير قزحيا عام ١٥٨٥، راويا "استخدام الحروف السريانية لطباعة اللغة العربية، بحيث لا تعرفها السلطات العثمانية، والطريقة تعرف بالكرشونية. وقد طبعت أول مخطوط عام ١٦١٠ لكتاب المزامير "

وتذكر الباحثة عواضة أنه بعد سماح الأتراك بالطباعة مطلع القرن 18، طبع أول كتاب بالحرف العربي في مطبعة مار يوحنا الشوير عام ١٧٣٤ وهو كتاب "ميزان الزمان"

فيلم يجسد النضال ضد الجدار العازل           

يقدم الفيلم الوثائقي الفلسطيني الإسرائيلي الأميركي المشترك "بدرس" نموذجا للمقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية

ويتناول فيلم "بدرس" للمخرجة البرازيلية الأصل جوليا باشا الذي عرض يوم الأربعاء في قصر رام الله الثقافي، قضايا متداخلة مع التركيز على رؤية المؤسسة الأميركية المنتجة للفيلم "جست فيجن" في تقديم النضال السلمي المشترك للفلسطينيين والإسرائيليين من أجل الكرامة والحرية ووقف مصادرة الأراضي

ويتيح الفيلم المجال أمام الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يقاومون معا ولجنود الاحتلال الذين يقعمون المظاهرات إبداء وجهات نظرهم في كل ما يجري بدءا من مخططات بناء الجدار على أراضي قرية بدرس الواقعة شمال غرب رام الله

ويعرض الفيلم وجهات النظر المختلفة بشأن أعمال تجريف الأراضي والنجاح الذي تحقق في تغيير مسار الجدار واستعادة 95% من الأراضي التي كان مقررا مصادرتها

ويركز الفيلم على قصة شاب فلسطيني يدعى عايد مرار من أبناء القرية والذي أمضى ست سنوات في السجن لمشاركته في الانتفاضة والذي قرر تنظيم حركة شعبية في قريته جمع فيها أبناء القرية حوله وتمكن من تنظيم 54 مسيرة جماهيرية ذات طابع سلمي

ويعرض الفيلم على مدى 78 دقيقة مشاهد لفلسطينيين يدافعون عن إسرائيليين أتوا للتضامن معهم لمنع اعتقالهم من قبل جنود الاحتلال، ولإسرائيليين يشكلون حاجزا أمام الجنود لمنعهم من الاعتداء على الفلسطينيين

ويعرض الفيلم مشاهد العنف لجنود إسرائيليين يعتدون على متظاهرين بالضرب بالهري وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمعة لتظهر القرية في بعض المشاهد كأنها ساحة حرب حقيقية

وتباينت آراء الحضور الذين امتلأت بهم قاعة المسرح التي تتسع لـ850 شخصا كان من بينهم الملكة نور الحسين التي وصلت خصيصا إلى رام الله على متن مروحية لحضور العرض الأول للفيلم في رام الله رغم مشاهدتها له لأكثر من مرة في المهرجانات التي عرض فيها
  • فريق ماسة
  • 2010-07-09
  • 10441
  • من الأرشيف

طُبع بلبنان.. من غوتنبرغ إلى بيروت

في ختام احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب، أصدرت وزارة الثقافة فيلما وثائقيا عن الطباعة وإشكاليات قدومها إلى الشرق لتنهي مرحلة حجبت فيها المعارف عن المنطقة لقرون، حسبما يظهره الفيلم "من غوتنبرغ إلى بيروت- عاصمة عالمية للكتاب" (٢٣ دقيقة)، إشارة إلى أول مطبعة سميت باسم مخترعها الألماني غوتنبرغ، وهو فيلم يعرض رأي أساتذة متخصصين ومقابلات مع رهبان استقدم أسلافهم أولى المطابع إلى الشرق وعدلوا طريقة كتابتها خشية السلطات العثمانية التي لم تُرد ترويج الحرف العربي خشية تشويه شكل القرآن واللغة العربية، حسب ما يعرضه الوثائقي تقول منسقة "احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب" ليلى بركات للجزيرة نت "وزعنا الفيلم بمناسبة اختتام الفعالية.. تمحورت أنشطتنا حول الكتاب، دعمنا تسعة أفلام عن الكتب والطباعة، وروايات ستحول إلى أفلام" وقالت عن تطور الطباعة في لبنان "أقمنا أول دراسة إحصائية بينت أهمية قطاع الطباعة والنشر في لبنان، فهناك ٨٠٠ مطبعة وأصدرنا كتابا عن الطباعة في المشرق ولماذا كانت أول مطبعة في لبنان وعلاقة الطباعة بحرية التعبير. فالطباعة أتاحت التعبير عن الرأي بالكتابة، وهذا لم يكن موجودا سابقا " تقول رئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى الأمين للجزيرة نت "لولا الطباعة وانتشارها لما كانت الثقافة تطورت ولما كانت هناك علوم منتشرة وكتب وثقافة وصحافة في متناول الناس. أهميتها أنها ساهمت في تخطي الحدود، ولم تبق الثقافة بفضلها حكرا على الخاصة " وتضيف "المطبعة ما زالت المدماك الأساس في بناء الثقافة المعرفية.. وسيبقى للطباعة الدور الكبير في نشر المعارف، ولن يستغنى عنها مع تطور التكنولوجيا الحديثة، فهذه أيضا تعتمد على الطباعة بشكل كبير" الفيلم والطباعة يعرض الفيلم تاريخ الطباعة باستطلاع آراء متخصصين، منهم الباحثة الدكتورة هلا عواضة التي رأت أنه "بين مطبعة غوتنبرغ ومطبعة السلطنة العثمانية فارق زمني امتد على ٢٧٦ سنة  في الوقت الذي حظرت فيه السلطنة العثمانية استخدام المطابع بالحرف العربي وسمحت بطبع بقية اللغات" وأوضحت أنه "في مرحلة ثانية حاول بعض مسيحيي الشرق في جبل لبنان أن يستقدموا مطبعة إلى دير قزحيا في جبل بعيدا عن أعين السلطنة العثمانية" تقول عواضة "منع الطباعة كان سببا مهما في تأخر مجاراة العقل العربي ركب الحضارة، وفي أبحاثنا وجدنا أن العديد من الأكاديميين والمهتمين بالشأن العلمي والثقافي لم يكونوا يعرفون أن المطبعة كانت محظورة علينا لمدة 300 سنة قدسية القرآن ويقول الباحث الجامعي الدكتور سماح مكارم "السلطان بايزيد هو الذي منع طباعة الحرف العربي لظنه أن طباعته بالآلة تؤدي إلى التقليل من قدسية القرآن أو قدسية اللغة العربية " وروى مكارم أن "السلطان محمود الثاني أراد أن يتعلم الخط على يد أحد الخطاطين الأتراك فكان يركع أمامه، ويحمل الدواة لكي يكتب بها وهو ساجد أمامه لاعتباره أن الكلام الذي تجري كتابته هو كلام الله" ويذكر الراهب شربل طراد في دير قزحيا في وادي قاديشا شمالي لبنان، أنه وصلت إلى ديره المطبعة المعروفة بمطبعة دير قزحيا عام ١٥٨٥، راويا "استخدام الحروف السريانية لطباعة اللغة العربية، بحيث لا تعرفها السلطات العثمانية، والطريقة تعرف بالكرشونية. وقد طبعت أول مخطوط عام ١٦١٠ لكتاب المزامير " وتذكر الباحثة عواضة أنه بعد سماح الأتراك بالطباعة مطلع القرن 18، طبع أول كتاب بالحرف العربي في مطبعة مار يوحنا الشوير عام ١٧٣٤ وهو كتاب "ميزان الزمان" فيلم يجسد النضال ضد الجدار العازل            يقدم الفيلم الوثائقي الفلسطيني الإسرائيلي الأميركي المشترك "بدرس" نموذجا للمقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية ويتناول فيلم "بدرس" للمخرجة البرازيلية الأصل جوليا باشا الذي عرض يوم الأربعاء في قصر رام الله الثقافي، قضايا متداخلة مع التركيز على رؤية المؤسسة الأميركية المنتجة للفيلم "جست فيجن" في تقديم النضال السلمي المشترك للفلسطينيين والإسرائيليين من أجل الكرامة والحرية ووقف مصادرة الأراضي ويتيح الفيلم المجال أمام الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يقاومون معا ولجنود الاحتلال الذين يقعمون المظاهرات إبداء وجهات نظرهم في كل ما يجري بدءا من مخططات بناء الجدار على أراضي قرية بدرس الواقعة شمال غرب رام الله ويعرض الفيلم وجهات النظر المختلفة بشأن أعمال تجريف الأراضي والنجاح الذي تحقق في تغيير مسار الجدار واستعادة 95% من الأراضي التي كان مقررا مصادرتها ويركز الفيلم على قصة شاب فلسطيني يدعى عايد مرار من أبناء القرية والذي أمضى ست سنوات في السجن لمشاركته في الانتفاضة والذي قرر تنظيم حركة شعبية في قريته جمع فيها أبناء القرية حوله وتمكن من تنظيم 54 مسيرة جماهيرية ذات طابع سلمي ويعرض الفيلم على مدى 78 دقيقة مشاهد لفلسطينيين يدافعون عن إسرائيليين أتوا للتضامن معهم لمنع اعتقالهم من قبل جنود الاحتلال، ولإسرائيليين يشكلون حاجزا أمام الجنود لمنعهم من الاعتداء على الفلسطينيين ويعرض الفيلم مشاهد العنف لجنود إسرائيليين يعتدون على متظاهرين بالضرب بالهري وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمعة لتظهر القرية في بعض المشاهد كأنها ساحة حرب حقيقية وتباينت آراء الحضور الذين امتلأت بهم قاعة المسرح التي تتسع لـ850 شخصا كان من بينهم الملكة نور الحسين التي وصلت خصيصا إلى رام الله على متن مروحية لحضور العرض الأول للفيلم في رام الله رغم مشاهدتها له لأكثر من مرة في المهرجانات التي عرض فيها


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة