جسدت رواية الكاتب اللبناني إلياس الخوري "باب الشمس" والتي صدرت عام 1998 في الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين، وتناول فيها تجربة فلسطيني التحق بالمقاومة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين بلبنان، وكان يتسلّل سرًا عبر الحدود للقاء زوجته التي استمرت بالعيش في إحدى قرى الجليل المحتلة، أسلوباً جديداً من المقاومة الشعبية الفلسطينية، ونموذجاً لتشبث الفلسطينيين بأرضهم التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي سلبها وإقامة المستوطنات عليها، من خلال إقامة قرية بقطن فيها الفلسطينيون في خيام، لتدلل على حقهم في الأرض، ولمنع إسرائيل من السيطرة عليها.

الرواية تحوّلت إلى واقع في الأراضي الفلسطينية، ولكن لبضع ساعات فقط قبل أن يقتحم الجيش الاسرائيلي "الخيام" التي نصبها سكان "باب الشمس" والذين كانوا يأملون أن يحولوها إلى قرية حقيقية، إذ أكدوا في أحاديث منفصلة مع "النشرة" أن هذه القرية لن تكون الأخيرة لاسترداد وحماية الأرض الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي، خصوصا أنهم نجحوا في إقامة القرية وتحدوا سياسة الاحتلال الاستيطانية، على الرغم من اقتحامها وتدميرها واعتقال كل من فيه.

وكان أكثر من 250 ناشطا فلسطينيا في المقاومة الشعبية أقاموا الجمعة الماضية قرية "باب الشمس" مكونة من 50 خيمة، على الأراضي التي قرر الاحتلال الإسرائيلي بناء 4000 آلاف وحدة استيطانية عليها، فيما يعرف بمخطط "E1" الذي سيفصل شمال الضفة الغربية عن مدينة القدس المحتلة وجنوبها. وأصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية أمراً بمنع إخلاء المنطقة إلا تحت أمر طارئ، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي باقتحام القرية، الأمر الذي تم فعلياً وأسفر عن اعتقال أكثر من 130 ناشطاً من بينهم النائب مصطفى البرغوثي وأفرج عن البعض منهم، والاعتداء على صحافيين ومتضامنين أجانب.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-13
  • 10595
  • من الأرشيف

"باب الشمس" رواية لبنانية جسدت أسلوباً جديداً في مقاومة الاحتلال

جسدت رواية الكاتب اللبناني إلياس الخوري "باب الشمس" والتي صدرت عام 1998 في الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين، وتناول فيها تجربة فلسطيني التحق بالمقاومة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين بلبنان، وكان يتسلّل سرًا عبر الحدود للقاء زوجته التي استمرت بالعيش في إحدى قرى الجليل المحتلة، أسلوباً جديداً من المقاومة الشعبية الفلسطينية، ونموذجاً لتشبث الفلسطينيين بأرضهم التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي سلبها وإقامة المستوطنات عليها، من خلال إقامة قرية بقطن فيها الفلسطينيون في خيام، لتدلل على حقهم في الأرض، ولمنع إسرائيل من السيطرة عليها. الرواية تحوّلت إلى واقع في الأراضي الفلسطينية، ولكن لبضع ساعات فقط قبل أن يقتحم الجيش الاسرائيلي "الخيام" التي نصبها سكان "باب الشمس" والذين كانوا يأملون أن يحولوها إلى قرية حقيقية، إذ أكدوا في أحاديث منفصلة مع "النشرة" أن هذه القرية لن تكون الأخيرة لاسترداد وحماية الأرض الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي، خصوصا أنهم نجحوا في إقامة القرية وتحدوا سياسة الاحتلال الاستيطانية، على الرغم من اقتحامها وتدميرها واعتقال كل من فيه. وكان أكثر من 250 ناشطا فلسطينيا في المقاومة الشعبية أقاموا الجمعة الماضية قرية "باب الشمس" مكونة من 50 خيمة، على الأراضي التي قرر الاحتلال الإسرائيلي بناء 4000 آلاف وحدة استيطانية عليها، فيما يعرف بمخطط "E1" الذي سيفصل شمال الضفة الغربية عن مدينة القدس المحتلة وجنوبها. وأصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية أمراً بمنع إخلاء المنطقة إلا تحت أمر طارئ، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي باقتحام القرية، الأمر الذي تم فعلياً وأسفر عن اعتقال أكثر من 130 ناشطاً من بينهم النائب مصطفى البرغوثي وأفرج عن البعض منهم، والاعتداء على صحافيين ومتضامنين أجانب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة