خلصت دراسة أوروبية جديدة إلى أن التغير المناخي يمكن أن يسبب المزيد من المخاطر التي لا يمكن التنبؤ بها في الأقاليم الجبلية مثل جبال الألب، بحسب خدمة يوريك أليرت المقدمة من الجمعية الأميركية لتقدم العلوم

أجرى الدراسة باحثون من جامعة أكسِتَر البريطانية ومن النمسا، ونشرت حصيلتها بعنوان "التغير المناخي والمخاطر الجيومورفولوجية في جبال الألب بالشرق الأوروبي"، في دورية الوقائع الفلسفية للجمعية الملكية لعلوم الرياضة والفيزياء والهندسة

تقدم الدراسة تحليلا لتأثيرات اثنتين من الظواهر المناخية شديدة الوطأة، وهما موجة حر صيف 2003 وفيضانات 2005 على هذا الإقليم الجبلي. وتظهر النتائج الآثار الناجمة عن ظواهر مناخية، يُرجح أن تتكرر أكثر بسبب التغير المناخي، بالنسبة لمناطق الألب وما يترتب على هذه التغيرات من عواقب للمجتمعات المحلية

وكان متوسط درجات الحرارة خلال موجة الحر بصيف 2003 في مناطق واسعة من جبال الألب قد تجاوزت متوسط درجات الحرارة الصيفية المسجلة خلال ثلاثة عقود بين عامي 1961 و1990، بحوالي 3 إلى 5 درجات مئوية

احترار مضاعف

وقد أطلق ذلك فقدا قياسيا لطبقات الجليد بمناطق الألب، وبمستويات تفوق بثلاث مرات متوسط ذوبان الجليد بين عامي 1980 و2000. كذلك، تسبب ذوبان الجليد في زيادة مستويات سقوط الصخور

وكانت الفيضانات الشديدة التي حدثت نتيجة هطول أمطار غزيرة في أغسطس/ آب 2005، هي الأكثر تدميرا على مدى 100 عام، وأدت إلى تجمع كميات كبيرة من المياه والرواسب التي أخذت طريقها لتترسب بمجاري الأنهار والوديان، مما سبب خسائر في النمسا تقدر بحوالي 555 مليون يورو بالنسبة للمباني والطرق والسكك الحديدية والمناطق الصناعية

أما في الجزء السويسري من إقليم الألب، فقد تكبدت البلاد ربع إجمالي الخسائر والأضرار الواقعة بالإقليم من جراء الفيضانات وتدفق الحطام والانهيارات الأرضية وسقوط الصخور منذ عام 1972

وتقدر الزيادة في درجات الحرارة بإقليم الألب الأوروبي بضعف المتوسط العالمي لارتفاع درجات الحرارة المسجل منذ أواخر القرن التاسع عشر. وترجح التنبؤات استمرار ارتفاع حرارة الإقليم بمتوسط يتراوح بين 0.3 و0.5 كل عشر سنوات خلال القرن المقبل

الاحترار الكوكبي

وقد أخفقت النماذج المناخية العالمية في الأخذ بالحسبان التغيرات الحرارية على المستوى المحلي المحدود. لذلك، فإن تأثير التغير المناخي هنا -هو إلى حد كبير- غير معروف. ويتخذ ذلك أهمية أكبر في بعض الأقاليم لأن السمات البيئية المحلية، مثل طبقات الجليد، تشكل خطرا قائما

تنحو أكبر المخاطر إلى التركز في المناطق بالغة الارتفاع، حيث هناك البنية التحتية لرياضات تسلق الجبال والتزلج. ومما يثير القلق هناك قلة الوعي العام أو المحلي بهذه المسائل والمخاطر. وبالإضافة لذلك، يُرجح أن يتعاظم تأثير التغير المناخي على أي طبقات ثلوج أو جليد تغطي المناطق الجبلية، لأن ذوبان الثلوج يؤدي إلى مزيد من الذوبان

يلفت باحث بجامعة أكسِتر إلى أنه في حين يستمر النشاط البشري وإدارة الأراضي كعوامل هامة، من المتوقع أن يسبب الاحترار الكوكبي الراهن استمرار وتسريع فقد الجليد في جبال الألب الأوروبية على مدى العقود والقرون الماضية

ويتوقع جاسبر نايت أنه سيكون لذلك تأثير كبير على نوع المخاطر ومواقعها وتكرار وقوعها، وكذلك تأثير سلبي محتمل على المحرك الاقتصادي للمنطقة وهو السياحة
  • فريق ماسة
  • 2010-06-25
  • 10617
  • من الأرشيف

ذوبان الجليد وسقوط الصخور

خلصت دراسة أوروبية جديدة إلى أن التغير المناخي يمكن أن يسبب المزيد من المخاطر التي لا يمكن التنبؤ بها في الأقاليم الجبلية مثل جبال الألب، بحسب خدمة يوريك أليرت المقدمة من الجمعية الأميركية لتقدم العلوم أجرى الدراسة باحثون من جامعة أكسِتَر البريطانية ومن النمسا، ونشرت حصيلتها بعنوان "التغير المناخي والمخاطر الجيومورفولوجية في جبال الألب بالشرق الأوروبي"، في دورية الوقائع الفلسفية للجمعية الملكية لعلوم الرياضة والفيزياء والهندسة تقدم الدراسة تحليلا لتأثيرات اثنتين من الظواهر المناخية شديدة الوطأة، وهما موجة حر صيف 2003 وفيضانات 2005 على هذا الإقليم الجبلي. وتظهر النتائج الآثار الناجمة عن ظواهر مناخية، يُرجح أن تتكرر أكثر بسبب التغير المناخي، بالنسبة لمناطق الألب وما يترتب على هذه التغيرات من عواقب للمجتمعات المحلية وكان متوسط درجات الحرارة خلال موجة الحر بصيف 2003 في مناطق واسعة من جبال الألب قد تجاوزت متوسط درجات الحرارة الصيفية المسجلة خلال ثلاثة عقود بين عامي 1961 و1990، بحوالي 3 إلى 5 درجات مئوية احترار مضاعف وقد أطلق ذلك فقدا قياسيا لطبقات الجليد بمناطق الألب، وبمستويات تفوق بثلاث مرات متوسط ذوبان الجليد بين عامي 1980 و2000. كذلك، تسبب ذوبان الجليد في زيادة مستويات سقوط الصخور وكانت الفيضانات الشديدة التي حدثت نتيجة هطول أمطار غزيرة في أغسطس/ آب 2005، هي الأكثر تدميرا على مدى 100 عام، وأدت إلى تجمع كميات كبيرة من المياه والرواسب التي أخذت طريقها لتترسب بمجاري الأنهار والوديان، مما سبب خسائر في النمسا تقدر بحوالي 555 مليون يورو بالنسبة للمباني والطرق والسكك الحديدية والمناطق الصناعية أما في الجزء السويسري من إقليم الألب، فقد تكبدت البلاد ربع إجمالي الخسائر والأضرار الواقعة بالإقليم من جراء الفيضانات وتدفق الحطام والانهيارات الأرضية وسقوط الصخور منذ عام 1972 وتقدر الزيادة في درجات الحرارة بإقليم الألب الأوروبي بضعف المتوسط العالمي لارتفاع درجات الحرارة المسجل منذ أواخر القرن التاسع عشر. وترجح التنبؤات استمرار ارتفاع حرارة الإقليم بمتوسط يتراوح بين 0.3 و0.5 كل عشر سنوات خلال القرن المقبل الاحترار الكوكبي وقد أخفقت النماذج المناخية العالمية في الأخذ بالحسبان التغيرات الحرارية على المستوى المحلي المحدود. لذلك، فإن تأثير التغير المناخي هنا -هو إلى حد كبير- غير معروف. ويتخذ ذلك أهمية أكبر في بعض الأقاليم لأن السمات البيئية المحلية، مثل طبقات الجليد، تشكل خطرا قائما تنحو أكبر المخاطر إلى التركز في المناطق بالغة الارتفاع، حيث هناك البنية التحتية لرياضات تسلق الجبال والتزلج. ومما يثير القلق هناك قلة الوعي العام أو المحلي بهذه المسائل والمخاطر. وبالإضافة لذلك، يُرجح أن يتعاظم تأثير التغير المناخي على أي طبقات ثلوج أو جليد تغطي المناطق الجبلية، لأن ذوبان الثلوج يؤدي إلى مزيد من الذوبان يلفت باحث بجامعة أكسِتر إلى أنه في حين يستمر النشاط البشري وإدارة الأراضي كعوامل هامة، من المتوقع أن يسبب الاحترار الكوكبي الراهن استمرار وتسريع فقد الجليد في جبال الألب الأوروبية على مدى العقود والقرون الماضية ويتوقع جاسبر نايت أنه سيكون لذلك تأثير كبير على نوع المخاطر ومواقعها وتكرار وقوعها، وكذلك تأثير سلبي محتمل على المحرك الاقتصادي للمنطقة وهو السياحة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة