رصدت قناة "cnbc" عربية بعض التغييرات التي طرأت على شكل وأساليب التداول في البورصة الكويتية والتي دفعت بالأسهم الصغيرة المضاربية إلى الواجهة ونحت جانبا الأسماء الكبيرة من الأسهم والمجاميع الاستثمارية التي كان تقود التداولات وتعطي ثاني اكبر البورصات العربية اسمها وحجمها.

واسترجع التقرير وفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية الذي غطى النصف الأول من برنامج (عين على الكويت) كيف كانت البورصة قبل 2008 عندما كان تصنف بأنها ثاني اكبر الأسواق العربية بعد السعودية وعندما كان متوسط تداولاتها اليومي يتجاوز المائة مليون دينار وقد يتعدى ذلك الرقم في بعض الأيام.. وعندما كان هناك حراك وأخبار ومشروعات وعندما كانت تقود التداولات مجموعات جبارة لها اسمها ووزنها وتخاف وتحرص عليه.. لكن كل ذلك اختلف اليوم.. فالسوق غابت عنه نجومه من الأسهم والمجاميع الكبيرة وحل محلها صنف آخر يقود تداولات كثيرة العدد لكنها لا تساوي الكثير على ميزان متوسط التداول اليومي الذي هبط إلى ثلاثين مليون دينار وقد يتدنى إلى ثمانية ملايين فقط في بعض الأيام.

حتى أهل السوق اختفوا وهم الذين ملؤوا القاعة يوما وكان لون «دشاديشهم» البيضاء تعطي قاعة التداول صورتها الحيوية الشهيرة.. والآن تنظر إليها فلا تجد سوى جماعات محدودة ومتفرقة من المتداولين.. وتنظر إلى القاعة فترى مقاعد شاغرة في كل ركن وهي تشكوا حالها وغياب الجالسين.

صالة قمار

ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة المشروعات السعودية القابضة وليد الحوطي أن صغار المتداولين أصبحوا يشترون أسهما لايعرفون عنها أي شيء ويكتفون فقط بالسؤال على أي سهم يدور «الشغل «وهو ما حول السوق إلى ما يشبه صالة قمار أو مقهى شعبي.

وأضاف أن تلك الأسهم التي تقود التداول حاليا وتحوز اهتمام المتداولين ليس لديها ما يؤهلها للعب ذلك الدور بل إن بعض تلك الأسهم أصبحت مادة للتندر والتهكم على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة التويتر.

ويرى وليد الحوطي أن العزوف عن الاستثمار في الأسهم القيادية يعود في جانب من أسبابه إلى قوانين هيئة أسواق المال التي وضعت لتحسين الأداء والتشجيع على الاستثمار السليم هي نفسها القوانين التي أدت إلى ذلك العزوف.

وقال الحوطي إن هناك فقرات ومواد في القانون أدت إلى عزوف المتداول عن الأسهم القيادية ودفعته إلى الأسهم المضاربية ومن هذه الفقرات ما يتعلق بمنع أعضاء مجالس إدارات الشركات من الشراء والبيع في الأسهم ويشير الحوطي إلى أن الكويت هي الدولة الوحيدة التي تتمسك بهذا الشرط الذي كان موجودا في السابق لكنه لم يطبق إلا الآن.

وتساءل الحوطي «لم لا نحذو حذو السعودية وتتم هذه الأمور وفق آلية وشروط معينة»؟ موضحا أن مثل ذلك التشدد شل يد متداولين كبار وصناع سوق من التداول في البورصة وأصبحت أسماء كبيرة ومعروفة في السوق غير قادرة حتى عن الاستثمار في أسهم قيادية بالسوق لكون تلك الأسماء أعضاء في مجالس ادارة كيانات كبيرة لها أسهم ثقيلة مدرجة في البورصة...

وعبر الحوطي عن تعجبه من أن التشدد وصل إلى الكيانات والمقاعد الحكومية فالهيئة العامة للاستثمار والتأمينات الاجتماعية لها أعضاء معينين في مجالس إدارة شركات ولذلك لا تستطيع الدخول في التداول على الأسهم القيادية.

ويضرب الحوطي مثالا آخر على التشدد الذي أدى إلى الحالة التي يعيشها السوق حاليا وهو إجبار المستثمر الراغب في الاستحواذ على تقديم عرض لجميع المساهمين ويقول الحوطي إن الطريقة في تطبيق المادة تخالف العقل والمنطق وتمنع مستثمراً يمتلك %40 مثلا من أسهم شركة من شراء بضعة أسهم أخرى.

ومن بين القوانين التي يرى الحوطي أنها أضرت السوق أكثر مما فادته هو ذلك البند الخاص بنسبة التركيز في أي صندوق والتي حددها القانون بـ%10 ويقول أن ذلك شل يد الصناديق عن العمل في البورصة.. كذلك انتقد الحوطي ارتفاع الرسوم المفروضة على الصناديق الجديدة والتي تصل إلى خمسين ألف دينار.

وشدد الحوطي على أن من الأدوار الرئيسية لهيئة أسواق المال هو زيادة التداول وجذب المستثمرين وخلق سوق حقيقي بيئة صحية وهذا الدور يبدأ من قبل ان تبدأ آو تنتهي التداولات، ويختتم الحوطي بأن النجاح الكبر للهيئة ليس في تحقيق تداولات بـ15 مليون دينار ليس فيها تلاعب وانما بالعودة بالتداولات إلى مستوى المائة مليون دينار وأيضا ليس فيها تلاعب.

قهوة حنفي

وقال المدير العام للشركة الرباعية للوساطة المالية احمد الدويسان أن اسم قهوة «حنفي» غدا من الأسماء التي يتم تداولها باهتمام وهو يعكس شركات متداولوها كرواد المقاهي الترانزيت يتنقلون من قهوة لأخرى أو من سهم إلى آخر وربما من مجموعة إلى أخرى.

وأضاف: تقف عدة أسباب وراء النشاط والارتفاعات التي حققها السوق فهناك هدوء سياسي بعد سنوات من الصدام وتفاؤل بتحسن اقتصادي وتدخل لدعم الشركات أو حتى توقعات بتحسن المستويات السعرية لكثير من الأسهم المتردية عوامل تقف في مجملها في الجانب النفسي ويتم استغلالها مضاربيا على نحو واسع.

  • فريق ماسة
  • 2013-02-27
  • 15203
  • من الأرشيف

بورصة الكويت أصبحت "قهوة حنفي" وصالة قمار..

رصدت قناة "cnbc" عربية بعض التغييرات التي طرأت على شكل وأساليب التداول في البورصة الكويتية والتي دفعت بالأسهم الصغيرة المضاربية إلى الواجهة ونحت جانبا الأسماء الكبيرة من الأسهم والمجاميع الاستثمارية التي كان تقود التداولات وتعطي ثاني اكبر البورصات العربية اسمها وحجمها. واسترجع التقرير وفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية الذي غطى النصف الأول من برنامج (عين على الكويت) كيف كانت البورصة قبل 2008 عندما كان تصنف بأنها ثاني اكبر الأسواق العربية بعد السعودية وعندما كان متوسط تداولاتها اليومي يتجاوز المائة مليون دينار وقد يتعدى ذلك الرقم في بعض الأيام.. وعندما كان هناك حراك وأخبار ومشروعات وعندما كانت تقود التداولات مجموعات جبارة لها اسمها ووزنها وتخاف وتحرص عليه.. لكن كل ذلك اختلف اليوم.. فالسوق غابت عنه نجومه من الأسهم والمجاميع الكبيرة وحل محلها صنف آخر يقود تداولات كثيرة العدد لكنها لا تساوي الكثير على ميزان متوسط التداول اليومي الذي هبط إلى ثلاثين مليون دينار وقد يتدنى إلى ثمانية ملايين فقط في بعض الأيام. حتى أهل السوق اختفوا وهم الذين ملؤوا القاعة يوما وكان لون «دشاديشهم» البيضاء تعطي قاعة التداول صورتها الحيوية الشهيرة.. والآن تنظر إليها فلا تجد سوى جماعات محدودة ومتفرقة من المتداولين.. وتنظر إلى القاعة فترى مقاعد شاغرة في كل ركن وهي تشكوا حالها وغياب الجالسين. صالة قمار ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة المشروعات السعودية القابضة وليد الحوطي أن صغار المتداولين أصبحوا يشترون أسهما لايعرفون عنها أي شيء ويكتفون فقط بالسؤال على أي سهم يدور «الشغل «وهو ما حول السوق إلى ما يشبه صالة قمار أو مقهى شعبي. وأضاف أن تلك الأسهم التي تقود التداول حاليا وتحوز اهتمام المتداولين ليس لديها ما يؤهلها للعب ذلك الدور بل إن بعض تلك الأسهم أصبحت مادة للتندر والتهكم على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة التويتر. ويرى وليد الحوطي أن العزوف عن الاستثمار في الأسهم القيادية يعود في جانب من أسبابه إلى قوانين هيئة أسواق المال التي وضعت لتحسين الأداء والتشجيع على الاستثمار السليم هي نفسها القوانين التي أدت إلى ذلك العزوف. وقال الحوطي إن هناك فقرات ومواد في القانون أدت إلى عزوف المتداول عن الأسهم القيادية ودفعته إلى الأسهم المضاربية ومن هذه الفقرات ما يتعلق بمنع أعضاء مجالس إدارات الشركات من الشراء والبيع في الأسهم ويشير الحوطي إلى أن الكويت هي الدولة الوحيدة التي تتمسك بهذا الشرط الذي كان موجودا في السابق لكنه لم يطبق إلا الآن. وتساءل الحوطي «لم لا نحذو حذو السعودية وتتم هذه الأمور وفق آلية وشروط معينة»؟ موضحا أن مثل ذلك التشدد شل يد متداولين كبار وصناع سوق من التداول في البورصة وأصبحت أسماء كبيرة ومعروفة في السوق غير قادرة حتى عن الاستثمار في أسهم قيادية بالسوق لكون تلك الأسماء أعضاء في مجالس ادارة كيانات كبيرة لها أسهم ثقيلة مدرجة في البورصة... وعبر الحوطي عن تعجبه من أن التشدد وصل إلى الكيانات والمقاعد الحكومية فالهيئة العامة للاستثمار والتأمينات الاجتماعية لها أعضاء معينين في مجالس إدارة شركات ولذلك لا تستطيع الدخول في التداول على الأسهم القيادية. ويضرب الحوطي مثالا آخر على التشدد الذي أدى إلى الحالة التي يعيشها السوق حاليا وهو إجبار المستثمر الراغب في الاستحواذ على تقديم عرض لجميع المساهمين ويقول الحوطي إن الطريقة في تطبيق المادة تخالف العقل والمنطق وتمنع مستثمراً يمتلك %40 مثلا من أسهم شركة من شراء بضعة أسهم أخرى. ومن بين القوانين التي يرى الحوطي أنها أضرت السوق أكثر مما فادته هو ذلك البند الخاص بنسبة التركيز في أي صندوق والتي حددها القانون بـ%10 ويقول أن ذلك شل يد الصناديق عن العمل في البورصة.. كذلك انتقد الحوطي ارتفاع الرسوم المفروضة على الصناديق الجديدة والتي تصل إلى خمسين ألف دينار. وشدد الحوطي على أن من الأدوار الرئيسية لهيئة أسواق المال هو زيادة التداول وجذب المستثمرين وخلق سوق حقيقي بيئة صحية وهذا الدور يبدأ من قبل ان تبدأ آو تنتهي التداولات، ويختتم الحوطي بأن النجاح الكبر للهيئة ليس في تحقيق تداولات بـ15 مليون دينار ليس فيها تلاعب وانما بالعودة بالتداولات إلى مستوى المائة مليون دينار وأيضا ليس فيها تلاعب. قهوة حنفي وقال المدير العام للشركة الرباعية للوساطة المالية احمد الدويسان أن اسم قهوة «حنفي» غدا من الأسماء التي يتم تداولها باهتمام وهو يعكس شركات متداولوها كرواد المقاهي الترانزيت يتنقلون من قهوة لأخرى أو من سهم إلى آخر وربما من مجموعة إلى أخرى. وأضاف: تقف عدة أسباب وراء النشاط والارتفاعات التي حققها السوق فهناك هدوء سياسي بعد سنوات من الصدام وتفاؤل بتحسن اقتصادي وتدخل لدعم الشركات أو حتى توقعات بتحسن المستويات السعرية لكثير من الأسهم المتردية عوامل تقف في مجملها في الجانب النفسي ويتم استغلالها مضاربيا على نحو واسع.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة