أجرى السيد الرئيس بشار الأسد في القصر الرئاسي في كراكاس بعد ظهر امس بالتوقيت المحلي الفنزويلي مباحثات مع الرئيس الفنزويلي اوغو شافيز

وتم بحضور الرئيسين التوقيع على تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون في المجالات الاقتصادية والزراعية والسياحية والعلمية.‏

وعقد الرئيسان الأسد وشافيز عقب التوقيع على الاتفاقيات مؤتمراً صحفياً مشتركاً عبر خلاله الرئيس الأسد عن شكره للشعب الفنزويلي على الحفاوة الكبيرة وقال.. شعرت بهذا الشيء وخاصة صباح هذا اليوم عندما تمكنت من القيام بجولة خلال ساعات الفراغ من هذا الصباح والتجوال في أسواق مدينة كراكاس بين الشعب الفنزويلي وعلى المحال التجارية والتحدث مع المواطنين الفنزويليين الذين لم نشعر بينهم أبدا بأي مسافة تذكر بل على العكس تماما كانوا قريبين جدا وكأنهم مواطنون سوريون.‏

وأضاف الرئيس الأسد.. يسعدني أن اقطع الأطلسي لأول مرة واقطع هذه القارة لتكون بداية زيارتي إلى أمريكا اللاتينية من فنزويلا.. أنها زيارتي الأولى الشخصية والرسمية والزيارة الاولى لرئيس سوري الى القارة الأمريكية لكن هذه المسافة البعيدة والغربة الزمنية الطويلة بين سورية وهذه القارة وتحديدا بين سورية وفنزويلا لم تكن ملموسة بالنسبة لنا فمنذ اللحظة الأولى ومنذ وصولنا الى المطار شعرنا بالوجود السوري البشري في هذه القارة.‏

وقال الرئيس الأسد.. ان المواطنين السوريين يوجدون في مختلف بقاع هذا البلد وفي المناصب والاماكن الفاعلة وشعرنا بأن هناك شيئا سورياً موجودا بشكل طبيعي غير مفتعل وغير مصطنع.. وشعرت مباشرة أن هذه المسافات البعيدة بيننا تقلصت وأن هذه الغربة زالت بشكل كلي ولا يوجد شيء من الممكن أن يربط بين أي بلدين كالرابط الشعبي والبشري الذي يتمثل بشكل أساسي بالمغتربين والجالية الموجودة في بلد ما.‏

وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثت مع الرئيس شافيز في قضايا كثيرة وعن الشرق الاوسط بتعقيداته الكثيرة والمتراكمة وأيضا الاوضاع السياسية في أمريكا اللاتينية والتي تتميز بالديناميكية السياسية العالية والتغيرات الكبيرة وخاصة في السنوات الاخيرة.‏

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد أنجبت فنزويلا الكثير من القادة الكبار لم يكن أولهم سيمون بوليفار المحرر العظيم الذي قاد معارك التحرر في أكثر من دولة في القارة اللاتينية ومنها فنزويلا ولن يكون اخرهم الرئيس الشجاع الجريء في مواقفه وفي وقوفه الى جانب القضايا العادلة للشعوب في أي مكان من العالم وفي مقدمتهم بالنسبة لنا في القضايا العربية.‏

تجمعنا الطموحات المشتركة‏

وقال الرئيس الأسد.. أردت أن نبدأ هذه الزيارة في فنزويلا لهذا السبب ولأسباب كثيرة تجمعنا مع فنزويلا وتجمعنا بشكل عام مع القارة الاميركية الجنوبية ولكن بالنسبة لنا فنزويلا هي جوهر هذه العلاقة وهي المحور الاساسي لعلاقة سورية مع أميركا اللاتينية وهناك أشياء كثيرة تجمعنا.. تجمعنا طموحاتنا المشتركة.. تجمعنا التحديات المتشابهة.. في بعض الاحيان كانت تجمعنا خصومة لدول معينة.. طبعا نحن لم نبحث عن خصومة وانما هذه الدول هي التي وضعتنا في موقع الخصم وصادفت أن تكون نفس هذه الدول وبنفس الجدول الزمني.‏

وقال الرئيس الأسد.. بكل تأكيد لا أحد على مستوى العالم لا يحترم الرئيس شافيز.. ولا أحد يحترم من لا يحترم نفسه وهذا يأتي في الاطار الذي تحدث عنه الرئيس شافيز عندما ذكر مواقف رئيس الوزراء أردوغان تجاه نفس القضايا التي تحدث عنها وخاصة القضية الفلسطينية وبالتالي أصبحت فنزويلا والرئيس شافيز رمزا للمقاومة ورمزا للكرامة ‏

الاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار الوطني‏

وأضاف الرئيس الأسد.. اننا نسعى لعلاقة استراتيجية تربط بين شعبين أهم شيء يربط بينهما هو الرغبة الشديدة بالاستقلال ورفض الاملاءات الخارجية وعندما نتحدث عن الاستقلال فنحن لا نقصد فقط استقلال الاراضي وربما استقلت معظم الدول في أميركا الجنوبية منذ زمن طويل ولكن الاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار الوطني.. فالاستعمار يخرج من الارض ويعود من الاقتصاد ومن السياسة وأحيانا يعود من خلال امعات دمى سياسية تقوم بتنفيذ الاجندة الخاصة بالاستعمار في هذا البلد.‏

وقال الرئيس الأسد.. نحن نعتقد أن أمريكا الجنوبية سارت خطوات متقدمة جدا من أجل الحصول على الاستقلال الكامل الذي يتمثل في الاستقلال الوطني.. وهنا كان لفنزويلا وللرئيس شافيز دور كبير في التحولات التي حصلت مؤخرا خلال السنوات العشر الماضية في هذه القارة ككل.‏

علينا أن نكون أقوياء‏

وقال الرئيس الأسد علينا أن نكون أقوياء لاننا نعيش في عالم له قواعد وهذه القواعد كأي لعبة لا نستطيع أن نلعب الشطرنج بقواعد كرة القدم فالقاعدة الاساسية في السياسة الدولية الان تقول بأن العالم يحترم فقط الاقوياء ولا يحترم الضعفاء

‏واضاف الرئيس الأسد.. ان أول عامل في تحقيق هذه القوة هو الوحدة الوطنية الداخلية.. العامل الثاني هو القرار الوطني المستقل.. العامل الثالث الا نبقى منعزلين عن الاخرين وخاصة الاصدقاء ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين سورية وفنزويلا.. ‏

وقال الرئيس الأسد.. ان الزيارة الاولى للرئيس شافيز الى سورية خلال عام 2006 كانت زيارة نستطيع أن نسميها التعارف ليس على المستوى الشخصي فقط وانما على مستوى السياسات أو التطلعات أو ربما زيارة سبر امكانية تطوير هذه العلاقات وتحدثنا بأفكار عامة.‏

 واضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا بأفكار عامة ووضعنا تصورات معينة وحددنا الاتفاقيات المطلوب منا أن نوقعها ودخلت كما هي العادة في معظم الحالات أن تدخل هذه الاتفاقيات في اطار أو مسار البيروقراطية وتأخرت...‏

سورية بوابة فنزويلا إلى آسيا‏

وتابع الرئيس الأسد.. اننا لا نزال في بداية التطبيق الفعلي لكل هذه التصورات التي وضعت خلال الزيارة الاولى والحقيقة ما بدأنا به فعليا هو موضوع الزيتون وبكميات قليلة فالشحنة الاولى كانت بحدود عشرين طنا وهذا يحتاج لوسائط نقل بالدرجة الاولى وهي وسائط النقل البحرية ولتوسيع هذه العلاقة لا بد أن ننشىء خط نقل بحريا بين فنزويلا وسورية وبالتالي يمكن أن تكون سورية هي بوابة فنزويلا باتجاه اسيا وشرق المتوسط وبالمقابل تكون فنزويلا هي بوابة سورية البحرية تجاه العلاقة مع أمريكا اللاتينية.. ونحن الان في بداية التطبيق الفعلي لما وضعناه من تصورات قبل أربعة أعوام والان التحدي هو في التوسع في هذا التطبيق لكي يشمل مجالات مختلفة.‏

وقال الرئيس الأسد.. ان الرئيس شافيز تحدث بما يكفي عن الزيتون السوري ونحن البلد الاول في العالم العربي بانتاج الزيتون والخامس على مستوى العالم والزيت السوري معروف من ناحية النوعية وهذا الزيت في أمريكا اللاتينية مرتفع الثمن فمن الممكن ان يكون هناك التطبيق في المرحلة الاولى لهذا الزيت وفي المرحلة الثانية لا بد أن ننتقل الى الانتاج المشترك بحيث نأتي بالزيتون الخام السوري الى فنزويلا ويصنع في معامل مشتركة في هذه المنطقة.‏

وتابع الرئيس الأسد.. في نفس الوقت هناك اتفاق لدعم فنزويلا بزراعة القطن وهناك اتفاقات اخرى عرضت وهذه مجرد نماذج وموضوع المطالب موضوع مهم فلا يمكن ان يكون هناك علاقات تجارية واقتصادية من دون وجود تسهيلات مالية وأهمها المصارف‏

ودعا الرئيس الأسد الجالية السورية لكي تبدأ بلعب دور مباشر وفاعل على هذا الصعيد من خلال معرفتها باللغتين وبالثقافتين ومن خلال متابعتها لما يجري في بلدها الام وبالتالي هي تلعب دور المعزز لهذه العلاقة بالاتجاهين أي بالاتجاه السوري وبالاتجاه الفنزويلي.‏

وقال الرئيس الأسد.. اللقاء مع الرئيس شافيز كان غنيا جدا ليس لان منطقة الشرق الاوسط غنية بالاحداث او القارة الامريكية كذلك بل لاننا نتحدث بحرية واستقلالية وعندما لا نتحدث بحرية فلا يمكن ان نناقش قضايانا الوطنية ‏

ندعم مواقف فنزويلا‏

واضاف الرئيس الأسد.. سمعت من الرئيس شافيز عرضا عن الوضع في امريكا اللاتينية والتحولات الايجابية التي تجري في هذه القارة وخاصة كما قلت الاستقلال الوطني والرؤية لمستقبل هذه القارة والعلاقة بين منطقة الشرق الاوسط وقارة امريكا الجنوبية واكدت للرئيس شافيز دعم سورية بكل ما تستطيع لمواقف فنزويلا ولصمودها في وجه الضغوط التي تتعرض لها من اجل ان تعود بعقارب الساعة الى الخلف وتصبح البلد الذي ينفذ الاوامر التي تأتي من الخارج.. وبهذه المناسبة نحن نعبر عن ثقتنا بأن الشعب الفنزويلي ايضا لن يسمح لهذه العقارب بالعودة الى الوراء والجالية السورية هي جزء اساسي من هذا الشعب وهي تعرف مصلحة وطنها فنزويلا وايضا مصلحة وطنها الام المرتبطة مع مصلحة هذا البلد وبالتالي من واجبنا جميعا ان ندعم كل من يقف موقفا وطنيا تجاه هذا الوطن وتجاه الوطن الام.‏

حكومة إسرائيل متطرفة وتسعى لإشعال الحروب والفتن‏  

وتابع الرئيس الأسد.. تحدثت مع الرئيس شافيز عما يخصنا في منطقة الشرق الاوسط وبشكل سريع لانكم تعرفون عن منطقتنا الكثير وفي البداية شكرته على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ونفس الشكر موجه للشعب الفنزويلي وللحكومة الفنزويلية التي تنسق معنا وتدعم هذا الشعب وتدعم قضاياه في مختلف المحافل الدولية ولكن باختصار نحن امام حكومة اسرائيلية لن تعطي ولم تعمل في يوم من الايام من اجل اعطاء الشعب الفلسطيني دولته المستقلة وكل ما نسمعه عن هذا الحديث وعن هذا الموضوع هو مجرد احاديث وتصريحات اعلامية ولكن بالممارسات هذه الحكومة هي حكومة متطرفة وحكومة تسعى لاشعال الحروب والفتن والمشاكل في المنطقة ‏

واضاف الرئيس الأسد.. هناك موضوع آخر يصب في نفس الاتجاه هو موضوع تهويد القدس ايضا هذه حكومة تقوم بطرد السكان العرب الفلسطينيين السكان الاصليين لفلسطين من اراضيهم ومن بيوتهم من اجل ان تأتي بسكان مستوردين من الخارج ويسكنوا بدلا منهم وهم يتحدثون عن دولة ديمقراطية ويتحدثون عن دولة يهودية بنفس الوقت وفي هذا تناقض كبير كيف تكون دولة ديمقراطية لكل من فيها من العرب المسلمين والمسيحيين وكيف تكون دولة يهودية.. هذا الكلام غير ممكن من الناحية العملية الا اذا كانت اسرائيل تريد ان تقدم نموذجا جديدا في الديمقراطية يمكن ان نطلق عليه وربما هي تطلق عليه ديمقراطية الفصل العنصري ولا يوجد تفسير آخر لهذا الموضوع.‏

وقال الرئيس الأسد.. ان موضوع التهويد ليس له مبرر فنحن وانتم شعوب منفتحة منذ 100 عام وأتاكم مهاجرون من مختلف القوميات ومن اديان مختلفة ومن مذاهب مختلفة ولم تعاملوهم بناء على هذه المعايير القومية العرقية او الدينية وفتحتم لهم ابوابكم ورحبتم بهم في بلدكم ونحن نفس الشيء لدينا تاريخ منفتح بنفس الطريقة والدليل هو التنوع الكبير الموجود في مجتمعنا من الناحية العرقية والدينية والمذهبية.‏

إسرائيل قامت على الإرهاب‏

واضاف الرئيس الأسد.. بكل الاحوال ان حادثة أسطول الحرية التي حصلت مؤخرا والتي اعتدت القوات الاسرائيلية خلالها على سفينة تحمل مساعدات انسانية الى غزة سفينة تركية هي دليل آخر ودليل صارخ وواضح على اجرام اسرائيل وعدم امكانية قيام السلام مع هذه الدولة التي قامت بالاساس على الارهاب لان تركيا تحديدا لم تكن في يوم من الايام خصما لاسرائيل بل كانت صديقة على مدى 60 عاما منذ قيام اسرائيل ومع ذلك طالت مواطنيها يد القتل والغدر وبالمقابل المجتمع الدولي لم يفعل شيئا كما هي العادة عدا بعض التصريحات الخجولة ولم يقم احد بمعاقبة اسرائيل.‏

متفقون على دعم المقاومة‏

وتابع الرئيس الأسد.. أنا والرئيس شافيز متفقان تماما حول دعم المقاومة وحول حق المقاومة لكل شعب من الشعوب تنتهك حقوقه وتحتل أراضيه وهذا يكون بغض النظر عن العناوين التي نسمعها بالاعلام أو التي تسوق تحت أي عنوان حتى لو كان هذا العنوان الامم المتحدة التي حولت الى مؤسسة تطبق سياسات بعض الدول.‏

وقال الرئيس الأسد.. من المصطلحات المضحكة الان ما يسمى المجتمع الدولي والتي استخدمتها أنا قبل قليل فيقولون لنا ان المجتمع الدولي غير راض عن سياسات سورية على سبيل المثال.. قبل هذا الطرح بأسابيع أو بأشهر نلتقي بمسؤولين من دول مختلفة في العالم ونسمع منهم عكس هذا الكلام فنسألهم ماذا تقصدون بالمجتمع الدولي.. معظم دول العالم توافق على سياساتنا وعلى توجهاتنا.. في الحقيقة نحن نعرف بأن المجتمع الدولي هو مجموعة دول أرادت ان تختصره بنفسها وتحدد سياسات العالم وتهيمن عليه وبالتالي المقاومة وبغض النظر عن هذه السياسات والمصطلحات والمسميات التي يسمونها أو السمات التي توصم بها هي حق شرعي لكل الشعوب.‏

وصف المقاومة بالإرهاب غير مقبول‏

وأضاف الرئيس الأسد.. ان وصف المقاومة بالارهاب بالنسبة لنا وصف غير مقبول.. الارهاب بالنسبة لنا في الشرق الاوسط هو كلمة واحدة لها مرادف وحيد.. الكلمة ارهاب ومرادفها اسرائيل تحديدا وبالتالي نحن نؤمن بالمفاوضات كطريق طبيعي للسلام ونحن لسنا مع الحروب ولا مع الحصار ولكن عندما تفشل المفاوضات في انجاز السلام فالمقاومة هي الحل البديل ومن واجبنا جميعا ان ندعمها.‏

وقال الرئيس الأسد.. تحدثنا في موضوع الملف النووي الايراني وذكره الرئيس شافيز وأنا أضيف نقطة واحدة بأن المشكلة هي مشكلة معرفة.. هم لا يريدون لاي دولة من الدول النامية ان تكتسب حق المعرفة وخاصة في المجال النووي الذي يعتبر من أعلى المجالات العلمية.‏

واضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لنا نجاح تركيا والبرازيل وايران في توقيع الاتفاق الاخير حول الملف النووي هو بنفس الوقت فشل للدول الاخرى الخمسة زائد واحد في الوصول الى هذا الاتفاق لاكثر من عام أو عامين تقريبا منذ بدؤوا الحديث حول موضوع نقل الوقود خارج ايران.. وهذا يعني أن ايران لم تكن متشددة بل هي مرنة‏

حق الدول في الحصول على الطاقة النووية السلمية‏

وأكد الرئيس الأسد ان كل الدول لها حق في الحصول على المفاعلات النووية السلمية وما سيطبق مع ايران اليوم بغض النظر عن العلاقة القوية بين سورية وايران سوف يطبق على أي دولة نامية تريد ان تمتلك مفاعلا نوويا سلميا للكهرباء أو لغيرها.. وبالتالي اهتمامنا بهذا الموضوع ينطلق من علاقتنا بايران ولكن بنفس الوقت ينطلق من رؤيتنا لمستقبل هذه التقنية وحاجتنا لها في المستقبل كدولة نامية سيأتي يوم وندخل في هذا الموضوع وسيكون امامنا نموذج جديد خارج عما هو مذكور في اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل التي تعطي الحق لكل دولة في هذا العالم ان تمتلك هذه التكنولوجيا طبعا مع اعطاء الحق للوكالة الدولية بالمراقبة.. فسنكون أمام نموذج تصبح فيه هذه الدول هي صاحبة القرار بغض النظر عن الاتفاقية وبدلا من دور الوكالة في المراقبة تتحول القضية الى لعبة أخرى في مجلس الامن كما يحصل الان.‏

وعبر الرئيس الأسد في ختام كلمته عن شكره للرئيس شافيز وللشعب الفنزويلي على الحفاوة الكبيرة وعلى الجهود المتميزة في انجاح هذه الزيارة وانجاح الحوار اليوم والذي خرج بنتائج مهمة جداً على المستويين السياسي والثنائي.‏

ورداً على سؤال حول النتائج المرجوة من الجولة في اميركا اللاتينية قال الرئيس الأسد.. لهذه الجولة ثلاثة جوانب الجانب الاول.. هو الجانب السياسي.. أما الجانب الثاني فهو الجانب الاقتصادي.. والجانب الثالث هو الجاليات السورية الموجودة في أمريكا اللاتينية وفي الجانب السياسي تاريخيا دول أمريكا اللاتينية تدعم القضايا العربية ولو بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى ولكن لا نستطيع أن نصف مواقفها بالسلبية ومع ذلك الامور في الشرق الاوسط تسير بشكل متسارع ومتبدل والتواصل مع هذه الدول من الناحية السياسية لشرح قضايانا وتطوراتها الاخيرة بالنسبة للمسوؤلين في تلك الدول يساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح وبالتالي اعطاء المزيد من الدعم لقضايانا.‏

واضاف الرئيس الأسد.. من جانب اخر اليوم قارة أمريكا الجنوبية والقارة اللاتينية أصبح لها موقع دولي مختلف في القرن الحادي والعشرين عن القرن الماضي وحتى عن العقد الماضي فهذا الدعم التاريخي الذي أتحدث عنه والموجود منذ عقود اليوم له وزن أكبر ونعتبر بأننا كطرف عربي بشكل عام وليس كسورية فقط قصرنا تجاه هذه العلاقة وبالمقابل كان هناك حماسة من دول هذه القارة لعلاقة قوية مع المنطقة العربية تجسدت في قمتين عربية أمريكية لاتينية الثانية في قطر والاولى في البرازيل ولكن لم نر بان هذه الطموحات تحققت على ارض الواقع.‏

وقال الرئيس الأسد.. علينا الا ننتظر بالضرورة كل الدول بشكل جماعي فقررنا في سورية أن نتحرك لكي نقوم بعملية ربط فعلي للعلاقة والجانب الاساسي منها هو الجانب الاقتصادي وتوسيع المصالح الاقتصادية وخاصة مع ظروف الازمة الاقتصادية العالمية وبالمقابل مع صعود دول أمريكا اللاتينية تصبح الفرصة مهيأة أكثر بكثير من السابق لتمتين هذه العلاقة.. والجانب الثالث المتعلق بالجاليات يرتبط بالقسم الاول والثاني وهذه الجاليات تستطيع أن تساعد في فهم الموقف السياسي لسورية وشرحه من خلال وجودها كجزء أساسي من المجتمع والدول في القارة اللاتينية وبنفس الوقت تستطيع أن تساهم بشكل كبير في بناء أسس قوية للعلاقات الاقتصادية.

  • فريق ماسة
  • 2010-06-26
  • 10963
  • من الأرشيف

الرئيس الأســد: فنزويــلا رمز للمقاومـة.. وما يجمعنا الطموحــات والتحديــات المتشابهة

أجرى السيد الرئيس بشار الأسد في القصر الرئاسي في كراكاس بعد ظهر امس بالتوقيت المحلي الفنزويلي مباحثات مع الرئيس الفنزويلي اوغو شافيز وتم بحضور الرئيسين التوقيع على تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون في المجالات الاقتصادية والزراعية والسياحية والعلمية.‏ وعقد الرئيسان الأسد وشافيز عقب التوقيع على الاتفاقيات مؤتمراً صحفياً مشتركاً عبر خلاله الرئيس الأسد عن شكره للشعب الفنزويلي على الحفاوة الكبيرة وقال.. شعرت بهذا الشيء وخاصة صباح هذا اليوم عندما تمكنت من القيام بجولة خلال ساعات الفراغ من هذا الصباح والتجوال في أسواق مدينة كراكاس بين الشعب الفنزويلي وعلى المحال التجارية والتحدث مع المواطنين الفنزويليين الذين لم نشعر بينهم أبدا بأي مسافة تذكر بل على العكس تماما كانوا قريبين جدا وكأنهم مواطنون سوريون.‏ وأضاف الرئيس الأسد.. يسعدني أن اقطع الأطلسي لأول مرة واقطع هذه القارة لتكون بداية زيارتي إلى أمريكا اللاتينية من فنزويلا.. أنها زيارتي الأولى الشخصية والرسمية والزيارة الاولى لرئيس سوري الى القارة الأمريكية لكن هذه المسافة البعيدة والغربة الزمنية الطويلة بين سورية وهذه القارة وتحديدا بين سورية وفنزويلا لم تكن ملموسة بالنسبة لنا فمنذ اللحظة الأولى ومنذ وصولنا الى المطار شعرنا بالوجود السوري البشري في هذه القارة.‏ وقال الرئيس الأسد.. ان المواطنين السوريين يوجدون في مختلف بقاع هذا البلد وفي المناصب والاماكن الفاعلة وشعرنا بأن هناك شيئا سورياً موجودا بشكل طبيعي غير مفتعل وغير مصطنع.. وشعرت مباشرة أن هذه المسافات البعيدة بيننا تقلصت وأن هذه الغربة زالت بشكل كلي ولا يوجد شيء من الممكن أن يربط بين أي بلدين كالرابط الشعبي والبشري الذي يتمثل بشكل أساسي بالمغتربين والجالية الموجودة في بلد ما.‏ وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثت مع الرئيس شافيز في قضايا كثيرة وعن الشرق الاوسط بتعقيداته الكثيرة والمتراكمة وأيضا الاوضاع السياسية في أمريكا اللاتينية والتي تتميز بالديناميكية السياسية العالية والتغيرات الكبيرة وخاصة في السنوات الاخيرة.‏ وأضاف الرئيس الأسد.. لقد أنجبت فنزويلا الكثير من القادة الكبار لم يكن أولهم سيمون بوليفار المحرر العظيم الذي قاد معارك التحرر في أكثر من دولة في القارة اللاتينية ومنها فنزويلا ولن يكون اخرهم الرئيس الشجاع الجريء في مواقفه وفي وقوفه الى جانب القضايا العادلة للشعوب في أي مكان من العالم وفي مقدمتهم بالنسبة لنا في القضايا العربية.‏ تجمعنا الطموحات المشتركة‏ وقال الرئيس الأسد.. أردت أن نبدأ هذه الزيارة في فنزويلا لهذا السبب ولأسباب كثيرة تجمعنا مع فنزويلا وتجمعنا بشكل عام مع القارة الاميركية الجنوبية ولكن بالنسبة لنا فنزويلا هي جوهر هذه العلاقة وهي المحور الاساسي لعلاقة سورية مع أميركا اللاتينية وهناك أشياء كثيرة تجمعنا.. تجمعنا طموحاتنا المشتركة.. تجمعنا التحديات المتشابهة.. في بعض الاحيان كانت تجمعنا خصومة لدول معينة.. طبعا نحن لم نبحث عن خصومة وانما هذه الدول هي التي وضعتنا في موقع الخصم وصادفت أن تكون نفس هذه الدول وبنفس الجدول الزمني.‏ وقال الرئيس الأسد.. بكل تأكيد لا أحد على مستوى العالم لا يحترم الرئيس شافيز.. ولا أحد يحترم من لا يحترم نفسه وهذا يأتي في الاطار الذي تحدث عنه الرئيس شافيز عندما ذكر مواقف رئيس الوزراء أردوغان تجاه نفس القضايا التي تحدث عنها وخاصة القضية الفلسطينية وبالتالي أصبحت فنزويلا والرئيس شافيز رمزا للمقاومة ورمزا للكرامة ‏ الاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار الوطني‏ وأضاف الرئيس الأسد.. اننا نسعى لعلاقة استراتيجية تربط بين شعبين أهم شيء يربط بينهما هو الرغبة الشديدة بالاستقلال ورفض الاملاءات الخارجية وعندما نتحدث عن الاستقلال فنحن لا نقصد فقط استقلال الاراضي وربما استقلت معظم الدول في أميركا الجنوبية منذ زمن طويل ولكن الاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار الوطني.. فالاستعمار يخرج من الارض ويعود من الاقتصاد ومن السياسة وأحيانا يعود من خلال امعات دمى سياسية تقوم بتنفيذ الاجندة الخاصة بالاستعمار في هذا البلد.‏ وقال الرئيس الأسد.. نحن نعتقد أن أمريكا الجنوبية سارت خطوات متقدمة جدا من أجل الحصول على الاستقلال الكامل الذي يتمثل في الاستقلال الوطني.. وهنا كان لفنزويلا وللرئيس شافيز دور كبير في التحولات التي حصلت مؤخرا خلال السنوات العشر الماضية في هذه القارة ككل.‏ علينا أن نكون أقوياء‏ وقال الرئيس الأسد علينا أن نكون أقوياء لاننا نعيش في عالم له قواعد وهذه القواعد كأي لعبة لا نستطيع أن نلعب الشطرنج بقواعد كرة القدم فالقاعدة الاساسية في السياسة الدولية الان تقول بأن العالم يحترم فقط الاقوياء ولا يحترم الضعفاء ‏واضاف الرئيس الأسد.. ان أول عامل في تحقيق هذه القوة هو الوحدة الوطنية الداخلية.. العامل الثاني هو القرار الوطني المستقل.. العامل الثالث الا نبقى منعزلين عن الاخرين وخاصة الاصدقاء ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين سورية وفنزويلا.. ‏ وقال الرئيس الأسد.. ان الزيارة الاولى للرئيس شافيز الى سورية خلال عام 2006 كانت زيارة نستطيع أن نسميها التعارف ليس على المستوى الشخصي فقط وانما على مستوى السياسات أو التطلعات أو ربما زيارة سبر امكانية تطوير هذه العلاقات وتحدثنا بأفكار عامة.‏  واضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا بأفكار عامة ووضعنا تصورات معينة وحددنا الاتفاقيات المطلوب منا أن نوقعها ودخلت كما هي العادة في معظم الحالات أن تدخل هذه الاتفاقيات في اطار أو مسار البيروقراطية وتأخرت...‏ سورية بوابة فنزويلا إلى آسيا‏ وتابع الرئيس الأسد.. اننا لا نزال في بداية التطبيق الفعلي لكل هذه التصورات التي وضعت خلال الزيارة الاولى والحقيقة ما بدأنا به فعليا هو موضوع الزيتون وبكميات قليلة فالشحنة الاولى كانت بحدود عشرين طنا وهذا يحتاج لوسائط نقل بالدرجة الاولى وهي وسائط النقل البحرية ولتوسيع هذه العلاقة لا بد أن ننشىء خط نقل بحريا بين فنزويلا وسورية وبالتالي يمكن أن تكون سورية هي بوابة فنزويلا باتجاه اسيا وشرق المتوسط وبالمقابل تكون فنزويلا هي بوابة سورية البحرية تجاه العلاقة مع أمريكا اللاتينية.. ونحن الان في بداية التطبيق الفعلي لما وضعناه من تصورات قبل أربعة أعوام والان التحدي هو في التوسع في هذا التطبيق لكي يشمل مجالات مختلفة.‏ وقال الرئيس الأسد.. ان الرئيس شافيز تحدث بما يكفي عن الزيتون السوري ونحن البلد الاول في العالم العربي بانتاج الزيتون والخامس على مستوى العالم والزيت السوري معروف من ناحية النوعية وهذا الزيت في أمريكا اللاتينية مرتفع الثمن فمن الممكن ان يكون هناك التطبيق في المرحلة الاولى لهذا الزيت وفي المرحلة الثانية لا بد أن ننتقل الى الانتاج المشترك بحيث نأتي بالزيتون الخام السوري الى فنزويلا ويصنع في معامل مشتركة في هذه المنطقة.‏ وتابع الرئيس الأسد.. في نفس الوقت هناك اتفاق لدعم فنزويلا بزراعة القطن وهناك اتفاقات اخرى عرضت وهذه مجرد نماذج وموضوع المطالب موضوع مهم فلا يمكن ان يكون هناك علاقات تجارية واقتصادية من دون وجود تسهيلات مالية وأهمها المصارف‏ ودعا الرئيس الأسد الجالية السورية لكي تبدأ بلعب دور مباشر وفاعل على هذا الصعيد من خلال معرفتها باللغتين وبالثقافتين ومن خلال متابعتها لما يجري في بلدها الام وبالتالي هي تلعب دور المعزز لهذه العلاقة بالاتجاهين أي بالاتجاه السوري وبالاتجاه الفنزويلي.‏ وقال الرئيس الأسد.. اللقاء مع الرئيس شافيز كان غنيا جدا ليس لان منطقة الشرق الاوسط غنية بالاحداث او القارة الامريكية كذلك بل لاننا نتحدث بحرية واستقلالية وعندما لا نتحدث بحرية فلا يمكن ان نناقش قضايانا الوطنية ‏ ندعم مواقف فنزويلا‏ واضاف الرئيس الأسد.. سمعت من الرئيس شافيز عرضا عن الوضع في امريكا اللاتينية والتحولات الايجابية التي تجري في هذه القارة وخاصة كما قلت الاستقلال الوطني والرؤية لمستقبل هذه القارة والعلاقة بين منطقة الشرق الاوسط وقارة امريكا الجنوبية واكدت للرئيس شافيز دعم سورية بكل ما تستطيع لمواقف فنزويلا ولصمودها في وجه الضغوط التي تتعرض لها من اجل ان تعود بعقارب الساعة الى الخلف وتصبح البلد الذي ينفذ الاوامر التي تأتي من الخارج.. وبهذه المناسبة نحن نعبر عن ثقتنا بأن الشعب الفنزويلي ايضا لن يسمح لهذه العقارب بالعودة الى الوراء والجالية السورية هي جزء اساسي من هذا الشعب وهي تعرف مصلحة وطنها فنزويلا وايضا مصلحة وطنها الام المرتبطة مع مصلحة هذا البلد وبالتالي من واجبنا جميعا ان ندعم كل من يقف موقفا وطنيا تجاه هذا الوطن وتجاه الوطن الام.‏ حكومة إسرائيل متطرفة وتسعى لإشعال الحروب والفتن‏  ‏ وتابع الرئيس الأسد.. تحدثت مع الرئيس شافيز عما يخصنا في منطقة الشرق الاوسط وبشكل سريع لانكم تعرفون عن منطقتنا الكثير وفي البداية شكرته على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ونفس الشكر موجه للشعب الفنزويلي وللحكومة الفنزويلية التي تنسق معنا وتدعم هذا الشعب وتدعم قضاياه في مختلف المحافل الدولية ولكن باختصار نحن امام حكومة اسرائيلية لن تعطي ولم تعمل في يوم من الايام من اجل اعطاء الشعب الفلسطيني دولته المستقلة وكل ما نسمعه عن هذا الحديث وعن هذا الموضوع هو مجرد احاديث وتصريحات اعلامية ولكن بالممارسات هذه الحكومة هي حكومة متطرفة وحكومة تسعى لاشعال الحروب والفتن والمشاكل في المنطقة ‏ واضاف الرئيس الأسد.. هناك موضوع آخر يصب في نفس الاتجاه هو موضوع تهويد القدس ايضا هذه حكومة تقوم بطرد السكان العرب الفلسطينيين السكان الاصليين لفلسطين من اراضيهم ومن بيوتهم من اجل ان تأتي بسكان مستوردين من الخارج ويسكنوا بدلا منهم وهم يتحدثون عن دولة ديمقراطية ويتحدثون عن دولة يهودية بنفس الوقت وفي هذا تناقض كبير كيف تكون دولة ديمقراطية لكل من فيها من العرب المسلمين والمسيحيين وكيف تكون دولة يهودية.. هذا الكلام غير ممكن من الناحية العملية الا اذا كانت اسرائيل تريد ان تقدم نموذجا جديدا في الديمقراطية يمكن ان نطلق عليه وربما هي تطلق عليه ديمقراطية الفصل العنصري ولا يوجد تفسير آخر لهذا الموضوع.‏ وقال الرئيس الأسد.. ان موضوع التهويد ليس له مبرر فنحن وانتم شعوب منفتحة منذ 100 عام وأتاكم مهاجرون من مختلف القوميات ومن اديان مختلفة ومن مذاهب مختلفة ولم تعاملوهم بناء على هذه المعايير القومية العرقية او الدينية وفتحتم لهم ابوابكم ورحبتم بهم في بلدكم ونحن نفس الشيء لدينا تاريخ منفتح بنفس الطريقة والدليل هو التنوع الكبير الموجود في مجتمعنا من الناحية العرقية والدينية والمذهبية.‏ إسرائيل قامت على الإرهاب‏ واضاف الرئيس الأسد.. بكل الاحوال ان حادثة أسطول الحرية التي حصلت مؤخرا والتي اعتدت القوات الاسرائيلية خلالها على سفينة تحمل مساعدات انسانية الى غزة سفينة تركية هي دليل آخر ودليل صارخ وواضح على اجرام اسرائيل وعدم امكانية قيام السلام مع هذه الدولة التي قامت بالاساس على الارهاب لان تركيا تحديدا لم تكن في يوم من الايام خصما لاسرائيل بل كانت صديقة على مدى 60 عاما منذ قيام اسرائيل ومع ذلك طالت مواطنيها يد القتل والغدر وبالمقابل المجتمع الدولي لم يفعل شيئا كما هي العادة عدا بعض التصريحات الخجولة ولم يقم احد بمعاقبة اسرائيل.‏ متفقون على دعم المقاومة‏ وتابع الرئيس الأسد.. أنا والرئيس شافيز متفقان تماما حول دعم المقاومة وحول حق المقاومة لكل شعب من الشعوب تنتهك حقوقه وتحتل أراضيه وهذا يكون بغض النظر عن العناوين التي نسمعها بالاعلام أو التي تسوق تحت أي عنوان حتى لو كان هذا العنوان الامم المتحدة التي حولت الى مؤسسة تطبق سياسات بعض الدول.‏ وقال الرئيس الأسد.. من المصطلحات المضحكة الان ما يسمى المجتمع الدولي والتي استخدمتها أنا قبل قليل فيقولون لنا ان المجتمع الدولي غير راض عن سياسات سورية على سبيل المثال.. قبل هذا الطرح بأسابيع أو بأشهر نلتقي بمسؤولين من دول مختلفة في العالم ونسمع منهم عكس هذا الكلام فنسألهم ماذا تقصدون بالمجتمع الدولي.. معظم دول العالم توافق على سياساتنا وعلى توجهاتنا.. في الحقيقة نحن نعرف بأن المجتمع الدولي هو مجموعة دول أرادت ان تختصره بنفسها وتحدد سياسات العالم وتهيمن عليه وبالتالي المقاومة وبغض النظر عن هذه السياسات والمصطلحات والمسميات التي يسمونها أو السمات التي توصم بها هي حق شرعي لكل الشعوب.‏ وصف المقاومة بالإرهاب غير مقبول‏ وأضاف الرئيس الأسد.. ان وصف المقاومة بالارهاب بالنسبة لنا وصف غير مقبول.. الارهاب بالنسبة لنا في الشرق الاوسط هو كلمة واحدة لها مرادف وحيد.. الكلمة ارهاب ومرادفها اسرائيل تحديدا وبالتالي نحن نؤمن بالمفاوضات كطريق طبيعي للسلام ونحن لسنا مع الحروب ولا مع الحصار ولكن عندما تفشل المفاوضات في انجاز السلام فالمقاومة هي الحل البديل ومن واجبنا جميعا ان ندعمها.‏ وقال الرئيس الأسد.. تحدثنا في موضوع الملف النووي الايراني وذكره الرئيس شافيز وأنا أضيف نقطة واحدة بأن المشكلة هي مشكلة معرفة.. هم لا يريدون لاي دولة من الدول النامية ان تكتسب حق المعرفة وخاصة في المجال النووي الذي يعتبر من أعلى المجالات العلمية.‏ واضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لنا نجاح تركيا والبرازيل وايران في توقيع الاتفاق الاخير حول الملف النووي هو بنفس الوقت فشل للدول الاخرى الخمسة زائد واحد في الوصول الى هذا الاتفاق لاكثر من عام أو عامين تقريبا منذ بدؤوا الحديث حول موضوع نقل الوقود خارج ايران.. وهذا يعني أن ايران لم تكن متشددة بل هي مرنة‏ حق الدول في الحصول على الطاقة النووية السلمية‏ وأكد الرئيس الأسد ان كل الدول لها حق في الحصول على المفاعلات النووية السلمية وما سيطبق مع ايران اليوم بغض النظر عن العلاقة القوية بين سورية وايران سوف يطبق على أي دولة نامية تريد ان تمتلك مفاعلا نوويا سلميا للكهرباء أو لغيرها.. وبالتالي اهتمامنا بهذا الموضوع ينطلق من علاقتنا بايران ولكن بنفس الوقت ينطلق من رؤيتنا لمستقبل هذه التقنية وحاجتنا لها في المستقبل كدولة نامية سيأتي يوم وندخل في هذا الموضوع وسيكون امامنا نموذج جديد خارج عما هو مذكور في اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل التي تعطي الحق لكل دولة في هذا العالم ان تمتلك هذه التكنولوجيا طبعا مع اعطاء الحق للوكالة الدولية بالمراقبة.. فسنكون أمام نموذج تصبح فيه هذه الدول هي صاحبة القرار بغض النظر عن الاتفاقية وبدلا من دور الوكالة في المراقبة تتحول القضية الى لعبة أخرى في مجلس الامن كما يحصل الان.‏ وعبر الرئيس الأسد في ختام كلمته عن شكره للرئيس شافيز وللشعب الفنزويلي على الحفاوة الكبيرة وعلى الجهود المتميزة في انجاح هذه الزيارة وانجاح الحوار اليوم والذي خرج بنتائج مهمة جداً على المستويين السياسي والثنائي.‏ ورداً على سؤال حول النتائج المرجوة من الجولة في اميركا اللاتينية قال الرئيس الأسد.. لهذه الجولة ثلاثة جوانب الجانب الاول.. هو الجانب السياسي.. أما الجانب الثاني فهو الجانب الاقتصادي.. والجانب الثالث هو الجاليات السورية الموجودة في أمريكا اللاتينية وفي الجانب السياسي تاريخيا دول أمريكا اللاتينية تدعم القضايا العربية ولو بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى ولكن لا نستطيع أن نصف مواقفها بالسلبية ومع ذلك الامور في الشرق الاوسط تسير بشكل متسارع ومتبدل والتواصل مع هذه الدول من الناحية السياسية لشرح قضايانا وتطوراتها الاخيرة بالنسبة للمسوؤلين في تلك الدول يساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح وبالتالي اعطاء المزيد من الدعم لقضايانا.‏ واضاف الرئيس الأسد.. من جانب اخر اليوم قارة أمريكا الجنوبية والقارة اللاتينية أصبح لها موقع دولي مختلف في القرن الحادي والعشرين عن القرن الماضي وحتى عن العقد الماضي فهذا الدعم التاريخي الذي أتحدث عنه والموجود منذ عقود اليوم له وزن أكبر ونعتبر بأننا كطرف عربي بشكل عام وليس كسورية فقط قصرنا تجاه هذه العلاقة وبالمقابل كان هناك حماسة من دول هذه القارة لعلاقة قوية مع المنطقة العربية تجسدت في قمتين عربية أمريكية لاتينية الثانية في قطر والاولى في البرازيل ولكن لم نر بان هذه الطموحات تحققت على ارض الواقع.‏ وقال الرئيس الأسد.. علينا الا ننتظر بالضرورة كل الدول بشكل جماعي فقررنا في سورية أن نتحرك لكي نقوم بعملية ربط فعلي للعلاقة والجانب الاساسي منها هو الجانب الاقتصادي وتوسيع المصالح الاقتصادية وخاصة مع ظروف الازمة الاقتصادية العالمية وبالمقابل مع صعود دول أمريكا اللاتينية تصبح الفرصة مهيأة أكثر بكثير من السابق لتمتين هذه العلاقة.. والجانب الثالث المتعلق بالجاليات يرتبط بالقسم الاول والثاني وهذه الجاليات تستطيع أن تساعد في فهم الموقف السياسي لسورية وشرحه من خلال وجودها كجزء أساسي من المجتمع والدول في القارة اللاتينية وبنفس الوقت تستطيع أن تساهم بشكل كبير في بناء أسس قوية للعلاقات الاقتصادية.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة