تتسم العلاقات السورية الإسبانية بالتفاهم البناء القائم على الحوار وتبادل وجهات النظر تجاه قضايا المنطقة والعالم ويرتبط البلدان بعلاقات جيدة يعززها التعاون المتصاعد في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين

وتأتي زيارة الرئيس بشار الأسد إلى إسبانيا في إطار استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين بما يسهم في خدمة مصالحهما المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وذلك انطلاقا من أهمية الدور الحيوي الذي يضطلع به الجانبان على المستويين الإقليمي والدولي

وحققت العلاقات السورية الاسبانية تطورا مهما في السنوات الأخيرة بعد زيارات الرئيس الأسد لإسبانيا في 2003 و2004 و2008 وزيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس والملكة صوفيا لسورية في تشرين الأول من عام 2003

كما أسهمت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إلى دمشق في تشرين الأول الماضي والمباحثات التي أجراها مع الرئيس الأسد في تعزيز التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين تجاه المستجدات الاقليمية والدولية مستندة في ذلك إلى العلاقات التاريخية والتواصل الحضاري والثقافي بين البلدين

وفي هذا السياق قال السفير الإسباني بدمشق خوان سيرت إن زيارة الرئيس الأسد إلى إسبانيا تأتي لإجراء مزيد من التواصل والتشاور لتعزيز العلاقات السياسية السورية الإسبانية التي وصلت إلى مستوى ممتاز

ولفت السفير الإسباني إلى أهمية الزيارة من كونها مزدوجة من حيث انها زيارة دولة ومجيئها على هامش قمة برشلونة معتبرا أن الدبلوماسية السورية النشطة والمؤثرة للغاية وتنسيقها مع تركيا من شأنه تحقيق القيادة السياسية في هذا الجزء من العالم والقيام بدور عملي لإحراز التقدم على أساس واقعي

وقال السفير الإسباني: إن سورية بلد مهم في المنطقة وإن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه من دونها كونها تلعب الدور الفاعل والرئيسي في عملية السلام معبرا عن ثقته المطلقة بأن سورية تريد وترغب في تحقيق السلام الذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وجود نفس الرغبة لدى جميع الأطراف المعنية بإقامة السلام

وأشار سيرت إلى أنه ورغم ارتفاع حجم التبادل التجاري بين سورية وإسبانيا من 100 مليون دولار إلى 200 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية إلا أنه لا يزال قليلا جدا بالنظر إلى الإمكانيات الاقتصادية التي يمتلكها البلدان والعلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الصعد ولاسيما على الصعيدين السياسي والثقافي مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية هي أقل دينامية بين سورية واسبانيا الأمر الذي يحتم بذل المزيد من الجهود في هذا المجال

ونوه سيرت بالتقدم الكبير الذي حققته سورية في مجال الأعمال في السنوات الأخيرة مشيرا إلى التطوير الكبير في واقع السياحة بين البلدين وازدياد عدد السائحين الإسبان القادمين إلى سورية

وحول العلاقات الثقافية بين سورية وإسبانيا قال السفير الإسباني إن هذه العلاقة ممتازة والثقافة الاسبانية موضع ترحيب دائم في سورية ولدينا جذور ثقافية مشتركة وهناك العديد من الأمور التي تتشارك فيها سورية وإسبانيا ونحن لا نتشارك في التاريخ فقط وإنما نتشارك في مجال الثقافة والموسيقا وغيرها من المجالات

وأشار السفير الإسباني إلى الازدياد المستمر في عدد الأشخاص الذين يتعلمون الاسبانية في سورية ولاسيما بعد افتتاح قسم اللغة الاسبانية في جامعة دمشق قبل ثلاث سنوات موضحا أنه بالمقابل ازداد عدد الإسبانيين الذين يأتون إلى سورية لحضور الدروس الصيفية للغة العربية في جامعة دمشق مؤكدا أن سورية تعد المكان الأفضل والأنسب للطلاب الاسبان لتعلم اللغة العربية

وتأكيدا على عمق العلاقات السورية الإسبانية والتواصل الحضاري والثقافي بين دمشق وغرناطة شاركت غرناطة تؤمها دمشق عرسها الثقافي في عام 2008 كعاصمة للثقافة العربية بحفل موسيقي في غرناطة ضمن مجموعة الفعاليات الخارجية للاحتفالية بحضور السيدة أسماء الأسد وجلالة الملكة صوفيا التي حرصت على الحضور إلى دمشق لحضور ختام الفعاليات الثقافية السورية الإسبانية التي أقيمت ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية

وعلى صعيد التعاون الثقافي يعد المركز الثقافي الإسباني ثربانتس خير دليل على هذا التعاون الثقافي المثمر بين البلدين حيث وصل عدد الطلاب السوريين المسجلين في كل عام في هذا المركز إلى 3000 طالب والعدد في تزايد مستمر كما أثمرت هذه العلاقات الجيدة عن افتتاح قسم اللغة الإسبانية في جامعة دمشق

ويرتبط البلدان باتفاق للصداقة والتعاون الموقع عام 1952 واتفاق التعاون الثقافي 1972 وبعدد من البرامج التنفيذية في أواخر الثمانينيات إضافة إلى العديد من الاتفاقات في مجالات السياحة والنقل والإعلام والزراعة واتفاق تؤمة بين مدينتي دمشق وتوليدو الاسبانية إضافة الى الاتفاق الموقع بين البلدين على إنشاء المجلس الاستشاري لرجال الأعمال بين سورية واسبانيا

ووقعت سورية واسبانيا في إطار الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني إلى دمشق اتفاقا لبناء القدرات وادارة وتنظيم عملية قبول الموفدين السوريين في برامج الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه في عدد من الجامعات الاسبانية ومتابعة تقدمهم الأكاديمي فيها بهدف تعزيز الروابط الأكاديمية بين مؤسسات التعليم العالي في سورية واسبانيا بما في ذلك مجالات تبادل المدرسين والطلاب الجامعيين والمطبوعات الجامعية على أن تبدأ أول دفعة من الموفدين دراستها في اسبانيا في خريف العام الجاري

وفي المجال الاقتصادي تتميز علاقات البلدين بالحيوية والسعي المشترك الى تعزيزها عبر العمل على زيادة التبادل التجاري والتعاون في المجالات الاستثمارية والتنموية والفنية استنادا الى الاتفاقيات والبروتوكولات التي تنظم التعاون الاقتصادي الثنائي ولاسيما اتفاق التعاون لعام 1977 الذي يعد الإطار القانوني الناظم للعلاقات الاقتصادية السورية الاسبانية وغيرها من الدول الأوروبية لكونه يعطي أفضليات تجارية للمنتجات السورية أحادية الجانب إذ يتم بموجبه دخول المنتجات الأوروبية إلى السوق السورية وفق التعرفة الجمركية السورية فيما تسمح البروتوكولات المالية الأربعة التي يتضمنها الاتفاق منح مساعدات فنية للمشاريع التنموية في سورية

وبلغ حجم التبادل التجاري بين سورية وإسبانيا عام 2008 بحسب إحصائيات غرفة تجارة دمشق نحو 5ر31 مليار ليرة سورية منها 7ر11 مليارات واردات من إسبانيا في حين تشكل الصادرات نحو 19 مليار ليرة سورية وبدءا من عام 1996 سجل الميزان التجاري بين البلدين فائضا لمصلحة سورية ووصل هذا الفائض إلى 135ر8 مليارات ليرة عام 2008 بعدما كان يسجل عجزا لمصلحة إسبانيا

وتصدر سورية إلى إسبانيا زيت الزيتون وزيوت النفط الخام والقطن غير المسرح وفضلات القطن وخيوط القطن والألبسة والأحجار الكلسية والعدس واللوز المقشور وبذور الكمون في حين تستورد منها أرزا مقشوراأرز أسمر ومسحوق الكاكاو ومحضرات البن وزيوت نفط متحصلة من مواد معدنية وثلاثي فوسفات الصوديوم والمواد الكيماوية والأدوية والمبيدات والمطهرات ومبيدات زراعية وبولي الايتلين وبولي البروبيلين والخشب والورق ومنتجات مدرفلة من حديد أو صلب وأنابيب مسحوبة من ستانلس ستيل ومنشآت وألواحا وأنابيب ومواسير بروفيلات وأسلاك ألمنيوم ومجموعات توليد

  • فريق ماسة
  • 2010-07-03
  • 4161
  • من الأرشيف

السفير الاسباني بدمشق : سورية بلد مهم و السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه من دونها

تتسم العلاقات السورية الإسبانية بالتفاهم البناء القائم على الحوار وتبادل وجهات النظر تجاه قضايا المنطقة والعالم ويرتبط البلدان بعلاقات جيدة يعززها التعاون المتصاعد في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين وتأتي زيارة الرئيس بشار الأسد إلى إسبانيا في إطار استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين بما يسهم في خدمة مصالحهما المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وذلك انطلاقا من أهمية الدور الحيوي الذي يضطلع به الجانبان على المستويين الإقليمي والدولي وحققت العلاقات السورية الاسبانية تطورا مهما في السنوات الأخيرة بعد زيارات الرئيس الأسد لإسبانيا في 2003 و2004 و2008 وزيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس والملكة صوفيا لسورية في تشرين الأول من عام 2003 كما أسهمت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إلى دمشق في تشرين الأول الماضي والمباحثات التي أجراها مع الرئيس الأسد في تعزيز التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين تجاه المستجدات الاقليمية والدولية مستندة في ذلك إلى العلاقات التاريخية والتواصل الحضاري والثقافي بين البلدين وفي هذا السياق قال السفير الإسباني بدمشق خوان سيرت إن زيارة الرئيس الأسد إلى إسبانيا تأتي لإجراء مزيد من التواصل والتشاور لتعزيز العلاقات السياسية السورية الإسبانية التي وصلت إلى مستوى ممتاز ولفت السفير الإسباني إلى أهمية الزيارة من كونها مزدوجة من حيث انها زيارة دولة ومجيئها على هامش قمة برشلونة معتبرا أن الدبلوماسية السورية النشطة والمؤثرة للغاية وتنسيقها مع تركيا من شأنه تحقيق القيادة السياسية في هذا الجزء من العالم والقيام بدور عملي لإحراز التقدم على أساس واقعي وقال السفير الإسباني: إن سورية بلد مهم في المنطقة وإن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه من دونها كونها تلعب الدور الفاعل والرئيسي في عملية السلام معبرا عن ثقته المطلقة بأن سورية تريد وترغب في تحقيق السلام الذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وجود نفس الرغبة لدى جميع الأطراف المعنية بإقامة السلام وأشار سيرت إلى أنه ورغم ارتفاع حجم التبادل التجاري بين سورية وإسبانيا من 100 مليون دولار إلى 200 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية إلا أنه لا يزال قليلا جدا بالنظر إلى الإمكانيات الاقتصادية التي يمتلكها البلدان والعلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الصعد ولاسيما على الصعيدين السياسي والثقافي مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية هي أقل دينامية بين سورية واسبانيا الأمر الذي يحتم بذل المزيد من الجهود في هذا المجال ونوه سيرت بالتقدم الكبير الذي حققته سورية في مجال الأعمال في السنوات الأخيرة مشيرا إلى التطوير الكبير في واقع السياحة بين البلدين وازدياد عدد السائحين الإسبان القادمين إلى سورية وحول العلاقات الثقافية بين سورية وإسبانيا قال السفير الإسباني إن هذه العلاقة ممتازة والثقافة الاسبانية موضع ترحيب دائم في سورية ولدينا جذور ثقافية مشتركة وهناك العديد من الأمور التي تتشارك فيها سورية وإسبانيا ونحن لا نتشارك في التاريخ فقط وإنما نتشارك في مجال الثقافة والموسيقا وغيرها من المجالات وأشار السفير الإسباني إلى الازدياد المستمر في عدد الأشخاص الذين يتعلمون الاسبانية في سورية ولاسيما بعد افتتاح قسم اللغة الاسبانية في جامعة دمشق قبل ثلاث سنوات موضحا أنه بالمقابل ازداد عدد الإسبانيين الذين يأتون إلى سورية لحضور الدروس الصيفية للغة العربية في جامعة دمشق مؤكدا أن سورية تعد المكان الأفضل والأنسب للطلاب الاسبان لتعلم اللغة العربية وتأكيدا على عمق العلاقات السورية الإسبانية والتواصل الحضاري والثقافي بين دمشق وغرناطة شاركت غرناطة تؤمها دمشق عرسها الثقافي في عام 2008 كعاصمة للثقافة العربية بحفل موسيقي في غرناطة ضمن مجموعة الفعاليات الخارجية للاحتفالية بحضور السيدة أسماء الأسد وجلالة الملكة صوفيا التي حرصت على الحضور إلى دمشق لحضور ختام الفعاليات الثقافية السورية الإسبانية التي أقيمت ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية وعلى صعيد التعاون الثقافي يعد المركز الثقافي الإسباني ثربانتس خير دليل على هذا التعاون الثقافي المثمر بين البلدين حيث وصل عدد الطلاب السوريين المسجلين في كل عام في هذا المركز إلى 3000 طالب والعدد في تزايد مستمر كما أثمرت هذه العلاقات الجيدة عن افتتاح قسم اللغة الإسبانية في جامعة دمشق ويرتبط البلدان باتفاق للصداقة والتعاون الموقع عام 1952 واتفاق التعاون الثقافي 1972 وبعدد من البرامج التنفيذية في أواخر الثمانينيات إضافة إلى العديد من الاتفاقات في مجالات السياحة والنقل والإعلام والزراعة واتفاق تؤمة بين مدينتي دمشق وتوليدو الاسبانية إضافة الى الاتفاق الموقع بين البلدين على إنشاء المجلس الاستشاري لرجال الأعمال بين سورية واسبانيا ووقعت سورية واسبانيا في إطار الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني إلى دمشق اتفاقا لبناء القدرات وادارة وتنظيم عملية قبول الموفدين السوريين في برامج الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه في عدد من الجامعات الاسبانية ومتابعة تقدمهم الأكاديمي فيها بهدف تعزيز الروابط الأكاديمية بين مؤسسات التعليم العالي في سورية واسبانيا بما في ذلك مجالات تبادل المدرسين والطلاب الجامعيين والمطبوعات الجامعية على أن تبدأ أول دفعة من الموفدين دراستها في اسبانيا في خريف العام الجاري وفي المجال الاقتصادي تتميز علاقات البلدين بالحيوية والسعي المشترك الى تعزيزها عبر العمل على زيادة التبادل التجاري والتعاون في المجالات الاستثمارية والتنموية والفنية استنادا الى الاتفاقيات والبروتوكولات التي تنظم التعاون الاقتصادي الثنائي ولاسيما اتفاق التعاون لعام 1977 الذي يعد الإطار القانوني الناظم للعلاقات الاقتصادية السورية الاسبانية وغيرها من الدول الأوروبية لكونه يعطي أفضليات تجارية للمنتجات السورية أحادية الجانب إذ يتم بموجبه دخول المنتجات الأوروبية إلى السوق السورية وفق التعرفة الجمركية السورية فيما تسمح البروتوكولات المالية الأربعة التي يتضمنها الاتفاق منح مساعدات فنية للمشاريع التنموية في سورية وبلغ حجم التبادل التجاري بين سورية وإسبانيا عام 2008 بحسب إحصائيات غرفة تجارة دمشق نحو 5ر31 مليار ليرة سورية منها 7ر11 مليارات واردات من إسبانيا في حين تشكل الصادرات نحو 19 مليار ليرة سورية وبدءا من عام 1996 سجل الميزان التجاري بين البلدين فائضا لمصلحة سورية ووصل هذا الفائض إلى 135ر8 مليارات ليرة عام 2008 بعدما كان يسجل عجزا لمصلحة إسبانيا وتصدر سورية إلى إسبانيا زيت الزيتون وزيوت النفط الخام والقطن غير المسرح وفضلات القطن وخيوط القطن والألبسة والأحجار الكلسية والعدس واللوز المقشور وبذور الكمون في حين تستورد منها أرزا مقشوراأرز أسمر ومسحوق الكاكاو ومحضرات البن وزيوت نفط متحصلة من مواد معدنية وثلاثي فوسفات الصوديوم والمواد الكيماوية والأدوية والمبيدات والمطهرات ومبيدات زراعية وبولي الايتلين وبولي البروبيلين والخشب والورق ومنتجات مدرفلة من حديد أو صلب وأنابيب مسحوبة من ستانلس ستيل ومنشآت وألواحا وأنابيب ومواسير بروفيلات وأسلاك ألمنيوم ومجموعات توليد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة