أقام الرئيس البرازيلي لويس اغناسيو لولا دا سيلفا والسيدة عقيلته مأدبة غداء على شرف السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته والوفد المرافق تبادلا خلالها الكلمات وأكدا على تعزيز التعاون على جميع المستويات والتطلع لتحقيق نقلة نوعية في مختلف المجالات وفتح آفاق لزيادة الاستثمارات بين البلدين

وعبر الرئيس الأسد في كلمته عن شكره وتقديره العميق لحفاوة الاستقبال مبديا إعجابه الكبير بالطبيعة الساحرة في البرازيل والتي يزيدها تألقا شعبها الحيوي والمضياف الذي ذاع صيته في عالمنا العربي ليس بسبب السمعة العالمية للمنتخب البرازيلي في كرة القدم وما يحظى به من شعبية كبيرة فقط بل لمواقف البرازيل المتميزة بالموضوعية من مختلف قضايا العالم

وأضاف الرئيس الأسد: يرتبط شعبانا بعلاقات تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر حيث بدأ المهاجرون بالبحث عن فرص جديدة خارج بلدهم الأم نتيجة الظروف الحرجة التي كان يمر بها وطنهم آنذاك فوجدوا في البرازيل ضالتهم المنشودة وعاشوا في ربوعها بأمان واستقرار ولقد أخلص السوريون للبلد الذي احتضنهم حيث تفاعلوا مع المجتمع البرازيلي المتنوع وأغنوه واغتنوا به وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيجه من دون أن يتخلوا عن تراثهم الأصلي الغني ودون أن يقطعوا جذورهم العميقة مع وطنهم الأم وقد تبؤوا مناصب رفيعة في البرازيل وهذا إن دل على شيء فعلى الانفتاح الكبير الموجود في المجتمع البرازيلي وكذلك الإصرار الكبير من قبل هؤلاء المهاجرين على بناء وطنهم الجديد والعمل على رفعته وتطوره

الرئيس الأسد: العلاقات التاريخية بين الشعبين السوري والبرازيلي تشكل حافزا لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية

وقال الرئيس الأسد: لعل العلاقات التاريخية التي تربط شعبينا والرغبة المشتركة تكون الحافز الأكبر في تطوير علاقاتنا السياسية والاقتصادية مضيفا.. أنه رغم المستوى المميز الذي قطعته علاقات البلدين على المستوى السياسي وخاصة بعد الدور الكبير الذي بدأت تلعبه البرازيل خلال الثماني سنوات الماضية وتحديدا بعد انتخاب الرئيس لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل وزيارته إلى سورية والمنطقة في عام 2003 لا تزال الأرقام في الميزان التجاري متواضعة وإننا نتطلع من خلال هذه الزيارة أن نحقق نقلة نوعية في علاقاتنا على جميع المستويات وفي مختلف المجالات ولاسيما أن الإرادة موجودة والقاعدة الشعبية خصبة وواعدة كما أن الظروف اليوم من خلال دور البرازيل ودور سورية كل في منطقته ملائمة أكثر من أي وقت مضى للسير بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى

وأضاف الرئيس الأسد: أن أهم ما يمكن القيام به لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية إنشاء خط بحري مباشر لتسهيل التبادل الاقتصادي والتجاري ودعم وتنشيط الخط التجاري الجوي ما بين البرازيل ومنطقتنا ولكنه لا يصل حاليا إلى دمشق اضافة الى دراسة إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة ما بين سورية ودول الميركوسور وكانت إحدى النقاط التي تحدثنا بها اليوم أنا والرئيس لولا دا سيلفا وهي من العوامل التي تساعد على دعم العلاقة على المستوى الثنائي بين سورية والبرازيل وأيضا مع القارة اللاتينية بشكل عام

واعتبر الرئيس الأسد أن منطقة الشرق الاوسط ودول أميركا اللاتينية تلتقيان بالكثير من العوامل والظروف المشتركة التي أدت الى تقارب في الرؤى ووجهات النظر تجاه معظم القضايا وأن هذا التقارب كان جليا في المواقف البرازيلية الموضوعية من قضايانا الشائكة

الشعب العربي لن ينسى موقف البرازيل من الحرب على العراق ويثمن دورها وتركيا في حل قضية الملف النووي الإيراني

وقال الرئيس الأسد: إن الشعب العربي ينظر بكثير من التقدير لمواقف البرازيل من القضايا المختلفة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية والاساس والتي يعتبر حلها منطلقا لحل قضايا عدة في الشرق الاوسط والعالم موضحا أن الشعب العربي لن ينسى موقف البرازيل من الحرب التي شنت على العراق في عام 2003 والتي لا تزال اثارها المدمرة موجودة حتى اليوم

وأشار الرئيس الأسد إلى أن تنسيق الجهود العربية والأمريكية اللاتينية في المحافل الدولية سيساهم في المرحلة القادمة في إيجاد الحلول لمشاكلنا وقضايانا من خلال رؤية موضوعية للواقع بعيدا عن التضليل وتلفيق الأكاذيب كما حدث عندما شنت الحرب على العراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل وكما يحاول البعض الآن في هذه المرحلة تكرار ذلك السيناريو في العديد من القضايا الدولية

ولفت الرئيس الأسد إلى أن سورية تثمن الدور الإيجابي الذي لعبته البرازيل وتركيا في التوصل الى اتفاق قبلت ايران بموجبه مبادلة الوقود النووي بينها وبين الغرب على الاراضي التركية مبينا أن هذا الاتفاق يعتبر أساسا لحل الأزمة سلميا عن طريق الحوار بدلا من التهديد بسياسة العقوبات غير المجدية

وقال الرئيس الأسد: إن ايران أثبتت جديتها وحسن نيتها ومهدت الطريق للثقة بسلمية برنامجها النووي في حين لا تزال إسرائيل تتباهى بترسانتها النووية مهددة الأمن والسلم في منطقتنا

وأكد الرئيس الأسد أن سورية آمنت ولا تزال بأن تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ليس في الشرق الأوسط فحسب وإنما في مناطق أبعد من العالم مشيرا إلى أن العرب أثبتوا حسن نواياهم وقدموا مبادرة السلام العربية لتحقيق سلام دائم وشامل مع اسرائيل كما بذلت سورية جهودا حثيثة بالتعاون مع تركيا لدفع عملية السلام فضلا عن الجهود التي قامت بها البرازيل في هذا الخصوص إلا أن كل هذه المحاولات كانت تصطدم دائما بالرفض الإسرائيلي للسلام ومقابلته بالمزيد من الحروب.. فكان العدوان على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة عام 2008 حيث سقط الآلاف من الأبرياء والاستيطان لا يزال متواصلا والقدس المحتلة تتعرض لمحاولات التهويد وآخر الانتهاكات هو الهجوم على السفينة التركية التي تحمل مواد إغاثة إنسانية للمواطنين في غزة والذي أثبت أن إسرائيل غير مستعدة بعد للسلام

سورية تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية

وقال الرئيس الأسد: بالرغم مما تفعله إسرائيل فإن سورية ستظل تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية حتى استعادة حقوقها كاملة وعلى رأسها الجولان المحتل معربا عن تقديره لمواقف البرازيل المؤيدة لحق سورية باستعادة الجولان لافتا إلى أن سورية تعول كثيرا على الدور البرازيلي في المحافل الدولية لدعم قضاياها وبنفس الوقت تدعم حصول البرازيل على مقعد دائم في مجلس الأمن وترى في ذلك خطوة صحيحة في مشروع إصلاح هيئة الأمم المتحدة والتخلص من سياسة القطب الواحد والسير باتجاه نظام عالمي متعدد الأقطاب يكون أكثر احتراما للقانون الدولي وأكثر عدلا وإنصافا في علاقاته الدولية

وجدد الرئيس الأسد شكره للرئيس البرازيلي على حفاوة الاستقبال متمنيا للشعب البرازيلي المزيد من التقدم والازدهار وأن يحقق منتخب البرازيل لكرة القدم الذي يخوض مباريات المونديال في جنوب افريقيا المزيد من النجاحات

الرئيس البرازيلي: زيارة الرئيس الأسد للبرازيل تكتسب أهمية كبرى لزيادة الاستثمارات وتنمية علاقات البلدين

من جهته رحب الرئيس البرازيلي بالرئيس الأسد والوفد المرافق وقال إن زيارته للبرازيل هي أول زيارة لرئيس سورية التي قدمت الكثير لتشكيل الأمة البرازيلية عبر توافد المواطنين السوريين إلى البرازيل منذ أكثر من مئة وثلاثين عاما عندما اجتازوا البحار وقدموا للعمل وبلغ عددهم في البداية أكثر من مليون ونصف المليون شخص وأعطوا موروثا ثقافيا للبرازيل والآن منهم المهندسون والفنانون والسينمائيون

واعتبر الرئيس لولا داسيلفا أن زيارة الرئيس الأسد للبرازيل تكتسب أبعادا مختلفة وتسهم في تبادل الخبرات والاتفاقيات العملية وتفتح مجالا وفرصا لزيادة الاستثمارات وتنمية العلاقات بين البلدين بشكل لائق وبأسلوب تجاري ديمقراطي ومتوازن إضافة لصياغة علاقة متينة بين دمشق وبرازيليا لافتا إلى زيارته إلى دمشق عام 2003

وعبر لولا داسيلفا عن أمله بمواصلة تحسين العلاقات بين بلاده والعالم العربي وأمريكا الجنوبية وصولا إلى التفاهم الكامل مئة بالمئة والعمل سويا لاقامة عالم أفضل

وحول أزمة الشرق الأوسط قال الرئيس البرازيلي: يجب ألا يظل سكان هذه المنطقة محكومين بالعيش بهذه الطريقة بين غالب ومغلوب بل يجب أن يعيشوا بسلام واتفاق

سورية بلد لا يمكن استبعاده أو الاستغناء عنه لاتخاذ أي قرار

وأشار لولا دا سيلفا إلى أنه ليس من باب المصادفة أن تكون زيارته إلى دمشق هي الزيارة الأولى للشرق الأوسط مؤكدا أن سورية بلد لا يمكن استبعاده أو الاستغناء عنه لاتخاذ أي قرار ولافتا إلى التعاون الذي يجمع بلاده بكل من سورية ولبنان منذ عام 2006

وطالب لولا دا سيلفا بالبحث عن أسس أكثر عدلا لحل الصراع في الشرق الاوسط معربا عن تأييد بلاده لأي مبادرة سلام تؤدي لعودة الجولان السوري المحتل إلى سورية ودعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش وآمنة يعيش سكانها بكرامة وإن بلاده تتعاون مع سورية من أجل هذه الأهداف ولمساعدة الفلسطينيينوأكد الرئيس البرازيلي أن بلاده تدين الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة بنفس الطريقة التي أدانت بها الإرهاب وتعتبر أن هذا الحصار لا يؤدي إلى السلام واصفا الهجوم على سفن أسطول الحرية التي كانت متوجهة إلى غزة للقيام بواجب إنساني وهو كسر الحصار بغير الانساني

وعبر الرئيس لولا دا سيلفا عن استعداد بلاده للمساهمة في جهود كسر الحصار وتقديم مواد البناء لابناء غزة لبناء المدارس وإنشاء المشاريع التي يحتاجها السكان

وجدد الرئيس البرازيلي الشكر لسورية على ما قدمته للبرازيل متمنيا لها تحقيق المزيد من التقدم
  • فريق ماسة
  • 2010-06-30
  • 12231
  • من الأرشيف

الرئيسان الأسد ولولا دا سيلفا: تحقيق نقلة نوعية في العلاقات السورية البرازيلية على جميع المستويات

أقام الرئيس البرازيلي لويس اغناسيو لولا دا سيلفا والسيدة عقيلته مأدبة غداء على شرف السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته والوفد المرافق تبادلا خلالها الكلمات وأكدا على تعزيز التعاون على جميع المستويات والتطلع لتحقيق نقلة نوعية في مختلف المجالات وفتح آفاق لزيادة الاستثمارات بين البلدين وعبر الرئيس الأسد في كلمته عن شكره وتقديره العميق لحفاوة الاستقبال مبديا إعجابه الكبير بالطبيعة الساحرة في البرازيل والتي يزيدها تألقا شعبها الحيوي والمضياف الذي ذاع صيته في عالمنا العربي ليس بسبب السمعة العالمية للمنتخب البرازيلي في كرة القدم وما يحظى به من شعبية كبيرة فقط بل لمواقف البرازيل المتميزة بالموضوعية من مختلف قضايا العالم وأضاف الرئيس الأسد: يرتبط شعبانا بعلاقات تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر حيث بدأ المهاجرون بالبحث عن فرص جديدة خارج بلدهم الأم نتيجة الظروف الحرجة التي كان يمر بها وطنهم آنذاك فوجدوا في البرازيل ضالتهم المنشودة وعاشوا في ربوعها بأمان واستقرار ولقد أخلص السوريون للبلد الذي احتضنهم حيث تفاعلوا مع المجتمع البرازيلي المتنوع وأغنوه واغتنوا به وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيجه من دون أن يتخلوا عن تراثهم الأصلي الغني ودون أن يقطعوا جذورهم العميقة مع وطنهم الأم وقد تبؤوا مناصب رفيعة في البرازيل وهذا إن دل على شيء فعلى الانفتاح الكبير الموجود في المجتمع البرازيلي وكذلك الإصرار الكبير من قبل هؤلاء المهاجرين على بناء وطنهم الجديد والعمل على رفعته وتطوره الرئيس الأسد: العلاقات التاريخية بين الشعبين السوري والبرازيلي تشكل حافزا لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية وقال الرئيس الأسد: لعل العلاقات التاريخية التي تربط شعبينا والرغبة المشتركة تكون الحافز الأكبر في تطوير علاقاتنا السياسية والاقتصادية مضيفا.. أنه رغم المستوى المميز الذي قطعته علاقات البلدين على المستوى السياسي وخاصة بعد الدور الكبير الذي بدأت تلعبه البرازيل خلال الثماني سنوات الماضية وتحديدا بعد انتخاب الرئيس لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل وزيارته إلى سورية والمنطقة في عام 2003 لا تزال الأرقام في الميزان التجاري متواضعة وإننا نتطلع من خلال هذه الزيارة أن نحقق نقلة نوعية في علاقاتنا على جميع المستويات وفي مختلف المجالات ولاسيما أن الإرادة موجودة والقاعدة الشعبية خصبة وواعدة كما أن الظروف اليوم من خلال دور البرازيل ودور سورية كل في منطقته ملائمة أكثر من أي وقت مضى للسير بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى وأضاف الرئيس الأسد: أن أهم ما يمكن القيام به لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية إنشاء خط بحري مباشر لتسهيل التبادل الاقتصادي والتجاري ودعم وتنشيط الخط التجاري الجوي ما بين البرازيل ومنطقتنا ولكنه لا يصل حاليا إلى دمشق اضافة الى دراسة إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة ما بين سورية ودول الميركوسور وكانت إحدى النقاط التي تحدثنا بها اليوم أنا والرئيس لولا دا سيلفا وهي من العوامل التي تساعد على دعم العلاقة على المستوى الثنائي بين سورية والبرازيل وأيضا مع القارة اللاتينية بشكل عام واعتبر الرئيس الأسد أن منطقة الشرق الاوسط ودول أميركا اللاتينية تلتقيان بالكثير من العوامل والظروف المشتركة التي أدت الى تقارب في الرؤى ووجهات النظر تجاه معظم القضايا وأن هذا التقارب كان جليا في المواقف البرازيلية الموضوعية من قضايانا الشائكة الشعب العربي لن ينسى موقف البرازيل من الحرب على العراق ويثمن دورها وتركيا في حل قضية الملف النووي الإيراني وقال الرئيس الأسد: إن الشعب العربي ينظر بكثير من التقدير لمواقف البرازيل من القضايا المختلفة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية والاساس والتي يعتبر حلها منطلقا لحل قضايا عدة في الشرق الاوسط والعالم موضحا أن الشعب العربي لن ينسى موقف البرازيل من الحرب التي شنت على العراق في عام 2003 والتي لا تزال اثارها المدمرة موجودة حتى اليوم وأشار الرئيس الأسد إلى أن تنسيق الجهود العربية والأمريكية اللاتينية في المحافل الدولية سيساهم في المرحلة القادمة في إيجاد الحلول لمشاكلنا وقضايانا من خلال رؤية موضوعية للواقع بعيدا عن التضليل وتلفيق الأكاذيب كما حدث عندما شنت الحرب على العراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل وكما يحاول البعض الآن في هذه المرحلة تكرار ذلك السيناريو في العديد من القضايا الدولية ولفت الرئيس الأسد إلى أن سورية تثمن الدور الإيجابي الذي لعبته البرازيل وتركيا في التوصل الى اتفاق قبلت ايران بموجبه مبادلة الوقود النووي بينها وبين الغرب على الاراضي التركية مبينا أن هذا الاتفاق يعتبر أساسا لحل الأزمة سلميا عن طريق الحوار بدلا من التهديد بسياسة العقوبات غير المجدية وقال الرئيس الأسد: إن ايران أثبتت جديتها وحسن نيتها ومهدت الطريق للثقة بسلمية برنامجها النووي في حين لا تزال إسرائيل تتباهى بترسانتها النووية مهددة الأمن والسلم في منطقتنا وأكد الرئيس الأسد أن سورية آمنت ولا تزال بأن تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ليس في الشرق الأوسط فحسب وإنما في مناطق أبعد من العالم مشيرا إلى أن العرب أثبتوا حسن نواياهم وقدموا مبادرة السلام العربية لتحقيق سلام دائم وشامل مع اسرائيل كما بذلت سورية جهودا حثيثة بالتعاون مع تركيا لدفع عملية السلام فضلا عن الجهود التي قامت بها البرازيل في هذا الخصوص إلا أن كل هذه المحاولات كانت تصطدم دائما بالرفض الإسرائيلي للسلام ومقابلته بالمزيد من الحروب.. فكان العدوان على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة عام 2008 حيث سقط الآلاف من الأبرياء والاستيطان لا يزال متواصلا والقدس المحتلة تتعرض لمحاولات التهويد وآخر الانتهاكات هو الهجوم على السفينة التركية التي تحمل مواد إغاثة إنسانية للمواطنين في غزة والذي أثبت أن إسرائيل غير مستعدة بعد للسلام سورية تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية وقال الرئيس الأسد: بالرغم مما تفعله إسرائيل فإن سورية ستظل تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية حتى استعادة حقوقها كاملة وعلى رأسها الجولان المحتل معربا عن تقديره لمواقف البرازيل المؤيدة لحق سورية باستعادة الجولان لافتا إلى أن سورية تعول كثيرا على الدور البرازيلي في المحافل الدولية لدعم قضاياها وبنفس الوقت تدعم حصول البرازيل على مقعد دائم في مجلس الأمن وترى في ذلك خطوة صحيحة في مشروع إصلاح هيئة الأمم المتحدة والتخلص من سياسة القطب الواحد والسير باتجاه نظام عالمي متعدد الأقطاب يكون أكثر احتراما للقانون الدولي وأكثر عدلا وإنصافا في علاقاته الدولية وجدد الرئيس الأسد شكره للرئيس البرازيلي على حفاوة الاستقبال متمنيا للشعب البرازيلي المزيد من التقدم والازدهار وأن يحقق منتخب البرازيل لكرة القدم الذي يخوض مباريات المونديال في جنوب افريقيا المزيد من النجاحات الرئيس البرازيلي: زيارة الرئيس الأسد للبرازيل تكتسب أهمية كبرى لزيادة الاستثمارات وتنمية علاقات البلدين من جهته رحب الرئيس البرازيلي بالرئيس الأسد والوفد المرافق وقال إن زيارته للبرازيل هي أول زيارة لرئيس سورية التي قدمت الكثير لتشكيل الأمة البرازيلية عبر توافد المواطنين السوريين إلى البرازيل منذ أكثر من مئة وثلاثين عاما عندما اجتازوا البحار وقدموا للعمل وبلغ عددهم في البداية أكثر من مليون ونصف المليون شخص وأعطوا موروثا ثقافيا للبرازيل والآن منهم المهندسون والفنانون والسينمائيون واعتبر الرئيس لولا داسيلفا أن زيارة الرئيس الأسد للبرازيل تكتسب أبعادا مختلفة وتسهم في تبادل الخبرات والاتفاقيات العملية وتفتح مجالا وفرصا لزيادة الاستثمارات وتنمية العلاقات بين البلدين بشكل لائق وبأسلوب تجاري ديمقراطي ومتوازن إضافة لصياغة علاقة متينة بين دمشق وبرازيليا لافتا إلى زيارته إلى دمشق عام 2003 وعبر لولا داسيلفا عن أمله بمواصلة تحسين العلاقات بين بلاده والعالم العربي وأمريكا الجنوبية وصولا إلى التفاهم الكامل مئة بالمئة والعمل سويا لاقامة عالم أفضل وحول أزمة الشرق الأوسط قال الرئيس البرازيلي: يجب ألا يظل سكان هذه المنطقة محكومين بالعيش بهذه الطريقة بين غالب ومغلوب بل يجب أن يعيشوا بسلام واتفاق سورية بلد لا يمكن استبعاده أو الاستغناء عنه لاتخاذ أي قرار وأشار لولا دا سيلفا إلى أنه ليس من باب المصادفة أن تكون زيارته إلى دمشق هي الزيارة الأولى للشرق الأوسط مؤكدا أن سورية بلد لا يمكن استبعاده أو الاستغناء عنه لاتخاذ أي قرار ولافتا إلى التعاون الذي يجمع بلاده بكل من سورية ولبنان منذ عام 2006 وطالب لولا دا سيلفا بالبحث عن أسس أكثر عدلا لحل الصراع في الشرق الاوسط معربا عن تأييد بلاده لأي مبادرة سلام تؤدي لعودة الجولان السوري المحتل إلى سورية ودعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش وآمنة يعيش سكانها بكرامة وإن بلاده تتعاون مع سورية من أجل هذه الأهداف ولمساعدة الفلسطينيينوأكد الرئيس البرازيلي أن بلاده تدين الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة بنفس الطريقة التي أدانت بها الإرهاب وتعتبر أن هذا الحصار لا يؤدي إلى السلام واصفا الهجوم على سفن أسطول الحرية التي كانت متوجهة إلى غزة للقيام بواجب إنساني وهو كسر الحصار بغير الانساني وعبر الرئيس لولا دا سيلفا عن استعداد بلاده للمساهمة في جهود كسر الحصار وتقديم مواد البناء لابناء غزة لبناء المدارس وإنشاء المشاريع التي يحتاجها السكان وجدد الرئيس البرازيلي الشكر لسورية على ما قدمته للبرازيل متمنيا لها تحقيق المزيد من التقدم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة