رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، أن "الادعاء القائل بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يحل إلا عن طريق المحادثات المباشرة أصبح بمثابة شعار تردده الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها"، موضحة ان "إجراء محادثات مباشرة بين أعداء ألداء دون وجود وساطة نشطة قد تكون الوسيلة الأسوأ لمحاولة تسوية الصراع، وذلك نظراً لأن مواجهة الخصوم على طاولة المفاوضات تصعد الحواجز النفسية على نحو يحول دون التوصل إلى اتفاق ذي منفعة متبادلة".

واشارت الصحيفة الى انه "إذا شرع الإسرائيليون والفلسطينيون في جهد جديد لإنهاء الصراع، ينبغي أن تقوم الوساطة الأميركية القوية بدور حاسم في التصدي للحواجز النفسية والفكرية التي أحبطت محادثات السلام حتى الآن"، لافتة الى ان "أبحاث جامعة ستانفورد حول العوائق التي تحول دون حل الصراعات توضح أن العمليات النفسية تلعب دوراً رئيسياً في توجيه أفكار وسلوكيات الأشخاص الذين يحاولون إنهاء الصراعات السياسية العنيفة أو المستعصية، حيث تخضع جهات الصراع إلى هيمنة أفكارهم القائمة على أساس تاريخي، والتي تحدد الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم وإلى خصومهم".

ورأت الصحيفة ان "الإسرائيليين يعتقدون أنهم يواجهون تهديداً وجودياً يفرضه الجانب الذي ينبغي التفاوض معه، في حين يرى الفلسطينيون أنهم ضحايا لاحتلال جائر، ويعتقد الفلسطينيون أنه لا يمكن التفاوض مع المحتل الذي استولى بغير حق على ممتلكاتهم بينما يرى الإسرائيليون أنه لا ينبغي التفاوض على حدود الملكية مع جيران عازمين على تدمير دولتهم".

واوضحت الصحيفة ان "هذا التباين الواضح بين وجهات نظر كلا الجانبين يجعل من الصعب للغاية عليهما أن يدخلا في مفاوضات تنطوي على تبادل محتمل للمصالح"، لافتة الى ان "الجهات المتنازعة تميل أيضاً إلى التقليل من قيمة أي تنازلات يقدمها الفريق الآخر، ولكنها قد تعيد التقييم إذا طُرحت هذه التنازلات من قبل فريق ثالث".

 

واشارت الصحيفة الى ان "جهود الوساطة من شأنها أن تساعد في التغلب على هذه التحديات"، معتبرة ان "هنا يأتي دور الولايات المتحدة بوصفها الفريق الوحيد الذي يتمتع بثقة كلا الجانبين"، مشيرة الى ان "الوساطة الرسمية ليست عصا سحرية تستطيع حل الصراع، حيث أثبتت الأبحاث أن السلام لا يتحقق إلا عندما يكون كل جانب مستعد لصياغة رؤية مستقبلية لا تلبي مطالبه فحسب ولكنها تلقى أيضاً قبول الجانب الآخر".

ولفتت الصحيفة الى أن "الوساطة الأميركية ليست سوى خطوة أولى، ولكنها خطوة حاسمة للغاية، فلا يوجد ما يضمن نجاح إحياء عملية السلام حتى مع وجود وساطة أميركية نشطة، غير أنه حال غيابها سيكون الفشل هو مصير أي عملية سلام في المنطقة".

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-05
  • 7475
  • من الأرشيف

نيويورك تايمز:غياب الوساطة الاميركية سيؤدي لفشل أي عملية سلام بالمنطقة

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، أن "الادعاء القائل بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يحل إلا عن طريق المحادثات المباشرة أصبح بمثابة شعار تردده الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها"، موضحة ان "إجراء محادثات مباشرة بين أعداء ألداء دون وجود وساطة نشطة قد تكون الوسيلة الأسوأ لمحاولة تسوية الصراع، وذلك نظراً لأن مواجهة الخصوم على طاولة المفاوضات تصعد الحواجز النفسية على نحو يحول دون التوصل إلى اتفاق ذي منفعة متبادلة". واشارت الصحيفة الى انه "إذا شرع الإسرائيليون والفلسطينيون في جهد جديد لإنهاء الصراع، ينبغي أن تقوم الوساطة الأميركية القوية بدور حاسم في التصدي للحواجز النفسية والفكرية التي أحبطت محادثات السلام حتى الآن"، لافتة الى ان "أبحاث جامعة ستانفورد حول العوائق التي تحول دون حل الصراعات توضح أن العمليات النفسية تلعب دوراً رئيسياً في توجيه أفكار وسلوكيات الأشخاص الذين يحاولون إنهاء الصراعات السياسية العنيفة أو المستعصية، حيث تخضع جهات الصراع إلى هيمنة أفكارهم القائمة على أساس تاريخي، والتي تحدد الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم وإلى خصومهم". ورأت الصحيفة ان "الإسرائيليين يعتقدون أنهم يواجهون تهديداً وجودياً يفرضه الجانب الذي ينبغي التفاوض معه، في حين يرى الفلسطينيون أنهم ضحايا لاحتلال جائر، ويعتقد الفلسطينيون أنه لا يمكن التفاوض مع المحتل الذي استولى بغير حق على ممتلكاتهم بينما يرى الإسرائيليون أنه لا ينبغي التفاوض على حدود الملكية مع جيران عازمين على تدمير دولتهم". واوضحت الصحيفة ان "هذا التباين الواضح بين وجهات نظر كلا الجانبين يجعل من الصعب للغاية عليهما أن يدخلا في مفاوضات تنطوي على تبادل محتمل للمصالح"، لافتة الى ان "الجهات المتنازعة تميل أيضاً إلى التقليل من قيمة أي تنازلات يقدمها الفريق الآخر، ولكنها قد تعيد التقييم إذا طُرحت هذه التنازلات من قبل فريق ثالث".   واشارت الصحيفة الى ان "جهود الوساطة من شأنها أن تساعد في التغلب على هذه التحديات"، معتبرة ان "هنا يأتي دور الولايات المتحدة بوصفها الفريق الوحيد الذي يتمتع بثقة كلا الجانبين"، مشيرة الى ان "الوساطة الرسمية ليست عصا سحرية تستطيع حل الصراع، حيث أثبتت الأبحاث أن السلام لا يتحقق إلا عندما يكون كل جانب مستعد لصياغة رؤية مستقبلية لا تلبي مطالبه فحسب ولكنها تلقى أيضاً قبول الجانب الآخر". ولفتت الصحيفة الى أن "الوساطة الأميركية ليست سوى خطوة أولى، ولكنها خطوة حاسمة للغاية، فلا يوجد ما يضمن نجاح إحياء عملية السلام حتى مع وجود وساطة أميركية نشطة، غير أنه حال غيابها سيكون الفشل هو مصير أي عملية سلام في المنطقة".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة